أختي الغاليه ما شاء الله على موضوعكِ حقاً موضوع رائع وقيّم كتبتي فأبدعتِ سلِمت يداكِ وجعلكِ الله مع زمرة المؤمنين والمؤمنات واسمحي لي بهذه الإضافه
تفسيرالطبري رحمه الله تعالى … للآية (58) من سورة الأحزاب
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا
وَقَوْله : { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ } كَانَ مُجَاهِد يُوَجِّه مَعْنَى قَوْله { يُؤْذُونَ } إِلَى يَقْفُونَ . ذِكْر الرِّوَايَة بِذَلِكَ عَنْهُ :
21857 – حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ : ثنا الْحَسَن
, قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ } قَالَ : يَقْفُونَ. فَمَعْنَى الْكَلَام عَلَى مَا قَالَ
مُجَاهِد : وَالَّذِينَ يَقْفُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات , وَيَعِيبُونَهُمْ طَلَبًا لِشَيْنِهِمْ { بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا } يَقُول : بِغَيْرِ مَا عَمِلُوا
, كَمَا : 21858 – حَدَّثَنِي مُحَمَّد بْن عَمْرو , قَالَ : ثنا أَبُو عَاصِم , قَالَ : ثنا عِيسَى ; وَحَدَّثَنِي الْحَارِث , قَالَ :
ثنا الْحَسَن , قَالَ : ثنا وَرْقَاء , جَمِيعًا عَنِ ابْن أَبِي نَجِيح , عَنْ مُجَاهِد , فِي قَوْله : { بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا }
قَالَ عَمِلُوا . 21859 – حَدَّثَنَا نَصْر بْن عَلِيّ , قَالَ : ثنا عَثَّامُ بْن عَلِيّ , عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ مُجَاهِد
, قَالَ : قَرَأَ ابْن عُمَر : { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا }
قَالَ : فَكَيْفَ إِذَا أُوذِيَ بِالْمَعْرُوفِ , فَذَلِكَ يُضَاعَف لَهُ الْعَذَاب . * حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب , قَالَ : ثنا عَثَّامُ بْن عَلِيّ
, عَنْ الْأَعْمَش , عَنْ ثَوْر , عَنِ ابْن عُمَر { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا }
قَالَ : كَيْفَ بِالَّذِي يَأْتِي إِلَيْهِمْ الْمَعْرُوف . 21860 -حَدَّثَنَا بِشْر , قَالَ : ثنا يَزِيد , قَالَ : ثنا سَعِيد , عَنْ قَتَادَة
{ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا }
فَإِيَّاكُمْ وَأَذَى الْمُؤْمِن , فَإِنَّ اللَّهَ يَحُوطهُ , وَيَغْضَب لَهُ .
وَقَوْله : { فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا }
يَقُول : فَقَدِ احْتَمَلُوا زُورًا وَكَذِبًا وَفِرْيَة شَنِيعَة ; وَبُهْتَان : أَفْحَش الْكَذِب { وَإِثْمًا مُبِينًا }
يَقُول : وَإِثْمًا يُبَيِّن لِسَامِعِهِ أَنَّهُ إِثْم وَزُور.
وأيضاً
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته …
تفسير القرطبي رحمه الله تعالى … للآية (58) من سورة الأحزاب
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا
أَذِيَّة الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات هِيَ أَيْضًا بِالْأَفْعَالِ وَالْأَقْوَال الْقَبِيحَة , كَالْبُهْتَانِ وَالتَّكْذِيب الْفَاحِش الْمُخْتَلَق . وَهَذِهِ الْآيَة نَظِير
الْآيَة الَّتِي فِي النِّسَاء : " وَمَنْ يَكْسِب خَطِيئَة أَوْ إِثْمًا ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئًا فَقَدْ اِحْتَمَلَ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " [ النِّسَاء : 112 ]
كَمَا قَالَ هُنَا . وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ مِنْ الْأَذِيَّة تَعْيِيره بِحَسَبٍ مَذْمُوم , أَوْ حِرْفَة مَذْمُومَة , أَوْ شَيْء يَثْقُل عَلَيْهِ إِذَا سَمِعَهُ
, لِأَنَّ أَذَاهُ فِي الْجُمْلَة حَرَام . وَقَدْ مَيَّزَ اللَّه تَعَالَى بَيْن أَذَاهُ وَأَذَى الرَّسُول وَأَذَى الْمُؤْمِنِينَ فَجَعَلَ الْأَوَّل كُفْرًا وَالثَّانِيَ كَبِيرَة
, فَقَالَ فِي أَذَى الْمُؤْمِنِينَ : " فَقَدْ اِحْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " وَقَدْ بَيَّنَّاهُ . وَرُوِيَ أَنَّ عُمَر بْن الْخَطَّاب قَالَ لِأُبَيّ بْن كَعْب
: قَرَأْت الْبَارِحَة هَذِهِ الْآيَة فَفَزِعْت مِنْهَا " وَاَلَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا " الْآيَة
, وَاَللَّه إِنِّي لَأَضْرِبهُمْ وَأَنْهَرهُمْ . فَقَالَ لَهُ أُبَيّ : يَا أَمِير الْمُؤْمِنِينَ , لَسْت مِنْهُمْ , إِنَّمَا أَنْتَ مُعَلِّم وَمُقَوِّم .
