تفسير سورة النصر االميسر 2024.

دار

{إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ} أي : إذا نصرك الله على الأعداء ، وأعانك عليهم وفتح لك مكة .
{أَفْوَاجًا} أي : جماعات كثيرة .
{وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} أي : ورأيتَ الناس يدخُلون في الإِسلام جماعاتٍ جماعاتٍ من غير حربٍ ولا قتال .
{فَسَبِّحْ} : التسبيحُ هو تنزيهُ الله عن النقائص .
{فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا} أي : سبِّحْ ربَّك واحمَدْهُ ؛ لأنه تعالى هو الذي حقق لك هذا النصر ، واطلب منه المغفرة لك ولقومك ، فالله تعالى يقبل التوبة ، وهي دومًا ختام الأعمال ؛ فاختم بها عمرك .

جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

جزاك الله خير .. ونفع الله بك
بـوركتي غاليتي

دار
شكرا لمروركم
جزاك الله خير الجزاء
وجعل ما قدمتي في ميزان حسناتك

مقطع للشيخ محمد حسان عن الجهاد و متي النصر 2024.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا مقطع (فيديو) رائع لشيخنا الحبيب الشيخ محمد حسان
لكنه يحمل الكثير من الدروس المستفادة

* الأيمان وأثره في نصر الأمة
* لمن النصر و العزة والتمكين
* أمة نحت شريعة الله ورسوله
* ثقة الأمة في دول الأرض أكثر من ثقتها في رب الأرض والسماء
* خيانة اليهود
* نماذج من مدرسة النبي صلي الله عليه وسلم
* الجزية التي تدفعها الأمة لأعدائها كاملة

التحميل

جودة عالية
http://ia311339.us.archive.org/3/items/gihad45/3.mpg

جودة عاليةmp4
http://ia311339.us.archive.org/3/ite…45/3_512kb.mp4

سلمت يمينك على ماخطت وسطرت00ونفع بك الإسلام والمسلمين 00 وأثابك وجعل الجنة دارك وقرارك000
كل الشكر والتقدير لك000 دمت ودام قلمك للإبداع والتميز000
جزاكِ الله خيرا اختى الكريمهدار

** من أسباب النصر الحقيقيه ؟ ** 2024.

دار

دار

أسباب النصر الحقيقية

محمد بن صالح العثيمين
دار
الحمدُ لله العظيمِ في قَدرِه، العزيزِ في قهْرِه، العالمِ بحالِ العَبْدِ في سِرِّه وجَهْرِه،

الجائِدِ على المُجَاهدِ بِنَصْرِه، وعلى المتَواضِعِ من أجْلِهِ بِرَفْعِه، يسمعُ صَريفَ القلمِ عند خطِّ سَطْرِه،

ويرى النَّملَ يدبُّ في فيافي قَفْرِه، ومِن آياتِه أنْ تقوم السَماءُ والأرضُ بأَمْرِه، أحْمَدُهُ على القَضَاءِ حُلْوِه
ومُرِّه، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له إقامةً لِذْكْرِهِ، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه المبعوثُ
بالبِرِّ إلى الخلْقِ في بّره وبَحْرِه، صلَّى الله عليه وعلى صاحِبِه أبي بكرٍ السابقِ بما وَقَرَ من الإِيمانِ في
صَدْرِه، وعلى عُمَر مُعزِّ الإِسلامِ بَحَزْمِه وقهرهِ، وعلى عثمانَ ذِي النُّورَينِ الصابِر من أمره على مُرِّه،
وعلى عليٍّ ابن عمِّه وصِهْرِه، وعلى آلِهِ وأصحابه والتابعينَ لهم بإِحسانٍ ما جاد السحابُ بقطْرِه،
وسلَّم تسليماً.
دار

إخواني، لقد نصرَ الله المؤمنينَ في مَواطنَ كثيرةٍ في بدرٍ والأحزابِ والفتحِ وحُنينٍ وغيرها، نصرَهُمُ اللهُ وفاءً بِوَعدِه
{ وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنين }
[الروم:47].
{ إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأَشْهَادُ.يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ الْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }

[غافر:51-52].

نَصرَهُمُ اللهُ لأنهم قائمونَ بدينِه وهو الظَّاهرُ على الأديانِ كلِّها، فمن تمسك به فهو ظاهرٌ على الأممِ كلِّها

{ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }
[التوبة: 33].

نصَرَهم اللهُ تعالى لأنهم قاموا بأسبابِ النصرِ الحقيقيَّةِ المادَيةِ منها والمَعْنَويةِ، فكان عندهم من العَزْمِ ما بَرَزُوا به على أعْدائهم أخذاً بتوجيه اللهِ تعالى لَهُم وتَمشِّياً مع هديهِ وتثبيتِه إياهم
{ وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ . إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَآءَ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ الظَّـالِمِينَ }
[آل عمران: 139-140 ]

{ وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَآءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }
[النساء: 104]

{ فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ.إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِن تُؤْمِنُواْ وَتَتَّقُواْ يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلاَ يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ }
[محمد:35-36].

فَكانوا بهذِه التَّقْويَةِ والتثبيتِ يَسِيرونَ بِقُوةٍ وعزْمٍ وجِدٍّ وأخَذُوا بكِلَّ نصيبٍ من القُوة امتثالاً لقولِ ربِّهم

سبحانه وتعالى:
{ وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُمْ مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ

تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ }
[الأنفال: 60]
من القُوَّةِ النفسيةِ الباطنةِ والقوةِ العسكريةِ الظاهرة.

نصرهم الله تعالى لأنهم قامُوا بنصر دينِه
{ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ.{الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَـاةَ

وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }
[الحج:40-41].
ففي هاتين الآيتين الكريمتين وعدَ اللهُ بالنصر من ينصرُه وعداً مؤكداً بمؤكدات لفظية ومَعنوية.

أما المؤكدات اللفظية فهي القسمُ المقدَّرُ لأنَّ التقديرَ:

واللهِ لينصرنَّ اللهُ مَنْ ينصرُهُ، وكذلك اللامُ والنونُ في
{ وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
كلاهُما يفيدُ التوكيدَ.

