أثر الإيمان بالملك المالك المليك جلَّ جلاله 2024.

دار

أثر الإيمان بتوحيد الله في اسمه الملك يتجلى في تعظيم الملك ومحبته، وموالاته وطاعته، وتوحيده في عبوديته، والاستجابة لدعوته، والغيرة على حرمته، ومراقبته في السر والعلن، ورد الأمر إليه، وحسن التوكل عليه، ودوام الافتقار إليه .. دار
وأعظم جرم في حق الملك الأوحد منازعته على ملكه أو نسبة شيء منه إلى غيره .. فصانع الشيء ومؤلفه هو مالكه المتصرف فيه، ولو اعتدى أحد عليه بسلب ملكه ونسبته إلى نفسه أو غيره، سواء بالفعل أو بالادعاء لكان ظالمًا مدعيًا ما ليس له بحق.
دار
آثــار الإيمان بهذه الأسماء
1) إن المُلك الحقيقي لله وحده لا يُشركه فيه أحد .. وكل من مَلَكَ شيئًا فإنما هو بتمليك الله له، قال دار "لا مالك إلا الله" [متفق عليه]، وفي رواية "لَا مَلِكَ إِلَّا اللَّهُ" [صحيح مسلم].
فالله تبارك وتعالى هو المالك لخزائن السماوات والأرض، يرزق من يشاء، وهو المالك للموت والحياة والنشور، والنفع والضر وإليه يرجع الأمر كله .. فهو المالك لجميع الممالك العلوية والسفلية، وجميع من فيهما مماليك لله فقراء مدبرون.
ولكن من الناس من يطغى ويظن أنه المالك الحقيقي، وينسى أنه مستخلف فقط فيما آتاه الله من مُلك ومال وجاه وعقار .. فيتكبَّر ويتجبَّر ويظلم الناس بغير حق؛ كمثل فرعون الذي نسى نفسه وضعفها وزعم لنفسه المُلك بل والألوهية {.. قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ} [الزخرف: 51].
وإهلاك الله سبحانه لفرعون وقومه عبرة لكل ظالم متكبِّر من ملوك الأرض، تفرعن على الناس فيما آتاه الله من مُلك وظن أنه مُخلَّد، ونسى أن ملكه زائــل وأن إقامته في ملكه مؤقتة وأن الموت مدركه لا محالة .. قال تعالى منبهًا عباده إلى ذلك {.. وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [المائدة: 18].
دار
2) الطاعة المُطلقة إنما هي لله وحده لا شريـك له .. لأن من سواه من ملوك الأرض إنما هم عبيدٌ له وتحت إمرته.
فلابد من تقديم طاعة الملك الحق على من سواه، وتقديم حكمه على حكم غيره .. لأن طاعته سبحانه أوجب من طاعة غيره بل لا طاعة لأحد إلا في حدود طاعته سبحانه، أما في معصيته فلا سمع ولا طاعة.
3) عدم جــواز التسمية بملك الملوك .. قال رسول الله دار "أخنع الأسماء عند الله يوم القيامة رجلٌ تسمى ملك الأملاك، لا مالك إلا الله" [متفق عليه] .. ومعنى أخنع: أوضع اسم وأذله. قال ابن بطال "وإذا كان الاسم أذل الأسماء، كان من تسمى به أشد ذلاً".
وقال ابن القيم رحمه الله "ولما كان المُلك الحق لله وحده، ولا مَلِك على الحقيقة سواه، كان أخضع اسم وأوضعه عند الله وأغضبه له: اسم "شاهان شاه" أي: ملك الملوك وسلطان السلاطين؛ فإن ذلك ليس لأحدِ غير الله، فتسميةُ غيره بهذا من أبطل الباطل، والله لا يحب الباطل".
4) الله سبحانه مــالك يوم الدين وملكه .. فالمُلك في ذلك اليوم العظيم لله وحده، لا ينازعه فيه أحد من ملوك الأرض وجبابرتها، قال تعالى {يَوْمَ هُمْ بَارِزُونَ لَا يَخْفَى عَلَى اللَّهِ مِنْهُمْ شَيْءٌ لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} [غافر: 16].
وَيَقُولُ رَسُولَ اللَّهِ دار "يَقْبِضُ اللَّهُ الْأَرْضَ وَيَطْوِي السَّمَوَاتِ بِيَمِينِهِ، ثُمَّ يَقُولُ: أَنَا الْمَلِكُ، أَيْنَ مُلُوكُ الْأَرْضِ؟" [متفق عليه].
ومن الرحمة للخلق أن الله سبحانه هو الملك الوحيد يوم القيامة .. لأنه الذي يحاسب بالعدل، ولا يظلم ولا يجور .. {.. وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [فصلت: 46]
يقول تعالى {وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ} [الأنبياء: 47].
دار
الدعــاء بهذه الأسماء
ورد الدعاء باسم الله تعالى الملك .. في دعاء النبي دار إذا قام إلى الصلاة "اللهُمَّ أَنْتَ المَلِكُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نفسي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ .." [صحيح مسلم].
وورد الدعاء باسمه المالك .. في حديث أنس رضي الله عنه: أن رسول الله دار قال لمعاذ رضي الله عنه "ألا أعلمك دعاء تدعو به لو كان عليك مثل جبل أحد دينًا لأداه الله عنك؟، قل يا معاذ: اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء، وتعز من تشاء وتذل من تشاء، بيدك الخير إنك على كل شيء قدير، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما، تعطيهما من تشاء وتمنع منهما من تشاء، ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك" [حسنه الألباني، صحيح الترغيب والترهيب (1821)].
أما الدعــاء باسمه تعالى المليــك .. فقد ورد إن أبا بكر الصديق رضي الله عنه قال: يا رسول الله، علمني ما أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت، فقال "يا أبا بكر، قل: اللهم فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة، لا إله إلا أنت، ربِّ كل شيءٍ ومليكه، أعوذ بك من شر نفسي، ومن شر الشيطان وشَرَكِه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم" [رواه الترمذي وصححه الألباني].
دار
دار
المصادر:
  • (النهج الأسمى في شرح أسماء الله الحسنى) للشيخ محمد الحمود النجدي.
  • (أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة) للدكتور محمود عبد الرازق الرضواني.

دار


قال رسول الله صل الله عليه وسلم (كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم)
مواعظ ورقائق
فلاشات : أذكار للتحميل
فلاشات : أدعية للتحميل
سلسلة أروع التلاوات 2 – انجليزي
باقة مختارة للقارئ ماهر المعيقلي

موضوع مميز
جزاك الله خير وكثر من امثالك
تقبلي تقييمي
احسنت الاختيار
بارك الله فيكي
بارك الله فيك متميزة وموضوع متميز
تمنياتي لك مزيدا من الابداع
جزاكي الله خيرا
دار

دار
أختي الفاضلة
شرح وافي وكامل عن

أثر الإيمان بالملك المالك المليك جلَّ جلاله

دار
جزاكِ الله كل خيروزادكِ في علمكِ
ورزقكِ الخير كله وبارك فى عمركِ وشرح لكِ صدركِ ويسر لكِ أمركِ …
الله يعطيك العافيهـ يالغالية عـ المعلومات الرائعهـ والمهمة …
تستاهلي أحلى [ تقييمـ ] لروعته
دمتِي بخير

دار

بارك الله فيك
كعادتك مواضيعك قيمه وهادفه
جزاك الله خير
ولا حرمك الله الاجر

إلى كل من يرتكب المحرمات و يقول الإيمان في القلب 2024.

دار

إلى كل من يرتكب المحرمات و يقول : الإيمان في القلب ،
ويقول : إن الله لا ينظر إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم
إليك الجواب:

الحمد لله
هذه الكلمة كثيراً ما يقولها بعض الجهال أو المغالطين ، وهي كلمة حق يراد بها باطل .
لأن قائلها يريد تبرير ما هو عليه من المعاصي ؛
لأنه يزعم أنه يكفي الإيمان الذي في القلب عن عمل الطاعات وترك المحرمات ، وهذه مغالطة مكشوفة ،
فإن الإيمان ليس في القلب فقط ،
بل الإيمان كما عرفه أهل السنة والجماعة : قول باللسان واعتقاد بالقلب وعمل بالجوارح .

قال الإمام الحسن البصري رضي الله عنه : ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال .
وعمل المعاصي وترك الطاعات دليل على أنه ليس في القلب ، إيمان أو فيه إيمان ناقص .
والله تعالى يقول : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا الرِّبا) آل عمران/130 ،
( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ وَجَاهِدُوا فِي سَبِيلِهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) المائدة/35 .
(مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً) المائدة/69 ،
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ) البقرة/277 ،
( مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً) البقرة/62 ،

فالإيمان لا يسمى إيماناً كاملاً إلا مع العمل الصالح وترك المعاصي .

ويقول الله تعالى : (وَالْعَصْرِ* إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ* إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) العصر/1-3 ،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ) النساء/59 ،
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ) الأنفال/24 ،

فلا يكفي العمل الظاهر بدون إيمان بالقلب ؛ لأن هذه صفة المنافقين الذين هم في الدرك الأسفل من النار .
ولا يكفي الإيمان بالقلب دون نطق باللسان وعمل بالجوارح ؛
لأن هذا مذهب المرجئة من الجهمية وغيرهم ، وهو مذهب باطل ،
بل لا بد من الإيمان بالقلب والقول باللسان والعمل بالجوارح ،
وفعل المعاصي دليل على ضعف الإيمان الذي في القلب ونقصه ،
لأن الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية .
"المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان" (1/19) .

وهذا الحديث الذي أشار إليه ذلك المجادل (ولكن ينظر إلى قلوبكم) قد جاء في صحيح مسلم (2564) بلفظ :
(إِنَّ اللَّهَ لَا يَنْظُرُ إِلَى صُوَرِكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ ، وَلَكِنْ يَنْظُرُ إِلَى قُلُوبِكُمْ وَأَعْمَالِكُمْ)
وهو نص صريح أن إصلاح القلوب وإصلاح الأعمال كلاهما مقصود ، يؤمر به الإنسان ،
فلا يجوز لمسلم أن يقصر في الأعمال أو يرتكب المحرمات ،
ثم يقول : إن الله ينظر إلى القلوب ، بل ينظر إلى القلوب والأعمال ، ويحاسب على ما في القلوب والأعمال .
والله أعلم .

الإسلام سؤال وجواب

جزاكِ الله خيرا حبيبتى
أسأل الله ان يرزقنا فعل الخيرات وترك المنكرات
بارك الله فيكِ دار

جزاك الله خير الجزاء ونفع بك
على الطرح القيم وجعله في ميزان حسناتك
وألبسك لباس التقوى والغفران وجعلك ممن يظلهم اللَّه
في يوم لا ظل إلاظله وعمر الله قلبك بالايمان
على طرحك المحمل بنفحات إيمانية ولا حرمك الاجر

دار

دار

بارك الله فيكن أخواتي
أنرتن متصفحي بتواجدكن
وعطرتن موضوعي بردودكن

دار

وبارك الله بكِ
طرح مميز ونافع

دار

التشكيك في الإيمان من أعمال الشيطان 2024.

دار

عن هشام بن عروة عن أبيه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ( إن الشيطان يأتي أحدكم فيقول: من خلق السماء ؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الأرض ؟ فيقول: الله، فيقول: من خلق الله ؟ فإذا وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسوله ثلاثاً )
رواه أحمد وأصله في صحيح مسلم .

دار

المعنى الإجمالي
لا يزال الشيطان بالإنسان يوسوس له، ويشككه في إيمانه حتى يخرجه منه إلى الكفر والعياذ بالله، وأول ما يوسوس به الشيطان قضية وجود الله سبحانه، فيبدأ بسلسلة تبدو للوهلة الأولى منطقية، فيسأل الإنسان عمن خلق السماء والأرض ؟ فيجيبه المسئول: بأن الله هو من خلقهما . فيسأل الشيطان مرة أخرى، ومن خلق الله ؟ وهو سؤال ساذج لكنه يحتوي على الكثير من الخبث، وسذاجته في كونه يسلّم بكون الله خالقاً، ثم يسأل عمن خلقه ؟ وهما أمران متناقضان غاية التناقض، فإذا كان الله خالقاً فلا يمكن أن يكون مخلوقاً، وإذا كان مخلوقاً فلا يمكن أن يكون خالقاً، فهو بمثابة وصف الشيء بنقيضه كأن يقال عن الحجر: إنه صلب لين.