وَقَدْ قِيلَ : إِنَّ سَبَب نُزُول هَذِهِ الْآيَة أَنَّ عُمَر رَأَى جَارِيَة مِنْ الْأَنْصَار فَضَرَبَهَا وَكَرِهَ مَا رَأَى مِنْ زِينَتهَا
, فَخَرَجَ أَهْلهَا فَآذَوْا عُمَر بِاللِّسَانِ ; فَأَنْزَلَ اللَّه هَذِهِ الْآيَة .
وَقِيلَ : نَزَلَتْ فِي عَلِيّ , فَإِنَّ الْمُنَافِقِينَ كَانُوا يُؤْذُونَهُ وَيَكْذِبُونَ عَلَيْهِ . رَضِيَ اللَّه عَنْهُ .
وأيضا
تفسير ابن كثير رحمه الله تعالى … للآية (58) من سورة الأحزاب
وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا
وَقَوْله تَعَالَى " وَاَلَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا " أَيْ يَنْسُبُونَ إِلَيْهِمْ مَا هُمْ بُرَآء مِنْهُ لَمْ يَعْمَلُوهُ
وَلَمْ يَفْعَلُوهُ " فَقَدْ اِحْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا " وَهَذَا هُوَ الْبَهْت الْكَبِير أَنْ يُحْكَى أَوْ يُنْقَل عَنْ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات
مَا لَمْ يَفْعَلُوهُ عَلَى سَبِيل الْعَيْب وَالتَّنَقُّص لَهُمْ وَمِنْ أَكْثَر مَنْ يَدْخُل فِي هَذَا الْوَعِيد الْكَفَرَة بِاَللَّهِ وَرَسُوله ثُمَّ الرَّافِضَة
الَّذِينَ يَنْتَقِصُونَ الصَّحَابَة وَيَعِيبُونَهُمْ بِمَا قَدْ بَرَّأَهُمْ اللَّه مِنْهُ وَيَصِفُونَهُمْ بِنَقِيضِ مَا أَخْبَرَ اللَّه عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّه عَزَّ وَجَلَّ
قَدْ أَخْبَرَ أَنَّهُ قَدْ رِضَى عَنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَار وَمَدَحَهُمْ وَهَؤُلَاءِ الْجَهَلَة الْأَغْبِيَاء يَسُبُّونَهُمْ وَيَنْتَقِصُونَهُمْ وَيَذْكُرُونَ
عَنْهُمْ مَا لَمْ يَكُنْ وَلَا فَعَلُوهُ أَبَدًا فَهُمْ فِي الْحَقِيقَة مُنَكَّسُو الْقُلُوب يَذُمُّونَ الْمَمْدُوحِينَ وَيَمْدَحُونَ الْمَذْمُومِينَ وَقَالَ أَبُو دَاوُدَ
حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيّ حَدَّثَنَا عَبْد الْعَزِيز يَعْنِي اِبْن مُحَمَّد عَنْ الْعَلَاء عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة أَنَّهُ قِيلَ يَا رَسُول اللَّه مَا الْغِيبَة ؟
قَالَ ذِكْرك أَخَاك بِمَا يَكْرَه قِيلَ أَفَرَأَيْت إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُول ؟ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُول فَقَدْ اِغْتَبْته وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ
مَا تَقُول فَقَدْ بَهَتّه وَهَكَذَا رَوَاهُ التِّرْمِذِيّ عَنْ قُتَيْبَة عَنْ الدَّرَاوَرْدِيّ بِهِ ثُمَّ قَالَ حَسَن صَحِيح وَقَدْ قَالَ اِبْن أَبِي حَاتِم
حَدَّثَنَا أَحْمَد بْن سَلَمَة حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْب حَدَّثَنَا مُعَاوِيَة بْن هِشَام عَنْ عَمَّار بْن أَنَس عَنْ اِبْن أَبِي مُلَيْكَة عَنْ عَائِشَة قَالَتْ
: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِأَصْحَابِهِ أَيّ الرِّبَا أَرْبَى عِنْد اللَّه قَالُوا اللَّه وَرَسُوله أَعْلَم قَالَ أَرْبَى الرِّبَا
عِنْد اللَّه اِسْتِحْلَال عِرْض اِمْرِئٍ مُسْلِم ثُمَّ قَرَأَ " وَاَلَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَات بِغَيْرِ مَا اِكْتَسَبُوا فَقَدْ اِحْتَمَلُوا بُهْتَانًا
وَإِثْمًا مُبِينًا " .
تقبلي ودي وتقديري