وأمَّا التوكيدُ المعنويُّ ففي قوله:

{ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }
فهو سبحانه قَويٌّ لا يضْعُفُ وعزيزٌ لا يذِلُّ وكلُّ قوةٍ وعزةٍ تُضَادُّهُ ستكونُ ذُلاً وضعفاً.
وفي قولِه: { وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }
تثبيتٌ للمؤمِنِ عندما يسْتَبعِدُ النصر في نَظَره لِبُعد أسبابِه عندَه، فإنَّ عواقبَ الأمورِ لله وحْدَهُ يغَيِّر

سبحانَه ما شاءَ حَسْبَ ما تَقْتَضِيه حكمَتُه. وفي هاتين الآيتين بيانُ الأوْصافِ التي يُستحقُّ بها النصرُ

وهي أوصافٌ يَتَحَلَّى بها المؤمنُ بعدَ التمكين في الأرضِ، فلا يُغْرِيه هذا التمكينُ بالأشَرِ والْبَطرِ والعلوِّ

والفسادِ، وإنما يَزيدُه قوةً في دين الله وتَمسُّكاً به.
دار
الوصفُ الأول: .{ الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَـاةَ وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }

[الحج: 41]
والتمكينُ في الأرض لا يكونُ إلاّ بعْدَ تحقيق عبادةِ الله وحْدَه كما قال تعالى:

{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }

[النور:55].
فإذا قام العبدُ بعبادَةِ الله مخلصاً له في أقْوَالِه وأفعالِه وإرادَتِه لا يريدُ بها إلا وجه الله والدار الآخرة،

ولا يريد بها جاهاً ولا ثناءً من الناسِ ولا مالاً ولا شيئاً من الدُّنيا، واستمَرَّ على هذِه العبادة المخْلصة في

السَّراء والضَراءِ والشِّدةِ والرَّخاءِ، مكَّنَ الله له في الأرض. إذَأً فالتمكينُ في الأرضَ يستلزمُ وصفاً سابقاً

عليه وهو عبادةُ اللهِ وحْدَه لا شريكَ له.

وبعد التمكين والإِخلاص يَكُونُ:
دار

الوصفُ الثاني: وهو إقامةُ الصلاةِ بأن يؤدِّيَ الصلاة على الوجهِ المطلوب منه قائماً بشروطِها وأركانِها

وواجباتِها وتمامُ ذلك القيامُ بمُسْتَحَبَّاتِها، فيحسنُ الطُّهورَ، ويقيمُ الركوعَ والسجودَ والقيامَ والقعودَ،

ويحافَظُ على الوقتِ وعلى الجمعةِ والجماعاتِ، ويحافظُ على الخشوعِ -وهو حضورُ القلبِ وسكونُ

الجوارح-، فإِنَّ الخشوعَ رُوحُ الصلاةِ ولُبُّها، والصلاةُ بدونِ خشوعٍ كالجسمِ بدون روحٍ، وعن عمار بن

ياسرٍ رضي الله عنه قال سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم يقولُ:

« إنَّ الرجل لينصرفُ وما كتِب له إلاَّ عُشْرُ صلاتِهِ تُسْعُها ثُمنْها سُبْعُها سُدسُها خُمْسُها ربْعُها ثلْثُها نصفها »،

رواه أبو داود والنسائي.
دار
الوصفُ الثالث: إيتاءُ الزكاةِ { وَآتَوُاْ الزَّكَـاةَ }
بأن يعْطوُهَا إلى مستحقِّيها، طِّيبةً بها نفوسُهم كاملةً بدونِ نقصٍ يبتغُون بذلك فضلاً من الله ورضواناً،

فيُزكُّون بذلك أنفسَهُم ويطهِّرون أموالَهم وينفعونَ إخوانهم من الفقراءِ والمساكينِ وغيرهم من ذوي

الحاجات، وقد سبقَ بيانُ مُسْتحِقَّي الزكاةِ الواجبةِ في المجلِسِ السابعَ عَشر.
دار

الوصفُ الثالثُ: الأمر بالمعروفِ { وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ }

والمعروفُ كلُّ ما أمرَ اللهُ به ورسولُه من واجباتٍ ومستحبات، يأمرون بذلك إحياءَ لشريعةِ اللهِ وإصلاحاً

لعباده واستجلاباً لرحمتِهِ ورضوانِهِ، فالمؤمنُ للمؤمنِ كالبنيِان يشدُ بعضُه بعضاً، فكما أنَّ المؤمنَ يحبُّ

لنفسِهِ أَنْ يكونَ قائماً بطاعَةِ ربِّه فكذلك يجبُ أن يحبَّ لإِخوانِه من القيام بِطاعةَ الله ما يحبُّ لنفسه،

والأمرُ بالمعروفِ عن إيمانٍ وتصديقٍ يستلزمُ أن يكونَ الآمر قائماً بما يأمرُ به لأنه يأمرُ به عن إيمانٍ

واقتناعٍ بفائدتِهِ وثمراتِهِ العاجلة والآجلةِ, ولكنه يبقى واجباً عليه ولو لم يعمل به.

دار
الوصفُ الرابعُ: النَّهيُ عن المنكرِ { وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }

والمُنْكَرُ كلُّ ما نهى اللهُ عنه ورسولُه من كبائر الذنوبِ وصغائِرِها مما يتعلقُ بالعبادةِ أو الأخلاقِ أو

المعاملةِ ينْهونَ عن ذلك كلِّه صِيانةً لدينِ الله وحمايةً لِعباده واتقاءً لأسْبابِ الفسادِ والعقوبةِ.

فالأمرُ بالمعروفِ والنَهْيُ عن المنكر دعَامَتَانِ قَوِيَّتانِ لبقاءِ الأمَّةِ وعزتِها ووحْدَتِها حتى لا تتفرَّق بها

الأهواءُ وتَتشَتَّت بها المسالكُ، ولذلك كانَ الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر من فرائِضِ الدين على كلِّ

مسلمٍ ومسلمةٍ مع القدرةِ

{ وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ.وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُوْلَـئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }

[آل عمران: 104-105 ].

فَلَوْلا الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكر لتَفَرَّق الناسُ شِيعاً وتمزَّقوا كل ممزَّق كلُّ حزبٍ بما لَدَيْهِمْ

فرحون، وبه فُضِّلت هذه الأمةُ على غيرها
{ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ }

[آل عمران:110].