وحتى لو أجاب المسؤول بأن من خلق "الله" إله آخر ؟ لأورد الشيطان نفس السؤال مرة أخرى بالقول: ومن خلق الإله الآخر ؟ وهكذا يتكرر السؤال، وتتكرر الإجابة، ونكون أمام خيارين إما أن نجاري الشيطان في سؤاله، ونظل نكرر الإجابة إلى ما لا نهاية، بما يفضي في حقيقته إلى الإلحاد، وإما أن نقطع وسوسته في بدءها على صخرة الإيمان بالله، وهو ما أرشد إليه النبي – صلى الله عليه وسلم – حيث ندب أن يقول المسلم عند سماع هذه السفسطة الشيطانية: آمنا بالله، ويكررها ثلاث مرات، ليذّكر الشيطان بأن سؤاله يفضي إلى جحود الإله، وهو مؤمن به معترف بوجوده، وأن سؤالك أيها الشيطان يفضي إلى إبطال كل الأدلة العقلية والنقلية والحسية والفطرية الدالة على وجود الله، والتي لا يستطيع الشيطان بسؤاله الساذج هذا أن يبطلها، فقول المسلم: ( آمنت بالله ) ليس هروباً من سؤال إبليس، ولكنه إجابة غاية في الدقة لمن فهم أغوارها .

دار

الفوائد العقدية
1- أن الله خالق الخلق جميعاً.
2- أن الله هو الأول، وهو موجد الأشياء من عدم.
3- بطلان أسئلة الشيطان وفسادها.
4- حرص الشيطان على نشر الكفر والدعوة إليه .
5- قول المسلم "آمنا بالله" في مواجهة مثل هذه الأسئلة .
6- استعاذة المسلم بالله – كما في رواية مسلم – عند عروض مثل هذه الوساوس.

دار

أحسن الله إليكِ وسددكِ
وبارك لكِ في عملكِ وعمركِ
وجعلكِ من أهل الروح والريحان
ورزقنا العمل بعد العلم
وجعلكِ ممن أحيا الله به السنة
وقمع به البدعة

دار
دار

السعادة في ظلال الإيمان بقلم الشيخ الدكتور سلمان العودة حفظه الله ورعاه 2024.

دار

السعادة في ظلال الإيمان

إن الحياة إذا خلت من الإيمان فهي صحراء وهجير لافح، ليس فيها ظل ولا ماء ولا مأوى.

إِذَا الِإيمَانُ ضَاعَ فَلَا أَمَانٌ وَلَا دُنْيَا لِمَنْ لَمْ يُحْي دِينَا

وَمَنْ رَضِي الْحَيَاةَ بِغَيْرِ دِينٍ فَقَدْ جَعَلَ الْفَنَاءَ لَهَا قَرِينَا

فالإيمان من أقوى أسباب السعادة الدنيوية والأخروية ونتبين هذا فيما يلي:
أولاً: السعادة والعبادة :

جل وعلا بطاعته وبفرائضه مما يخلق سعادة في القلب لا يُحسّها إلا من وجدها.
أ: نجد السعادة في أداء الفرائض:

يقول ربنا سبحانه وتعالى في الحديث القدسي عن أبي هريرة رضي الله عنه :
( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ)
رواه البخاري في صحيحه.

ويقول الله جل وعلا : " مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ"[النحل:97].

يقول إبراهيم بن أدهم -وهو في نعيم العبادة-: لو علم الملوك وأبناء الملوك ما نحن فيه؛ لجالدونا عليه بالسيوف.
ب: ونجد السعادة في أداء النوافل:

وفي تتمة الحديث القدسي يقول ربنا سبحانه وتعالى :
( وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ) .

فالنوافل مما يقربك إلى الله جل جلاله حتى تظفر بمحبته، وإذا أحبك الله سبحانه فلا خوف عليك.

وَإِذَا الْعِنَايَةُ لَاحَظَتْكَ عُيُونُهَا نَمْ فَالْمَخَاوِفُ كُلُّهُنَّ أَمَانُ

ج: ونجد السعادة في ذكر لله جل وعلا:

يقول الله في محكم كتابه: " الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ" [الرعد:28].

يقول ابن القيم -رحمه الله-: حضرت عند ابن تيمية, بعد صلاة الفجر، فجلس يذكر الله سبحانه وتعالى حتى ارتفع النهار، وتعالت الشمس, وتوسطت، ثم التفت إليَّ، وقال: هذه غدوتي, لو لم أتغدّها لم تحملني قواي.
إنها ساعات يخلو فيها بربه؛ فيناجيه, ويدعوه, ويستغفره، ويبتهل إليه، ويتضرع ويسكب دموع الندم بين يديه ؛ فيخرج وقد غسل قلبه بهذه العبادة، وتجددت حياته وروحه وخلاياه وأنسجته، وتجدد عقله وقلبه.

د: ونجد السعادة في القرآن:

يقول الله جل وتعالى : " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ" [الإسراء: 82].
نعم!
القرآن شفاء لأمراض النفوس، وضيق الصدور، وكروب القلوب، بل وشفاء لعلل الأجساد وأمراض الأبدان.

هـ: ونجد السعادة في البِرّ بأنواعه :

يقول الله سبحانه وتعالى : " إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ" [الانفطار:13-14].
يقول بعض المفسرين: إن النعيم الذي وعده الله الأبرار هو في الدنيا وفي الآخرة، وإن الجحيم الذي أوعده الله الفجار هو في الدنيا وفي الآخرة.
فإنه يخلص إلى الأبرار في هذه الدنيا من آثار الجنة التي وُعدوا من البر والروح والإشراق والسرور والسعادة ما تهتز له قلوبهم طرباً وترقص منه أفئدتهم أنساً وفرحا حتى يقول قائلهم: إنا لفي نعمة إن كان أهل الجنة في مثلها فهم في عيش طيب.
وهكذا يخلص إلى الفجار وأهل التعاسة والشقاء من سموم النار ولهبها ولفحها وهجيرها ما يكدر عليهم صفو عيشهم وحياتهم، حتى لا يجدون طعماً لمالٍ، ولا أهل، ولا نوم، ولا شرب، ولا صحة، ولا شباب، ولا سفر، ولا إقامة !

و: ونجد السعادة في الصلاة :

كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ( أَرِحْنَا بِهَا يَا بلال) رواه الإمام أحمد وأبو داود.

وكان صلى الله عليه وسلم يقول : ( وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاةِ).رواه الإمام أحمد والنسائي .
إن العبد ربما أنس لحظات إلى شخص يحبه، فتحدث إليه ووجد في الحديث إليه -ولو كان حديثاً عادياً- من السرور الشيء العظيم
فكيف إذا كان يناجي ربه, ويعبده, ويسجد له ويركع!

ي: ونجد السعادة في معرفة الله عز وجل :

فإن العبد إذا عرف ربَّه استراح، فيرى أثر الله عز وجل في ملكوته، يرى أثر صنعته وإبداعه, وعلمه, ورحمته, وحكمته في كل شيء.
نعم! لم ير ربَّه, لكنه رأى آثار صنعته, وآثار أسمائه الحسنى وصفاته العليا.
لذلك قال صلى الله عليه وسلم في الحديث المتفق عليه لما سئل عن الإحسان: ( أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ كَأَنَّكَ تَرَاهُ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تَرَاهُ فَإِنَّهُ يَرَاكَ ).

إِلَهِي رَأَيْتُكْ!
إِلَهِي سَمِعْتُكْ!
رَأَيْتُكَ فِي كُلِّ شَيءْ
سَمِعْتُكَ فِي كُلِّ حَيّ
تَعَالَيْتَ! لَمْ يَبْد شَيءٌ لِعَيْنِي
تَبَارَكْتَ! لَمْ يَنْب صَوْتٌ بِأُذْنِي
وَلَكِنَّ طَيْفَاً بِقَلْبِي يُهِلُّ
وَمِن طَيْفِه كُلُّ نُورٍ يُطِلُّ

فيأنس المؤمن حين يرى آثار إبداع الله سبحانه وتعالى وعلمه وربوبيته وألوهيته أتم الأنس.
ولهذا جاء في صحيح مسلم عن عامر بن سعد عن العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:

( ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رَضِي بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً ).

· هذا مدير شركة أمريكية كبيرة جداً، تجمعت له الأموال, والجاه, والمكانة, والوظيفة، ولكنه كان يشعر بشقاء مرير، ويأوي إلى الفراش
فيجلس ساعات يتقلب دون أن يصل النوم إلى عينيه، وقد أعجبه أن من ضمن العاملين العاديين في هذه الشركة شاباً عربياً مسلماً
في وظيفة متوسطة، وراتب متواضع، لكن هذا الشاب دائم الإشراق والبشر والابتسام والضحك والسرور.
يأكل بسرور، وينام بسرور، ويأتي ويذهب طلق المحيا، لم يره يوماً من الأيام مُكفهراً, أو مُقطباً.

فأحضره في مكتبه.
وقال له: ما شأنك؟ لماذا أنت سعيد كل هذه السعادة؟!
قال له: والله لقد عرفت ربي، وعرفت دربي، وآمنت بالله عز وجل، ولذلك استرحت.
قال: هل لك أن تهديني, أو تدلني؟!
فأخذ بيده إلى أحد المراكز الإسلامية، وهناك تعرّف على الإسلام، وسمع كثيراً من الشرح عنه،
ثم لُقِّن: (أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ, وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ).

وما إن نطق بها لسانه حتى انهال في بكاءٍ مرير, ودموع حارة.
وقال: إنني شعرت بسعادة لم أشعر بها طيلة عمري!

· وهذا رجل آخر.
ذهب مع مجموعة من الدعاة إلى هناك.
هو لا يعرف شيئاً، ولكنه ـ لأول مرة ـ صاحبهم من باب التجربة.
فتأخروا عليه في السيارة؛ فنام في سيارته وهو ينتظرهم، وكان يراقبه من العمارة المجاورة رجل، فنزل إليه وطرق عليه باب السيارة ،
ولما فتح له صافحه، ووجده لا يعرف اللغة الإنجليزية؛ فاستعان بمترجم وسأله:

من أنت؟
وما دينك؟
ولما وجد أنه مسلم.
قال: أريد أن أعرف السر أو الإكسير الذي يجعلك تنام في السيارة خلال نصف ساعة، بينما أنا تعوّدت أن أجلس ساعتين يومياً قبل أن أظفر بنومة قليلة، يكدرها علي قلق وتوتر.
ثانياً: السعادة والإيمان
لقد سجل الله في القرآن الكريم أن السعادة قرين الإيمان.
يقول الله جل وعلا: " الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ" [الأنعام:82].
الأمن في قلوبهم وحياتهم ودنياهم وآخرتهم؛ ولذلك فإن المؤمنين كلما صح إيمانهم؛ قويت قلوبهم، وتمت سعادتهم.
وما أصاب الإنسان من نقص ذلك " فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ" [الشورى:30].
الأستاذ " بودلي" رجل غربي، عاش في الصحراء الغربية بين الأعراب, وارتدى زيهم, وأكل طعامهم, واشترى قطيعاً من الغنم يرعاه في الصحراء.
وكتب كتاباً عن الرسول صلى الله عليه وسلم اسمه: ( الرسول) .
عاش التجربة الغربية، وعاش التجربة الإسلامية عند مسلمين بسطاء عاديين، ليسوا علماء, ولا متخصصين ولا طلبة علم؛
إنهم رعاة في الصحراء فماذا يقول؟
يقول: تعلمتُ من عرب الصحراء، كيف أتغلب على القلق؟
فهم يؤمنون بالقضاء والقدر، فيعيشون أوقاتهم بأمان، لكنهم لا يقفون مكتوفي الأيدي إزاء الكوارث التي يمكن أن تحل بهم.
يقول: هبت ذات يوم ريح عاصفة صحراوية رملية، فأهلكت كثيراً من الغنم, وألقت ببعضها في الرمال، ولما هدأت العاصفة كنتُ في غاية الانفعال والتأثر، بينما وجدت هؤلاء الأعراب يركض بعضهم إلى بعض، وينادي بعضهم بعضاً, وهم يضحكون, ويهتفون بأغانيهم المعتادة, ويحمدون الله
فيقولون: الحمد لله لقد بقي 40% من الأغنام لم تصب بأذى.
ولما رأوا تأثري؛ قالوا لي: إن الغضب والانفعال لا يصنع شيئاً، وهذا أمر كتبه الله وقدره وقضاه.
يقول: ومع ذلك وجدتهم يحاولون جهدهم أن يتخلصوا من آثار الكارثة، وأن يعالجوها بقدر الإمكان.
فهم يؤمنون بالقضاء والقدر، ولكن لا يفهمون أن القضاء والقدر معناه الاستسلام، وترك العمل، وترك الأسباب.
يقول: وسافرت معهم ذات مرة بسيارة في الصحراء، وفي وسط الصحراء القاحلة توقفنا؛ فإذا بأحد العجلات (إطار السيارة) قد انفجر؛ فغضبت!
فقالوا لي: الغضب لا يصنع شيئاً.
ومشت السيارة قليلاً على ثلاث عجلات، ثم توقفت؛ لنكتشف بعد ذلك أن الوقود قد انتهى!
ووجدتهم ينزلون من السيارة ويدعونها جانباً، ثم يسيرون على أقدامهم، ويتقافزون مثل الظباء, بروح عالية, وسرور وبهجة وأنس،
وهم يتناشدون الأشعار، ويتحدثون معي.
يقول هذا الرجل: لقد أقنعتني الأعوام السبعة التي قضيتها في الصحراء أن الملتاثين، ومرضى النفوس، والسكيرين والمعربدين في أوروبا وأمريكا، ما هم إلا ضحايا المدنية الغربية، التي تتخذ من السرعة أساساً لها.
بقلم الشيخ الدكتور
سلمان العودة حفظه الله ورعاه

دار

بارك الله فيك
وجزيتي الفردوس الأعلي
ونفع الله بك الأسلام والمسلمين
دار
بوركتِ أختي الحبيبه
وبارك الله في إيمانكِ
وزادكِ عزاً ورفعةً في الأسلام
دار

بوركت اخيتي
رزقك الله السعادة في الدارين
ونفع الله بكِ الاسلام
ورفع قدرك في عليين

في حفظ الله يا غالية علينا

جميل ما نقلتي لنا
جزاكِ الله خير الجزاء
نقل رائع
وحفظ الله شيخنا الفاضل جعله الله في موازين حسناته

كلمات تعزف على القلوب جميل الأمل

و تحثها على حسن العمل

فـ بالإيمان إلى السعادة نصل

و نستدرك مابقي من العمر والهم نُزل

حيث تستمر سعادتنا وتتغلغل

رائع هو طرحكِ

كذا كان موضوعكِ

طاب لي المكوث هنا

كل الشكر لكِ

دار

يا مُضيع الزمان فيما يُنقص الإيمان رمضان يناديك 2024.

دار

دار

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً تُخرج صاحبها من الظلمات إلى النور، وتُنقذه من عبادة المخلوقات، والتعلِّق بالأموات والقبور، وتزحزحه عن النار، وتدخله الجنة يوم البعث والنشور.

وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، هدى الله ببركة دعوته، وبما جاء به من البينات والهدى هدايةً جلَّت عن وصف الواصفين، وفاقت معرفة العارِفين، حتى حصل لأمَّته عمومًا، ولأهل العلم منهم خصوصًا من العلم النافع، والعمل الصالح، والأخلاق العظيمة، والسَُِّنن (قال في القاموس: سنن الطريق: مثلثة، وبضمتين: نهجه وجهته.) المستقيمة، ما لم يحصل لأمة من الأمم.
فصلِّ الله عليه صلاة دائمة باقية عدد ما خلق ربنا وذرى، وعلى آله وصحبه نجوم الهدى، وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين، أما بعد:
دار

فهذي نسائم الخيرات قد انتشرت، وبشائر البركات قد أقبلت، ومواسم العطايا والمنح قد أظلت.
قد اقترب الشهر الذي تَشبَعُ فيه الأرواح، وإن جاعت البُطون، وتقوى فيه القلوب وإن ضعُفت الأجسام، وتسمو فيه النفوس وتعلو الهمم، وتهبِط اللذائذ، وتموت الشهوات.

قد اقترب شهرُ المنافسةِ في الخيرات، والتسابق إلى الأعمالِ الصالحات، والتقربِ من رب الأرض والسموات، يشتري فيه المؤمنون أنفس ما يجدون، ويختارون لأنفسهم أرفع الأعمال وأزكاها، ويبادرون في مرضاة ربهم، ويبيعون الدنيا وحظوظَها بالفوزِ برحمة ربهم.

أُثامِنُ بالنفـسِ النفيـسةِ ربَّهـا وليس لهـا مِن الخلْقِ كُلِّهــــــــــــــــــــم ثمنُ
بها تُدرَكُ الأُخرى؛ فإن أنا بعتُهُا بشـــــــــــــــــيءٍ من الـدُّنيا فذاكَ هو الغبنُ
لئن ذهَبَتْ نفسي بدُنْيا أصبْتُهُـا لقد ذَهبَتْ نفسي، وقدَ ذهَبَ الثمنُ

دار

هذا الشهر الذي تُفتح فيه أبواب الجنان، وتُغلق أبواب النيران، وتُصفَّدُ الشياطين (كما ثبت في الحديث المتفق عليه.) ، ترغيبًا لفعل الخيرات، وإعانةً للنفس على امتثال الأوامر، والمبادرة إلى فعل الطاعات، فيا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصِر.

هذا شهر الصوم، الذي يُقسم الحبيبُ ‘ على محبةِ ربه لآثاره فيقول: ((والذي نفسُ محمدٍ بيده لَخُلُوف فمِ الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))(متفق عليه من حديث أبي هريرة.).
هذه الرائحة المنبعثة من الفم، عندما تخلو المعدةُ من الأكل، ينفُرُ الناس منها، ولا يُحِبُّون رائحتها، ولكنها عند الملكِ الكريم، البرِّ الرحيم أطيبُ من أطيب الطيب؛ لأنها ناشئةٌ عن طاعته، واتباع مرضاته.

دار

والله إن الإنسان ليحتقر نفسه، أمام هذا الكرم والعطاء، وفتْحِ أبواب الخير، وغلْقِ أبواب الشر.
أنا العبدُ المسكين، الحقيرُ الضعيف، يحب الله أثر العبادة مني، حتى تكون أطيب من ريح المسك، وهو الذي فرضها علي، ويسَّرها لي، ثم يثيبني عليها أعظم الجزاء وأجزله؟؟!!

نعم يا أختي؛ إن الله يحب من عبده أن يتقرب إليه بما افترض عليه، وقد جاء في حديث الأولياء، عن أبي هريرة قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ‘ ((إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالْحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنْ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ، وَمَا تَرَدَّدْتُ عَنْ شَيْءٍ أَنَا فَاعِلُهُ تَرَدُّدِي عَنْ نَفْسِ الْمُؤْمِنِ، يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَسَاءَتَهُ)) رواه البخاري..

دار

مسكينٌ والله! هذا الذي يظنُّ أنَّ أهلَ الدنيا بما يقيمونَ في الأعوام من مهرجاناتٍ ومسابقاتٍ واحتفالاتٍ، ومتاجرات ومرابحات، يُعطون أكثرَ وأفضلَ مما يمنَحُ اللهُ.
هل يستوي عطاءُ من لا تنفدُ خزائنُهُ ولا تفنى، بمن قال خالقُهُ فيه {قلْ لو أنتُم تملِكُونَ خزائنَ رحمةِ ربي إذاً لأمسكتُم خشيةَ الإنفاقِ وكانَ الإنسانُ قَتُوراً}، ثم هو معَ ذلك تنفدُ خزائنُهُ وتبلى؟!

كأني بذلكَ المحرومِ؛ الذي طوتُه الأيامُ والليالي، وأسلمتْهُ إلى أجلِهِ المحتومِ، وقد رأى المتاجِرِين قد وزِّعتْ بينهم أرباحُهُم، ورُفِعتْ درجاتُهُم، يصيح بأعلى صوته: رب ارجعون؛ لعلِّي أعملُ صالحاً فيما تركت.

فيرتدُّ عليه الجوابُ أشدَّ مِن وقْعِ العذابِ: كلا؛ إنها كلمة هو قائلُهُا، ومن ورائهم برزخٌ إلى يومِ يُبعثون.

ليس للميتِ في قبرِه فِطْرٌ ولا أَضْحى ولا عَشْرُ
ناءٍ عن الأهلِ على قُربِهِ كذاكَ مَن مسْكَنُهُ القبرُ

دار

عنوان الموضوع رائع
والطرح مميز
جزاكِ الله كل خير
اللهم بلغنا رمضان وانت راض عنا
ويجعلنا وجميع المسلمين من المعتوقين من النار
اللهم اجعلنا جميعاً من صوامه وقوامه

اللهم امين يارب العالمين

سلمت يمينكـ
دمتى بخير

دار

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة داندونو

دار

عنوان الموضوع رائع
والطرح مميز
جزاكِ الله كل خير
اللهم بلغنا رمضان وانت راض عنا
ويجعلنا وجميع المسلمين من المعتوقين من النار
اللهم اجعلنا جميعاً من صوامه وقوامه

اللهم امين يارب العالمين

سلمت يمينكـ
دمتى بخير

شكرا
على المـــرور
جزاك الله خيـر
بارك الله فيك
وأسال الله لك التوفيق دائما
وأن يجمعنا على الود والإخاء والمحبة

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة فاطمة عمران زكريا

دار

دار

شكرا
على المـــرور
جزاك الله خيـر

دار

قضاء حوائج الناس من علامات الإيمان وباب لإدخال السرور إلي القلوب 2024.

دار

قضاء حوائج الناس من علامات الإيمان ومدعاة لمغفرة الله .. وباب لإدخال السرور إلي القلوب

ورد في الحكمة " ما استحق أن يولد من عاش لنفسه فقط "
والناس جميعاً في حاجة، بعضهم إلى البعض، مهما تفاوتت مراتبهم أواختلفت وظائفهم أوتنوعت طبقاتهم،

قال تعالى:
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
43:32 الزخرف .
وقال الإمام الشافعي رحمه الله:
الناس للناس من بدو وحاضرة
بعض لبعض وإن لم يشعروا خدم ومن بين كل البشر، يبرز معدن المسلم الأصيل،
ساعياً في خدمة إخوانه، مجتهداً في قضاء حوائجهم، ما استطاع إلى ذلك سبيلاً

وهكذا ينبغي أن يكون شأن المسلم الحق، إنه ليس منكفئاً على ذاته، لا ينظر إلا في مرآته، بل يسع قلبه الناس جميعاً، خاصة إخوانه المسلمين، وكم تكون سعادته غامرة حين يقضي حاجة أخيه،
إنه يتذكر ساعتها أن الله عز وجل في حاجته،

مصداقاً لقوله – صلى الله عليه وسلم – :
"من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".
(رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنهما).

فأي تكريم للمسلم وأي عناية هذه؟
أن يكون الله جل وعلا بذاته العلية في حاجته، يقضيها وييسرها،
ويعطف قلوب الخلق عليه، فيبادرون إلى خدمته، ويخفون إلي نجدته، ويتنافسون من أجل راحته..

إن المسلم كالنخلة،، يرميه الناس بالحجر فيرميهم بأطيب الثمر:
هو البحر من أي النواحي أتيته
فالجود لجته والمعروف ساحله
ومن مشكاة النبوة، ومصابيح الصحابة تنتشر الأشعة البارقة، والأنوار الساطعة، تنير الأكوان،
وتعطر الأجواء، وتضرب الأمثلة الحية في النجدة والشهامة والرجولة الحقة.