وبتَركه { لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ . كَانُواْ لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }

[المائدة:78-79].
دار

فهذه الأوصافُ الخمسةُ متى تحقَّقتْ
-مع القيامِ بما أرشدَ الله إليه من الْحَزمِ والعزيِمَةِ وإعْدادِ القُوَّةِ الحسيَّة- حصل النصرُ بإذنِ الله
{ وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَـكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ . يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
[الروم:6- 7].
فيَحْصَلُ للأمَّةِ من نصْر الله ما لَمْ يخْطُرْ لهم على بالٍ، وإن المؤمنَ الواثقَ بوعدِ الله ليَعْلمُ أنَّ الأسباب

المادِّيةَ مَهْما قويَتْ فليستْ بشيء بالنسبةِ إلى قُوةِ الله الذي خلقها وأوْجَدَها، فلما افْتَخَرَتْ عادٌ بقوَّتِها

وقالُوا منْ أشدُّ منا قوةً فقال الله تعالى:
{ أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ.فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ }

[فصلت:15-16].
وافْتَخر فرعونُ بمُلكِ مصْرَ وأنْهَاره التي تْجري مِنْ تحته فأغرقَه الله بالماءِ الَّذِي كان يفْتَخرُ بِمثْلِهِ

وأوْرث مُلْكهُ مُوسى وقومَه وهو الَّذِي في نظر فرعونَ مَهِيْن ولاَ يكادُ يُبِين، وافتَخرت قريشٌ بعظَمتها

وَجَبروتِها فخرجوا من ديَارِهم برؤسائِهم وزعمائِهم بطراً ورِئاءَ الناس يقولون لا نَرْجعُ حتى نقدمَ بَدْراً

فننحرَ فيها الجزور ونَسْقِيَ الخمورَ وتعزفَ الْقِيانُ وتسمعَ بنا العربُ فلا يزالُون يهابوننَا أبداً. فَهُزمُوا

على يد النبيِّ صلى الله عليه وسلّم وأصحابه شرَّ هزيمةٍ، وسُحبت جثثُهم جِيفاً في قليبِ بدرٍ، وصاروا

حديثَ الناس في الذُّلِّ والهوانِ إلى يوم القيامةِ.
ونحنُ المسَلمين في هذا العصرِ لو أخَذْنَا بأسباب النصرِ وقُمْنَا بواجبِ دينِنا وكنَّا قدوةً لا مُقْتَدين

ومتبوعِين لا أتباعاً لِغَيرنا، وأخَذْنَا بوسائِل الحرب الْعَصْريَّةِ بصدقٍ وإخلاصٍ لنصَرنَا الله على أعدائنا كما

نصر أسلافَنا. صدقَ الله وعْدَه ونصر عَبْدَه وهزَمَ الأحزابَ وحْدَه.

{ سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }

[الفتح: 23].
اللَّهُمَّ هيئ لنا منْ أسبابِ النصرِ ما به نَصْرُنَا وعزتُنا وكرامتُنا ورفعةُ الإِسلام وذُل الكفرِ والعصيانِ إنك

جوادٌ كريمُ وصلَّى الله وسلَّم على نبِينا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِه أجمَعين

دار

دار
دار

دار

دار

دار

بارك الله فيك غاليتي وجعل ماقدمت في ميزان حسناتك
تقبلي مروري ودمت بألف خير
لاحرمك الأجر

دار

موضوع رائع اختي الغالية
اختيار مميز
سلمت يداكِ
اثابك الله

تفسير سورة النصر 2024.

سورة النصر

دار إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) دار

إذا تمَّ لك -أيها الرسول- النصر على كفار قريش, وتم لك فتح "مكة".

دار وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2) دار
ورأيت الكثير من الناس يدخلون في الإسلام جماعات جماعات.

دار فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّابًا (3) دار

إذا وقع ذلك فتهيأ للقاء ربك بالإكثار من التسبيح بحمده والإكثار من استغفاره, إنه كان توابًا على المسبحين والمستغفرين, يتوب عليهم ويرحمهم ويقبل توبتهم.

</B></I>

قوس النصر بباريس,صور قوس النصر بباريس 2024.

قوس النصر بباريس,صور قوس النصر بباريس(مسابقة معالم من العالم)
قوس النصر بباريس,صور قوس النصر بباريس(مسابقة معالم من العالم)
قوس النصر بباريس,صور قوس النصر بباريس(مسابقة معالم من العالم)
دار


دار

قوس النصر (بالفرنسية: Arc de Triomphe) هو قوس يقع على رأس طريق الشانزلزيه بباريس في فرنسا وهو طريق مزدان بالأشجار

بناء مؤلف من قوس أو أكثر منحني أو حتى مستقيم ليشكل ما يعرف ببوابة النصر, مرفوع على مجموعة أعمدة
يبلغ ارتفاعه 49,50 متر

دار

يعتبر القوس مثالاً رائعاً للفن المعماري الذي بني على النمط المعماري القديم.بدأ بناء قوس النصر سنة 1806 في فترة نابوليون الأول الذي قال لجيوشه "سترجعون إلى البيت عبر أقواس النصر". صمم القوس المهندسين شالغرن وريموند Chalgrin & Raymond بإيحاء من قوس تيتوس في روما. استغرق بناء القوس ثلاثون عاماً, وافتتح في سنة 1836. بُني القوس في ساحه تُدعى بلاس دو ليتولي Place de l’Etoile التي تعني "نجمه", أُعطيت الساحه هذا الإسم لأنه يخرج منها إثنى عشر شارعاً ضخماً, أسماء هذه الشوارع مستنبطه من أسماء المعارك التي خاضها الفرنسيين ومن اسماء عظماء الأمه الفرنسيه؛ غُير اسم الساحه فيما بعد لساحة شارلز ديغول

دار

ويحمل القوس على واجهاته عدد من المنحوتات ، أشهرها المرسيلية ، وهى من أعمال النحّات رود ، ويحيط بأعلاه نحت لمئات الجنود بإرتفاع مترين.

على الجدران الداخليه لقوس النصر محفوره أسماء الحروبات الفرنسيه وأسماء جنود وجنرالات فرنسيين.