فهذا أبو بكر الصديق رضي الله عنه يواظب على خدمة عجوز مقعدة حتى بعد أن ولي الخلافة،
ويذهب عمر بن الخطاب رضي الله عنه لقضاء حاجتها، وقد ظن أن الخلافة سوف تشغل الصدّيق
رضي الله عنه عن ذلك ولو لأجل قصير، فإذا به يجده هناك قد سبقه لنيل هذا الشرف،

فيقول: "ما سابقتك إلى شيء إلا سبقتني إليه"!
وكان عمر رضي عنه الله مضرب الأمثال كذلك في قضاء حوائج عوام المسلمين حتى بعد توليه الخلافة ومن ذلك خدمته المرأة التي كانت على وشك الولادة، وندبه زوجته رضي الله عنها كي تنال الثواب، وتسجل اسمها في قائمة الشرف، فتساعد المرأة في وضع جنينها، بينما ينهمك هو في إنضاج الطعام، والنفخ تحت القدر؛ حتى يتخلل الدخان لحيته، وتفيض عيناه بالدمع، لا من أثر ذلك الدخان الكثيف فحسب، بل شكراً لله
أن هيأ له ولزوجه أن يقضيا حاجة هذه المرأة الضعيفة، وأن يفرجا كربها، وأن ينالا شرف خدمتها في هذه اللحظات العصيبة! ولم لا يسعد وهو الذي قال من قبل قولة بقيت حكمة لا يزال المسلمون يرددونها،
وموعظة غالية يحاولون استهداءها:
" لو أن بغلة عثرت بالعراق لسئلت عنها لمَ لم تمهد لها الطريق يا عمر"!

منقول للفائدة
دار

قال تعالى:
{أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَةَ رَبِّكَ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}
43:32 الزخرف .


تفسير الجلالين
2 – (أهم يقسمون رحمة ربك) النبوة (نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا) فجعلنا بعضهم غنيا وبعضهم فقيرا (ورفعنا بعضهم) بالغنى (فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم) الغني (بعضا) الفقير (سخريا) مسخرا في العمل له بالاجرة والياء للنسب وقرىء بكسر السين (ورحمة ربك) أي الجنة (خير مما يجمعون) في الدنيا
تفسير ابن الكثير
أهم يقسمون رحمة ربك" أي ليس الأمر مردودا إليهم بل إلى الله عز وجل والله أعلم حيث يجعل رسالاته فإنه لا ينزلها إلا على أزكى الخلق قلبا ونفسا وأشرفهم بيتا وأطهرهم أصلا ثم قال عز وجل مبينا أنه قد فاوت بين خلقه فيما أعطاهم من الأموال والأرزاق والعقول والفهوم وغير ذلك من القوى الظاهرة والباطنة فقال "نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا" الآية.
وقوله جلت عظمته "ليتخذ بعضهم بعضا سخريا" قيل معناه ليسخر بعضهم بعضا في الأعمال لاحتياج هذا إلى هذا وهذا إلى هذا قاله السدي وغيره وقال قتادة والضحاك ليملك بعضهم بعضا وهو راجع إلى الأول ثم قال عز وجل "ورحمة ربك خير مما يجمعون"
أي رحمة الله بخلقه خير لهم مما بأيديهم من الأموال ومتاع الحياة الدنيا.

تفسير الطبري
أهم يقسمون رحمة ربك وقوله : { أهم يقسمون رحمة ربك } يقول تعالى ذكره : أهؤلاء القائلون : لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم يا محمد , يقسمون رحمة ربك بين خلقه , فيجعلون كرامته لمن شاءوا , وفضله لمن أرادوا , أم الله الذي يقسم ذلك ,
فيعطيه من أحب , ويحرمه من شاء ؟ .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : 23843 – حدثنا أبو كريب , قال : ثنا عثمان بن سعيد , قال : ثنا بشر بن عمارة , عن أبي روق , عن الضحاك عن ابن عباس , قال : لما بعث الله محمدا رسولا , أنكرت العرب ذلك , ومن أنكر منهم , فقالوا : الله أعظم من أن يكون رسوله بشرا مثل محمد , قال : فأنزل الله عز وجل : { أكان للناس عجبا أن أوحينا إلى رجل منهم أن أنذر الناس } 10
2 وقال { وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم فاسألوا أهل الذكر } 16 43 يعني : أهل الكتب الماضية , أبشرا كانت الرسل التي أتتكم أم ملائكة ؟ فإن كانوا ملائكة أتتكم , وإن كانوا بشرا فلا تنكرون أن يكون محمد رسولا : قال : ثم قال :
{ وما أرسلنا من قبلك إلا رجالا نوحي إليهم من أهل القرى } 12 109 أي ليسوا من أهل السماء كما قلتم ; قال : فلما كرر الله عليهم الحجج قالوا , وإذا كان بشرا فغير محمد كان أحق بالرسالة ف { لولا نزل هذا القرآن على رجل من القريتين عظيم }
يقولون : أشرف من محمد صلى الله عليه وسلم , يعنون الوليد بن المغيرة المخزومي , وكان يسمى ريحانة قريش , هذا من مكة ,
ومسعود بن عمرو بن عبيد الله الثقفي من أهل الطائف , قال : يقول الله عز وجل ردا عليهم { أهم يقسمون رحمة ربك } أنا أفعل ما شئت .
نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات وقوله : { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا }
يقول تعالى ذكره : بل نحن نقسم رحمتنا وكرامتنا بين من شئنا من خلقنا , فنجعل من شئنا رسولا , ومن أردنا صديقا , ونتخذ من أردنا خليلا , كما قسمنا بينهم معيشتهم التي يعيشون بها في حياتهم الدنيا من الأرزاق والأقوات , فجعلنا بعضهم فيها أرفع من بعض درجة ,
بل جعلنا هذا غنيا , وهذا فقيرا , وهذا ملكا , وهذا مملوكا { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .
ذكر من قال ذلك : 23844 – حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة ,
قال : قال الله تبارك وتعالى { أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } فتلقاه ضعيف الحيلة ,
عيي اللسان , وهو مبسوط له في الرزق , وتلقاه شديد الحيلة , سليط اللسان , وهو مقتور عليه ,
قال الله جل ثناؤه : { نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا } كما قسم بينهم صورهم وأخلاقهم تبارك ربنا وتعالى .
ليتخذ بعضهم بعضا سخريا وقوله : { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا }
يقول : ليستسخر هذا هذا في خدمته إياه , وفي عود هذا على هذا بما في يديه من فضل ,
يقول : جعل تعالى ذكره بعضا لبعض سببا في المعاش في الدنيا .
وقد اختلف أهل التأويل فيما عنى بقوله : { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } فقال بعضهم : معناه ما قلنا فيه .
ذكر من قال ذلك : 23845 – حدثنا محمد , قال : ثنا أحمد , قال : ثنا أسباط , عن السدي
في قوله : { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا }
قال : يستخدم بعضهم بعضا في السخرة . 23846 – حدثني يونس , قال : أخبرنا ابن وهب , قال : قال ابن زيد
, في قوله : { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا }
قال : هم بنو آدم جميعا , قال : وهذا عبد هذا , ورفع هذا على هذا درجة , فهو يسخره بالعمل , يستعمله به , كما يقال : سخر فلان فلانا .
وقال بعضهم : بل عنى بذلك : ليملك بعضهم بعضا .
ذكر من قال ذلك : 23847 – حدثنا ابن حميد , قال : ثنا يحيى بن واضح , قال : ثنا عبيد بن سليمان , عن الضحاك ,
في قوله : { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } يعني بذلك : العبيد والخدم سخر لهم . 23848 – حدثنا بشر ,
قال : ثنا يزيد , قال : ثنا سعيد , عن قتادة { ليتخذ بعضهم بعضا سخريا } ملكة .
ورحمة ربك خير مما يجمعون وقوله : { ورحمة ربك خير مما يجمعون }
يقول تعالى ذكره : ورحمة ربك يا محمد بإدخالهم الجنة خير لهم مما يجمعون من الأموال في الدنيا .
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل.
ذكر من قال ذلك : * -حدثنا بشر , قال : ثنا يزيد ,
قال : ثنا سعيد , عن قتادة { ورحمة ربك خير مما يجمعون } يعني الجنة . 23849 –
حدثنا محمد , قال : ثنا أحمد , قال : ثنا أسباط , عن السدي { ورحمة ربك } يقول : الجنة خير مما يجمعون في الدنيا .

تفسير القرطبي
أهم يقسمون رحمة ربك نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا روي أن الوليد بن المغيرة – وكان يسمى ريحانة قريش كان يقول : لو كان ما يقوله محمد حقا لنزل علي أو على أبي مسعود ; فقال الله تعالى : " أهم يقسمون رحمة ربك " يعني النبوة فيضعونها حيث شاءوا . "
نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا " أي أفقرنا قوما وأغنينا قوما ; فإذا لم يكن أمر الدنيا إليهم فكيف يفوض أمر النبوة إليهم .
قال قتادة : تلقاه ضعيف القوة قليل الحيلة عيي اللسان وهو مبسوط له , وتلقاه شديد الحيلة بسيط اللسان وهو مقتر عليه .
وقرأ ابن عباس ومجاهد وابن محيصن في رواية عنه " معايشهم " .
وقيل : أي نحن أعطينا عظيم القريتين ما أعطينا لا لكرامتهما علي وأنا قادر على نزع النعمة عنهما ; فأي فضل وقدر لهما .
ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات أي فاضلنا بينهم فمن فاضل ومفضول ورئيس ومرءوس ; قال مقاتل .
وقيل : بالحرية والرق ; فبعضهم مالك وبعضهم مملوك . وقيل : بالغنى والفقر ; فبعضهم غني وبعضهم فقير .
وقيل : بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ليتخذ بعضهم بعضا سخريا قال السدي وابن زيد : خولا وخداما , يسخر الأغنياء الفقراء فيكون به بعضهم سببا لمعاش بعض . وقال قتادة والضحاك : يعني ليملك بعضهم بعضا .
وقيل : هو من السخرية التي بمعنى الاستهزاء ; أي ليستهزئ الغني بالفقير .
قال الأخفش : سخرت به وسخرت منه , وضحكت منه وضحكت به , وهزئت منه وبه ; كل يقال , والاسم السخرية ( بالضم ) .
والسخري والسخري ( بالضم والكسر ) .
وكل الناس ضموا " سخريا " إلا ابن محيصن ومجاهد فإنهما قرآ " سخريا " ورحمة ربك خير مما يجمعون أي أفضل مما يجمعون من الدنيا .
ثم قيل : الرحمة النبوة , وقيل الجنة .
وقيل : تمام الفرائض خير من كثير النوافل .
وقيل : ما يتفضل به عليهم خير مما يجازيهم عليه من أعمالهم .

جزاك الله خير اختي طموحي داعيه على المووضوع اعجبني كثيرر
ما أسعدني وأنا أرى إسم معرفكِ وهو يُنير صفحتي
شكراً لكِ أختي الكريمة على متابعتكِ و تشجيعكِ الدائم لنا .دار.

موضوع جميللللللللللل
ومتميز جدا اختي الحبيبة
اثابك الفردوس الاعلي
وبشرتي بروح وريحان
جزاك الله خير وبارك في علمك وعملك
دار

جزآگ الله خير الجزآء و آثابگ المولى
لمرورك الكريم ولكلامك الطيب
گل الشگر لگ
ربي يسعدك

الإيمان بالغيب 2024.

دار دار

دار

دار

الإيمان بالغيب هو مفرق الطريق بين الإنسان والحيوان

قال تعالى:«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ،وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَمِمَّا رَزَقْناهُمْ يُنْفِقُونَ،وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِما أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ،وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ» ..

ان السمة الأولى للمتقين هي الشعورية الإيجابية الفعالة.الوحدة التي تجمع في نفوسهم بين الإيمان بالغيب،والقيام بالفرائض،والإيمان بالرسل كافة،واليقين بعد ذلك بالآخرة ..

هذا التكامل الذي تمتاز به العقيدة الإسلامية،وتمتاز به النفس المؤمنة بهذه العقيدة،والجدير بأن تكون عليه العقيدة الأخيرة التي جائت ليلتقي عليها الناس جميعا،ولتهيمن على البشرية جميعا،وليعيش الناس في ظلالها بمشاعر هم وبمنهج حياتهم حياة متكاملة،وشاملة للشعور والعمل،والإيمان والنظام.

دار

فإذا نحن أخذنا في تفصيل هذه السمة الأولى للمتقين إلى مفرداتها التي تتألف منها،انكشفت لنا هذه المفردات عن قيم أساسية في حياة البشرية جميعا ..

«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» ..فلا تقوم حواجز الحس دون الاتصال بين أرواحهم والقوة الكبرى التي صدرت عنها،وصدر عنها هذا الوجود ولا تقوم حواجز الحس بين أرواحهم وسائر ما وراء الحس من حقائق وقوى وطاقات وخلائق وموجودات.