يمكنك زيارة المتحف الصغير الموجود داخله أو الصعود الى السطح لإلقاء نظرة تتبين لك من خلالها مدى جمال الساحات المحيطة بهدا القوس

دار

للوصول إلى قمة القوس هنالك حاجه لتسلق 46 درجه (من منطقة المصعد الى القمه). من قمة القوس ينجلي منظر خلاب لباريس

دار

دار

قوس النصر بباريس,صور قوس النصر بباريس(مسابقة معالم من العالم)
قوس النصر بباريس,صور قوس النصر بباريس(مسابقة معالم من العالم)
قوس النصر بباريس,صور قوس النصر بباريس(مسابقة معالم من العالم)

ماشاء الله موضوع ممتاز ومتميز

تسلمى حبيبتى ننتظر منك المزيد

احلى تقييم

ميرسى يا قلبى كلك زوق
نورتِ يالغلا 🙂

المجلس العشرون – في أسباب النصر الحقيقية للشيخ بن العثيمين 2024.

المجلس العشرون – في أسباب النصر الحقيقية للشيخ بن العثيمين
المجلس العشرون – في أسباب النصر الحقيقية للشيخ بن العثيمين

المجلس العشرون – في أسباب النصر الحقيقية للشيخ بن العثيمين
المجلس العشرون – في أسباب النصر الحقيقية للشيخ بن العثيمين

دار

المجلس العشرون – في أسباب النصر الحقيقية للشيخ بن العثيمين

دار


الحمدُ لله العظيمِ في قَدْرِه، العزيزِ في قهْرِه، العالمِ بحالِ العَبْدِ في سِرِّه وجَهْرِه، الجائِدِ على المُجَاهدِ بِنَصْرِه، وعلى المتَواضِعِ من أجْلِهِ بِرَفْعِه، يسمعُ صَريفَ القلمِ عند خطِّ سَطْرِه، ويرى النَّملَ يدبُّ في فيافي قَفْرِه، ومِن آياتِه أنْ تقوم السَماءُ والأرضُ بأَمْرِه، أحْمَدُهُ على القَضَاءِ حُلْوِه ومُرِّه، وأشهدُ أنْ لا إِلهَ إِلاَّ الله وحدَه لا شريكَ له إقامةً لِذْكْرِهِ، وأشهدُ أن محمداً عبدُه ورسولُه المبعوثُ بالبِرِّ إلى الخلْقِ في بّره وبَحْرِه، صلَّى الله عليه وعلى صاحِبِه أبي بكرٍ السابقِ بما وَقَرَ من الإِيمانِ في صَدْرِه، وعلى عُمَر مُعزِّ الإِسلامِ بَحَزْمِه وقهرهِ، وعلى عثمانَ ذِي النُّورَينِ الصابِر من أمره على مُرِّه، وعلى عليٍّ ابن عمِّه وصِهْرِه، وعلى آلِهِ وأصحابه والتابعينَ لهم بإِحسانٍ ما جاد السحابُ بقطْرِه، وسلَّم تسليماً.

إخواني: لقد نصرَ الله المؤمنينَ في مَواطنَ كثيرةٍ في بدرٍ والأحزابِ والفتحِ وحُنينٍ وغيرها، نصرَهُمُ اللهُ وفاءً بِوَعدِه {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنينَ }
[الروم: 47]
{إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ ءَامَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الأشْهَـادُ * يَوْمَ لاَ يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ الْلَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ }
[غافر: 51، 52].

نَصرَهُمُ اللهُ لأنهم قائمونَ بدينِه وهو الظَّاهرُ على الأديانِ كلِّها، فمن تمسك به فهو ظاهرٌ على الأممِ كلِّها {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْكَرِهَ الْمُشْرِكُونَ }
[التوبة: 33].
نصَرَهم اللهُ تعالى لأنهم قاموا بأسبابِ النصرِ الحقيقيَّةِ المادَيةِ منها والمَعْنَويةِ، فكان عندهم من العَزْمِ ما بَرَزُوا به على أعْدائهم أخذاً بتوجيه اللهِ تعالى لَهُم وتَمشِّياً مع هديهِ وتثبيتِه إياهم
{وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ * إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ وَتِلْكَ الأيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ }
[آل عمران: 139، 140]
{وَلاَ تَهِنُواْ فِي ابْتِغَآءِ الْقَوْمِ إِن تَكُونُواْ تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ يَرْجُونَ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيماً حَكِيماً }
[النساء: 104]
{فَلاَ تَهِنُواْ وَتَدْعُواْ إِلَى السَّلْمِ وَأَنتُمُ الأعْلَوْنَ وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَن يَتِرَكُمْ أَعْمَـالَكُمْ * إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ }
[محمد: 35، 36].
فَكانوا بهذِه التَّقْويَةِ والتثبيتِ يَسِرونَ بِقُوةٍ وعزْمٍ وجِدٍّ وأخَذُوا بكِلَّ نصيبٍ من القُوة امتثالاً لقولِ ربِّهم سبحانه وتعالى: {وَأَعِدُّواْ لَهُمْ مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ }
[الأنفال: 60]
من القُوَّةِ النفسيةِ الباطنةِ والقوةِ العسكريةِ الظاهرة. نصرهم الله تعالى لأنهم قامُوا بنصر دينِه
{
وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (40) الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ }
[الحج: 40، 41].
ففي هاتين الآيتين الكريمتين وعدَ اللهُ بالنصر من ينصرُه وعداً مؤكداً بمؤكدات لفظية ومَعنوية، أما المؤكدات اللفظية فهي القسمُ المقدَّرُ لأنَّ التقديرَ واللهِ لينصرنَّ اللهُ مَنْ ينصرُهُ وكذلك اللامُ والنونُ في «وَلَيَنصُرَنَّ » كلاهُما يفيدُ التوكيدَ، وأمَّا التوكيدُ المعنويُّ ففي قوله: {إِنَّ اللَّهَ لَقَوِىٌّ عَزِيزٌ }
فهو سبحانه قَويٌّ لا يضْعُفُ وعزيزٌ لا يُذَلُّ وكلُّ قوةٍ وعزةٍ تُضَادُّهُ ستكونُ ذُلاً وضعفاً وفي قولِه: {وَلِلَّهِ عَـاقِبَةُ الاُْمُورِ } تثبيتٌ للمؤمِنِ عندما يسْتَبعِدُ النصر في نَظَره لِبُعد أسبابِه عندَه فإنَّ عواقبَ الأمورِ لله وحْدَهُ يغَيِّر سبحانَه ما شاءَ حَسْبَ ما تَقْتَضِيه حكمَتُه.
وفي هاتين الآيتين بيانُ الأوْصافِ التي يُستحقُّ بها النصرُ وهي أوصافٌ يَتَحَلَّى بها المؤمنُ بعدَ التمكين في الأرضِ، فلا يُغْرِيه هذا التمكينُ بالأشَرِ والْبَطرِ والعلوِّ والفسادِ، وإنما يَزيدُه قوةً في دين الله وتَمسُّكاً به.
دار