والإيمان بالغيب هو العتبة التي يجتازها الإنسان،فيتجاوز مرتبة الحيوان الذي لا يدرك إلا ما تدركه حواسه،إلى مرتبة الإنسان الذي يدرك أن الوجود أكبر وأشمل من ذلك الحيز الصغير المحدد الذي تدركه الحواس – أو الأجهزة التي هي امتداد للحواس – وهي نقلة بعيدة الأثر في تصور الإنسان لحقيقة الوجود كله ولحقيقة وجوده الذاتي،ولحقيقة القوى المنطلقة في كيان هذا الوجود،وفي إحساسه بالكون وما وراء الكون من قدرة وتدبير.

دار

كما أنها بعيدة الأثر في حياته على الأرض فليس من يعيش في الحيز الصغير الذي تدركه حواسه كمن يعيش في الكون الكبير الذي تدركه بديهته وبصيرته ويتلقى أصداءه وإيحاءاته في أطوائه وأعماقه،ويشعر أن مداه أوسع في الزمان والمكان من كل ما يدركه وعيه في عمره القصير المحدود.وأن وراء الكون ظاهره وخافيه،حقيقة أكبر من الكون،هي التي صدر عنها،واستمد من وجودها وجوده ..حقيقة الذات الإلهية التي لا تدركها الأبصار ولا تحيط بها العقول.

وعندئذ تصان الطاقة الفكرية المحدودة المجال عن التبدد والتمزق والانشغال بما لم تخلق له،وما لم توهب القدرة للإحاطة به،وما لا يجدي شيئا أن تنفق فيه.إن الطاقة الفكرية التي وهبها الإنسان،وهبها ليقوم بالخلافة في هذه الأرض،فهي موكلة بهذه الحياة الواقعة القريبة،تنظر فيها،وتتعمقها وتتقصاها،وتعمل وتنتج،وتنمي هذه الحياة وتجملها،على أن يكون لها سند من تلك الطاقة الروحية التي تتصل مباشرة بالوجود كله وخالق الوجود،وعلى أن تدع للمجهول حصته في الغيب الذي لا تحيط به العقول.

فأما محاولة إدراك ما وراء الواقع بالعقل المحدود الطاقة بحدود هذه الأرض والحياة عليها،دون سند من الروح الملهم والبصيرة المفتوحة،وترك حصة للغيب لا ترتادها العقول ..فأما هذه المحاولة فهي محاولة فاشلة أولا،ومحاولة عابثة أخيرا.فاشلة لأنها تستخدم أداة لم تخلق لرصد هذا المجال.وعابثة لأنها تبدد طاقة العقل التي لم تخلق لمثل هذا المجال ..

دار

ومتى سلم العقل البشري بالبديهية العقلية الأولى،وهي أن المحدود لا يدرك المطلق،لزمه – احتراما لمنطقه ذاته – أن يسلم بأن إدراكه للمطلق مستحيل وإن عدم إدراكه للمجهول لا ينفي وجوده في ضمير الغيب المكنون وأن عليه أن يكل الغيب إلى طاقة أخرى غير طاقة العقل وأن يتلقى العلم في شأنه من العليم الخبير الذي يحيط بالظاهر والباطن،والغيب والشهادة ..وهذا الاحترام لمنطق العقل في هذا الشأن هو الذي يتحلى به المؤمنون،وهو الصفة الأولى من صفات المتقين.

لقد كان الإيمان بالغيب هو مفرق الطريق في ارتقاء الإنسان عن عالم البهيمة.ولكن جماعة الماديين في هذا الزمان،كجماعة الماديين في كل زمان،يريدون أن يعودوا بالإنسان القهقرى ..إلى عالم البهيمة الذي لا وجود فيه لغير المحسوس! ويسمون هذا «تقدمية» وهو النكسة التي وفى اللّه المؤمنين إياها،فجعل صفتهم المميزة،صفة:«الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ» والحمد للّه على نعمائه،والنكسة للمنتكسين والمرتكسين! «وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ» ..فيتجهون بالعبادة للّه وحده،ويرتفعون بهذا عن عبادة العباد،وعبادة الأشياء.

يتجهون إلى القوة المطلقة بغير حدود،ويحنون جباههم للّه لا للعبيد والقلب الذي يسجد للّه حقا،ويتصل به على مدار الليل والنهار،يستشعر أنه موصول السبب بواجب الوجود،ويجد لحياته غاية أعلى من أن تستغرق في الأرض وحاجات الأرض،ويحس أنه أقوى من المخاليق لأنه موصول بخالق المخاليق ..وهذا كله مصدر قوة للضمير،كما أنه مصدر تحرج وتقوى،وعامل هام من عوامل تربية الشخصية،وجعلها ربانية التصور،ربانية الشعور،ربانية السلوك.

دار


وفي قصة آدم عليه السلام وما حصل بينه وبين الشيطان دلالة واضحة على طبيعة تكوين هذا الخلق المسمى بالإنسان.فهو تكوين خاص متفرد،يزيد على مجرد التركيب العضوي الحيوي،الذي يشترك فيه مع بقية الأحياء.وأيا كانت نشأة الحياة،ونشأة الأحياء فإن الخلق الإنساني يتفرد بخاصية أخرى هي التي ورد بها النص القرآني ..خاصية الروح الإلهي المودع فيه ..

وهي الخاصية التي تجعل من هذا الإنسان إنسانا،يتفرد بخصائصه عن كل الأحياء الأخرى.وهي قطعا ليست مجرد الحياة.فهو يشترك في «الحياة» مع سائر الأحياء.ولكنها خاصية الروح الزائد عن مجرد الحياة.

هذه الخاصية – كما يلهم النص القرآني – لم تجئ للإنسان بعد مراحل أو أطوار من نشأته – كما تزعم الدارونية – ولكنها جاءت مصاحبة لخلقه ونشأته.فلم يجئ على هذا الكائن الإنساني زمان كان فيه مجرد حيّ من الأحياء – بلا روح إنساني خاص – ثم دخلته هذه الروح،فصاربها هو هذا الإنسان! ولقد اضطرت الدارونية الحديثة – على يد جوليان هاكسلي – أن تعترف بشطر من هذه الحقيقة الكبيرة وهي تقرر «تفرد الإنسان» من الناحية الحيوية والوظيفية.ومن ثم تفرده من الناحية العقلية،وما نشأ عن ذلك كله من تفرده من الناحية الحضارية ..

دار

ولكنها ظلت تزعم أن هذا الإنسان المتفرد متطور عن حيوان! والتوفيق عسير بين ما انتهت إليه الداروينية الحديثة من تفرد الإنسان،وبين القاعدة التي تقوم عليها الداروينية – قاعدة التطور المطلق وتطور الإنسان عن الحيوان – ولكن الداروينيين ومن والاهم لا يزالون مصرين على ذلك الاندفاع – غير العلمي – الذي صبغوه بصبغة العلم،في دفعة الانسلاخ من كل مقررات الكنيسة! والذي شجع اليهود على نشره وتمكينه وتثبيته،وإضفاء الصبغة «العلمية» عليه لغرض في نفوسهم ولغاية في مخططاتهم!



«وعلى أية حال،فإن مجموع النصوص القرآنية في خلق آدم عليه السلام،وفي نشأة الجنس البشري،ترجح أن إعطاء هذا الكائن خصائصه الإنسانية ووظائفه المستقلة،كان مصاحبا لخلقه.وأن الترقي «الإنساني» كان ترقيا في بروز هذه الخصائص،ونموها،وتدريبها،واكتسابها الخبرة العالية.ولم يكن ترقيا في «وجود» الإنسان ..من تطور الأنواع حتى انتهت إلى الإنسان ..كما تقول الداروينية.

« ووجود أنواع مترقية من الحيوان تتبع ترتيبا زمنيا – بدلالة الحفريات التي تعتمد عليها نظرية النشوء والارتقاء – هو مجرد نظرية «ظنية» وليست «يقينية» لأن تقدير أعمار الصخور ذاته في طبقات الأرض ليس إلا ظنا! مجرد فرض كتقدير أعمار النجوم من إشعاعها.وليس ما يمنع من ظهور فروض أخرى تعدّلها أو تغيرها! «على أنه – على فرض العلم اليقيني بأعمار الصخور – ليس هناك ما يمنع من وجود «أنواع» من الحيوان،في أزمان متوالية،بعضها أرقى من بعض،بفعل الظروف السائدة في الأرض ومدى ما تسمح به من وجود أنواع تلائم هذه الظروف السائدة في حياتها.ثم انقراض بعضها حين تتغير الظروف السائدة بحيث لا تسمح لها بالحياة (وظهور أنواع أخرى أكثر ملاءمة للظروف السائدة) .

دار

ولكن هذا لا «يحتم» أن يكون بعضها «متطورا» من بعض ..وحفريات دارون وما بعدها لا تستطيع أن تثبت أكثر من هذا،لا تستطيع أن تثبت – في يقين مقطوع به – أن هذا النوع تطور تطورا عضويا من النوع الذي قبله من الناحية الزمنية – وفق شهادة الطبقة الصخرية التي يوجد فيها – ولكنها فقط تثبت أن هناك نوعا أرقى من النوع الذي قبله زمنيا ..وهذا يمكن تعليله بما قلنا من أن الظروف السائدة في الأرض كانت تسمح بوجود هذا النوع.فلما تغيرت صارت صالحة لنشأة نوع آخر،فنشأ.ومساعدة على انقراض النوع الذي كان عائشا من قبل في الظروف الأخرى،فانقرض.

« وعندئذ تكون نشأة النوع الإنساني نشأة مستقلة،في الزمن الذي علم اللّه أن ظروف الأرض تسمح بالحياة والنمو والترقي لهذا النوع ..وهذا ما ترجحه مجموعة النصوص القرآنية في نشأة البشرية.

«وتفرد الإنسان من الناحية البيولوجية والفسيولوجية والعقلية والروحية.هذا التفرد الذي اضطر الداروينيون المحدثون – وفيهم الملحدون باللّه كلية – للاعتراف به،دليل مرجح (في مجال البحوث الإنسانية) على تفرد النشأة الإنسانية،وعدم تداخلها مع الأنواع الأخرى في تطور عضوي».

دار

هذه النشأة المتفردة للإنسان،باحتوائها على هذه الخاصية المنشئة للوجود الإنساني المستقل ..خاصية النفخة من روح اللّه ..تجعل النظرة إلى هذا الإنسان و«مطالبه الأساسية» تختلف اختلافا أصيلا عن نظرة المذاهب المادية،بكل إفرازاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية،وكل إفرازاتها في التصورات والقيم التي ينبغي أن تسود الحياة الإنسانية.

إن الزعم بأن الإنسان مجرد حيوان متطور عن حيوان! هي التي جعلت الإعلان الماركسي يذكر أن مطالب الإنسان الأساسية هي الطعام والشراب والمسكن والجنس! فهذه فعلا هي مطالب الحيوان الأساسية! ولا يكون الإنسان في وضع أحقر مما يكون وفق هذه النظرة! ومن ثم تهدر كل حقوقه المترتبة على تفرده عن الحيوان بخصائصه الإنسانية ..

تهدر حقوقه في الاعتقاد الديني.وتهدر حقوقه في حرية التفكير والرأي.وتهدر حقوقه في اختيار نوع العمل،ومكان الإقامة.وتهدر حقوقه في نقد النظام السائد وأسسه الفكرية والمذهبية.بل تهدر حقوقه في نقد تصرفات «الحزب» ومن هم أقل من الحزب من الحكام المتسلطين في تلك الأنظمة البغيضة،التي تحشر الأناسي حشرا،وتسوقهم سوقا،لأن هؤلاء «الأناسيّ» وفق الفلسفة المادية ليسوا سوى نوع من الحيوان تطور عن حيوان! ..

دار

ثم يسمى ذلك النكد كله:«الاشتراكية العلمية»! فأما النظرة الإسلامية إلى «الإنسان» – وهي تقوم على أساس تفرده بخصائصه الإنسانية إلى جانب ما يشارك فيه الحيوان من التكوين العضوي – فإنها منذ اللحظة الأولى تعتبر أن مطالب الإنسان الأساسية مختلفة وزائدة عن مطالب الحيوان الأساسية.فليس الطعام والشراب والمسكن والجنس هي كل مطالبه الأساسية.

وليس ما وراءها من مطالب العقل والروح مطالب ثانوية! ..إن العقيدة وحرية التفكير والإرادة والاختيار هي مطالب أساسية كالطعام والشراب والمسكن والجنس ..بل هي أعلى منها في الاعتبار لأنها هي المطالب الزائدة في الإنسان على الحيوان.

أي المطالب المتعلقة بخصائصه التي تقرر إنسانيته! والتي بإهدارها تهدر آدميته! ومن ثم لا يجوز أن تهدر في النظام الإسلامي حرية الاعتقاد والتفكير والاختيار في سبيل «الإنتاج» وتوفير الطعام والشراب والمسكن والجنس للآدميين! كما لا يجوز أن تهدر القيم الأخلاقية – كما يقررها اللّه للإنسان لا كما يقررها العرف والبيئة والاقتصاد – في سبيل توفير تلك المطالب الحيوانية ..

إنهما نظرتان مختلفتان من الأساس في تقييم «الإنسان» و«مطالبه الأساسية» ..ومن ثم لا يمكن الجمع بينهما في نظام واحد على الإطلاق! فإما الإسلام،وإما المذاهب المادية بكل ما تفرزه من إفرازات نكدة ..بما فيها ما يسمونه هناك:«الاشتراكية العلمية» فإن هو إلا إفراز خبيث من إفرازات المادية الحقيرة المحتقرة للإنسان الذي كرمه اللّه.

دار

والمعركة الخالدة بين الشيطان والإنسان في هذه الأرض ترتكز ابتداء إلى استدراج الشيطان للإنسان بعيدا عن منهج اللّه والتزيين له فيما عداه.استدراجه إلى الخروج من عبادة اللّه – أي الدينونة له في كل ما شرع من عقيدة وتصور،وشعيرة ونسك،وشريعة ونظام – فأما الذين يدينون له وحده – أي يعبدونه وحده – فليس للشيطان عليهم من سلطان ..«إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ» ..

ومفرق الطريق بين الاتجاه إلى الجنة التي وعد بها المتقون وبين الاتجاه إلى جهنم التي وعد بها الغاوون،هو الدينونة للّه وحده – التي يعبر عنها في القرآن دائما بالعبادة – أو اتباع تزيين الشيطان بالخروج على هذه الدينونة.

والشيطان نفسه لم يكن ينكر وجود اللّه سبحانه،ولا صفاته ..أي إنه لم يكن يلحد في اللّه من ناحية العقيدة! إنما الذي فعله هو الخروج على الدينونة للّه ..وهذا هو ما أورده جهنم هو ومن اتبعه من الغاوين.

إن الدينونة للّه وحده هي مناط الإسلام.فلا قيمة لإسلام يدين أصحابه لغير اللّه في حكم من الأحكام.وسواء كان هذا الحكم خاصا بالاعتقاد والتصور.أو خاصا بالشعائر والمناسك.أو خاصا بالشرائع والقوانين.أو خاصا بالقيم والموازين …فهو سواء ..الدينونة فيه للّه هي الإسلام.والدينونة فيه لغير اللّه هي الجاهلية الذاهبة مع الشيطان.

ولا يمكن تجزئة هذه الدينونة واختصاصها بالاعتقاد والشعائر دون النظام والشرائع.فالدينونة للّه كل لا يتجزأ.وهي العبادة للّه في معناها اللغوي وفي معناها الاصطلاحي على السواء ..وعليها تدور المعركة الخالدة بين الإنسان والشيطان!..

دار

من كتاب : مِفْرَقُ الطَّريقِ في القُرآن الكَريم

جمع وإعداد/ علي بن نايف الشحود

غير منقول

دار دار



دار

دارأختي الحبيبة

سلمت يداك واثابك كل خير وأحسن الله اليك
مشاركة قيمة جداً وأختيار موفق يالغلاََ
تقبلها الله منك واثقل بها موازينك
اللهم أجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم وتقبلها منا وأنت الغني عنا
اللهم أجعلنا ممن خشع لك قلبه وكل جوارحه
اللهم آت قلوبنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها
بارك الله فيك … ونفع بك وبما كتبت
وجزاك الله خير الجزاء … وأثابك أعالي الجنان


دار

سلمت يداك واثابك كل خير وأحسن الله اليك
وجزاك الله خير الجزاء
بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك
اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ·!¦[· أفنان ·]¦!·

دار


دار

دارأختي الحبيبة

سلمت يداك واثابك كل خير وأحسن الله اليك
مشاركة قيمة جداً وأختيار موفق يالغلاََ
تقبلها الله منك واثقل بها موازينك
اللهم أجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم وتقبلها منا وأنت الغني عنا
اللهم أجعلنا ممن خشع لك قلبه وكل جوارحه
اللهم آت قلوبنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها
بارك الله فيك … ونفع بك وبما كتبت
وجزاك الله خير الجزاء … وأثابك أعالي الجنان


دار

أختي الغالية
اللهم آمين
بارك الله بكِ أخيتي
لكِ مني جزيل الشكر وأوفره
دمتِ بخير

قد يهمك أيضاً:

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة سناء مصطفى

دار

سلمت يداك واثابك كل خير وأحسن الله اليك
وجزاك الله خير الجزاء
بارك الله فيك وجعلها في ميزان حسناتك

أختي الكريمة
اللهم آمين
وإياكِ إن شاء الله
لا تحرميني من عبق التواصل
خالص تقديري
وكل الود

قد يهمك أيضاً:

ربى يجزاك الجنه حبيبتي
على روعة ما طرحت من فائده
دمت برضى الله

سورة ‏ ( ق ‏) جامعة لأصول الإيمان . 2024.

دار

الفـــــــوائد

<h1>سورة ‏ ( ق ‏) جامعة لأصول الإيمان …

</h1> وقد جمعت هذه السورة من أصول الإيمان ما يكفي ويشفي، ويغني عن كلام أهل المعقول، فإنها تضمنت تقرير المبدأ والمعاد والتوحيد والنبوة والإيمان بالملائكة، وانقسام الناس إلى هالك شقي وفائز سعيد، وأوصاف هؤلاء وهؤلاء‏.‏ وتضمنت إثبات صفات الكمال لله وتنزيهه عما يضاد كماله من النقائص والعيوب وذكر فيها القيامتين‏:‏ الصغرى والكبرى، والعالمين‏:‏ الأكبر وهو عالم الآخرة، والأصغر وهو عالم الدنيا، وذكر فيها خلق الإنسان ووفاته وإعادته، وحاله عند وفاته ويوم معاده، وإحاطته سبحانه به من كل وجه حتى علمه بوساوس نفسه وإقامة الحفظة عليه يحصون عليه كل لفظة يتكلم بها، وأنه يوافيه يوم القيامة ومعه سائق يسوقه إليه، وشاهد يشهد عليه، فإذا أحضره السائق قال‏:‏ ‏ «‏هذا ما لدي عتيد» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 23 من سورة ق‏.‏‏‏ أي هذا الذي أمرت بإحضاره قد أحضرته‏.‏ فيقال عند إحضاره‏:‏ ‏ «‏ ألقيا في جهنم كل كفار عنيد» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 24 من سورة ق‏.‏ كما يحضر الجاني إلى حضرة السلطان، فيقول‏:‏ هذا فلان قد أحضرته فيقول‏:‏ اذهبوا به إلى السجن وعاقبوه بما يستحقه‏.‏

وتأمل كيف دلت السورة صريحاً على أن الله سبحانه يعيد هذا الجسد بعينه الذي أطاع وعصى، فينعمه ويعذبه كما ينعم الروح التي آمنت بعينها ويعذب التي كفرت بعينها، لا أنه سبحانه يخلق روحاً أخرى غير هذه فينعمها ويعذبها، كما قاله من لم يعرف المعاد الذي أخبرت به الرسل، حيث زعم أن الله سبحانه يخلق بدنا غير هذا البدن من كل وجه عليه يقع النعيم والعذاب، والروح عنده عرض من أعراض البدن فيخلق روحاً غير هذه الروح وبدنا غير هذا البدن‏.‏

وهذا غير ما اتفقت عليه الرسل، وذلك الذي عليه القرآن والسنة وسائر كتب الله تعالى، وهذا في الحقيقة إنكار للمعاد، وموافقة لقول من أنكره من المكذبين، فإنهم لم ينكروا قدرة الله على خلق أجسام غير هذه الأجسام يعذبها وينعمها‏.‏
كيف وهم يشهدون النوع الإنساني يخلق شيئاً بعد شيء، فكل وقت يخلق سبحانه أجساماً وأرواحاً غير الأجسام التي فنيت، فكيف يتعجبون من شيء يشاهدونه عياناً، وإنما تعجبوا من عودهم بأعيانهم بعد أن مزقهم البلى وصاروا عظاماً و رفاتاً، فتعجبوا أن يكونوا هم بأعيانهم مبعوثين للجزاء، ولهذا قالوا‏:‏ ‏ «‏أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون» ‏ ‏‏الآية‏:‏ 16 من سورة الصافات‏.‏ ‏ وقالوا‏:‏ ‏ «‏ذلك رجع بعيد» ‏‏.‏ ‏‏الآية‏:‏ 3 من سورة ق‏.‏‏ ولو كان الجزاء إنما هو لأجسام غير هذه لم يكن ذلك بعثا ولا رجعا بل يكون ابتداء ، ولم يكن لقوله ‏ «‏قد علمنا ما تنقص الأرض منهم» ‏ كبير معنى، فإنه سبحانه جعل هذا جوابا لسؤال مقدر، وهو أنه يميز تلك الأجزاء التي اختلطت بالأرض واستحالت إلى العناصر بحيث لا تتميز، فأخبر سبحانه أنه قد علم ما تنقصه الأرض من لحومهم وعظامهم وأشعارهم، وأنه كما هو عالم بتلك الأجزاء فهو قادر على تحصيلها وجمعها بعد تفرقها، وتأليفها خلقاً جديداً‏.‏ وهو سبحانه يقرر المعاد بذكر كمال علمه وكمال قدرته وكمال حكمته، فإن شُبه المنكرين له كلها تعود إلى ثلاثة أنواع‏:‏
«أحدها‏:‏» اختلاط أجزائهم بأجزاء الأرض على وجه لا يتميز ولا يحصل معها تميز شخص عن شخص‏.‏
«الثاني‏:‏» أن القدرة لا تتعلق بذلك‏.‏
«الثالث‏:‏» أن ذلك أمر لا فائدة فيه، وإنما الحكمة اقتضت دوام هذا النوع الإنساني شيئا بعد شيء، هكذا أبدا كلما مات جيل آخر، فأما أن يميت النوع الإنساني كله ثم يحييه بعد ذلك فلا حكمة في ذلك‏.‏


الفوائد_الإمام شمس الدين أبي عبد الله بن قيم الجوزية

بارك الله فيك وفي منقولك ونفع بك..
نسأل الله أن يعلّمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علّمنا ,,
وأن يجعل علمنا حجة لنا لا علينا

موضوع رائع

دار

بارك الله لك اتحفتينا

ننتظر مزيدك بكل شوق

واحلى وردة لك ياغالية

دار

شكرا لمروركم الغالي
لا عدمت رؤية ردودكم الحلوة
دار

اختيار مميز
جزاكِ الله خيرا وبارك الله لك
سلمت يداكِ
اثابك الله

أثر الإيمان والتقوى في حب الله وحب الناس 2024.

أثر الإيمان والتقوى في حب الله وحب الناس

دار

الحمد لله الذي أعز أولياءه المؤمنين المتقين وجعل لهم في قلوب الخلائق وداً، أحمده -سبحانه- القاهر فوق عباده والأعز جنداً، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له ولم يتخذ صاحبةً ولا ولدا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدًا عبده ورسوله.. دعا إلى الله بإذنه وإلى صراطه المستقيم هدى، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه صلاةً وسلامًا نرجو ثوابهما عند الله غداً.

أما بعد: فاتقوا الله -عباد الله- واعبدوه واشكروا له؛ واذكروا أنكم ملاقوه فأعدوا لهذا اللقاء عدته وخذوا له أهبته، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغَرور.