الوصفُ الأول: {الَّذِينَ إِنْ مَّكَّنَّـاهُمْ فِي الأرْضِ أَقَامُواْ الصَّلاةَ }
[الحج: 41]
والتمكينُ في الأرض لا يكونُ إلاّ بعْدَ تحقيق عبادةِ الله وحْدَه كما قال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ ءَامَنُواْ مِنْكُمْ وَعَمِلُواْ الصَّـالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لاَ يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً }
[النور: 55].
فإذا قام العبدُ بعبادَةِ الله مخلصاً له في أقْوَالِه وأفعالِه وإرادَتِه لا يريدُ بها إلا وجه الله والدار الاخرة ولا يريد بها جاهاً ولا ثناءً من الناسِ ولا مالاً ولا شيئاً من الدُّنيا، واستمَرَّ على هذِه العبادة المخْلصة في السَّراء والضَراءِ والشِّدةِ والرَّخاءِ، مكَّنَ الله له في الأرض.
إذَنْ فالتمكينُ في الأرضَ يستلزمُ وصفاً سابقاً عليه وهو عبادةُ اللهِ وحْدَه لا شريكَ له.
دار
وبعد التمكين والإِخلاص يَكُونُ:

الوصفُ الثاني: وهو إقامةُ الصلاةِ بأن يؤدِّيَ الصلاة على الوجهِ المطلوب منه قائماً بشروطِها وأركانِها وواجباتِها وتمامُ ذلك القيامُ بمُسْتَحَبَّاتِها، فيحسنُ الطُّهورَ، ويقيمُ الركوعَ والسجودَ والقيامَ والقعودَ، ويحافَظُ على الوقتِ وعلى الجمعةِ والجماعاتِ، ويحافظُ على الخشوعِ وهو حضورُ القلبِ وسكونُ الجوارح، فإِنَّ الخشوعَ رُوحُ الصلاةِ ولُبُّها، والصلاةُ بدونِ خشوعٍ كالجسمِ بدون روحٍ

وعن عمار بن ياسرٍ رضي الله عنه قال سمعتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلّم يقولُ: «إنَّ الرجل لينصرفُ وما كتِب له إلاَّ عُشْرُ صلاتِهِ تُسْعُها ثُمنْها سُبْعُها سُدسُها خُمْسُها ربْعُها ثلْثُها نصفها»
رواه أبو داود والنسائي.
قال العراقي إسناده صحيح.

دار

الوصفُ الثالث: إيتاءُ الزكاةِ {وَآتُواْ الزَّكَاةَ } بأن يعْطوُهَا إلى مستحقِّيها طِّيبةً بها نفوسُهم كاملةً بدونِ نقصٍ يبتغُون بذلك فضلاً من الله ورضواناً، فيُزكُّون بذلك أنفسَهُم ويطهِّرون أموالَهم وينفعونَ إخوانهم من الفقراءِ والمساكينِ وغيرهم من ذوي الحاجات، وقد سبقَ بيانُ مُسْتحِقَّي الزكاةِ الواجبةِ في المجلِسِ السابعَ عَشر.
دار
الوصفُ الرابعُ: الأمر بالمعروفِ {وَأَمَرُواْ بِالْمَعْرُوفِ } والمعروفُ كلُّ ما أمرَ اللهُ به ورسولُه من واجباتٍ ومستحبات، يأمرون بذلك إحياءَ لشريعةِ اللهِ وإصلاحاً لعباده واستجلاباً لرحمتِهِ ورضوانِهِ، فالمؤمنُ للمؤمنِ كالبنيِان يشدُ بعضُه بعضاً، فكما أنَّ المؤمنَ يحبُّ لنفسِهِ أَنْ يكونَ قائماً بطاعَةِ ربِّه فكذلك يجبُ أن يحبَّ لإِخوانِه من القيام بِطاعةَ الله ما يحبُّ لنفسه، والأمرُ بالمعروفِ عن إيمانٍ وتصديقٍ يستلزمُ أن يكونَ الأمرُ قائماً بما يأمرُ به لأنه يأمرُ به عن إيمانٍ واقتناعٍ بفائدتِهِ وثمراتِهِ العاجلة والآجلةِ.

دار
الوصفُ الخامسُ: النَّهيُ عن المنكرِ {وَنَهَوْاْ عَنِ الْمُنْكَرِ } والمُنْكَرُ كلُّ ما نهى اللهُ عنه ورسولُه من كبائر الذنوبِ وصغائِرِها مما يتعلقُ بالعبادةِ أو الأخلاقِ أو المعاملةِ ينْهونَ عن ذلك كلِّه صِيانةً لدينِ الله وحمايةً لِعباده واتقاءً لأسْبابِ الفسادِ والعقوبةِ.

فالأمرُ بالمعروفِ والنَهْيُ عن المنكر دعَامَتَانِ قَوِيَّتانِ لبقاءِ الأمَّةِ وعزتِها ووحْدَتِها حتى لا تتفرَّق بها الأهواءُ وتَشَتَّتَ بها المسالكُ، ولذلك كانَ الأمرُ بالمعروف والنهيُ عن المنكر من فرائِضِ الدين على كلِّ مسلمٍ ومسلمةٍ مع القدرةِ
{وَلْتَكُن مِّنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُوْلِئكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ تَفَرَّقُواْ وَاخْتَلَفُواْ مِن بَعْدِ مَا جَآءَهُمُ الْبَيِّنَـاتُ وَأُوْلئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ }
[آل عمران: 104، 105].
فَلَوْلا الأمرُ بالمعروفِ والنهيُ عن المنكر لتَفَرَّق الناسُ شِيعاً وتمزَّقوا كل ممزَّق كلُّ حزبٍ بما لَدَيْهِمْ فرحون، وبه فُضِّلت هذه الأمةُ على غيرها {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ }
[آل عمران: 110].
وبتَركه {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ * كَانُواْ لاَ يَتَنَـاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ }
[المائدة: 78، 79].
فهذه الأوصافُ الخمسةُ متى تحقَّقتْ مع القيامِ بما أرشدَ الله إليه من الْحَزمِ والعزيِمَةِ وإعْدادِ القُوَّةِ الحسيَّة حصل النصرُ بإذنِ الله {وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلاكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ * يَعْلَمُونَ ظَاهِراً مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }
[الروم: 6، 7].
فيَحْصَلُ للأمَّةِ من نصْر الله ما لَمْ يخْطُرْ لهم على بالٍ، وإن المؤمنَ الواثقَ بوعدِ الله ليَعْلمُ أنَّ الأسباب المادِّيةَ مَهْما قويَتْ فليستْ بشيء بالنسبةِ إلى قُوةِ الله الذي خلقها وأوْجَدَها