أيها المسلمون: إن آثار الإيمان الصادق بالله -تعالى- وآثار العمل الصالح الذي يبتغي به وجهه ويقتدى فيه بنبيه -صلوات الله وسلامه عليه- تربو على العد وتجل عن الحصر.. وإنها آثارٌ لا تغمض عنها أجفان أولي الألباب ولا تغيب عن مدارك أولي النهى ولا تعزب عن نظر وتفكر أولي الأبصار وإن من حلو ثمار الإيمان ما يغرسه الله لأهله في قلوب خلقه من محبة لا يملكون ردها ومودة لا يستطيعون إلا الإقرار بها والخضوع لسلطانها أوضح ذلك سبحانه في محكم كتابه بقوله عز اسمه (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً ) [مريم: 69].


وإن أعظم ما في هذا الود -ياعباد الله- أنه آيةٌ بينةٌ ودليلٌ ظاهرٌ على حب الله -تعالى- كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان في صحيحيهما واللفظ لمسلم -رحمه الله-: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: " إن الله إذا أحب عبدًا دعا جبريل -عليه السلام- فقال: إني أحب فلان فأحبه، قال: فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء فيقول: إن الله يحب فلانًا فأحبوه؛ فيحبه أهل السماء، قال: ثم يوضع له القبول في الأرض ".. الحديث..


فلا ترى في الناس إلا محبًّا له مثنيًا عليه رؤوفًا رحيمًا به.. عبَّر عن هذا أبلغ تعبير التابعي الجليل زيد بن أسلم -رحمه الله- بقوله: " من اتقى الله أحبه الناس وإن كرهوا ": يريد أن الناس لا يملكون إلا أن يحبوه، ولو أرادوا استشعار البغض له ما استطاعوا إلى ذلك سبيلا.. فانظر إلى الإيمان والتقوى كيف أعقبا صحابهما في قلوب الناس حبًّا لم يعمل له ولم يسعَ إليه ولم يخطر له على بال، ولا عجب في ذلك.. فقد بلغ الإيمان والتقوى بأهلهما مرتبة الولاية فاستحقوا صفة أولياء الله الذين بشرهم ربهم بأنهم لا يخافون ما يستقبلون من أهوال يوم القيامة، ولا يحزنون على ما تركوا من خلفهم في الحياة الدنيا: (أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ) [يونس: 62- 63].


ولم يقتصر الأمر على هذا، بل إنهم بلغوا بحب الله لهم وكريم مقامهم عنده أن جعل من ناصبهم العداء بمنزلة من حاربه -سبحانه- كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه: عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنه قال: " قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: " إن الله تعالى قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب.. ".. الحديث.. ومعناه: أي أعمل به ما يعمله العدو المحارب، وآذنته: أي أعلمته.. والمراد أنه تعرض لإهلاك الله إياه، وفي هذا -كما قال أهل العلم بالحديث- تهديدٌ شديد؛ لأن من حاربه الله أهلكه..


وإذا ثبت هذا في جانب المعاداة ثبت في جانب الموالاة أيضاً؛ فمن والى أولياء الله أكرمه الله ورضي عنه وهداه واجتباه، وإن من أعظم من تجب موالاته والحذر الشديد من معاداته صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الذين رضي الله عنهم وأفاض -سبحانه- في الثناء عليهم في محكم كتابه فقال – عز من قائل -: (وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) [التوبة: 100].. وقال – عز وجل- (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا… ) [الفتح: 29].. الآية.. وقال -سبحانه-: (لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ فَعَلِمَ مَا فِي قُلُوبِهِمْ فَأَنزَلَ السَّكِينَةَ عَلَيْهِمْ وَأَثَابَهُمْ فَتْحًا قَرِيبًا) [الفتح: 18].


ونهى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن سب أحدٍ منهم، وبيَّن أنه لا يبلغ أحدٌ مبلغهم في الجلالة والفضل ولو أنفق ما أنفق من مال، فقال -عليه الصلاة والسلام-: " لا تَسُبُّوا أحدًا من أصحابي؛ فلو أن أحدكم أنفق مثل أُحُدٍ ذهبًا ما أدرك مُدَّ أحدهم ولا نصيفه ".. أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه-.


وبين -صلى الله عليه وسلم- أن حب الأنصار من علامات الإيمان الصادق وأن بغضهم من علامات النفاق؛ ففي صحيح البخاري ومسلم -رحمهما الله- عن أنس بن مالك -رضي الله عنه-: أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: " آية الإيمان حب الأنصار، وآية النفاق بغض الأنصار "..


وأخرج الشيخان في صحيحيهما عن البراء بن عازب -رضي الله عنه-: أنه قال: " سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول: " الأنصار لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق؛ فمن أحبهم أحبه الله ومن أبغضهم أبغضه الله ".


ولذا كانت محبة أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من أصول معتقد أهل السنة والجماعة التي لا خلاف بينهم فيها.. قال الإمام أبو جعفر الطحاوي -رحمه الله- معبراً عن ذلك: " ونحب أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ولا نفرط في حب أحدٍ منهم ولا نتبرأ من أحدٍ منهم، ونبغض من يبغضهم وبغير الحق يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دينٌ وإيمانٌ وإحسان، وبغضهم كفرٌ ونفاقٌ وطغيان ".. انتهى كلامه -رحمه الله-.


وإنما كان حبهم -ياعباد الله- دينًا وإيمانًا وإحسانًا لأنه امتثالٌ لأمر الله وطاعةٌ له وتقديمٌ لأمره ونهيه -سبحانه- على كل ما سواهما؛ ولأنهم نصروا دين الله وجاهدوا مع رسوله – صلى لله عليه وسلم- وبذلوا في ذلك الدماء والأموال والأرواح، وما أحسن موقف المسلم الصادق من موقف هؤلاء الأسلاف العظام.. ذلك الموقف الذي صوره القرآن أبلغ تصويرٍ في قول ربنا -تقدست أسماؤه-: (وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِن بَعْدِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِّلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [الحشر: 10].


نفعني الله وإياكم بهدي كتابه وبسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم- أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب؛ إنه هو الغفور الرحيم.

الخطبة الثانية:

الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا.. من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمدٍ وعلى آله وصحبه.


أما بعد:


فياعباد الله: جاء عن الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- قوله: " من كان منكم مستنًّا فليستنَّ بمن قد مات؛ فإن الحي لا تُؤمَن عليه الفتنة.. أولئك أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم- كانوا أفضل هذه الأمة وأبرها قلوبًا وأعمقها علمًا وأقلها تكلفاً.. قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه؛ فاعرفوا لهم فضلهم واتبعوهم في آثارهم وتمسكوا بما استطعتم من أخلاقهم ودينهم؛ فإنهم كانوا على الهدى المستقيم ".. فانظروا -يا عباد الله- إلى قوله -رضي الله عنه-: " قومٌ اختارهم الله لصحبة نبيه وإقامة دينه " ، أفيختار الله لصحبة نبيه غير أفضل الأمة وأعظمها وأبرها وأتقاها له -سبحانه-؟


وجاء عنه -رضي الله عنه- قوله أيضا: " إن الله تعالى نظر في قلوب العباد فوجد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- خير قلوب العباد فاصطفاه لنفسه وابتعثه برسالته، ثم نظر في قلوب العباد بعد قلب محمد -صلى الله عليه وسلم- فوجد قلوب أصحابه خير قلوب العباد؛ فجعلهم وزراء نبيه يقاتلون عن دينه ".. انتهى.


فاتقوا الله -عباد الله-، وحاذر من معادة المؤمنين المتقين حذارًا من ذلك، وفي الطليعة منهم صحابة خاتم النبيين وسيد ولد آدم أجمعين.. وصلوا وسلموا على خير خلق الله محمد بن عبد الله؛ فقد أُمِرتُم بذلك في كتاب الله حيث قال -سبحانه- قولاً كريماً: (إنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا) [الأحزاب: 56] اللهم صلِّ وسلم على عبدك ورسولك محمد، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- وعن سائر الآل والصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وكرمك وإحسانك ياأكرم الأكرمين.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين.. اللهم أعز الإسلام والمسلمين.. اللهم اعز الإسلام والمسلمين، واحم حوزة الدين، ودمر أعداء الدين وسائر الطغاة والمفسدين، وألِّف بين قلوب المسلمين ووحد صفوفهم، وأصلح قادتهم، ووحد كلمتهم على الحق يارب العالمين.


اللهم انصر دينك وكتابك وسنة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- وعبادك المؤمنين المجاهدين الصادقين.. اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، وأيد بالحق إمامنا وولي أمرنا، وهيئ له البطانة الصالحة، ووفقه لما تحبه وترضى ياسميع الدعاء، اللهم وفقه وولي عهده وإخوانهم إلى ما فيه خير الإسلام والمسلمين وإلى ما فيه صلاح العباد والبلاد يامن إليه المرجع يوم التناد.


اللهم احفظ هذه البلاد حائزةً على كل خير سالمةً من كل شر وسائر بلاد المسلمين يارب العالمين.. اللهم أصلح لنا ديننا الذي هو عصمة أمرنا، وأصلح لنا دنيانا التي فيها معاشنا، وأصلح لنا آخرتنا التي فيها معادنا، واجعل الحياة زيادةً لنا في كل خير والموت راحةً لنا من كل شر، اللهم أحسن لنا عاقبتنا في الأمور كلها، وأجرنا من خزي الدنيا وعذاب الآخرة.


اللهم إنا نعوذ بك من زوال نعمتك وتحول عافيتك وفجاءة نقمتك وجميع سخطك، اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا.. اللهم اشف مرضانا وارحم موتانا، وبلغنا فيما يرضيك آمالنا، واختم بالصالحات أعمالنا.


ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمدٍ وعلى آله وصحبه أجمعين.


الشيخ – أسامة بن عبدالله خياط

دار


دار
جزاك المولى خير الجزاء
يعطيك العافية وبارك الله فيك
ع اختيارك للموضوع الرائع والمهم ..جعله الله في ميزان حسناتك
دآئمآً مميزه بآختياراتك .. تسلم دياتك يالغاليه
دمتي بحفظهـ

دار

أختي في الله

اسأل الله العظيم رب العرش الكريم

أن يعطيك أكثر من أمانيك ويحفظ عليك دينك وعافيتك
ويديم عليكِ نعمه وستره وواسع رحمته وفضله
وأن ينظر اليك نظرة رضى لا يعقبها سخط أبدا
وأن يلبسك ثوب العافية لا ينزعه عنك ابدا
وأن يرزقك رزق حلالاً لا ينقطع عنك أبدا
وجميع المسلمين ..
اللهم آمين

هل الرافضة تؤمن حقاً بأركان الإيمان الستَّة؟! 2024.

هل الرافضة تؤمن حقاً بأركان الإيمان الستَّة؟!
هل الرافضة تؤمن حقاً بأركان الإيمان الستَّة؟!
هل الرافضة تؤمن حقاً بأركان الإيمان الستَّة؟!

دار

هل الرافضة تؤمن حقاً بأركان الإيمان الستَّة؟!

خبَّاب بن مروان الحمد


دار



مِمَّا هو معلوم عندنا أنَّ أركان الإيمان ستَّة: الإيمان بالله، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، وبالقدر خيره وشره.
لكنَّ علماء الرافضة الشيعة الجعفرية الإثني عشرية لا يؤمنون بأركان الإيمان على الحقيقة مطلقاُ.
ولربَّما يستغرب أحد هذا الجزم المُطلق، تجاه أولئك الشيعة، لكن من خلال الشرح والتفصيل، والتوضيح والتبيين، سيتضح جلياً أنَّهم من أبعد الناس حقاً عن الإيمان بأركان الإيمان الستَّة؟

• الركن الأول : (الإيمان بالله):

الإيمان بالله يقتضي الإيمان بوجوده وربوبيته وأنَّه الإله المعبود فقط دون كل من سواه، وكذلك نؤمن بأسماء الله وصفاته على الوجه اللائق به عزَّ وجل.
لكنَّ الروافض يُخالفوننا في ذلك فهم يعتقدون أنَّ أصل قبول الأعمال هو الإيمان بإمامة الاثني عشر وولايتهم، فليس قبول الأعمال متعلقاً بتوحيد الله عز وجل، ولذلك فإنَّهم يعتقدون أنَّ الأئمة هم الواسطة بين الله والخلق، حتى صاروا يعبدونهم ويدعونهم رغبًا ورهبًا، بل يعتقدون أنَّ لأئمتهم الحق في التشريع والتحليل والتحريم.
وتأمَّل تفسيرهم لقوله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ) فلقد جاء في الكافي [أصول الكافي: 1/427 رقم (76).] – وهو أصح كتاب عندهم في الرواية – وفي تفسير القمي [تفسير القمي: 2/251.] – عمدة تفاسيرهم –تفسيرها بما يلي: "يعني إن أشركت في الولاية غيره". فأي إيمان بالله تعالى فيه شرك بربوبيَّته وألوهيَّته والعياذ بالله؟!