دار

افْتَخَرَتْ عادٌ بقوَّتِها وقالُوا منْ أشدُّ منا قوةً فقال الله تعالى: {أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُواْ بِـَآَياِتنَا يَجْحَدُونَ * فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَّحِسَاتٍ لِّنُذِيقَهُمْ عَذَابَ الْخِزْي فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَعَذَابُ الآخِرَةِ أَخْزَى وَهُمْ لاَ يُنصَرُونَ }
[فصلت: 15، 16].

وافْتَخر فرعونُ بمُلكِ مصْرَ وأنْهَاره التي تْجري مِنْ تحته فأغرقَه الله بالماءِ الَّذِي كان يفْتَخرُ بِمثْلِهِ وأوْرث مُلْكهُ مُوسى وقومَه وهو الَّذِي في نظر فرعونَ مَهِيْن ولاَ يكادُ يُبِين
وافتَخرت قريشٌ بعظَمتها وَجَبروتِها فخرجوا من ديَارِهم برؤسائِهم وزعمائِهم بطراً ورِئاءَ الناس يقولون لا نَرْجعُ حتى نقدمَ بَدْراً فننحرَ فيها الجزور ونَسْقِيَ الخمورَ وتعزفَ الْقِيانُ وتسمعَ بنا العربُ فلا يزالُون يهابوننَا أبداً.

فَهُزمُوا على يد النبيِّ صلى الله عليه وسلّم وأصحابه شرَّ هزيمةٍ، وسُحبت جثثُهم جِيفاً في قليبِ بدرٍ، وصاروا حديثَ الناس في الذُّلِّ والهوانِ إلى يوم القيامةِ.
ونحنُ المسَلمين في هذا العصرِ لو أخَذْنَا بأسباب النصرِ وقُمْنَا بواجبِ دينِنا وكنَّا قدوةً لا مُقْتَدين ومتبوعِين لا أتباعاً لِغَيرنا وأخَذْنَا بوسائِل الحرب الْعَصْريَّةِ بصدقٍ وإخلاصٍ لنصَرنَا الله على أعدائنا كما نصر أسلافَنا. صدقَ الله وعْدَه ونصر عَبْدَه وهزَمَ الأحزابَ وحْدَه.
{سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً }
[الفتح: 23].

اللَّهُمَّ هييء لنا منْ أسبابِ النصرِ ما به نَصْرُنَا وعزتُنا وكرامتُنا ورفعةُ الإِسلام وذُل الكفرِ والعصيانِ إنك جوادٌ كريمُ وصلَّى الله وسلَّم على نبِينا محمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِه أجمَعين.

المجلس العشرون – في أسباب النصر الحقيقية للشيخ بن العثيمين

المجلس العشرون – في أسباب النصر الحقيقية للشيخ بن العثيمين

المجلس العشرون – في أسباب النصر الحقيقية للشيخ بن العثيمين

[url=http://www.rjeem.com/Gtool]دار[/url
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
انتقاء رائع
سلمت يمنياك
ولاحرمت الاجر
جَزآكْ آلرَحمَنْ آلغَفَرآنْ

وَشَرَحَ الله صَدرَكَ بِ القُرآن

وَجَعلك من آخَيِآرَه فيَ جَنْآتَهْ

وآقَرْ آلله بَكٍ آعَينّ وَآلدْيِكِ وَرحمَهمَآ دُنيَآِ وَآخٍرَهْ

دُمَت بِ حَمْى آلرَحمَنْ دار؛~

دار
جزيت الجنة ووالديك أختي الغالية
ونسأل الله العظيم أن يرزقنا حبه وحب من أحبه وحب كل شيء يقربنا لحبه
أجزل الله لك العطاء على هذا الطرح المميز
دار

فالنصر على هذا العدو أهم ؟! 2024.

قال ابن القيم في قوله تعالى ( واعتصموا بالله هو مولاكم فنعم المولى ونعم النصير )
أي : متى اعتصمتم به تولاكم ونصركم على أنفسكم والشيطان وهما العدوان اللذان لا يفارقان العبد وعداوتهما أضر من عداوة العدو الخارجي فالنصر على هذا العدو أهم والعبد إليه أحوج وكمال النصرة على العدو بحسب كمال الاعتصام بالله ونقص هذا الاعتصام يؤدي الى انخلاع عصمة الله وهو حقيقة الخذلان فما خلى الله بينك وبين الوقوع في الذنب إلا بعد ان خذلك وخلى بينك وبين نفسك ولو عصمك ووفقك لما وجد الذنب إليك سبيلا 0
ودمتم بخير0دار
دار
دار
بارك الله فيك
مشكورة غاليتى
جعل ماقدمت فى ميزان حسناتك
وجزاك عنا خير الجزاء
دمت فى حفظ الله
اثابكن الله الخير الكثير لمروركن الجميل ودمتن بخيردار

النصر مع الصبر 2024.

النصر مع الصبر
النصر مع الصبر
النصر مع الصبر

دار

النصر مع الصبر


مبارك عامر بقنه

المعركة عندما تَطول مع أهل الباطلِ، فإن الغَلَبة والنُّصرة تكون لأصحاب العقيدة الصحيحة، إذا تحلَّوا بالصبر والثبات على المبدأ، فالعاقبة تكون لأهل الحق؛ كما قال الله تعالى: ﴿ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]، وكما قال الله تعالى: ﴿ إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [الأعراف: 128]، فتأمَّل كم مكَث فرعون يقتل في بني إسرائيل قبل مجيء موسى – عليه السلام – ثم كانت العاقبة للمستضعفين بعد صراع طويل ومرير مع أهل الباطل! وتأمَّل كم عانى يوسف – عليه السلام – في حياته ثم كانت العاقبة له، وعلَّل يوسف – عليه السلام – نصره بشرطين، ذَكَرهما الله تعالى في قوله: ﴿ إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [يوسف: 90]، فهذان الشرطان هما مُرتكز أسلحة المؤمنين: الصبر والتقوى، كما قرَّر البارئ – سبحانه – في التغلب على كيد الأعداء أيضًا بهذين الشرطين: ﴿ وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لَا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ﴾ [آل عمران: 120]، يقول سيد قطب – رحمه الله – حول هذه الآية الكريمة: "فهو الصبر والعزم والصمود أمام قوتهم إن كانوا أقوياء، وأمام مكْرهم وكيدهم إن سلكوا طريق الوقيعة والخِداع، الصبر والتماسك لا الانهيار والتخاذل، ولا التنازل عن العقيدة كلها أو بعضها؛ اتقاء لشرهم المتوقَّع، أو كسبًا لودهم المدخول، ثم هو التقوى: الخوف من الله وحده، ومراقبته وحده، هو تقوى الله التي تربِط القلوب بالله، فلا تلتقي مع أحد إلا في منهجه، ولا تَعتصِم بحبل إلا حبله، وحين يتَّصِل القلب بالله فإنه سيَحقِر كلَّ قوة غير قوَّته، وستَشد هذه الرابطة من عزيمته، فلا يستسلم من قريب، ولا يوادّ مَن حاد الله ورسوله؛ طلبًا للنجاة أو كسبًا للعزة!"[1].

فالحرب لا بد فيها من الصبر والأخذ بعزائم الأمور؛ لأنها ستطول؛ إذ لن يرضى الباطل أن يترك ساحة المعركة دون تقديم كلِّ ما لديه من قوة، فسينتصر لباطله ويَبذُل كل ما يستطيع من قوة ماليَّة وبدنية وفكرية من أجل القضاء على الحق؛ قال الله تعالى: ﴿ وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا ﴾ [البقرة: 217]، فقتال أهل الباطل مستمر، ولكنهم لن يستطيعوا أبدًا أن يقضوا على الحق؛ ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾ [التوبة: 33]، فالإسلام قائم ومُنتشِر وسيزداد انتشارًا بإذن الله تعالى؛ فقد جاء عن تميم الداري – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: ((ليبلُغَنَّ هذا الأمرُ ما بلغ الليلُ والنهار، ولا يترك الله بيت مَدَر ولا وَبَر إلا أدخله هذا الدين، بعِزِّ عزيز، أو بِذُلِّ ذليل، عزًّا يُعِز الله به الإسلام، وذلاًّ يذل الله به الكفر))[2]، فكان تميم الداري يقول: قد عرفت ذلك في أهل بيتي، لقد أصاب مَن أسلم منهم الخيرَ والشرفَ والعزَّ، ولقد أصاب من كان منهم كافرًا الذلُّ والصَّغار والجزية.

وقد تقرَّر في شريعتنا أن النصر ليس بكثرة العدد والعدة؛ ولكن بمقدار قرب المؤمنين من ربهم وبمقدار اعتمادهم وتوكُّلهم على الله – عز وجل – حتى وإن خاضت الملائكة المعركة مع المؤمنين، فإن النصر لن يكون بذلك؛ بل من الله – عز وجل – كما قال الله تعالى: ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160]، وكما قال – سبحانه -: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 126].

القوة الماديَّة مطلوبة شرعًا: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ ﴾ [الأنفال: 60]، ولكن مطلوب شرعًا ألا تَغرَّنا وتفتنّا ونَظن النصر بهذه القوة المادية فنخسر المعركة، فالمؤمنون يستمِدون قوَّتَهم من الله، فاتكالهم الحقيقي يكون على الله، وليس على أي منظمة أو هيئة أو جماعة أو دولة، وهذه القوى – إن ساندت المؤمنين لسبب ما – ما هي إلا بشرى، ولكنها ليست هي السبب الحقيقي للنصر، فالله هو الذي يُحقِّق النصر كيف شاء وبما شاء؛﴿ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ ﴾ [المدثر: 31]، وكما قال – عز وجل -: ﴿ وَأَنْزَلَ جُنُودًا لَمْ تَرَوْهَا وَعَذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [التوبة: 26]، فحقيقة النصر وكماله من الله – عز وجل – ولذا كان الاستمداد الحقيقي هو من الله أولاً وآخرًا، فعادة الله نصر أوليائه، وإن قلَّ الجمع: ﴿ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [البقرة: 249]، فالنصر بيد الله، فالله هو الذي يَملِك مقاليد الأمور، ولا يصير شيء خلاف ما يريد، ولكن لضعف إيماننا وقلة صبرنا تتعلَّق نفوسنا بالأشياء المادية المحسوسة، ولهذا قال الله بعد أن أنزل الملائكة لتنصر المؤمنين: ﴿ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 126]، فالقوة المادية هي من باب الاستئناس والاطمئنان فلا يكون الاتكال المُطلَق عليها.

فنصر الله للمؤمنين آتٍ بإذن الله تعالى، ولكن علينا أن نستمسِك بالصبر، فالطريق طويل ومليء بالصعوبات، وما يجده المؤمنون من اضطهاد وضيم هو من البلاء والتمحيص ليميز الله الخبيث من الطيب، فلا يُصيبنا اليأس والقنوط، فتكون كوة يَلِج منها الباطل ليُخدِّر بها عزائمنا وصمودنا، فالمعركة معركة ثبات وتمسُّك بالمبادئ، فالمتمسِّك بمبادئه هو من سينتصر.

ومما يخشى على النفوس مع طول الابتلاء وضراوة المِحن والفتن أن يصيبها الإحباط واليأس؛ لذا كان من المهم الاستعانة بالله تعالى والأخذ بالصبر، وإدراك طبيعة الصراع بين الحق والباطل أنه صراع أزلي، وأن أهل الباطل يفتنون أهل الحق في دينهم؛ كما قال الله تعالى: ﴿ رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا [الممتحنة: 5]، قال مجاهد: معناه: لا تُعذِّبنا بأيديهم، ولا بعذاب من عندك، فيقولوا: لو كان هؤلاء على حق ما أصابهم هذا، وكذا قال الضحاك، وقال قتادة لا تُظْهِرهم علينا فيُفتتنوا بذلك، يرون أنهم إنما ظهروا علينا لحقٍّ همْ عليه، واختاره ابن جرير[3].

وأهل الإيمان عندما يسقطون في فخ اليأس والقنوط، ويَظنون أنهم قد هُزِموا، وأنه لا ناصر لهم، فإن الباطل يتسلَّط عليهم، فأهل الباطل لو تغلَّبوا في المعركة ولم تنكسِر نفوس المؤمنين ولم ييئسوا، فالباطل حقيقة لم ينتصر، وإنما كسب معركة على الأرض قد تُرد وتُسترَجع قريبًا ما دام الإيمان قائمًا في النفوس؛ ﴿ أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 214[.

——————————

[1] في ظلال القرآن (1: 423)
[2] رواه ابن حبان بنحوه، وصحَّحه الألباني في السلسلة (1: 7)
[3] انظر تفسير ابن كثير (8: 88)

جزاك الله خيرا

وادخلك الله جنتة

وجعل مجهودك فى ميزان حسناتك

جزاك الله خيراً حبيبتي
موضوعك جميل
ربي يجعله في موازين حسناتك

دار
أختي الكريمة
طرح قيم بحق استفدتُ من قراءته كثيراََ

كلمات تستحق التمعن في معانيها
ومحاسبة النفس المقصرة
أثابك الله كل خير

دار

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ღ♥ ابنة الحدباء ღ♥

دار

جزاك الله خيرا

وادخلك الله جنتة

وجعل مجهودك فى ميزان حسناتك

كل الشكر لكـِ ولهذا المرور الجميل

الله يعطيكـِ العافيه يارب

خالص مودتى لكـِ

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة المقدسية

دار

جزاك الله خيراً حبيبتي
موضوعك جميل
ربي يجعله في موازين حسناتك

يــســعدني ويــشرفني مروورك الحاار
وردك وكلمااتك الأرووع
لاعــدمت الطلــّـه الـعطرهـ

سبب نزول سورة النصر 2024.

بسم اللَّهِ الرحمن الرحيم. نزلت في منصرف النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وعاش أخبرنا سعيد بن محمد المؤذن أخبرنا أبو عمر بن أبي جعفر المقرئ أخبرنا الحسن بن سفيان أخبرنا عبد العزيز بن سلام أخبرنا إسحاق بن عبد الله بن كيسان قال: حدثني أبي عن عكرمة عن ابن عباس قال: لما أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم من غزوة حنين وأنزل الله تعالى (إِذا جاءَ نَصرُ اللهِ) قال: يا علي بن أبي طالب ويا فاطمة قولا: جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجاً فسبحان ربي وبحمده وأستغفره إنه كان تواباً.

دار
بارك الله فيك حبيتى
دار
منورين
جزاك الله خير

بين يدي سورة النصر 2024.

دار

دار
دار
دار
دار

مقدمة

طلبت هذه السورة من رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا جاءه نصر الله والفتح، ورأيت الناس يدخلون فى دين الله جماعات أن تسبح بحمد ربك، وتنزهه عما لا يليق به، وتستغفره لنفسك وللمؤمنين لأنه التواب الذى يقبل التوبة من عباده، ويعفو عن السيئات.

—– تعليق الخبراء على سورة النصر: تشير هذه السورة الشريفة إلى فتح مكة، والسبب المباشر لفتح مكة هو نَقض قريش لهدنة الحديبية بمهاجمتها خزاعة – وكانت قد دخلت فى عهد النبى – صلى الله عليه وسلم – ومظاهرتها بنى بكر عليها،

عند هذا رأى النبى أن ما قامت به قريش من نقض للعهد يُحتم عليه فتح مكة، فحشد جيشاً قويا مكونا من عشرة آلاف مقاتل، وسار فى رمضان من العام الثامن للهجرة ( ديسمبر سنة 630م ) فأوصى رجاله بعدم القتال إلا إذا أكرهوا عليه.

وقد شاء الله أن يدخل النبى وجيشه مكة من غير حرب، وهكذا استطاع أن يكسب أكبر نصر فى تاريخ الدعوة الإسلامية بغير حرب وبغير إراقة دماء.

دار

( إذا جاء نصر الله والفتح )التفسير : 1 – إذا تحقق نصر الله والفتح لك وللمؤمنين.

دار

( ورأيت الناس يدخلون فى دين الله أفواجا )التفسير : 2 – ورأيت الناس يدخلون فى دين الله جماعات جماعات.

دار

( فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا )التفسير : 3 – فاشكر ربك، وسبح بحمده.
واطلب مغفرته لك ولأمتك.

إنه كان تَوَّابا كثير القبول لتوبة عباده.


دارأختي الغالية

لله درك وبشرك الله فى الجنة
جزاك الله كل خير فائدة عظيمة جعلها الله في موازين حسناتك
لكِ ودى وتقديرى وتقييمي لك ياقلبي,,,
دارداردار

جزاك الله خير
وجعله فى ميزان حسناتك
وانار دربك بالايمان
ويعطيك العافيه على طرحك
ماننحرم من جديدك المميز
خالص ودى وورودى

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ·!¦[· أفنان ·]¦!·

دار


دارأختي الغالية

لله درك وبشرك الله فى الجنة
جزاك الله كل خير فائدة عظيمة جعلها الله في موازين حسناتك
لكِ ودى وتقديرى وتقييمي لك ياقلبي,,,
دارداردار


شكرا جميلا لقلبك
ورضا ورضوان من الله تعالى

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة سنبلة الخير .

دار

جزاك الله خير
وجعله فى ميزان حسناتك
وانار دربك بالايمان
ويعطيك العافيه على طرحك
ماننحرم من جديدك المميز
خالص ودى وورودى

لاحرمنـا البآريء وإيـاك ـأوسـع جنانـه
دمت بسعاده مدى الحياة

جزاك الله خيرا يا قلبي
وبارك فيك ..ووفقك لما يحب ويرضى
لا عدمناك ولا حرمنا من اطروحاتك المميزة