• الركن الثاني: (الإيمان بالملائكة) :

يؤمن أهل الإسلام أنَّ الملائكة عباد مكرمون، وأنَّ الله خلقهم من نور، وأنَّهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
أمَّا الملائكة عند هؤلاء الرافضة، فمقتضى إيمانهم بهم أن يعتقدوا بأنَّ الملائكة خلقوا من نور الأئمة !! وهم خدم للأئمة!! ومنهم طوائف قد كلفوا – بزعمهم – للعكوف على قبر الحسين!!
تقول أخبارهم: "خلق الله من نور وجه علي بن أبي طالب سبعين ألف ملك يستغفرون له ولمحبيه إلى يوم القيامة" [كنز جامع الفوائد: ص334، بحار الأنوار: 23/320.].
وأحيانًا يقولون: "خلق الله الملائكة من نور علي" [المعالم الزلفى: ص 249.] وكأنه لا وظيفة للملائكة إلا أمر أئمتهم الاثني عشر، أو كأنهم ملائكة الأئمة لا ملائكة الله!.
بل عندهم حياة الملائكة موقوفة على الأئمة والصلاة عليهم، لأنه "ليس لهم طعام ولا شراب إلا الصلاة على علي بن أبي طالب ومحبيه، والاستغفار لشيعته المذنبين" (بحار الأنوار: 26/349) فهل هذا إيمان بالملائكة على ما يريد الله تعالى ورسوله صلَّى الله عليه وسلَّم؟!

• الركن الثالث (الإيمان بالكتب) :

ادعت الشيعة الروافض أن الله سبحانه أنزل على أئمتها كتبًا من السماء، مثل ما أنزل كتبه على أنبيائه!
كما زعمت الرافضة أن لدى الأئمة الاثني عشر الكتب السماوية التي نزلت على جميع الأنبياء فهم يقرؤونها ويحتكمون إليها.
ويرون أنَّ القرآن الكريم مُحرّف وهنالك آلاف الروايات عن أئمَّتهم في القول بتحريف القرآن وأنَّه ناقص كما في كتاب ( فصل الخطاب في إثبات تحريف كلام رب الأرباب) للنوري الطبرسي – قبَّحه الله –
كما تدعي كتب الشيعة نزول مصحف على فاطمة بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولقد جاء في الكافي "عن أبي بصير قال: دخلت على أبي عبد الله… ثم ذكر حديثًا طويلاً في ذكر العلم الذي أودعه الرسول صلى الله عليه وسلم عند أئمة الشيعة – كما يزعمون – وفيه قول أبي عبد الله: "وإنّ عندنا لمصحف فاطمة عليها السّلام. قلت: وما مصحف فاطمة عليها السّلام؟ قال: مصحف فيه مثل قرآنكم هذا ثلاث مرّات ما فيه من قرآنكم حرف واحد" [أصول الكافي: 1/239.]. فهذه الأسطورة التي يرويها "ثقة الإسلام عندهم" بسند صحيح عندهم كما يقرره شيوخهم [انظر: الشّافي شرح أصول الكافي: 3/197.]
بل تدعي الشيعة بأن عند الأئمة الاثني عشر كل كتاب نزل من السماء وأنهم يقرؤونها على اختلاف لغاتها، وعقد صاحب الكافي بابًا لهذا الموضوع بعنوان: "باب أن الأئمة عندهم جميع الكتب التي نزلت من عند الله عز وجل وأنهم يعرفونها على اختلاف ألسنتها" وضمنه طائفة من رواياتهم.[أصول الكافي: 1/227.]

• الركن الرابع ( الإيمان بالرسل):

ضلال الشيعة في هذا الركن يتمثل في عقائد متعددة كقولهم بأن الأئمّة يُوحى إليهم!! بل قالوا: "إنّ الأئمّة عليهم السّلام لا يتكلّمون إلا بالوحي"(بحار الأنوار: 17/155، 54/237)
بل إنَّهم قالوا بعصمة أئمَّتهم، وضرورة اتباع قولهم، فهم أعطوهم بهذا معنى النبوة!
بل يرون أنَّ أئمَّتهم أنَّهم أفضل من الأنبياء والمرسلين عليهم الصلاة والسلام!
ففي بحار الأنوار للمجلسي عقد بابًا بعنوان "باب تفضيلهم عليهم السّلام على الأنبياء وعلى جميع الخلق وأخذ ميثاقهم عنهم وعن الملائكة وعن سائر الخلق، وأنّ أولي العزم إنّما صاروا أولي العزم بحبّهم صلوات الله عليهم" [انظر: بحار الأنوار: 26/267].
وقد ألّف بعض شيوخهم القدماء والمعاصرين في هذا المذهب مؤلّفات: مثل كتاب تفضيل علي عليه السّلام على أولي العزم من الرّسل (كلاهما لشيخهم هاشم البحراني، المتوفّى سنة 1107)، وكتاب تفضيل الأئمّة على غير جدّهم من الأنبياء لشيخهم محمّد كاظم الهزار، وكتاب وتفضيل أمير المؤمنين علي على من عدا خاتم النّبيّين/ لمحمّد باقر المجلسي (المتوفّى سنة 1111هـ).
ويرون أنّ الأئمة ليسوا بأفضل من الأنبياء فحسب؛ بل ما استحق الأنبياء ما هم فيه من فضل – بزعمهم – إلا بسبب الولاية.
قال إمامهم "ما استوجب آدم أن يخلقه الله بيده وينفخ فيه من روحه إلا بولاية علي عليه السّلام وما كلَّم الله موسى تكليمًا إلا بولاية علي عليه السّلام!! ولا أقام الله عيسى ابن مريم آية للعالمين إلا بالخضوع لعليّ عليه السّلام"، ثم قال: (أجمل الأمر ما استأهل خلق من الله النّظر إليه إلا بالعبوديّة لنا !)
فهم يجعلون الأئمة كالأنبياء والرسل الذين يقيم الله بهم الحجة على خلقه فهم يحتاجون للمعجزات لإثبات رسالتهم كما يحتاج الأنبياء.
بل هم في الفضل، ووجوب الطاعة، وتحقق المعجزات قد يصلون إلى مرتبة أفضل الرسل والأنبياء أو أعظم.


• الركن الخامس 🙁 اليوم الآخر)؟!

لهم في هذا الركن العظيم أقوال منكرة، وبدع كثيرة.
فإنَّهم قد أوَّلوا آيات القرآن في اليوم الآخر أوّلوا معناها بأنَّها الرجعة، وهذه حيلة ماكرة من واضعي هذه النصوص لإنكار أمر اليوم الآخر بالكلية، وأقل ما فيها أنها تصرف قلوب الشيعة، عن ذلك اليوم، أو تمحو معاني اليوم الآخر من نفوسهم، لأنهم لا يقرؤون في آيات اليوم الآخر إلا تأويلات شيوخهم له بالرجعة.
ويقولون بأن أمر الآخرة للإمام.، فلقد قال صاحب الكافي في أخباره: "الآخرة للإمام يضعها حيث يشاء ويدفعها إلى من يشاء جائز له ذلك من الله" [أصول الكافي: 1/409]
وإن سئلوا : لم يكون أمر الآخرة للإمام؟
فإنَّهم يرون أنَّ هذا فرع عن تصورهم لأمر الجنة والنار، إذ يقولون: "لولا الأئمّة ما خلقت الجنّة والنّار"
قال ابن بابويه: "ويجب أن يعتقد أنّه لولاهم لَمَا خلق الله سبحانه السّماء والأرض ولا الجنّة ولا النّار، ولا آدم ولا حوّاء، ولا الملائكة، ولا شيئًا ممّا خلق" (الاعتقادات: ص106-107). و"إنّ الله خلق الجنّة من نور الحسين" [المعالم الزلفى: ص249، وانظر: نزهة الأبرار، ومنار الأنظار في خلق الجنّة والنّار/ لهاشم البحراني أيضًا: ص395]
ومرة يقولون بأنّ الجنّة هي من مهر فاطمة في زواجها على عليٍّ، وما ندري كيف تكون مهرها وهي مخلوقة من نور ابنها؟!
ويرون أنَّ أول ما يسأل عنه في القبر هو حب الاثني عشر، فقالوا: "أول ما يسأل عنه العبد حبنا أهل البيت" [بحار الأنوار: 27/79، عيون أخبار الرضا: ص222] وجاء في كتبهم كذلك " فيسأله ملكان عن "من يعتقده من الأئمّة واحد بعد واحد، فإن لم يجب عن واحد منهم يضربانه بعمود من نار يمتلئ قبره نارًا إلى يوم القيامة" [الاعتقادات/ للمجلسي: ص95]
وأما "إذا كان في حياته معتقدًا بهم (يعني الاثني عشر) فإنه يستطيع الرد على أسئلتهم (يعني أسئلة الملائكة) ويكون في رغد إلى يوم الحشر" [محمد الحسيني الجلالي/ الإسلام عقيدة ودستور: ص77]
كما أنَّ الشيعة يعتقدون عقيدة غريبة لم يقل بها أحد، حيث يرون أنَّه سيكون هنالك حشر بعد الموت ، ولقد قال المجلسي في الاعتقادات: "يحشر الله تعالى في زمن القائم جماعة من المؤمنين لتقر أعينهم برؤية أئمتهم ودولتهم، وجماعة من الكافرين والمخالفين للانتقام عاجلاً في الدنيا" [الاعتقادات: ص98]
أضف على ذلك أنَّهم يرون أنَّ أمور الحساب، والصراط والميزان، والجنة والنار بيد الأئمة الاثني عشر! ففي كتبهم ، قال أبو عبد الله: "إلينا الصّراط وإلينا الميزان وإلينا حساب شيعتنا" رجال الكشّي: [ص337]
ويقولون بأنه صاحب الجنة والنار، فلقد قالت أخبارهم: "إذا كان يوم القيامة وضع منبر يراه الخلائق يصعده رجل يقوم ملك عن يمينه وملك عن شماله، ينادي الذي عن يمينه: يا معشر الخلائق، هذا عليّ بن أبي طالب صاحب الجنّة يدخلها من يشاء، وينادي الذي عن يساره: يا معشر الخلائق، هذا عليّ بن أبي طالب صاحب النّار يدخلها من يشاء" [بحار الأنوار: 39/200، بصائر الدّرجات: ص122]
وقالوا: بأن علياً بن أبي طالب ديان الناس يوم القيامة، ففي كتبهم عن المفصل بن عمر الجعفي عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: إن أمير المؤمنين علياً بن أبي طالب لديّان الناس يوم القيامة.[ بحار الأنوار: 39/200، بصائر الدّرجات: ص122، وانظر: تفسير فرات: ص13].

• الركن السادس : (الإيمان بالقدر):

القضية عند هؤلاء الروافض ليست في إطلاق اللفظ الذي له معنى في اللغة غير الإيجاد، ولكن في قولهم بأن العبد هو الذي يخلق فعله، كما أن توجيه إمامهم بأن عيسى يخلق ليس بدليل لهم في قولهم إن كل إنسان يخلق فعله؛ لأن ذلك معجزة لعيسى بأمر الله، وورد به النص {أَنِّي أَخْلُقُ لَكُم} وهم يعممون إطلاق اللفظ. والفرق اللفظي بينهم وبين معتزلة البصرة قد توارى فيما بعد على يد ثلة من أساطين المذهب.
فقد عقد شيخهم الحرّ العاملي صاحب الشيعة في كتابه الذي يتحدث فيه عن أصول أئمته بابًا بعنوان "باب أنّ الله سبحانه خالق كلّ شيء إلا أفعال العباد" [الفصول المهمّة في أصول الأئمّة: ص80] وقال: "أقول: مذهب الإماميّة والمعتزلة أنّ أفعال العباد صادرة عنهم وهم خالقون لها" [الفصول المهمّة في أصول الأئمّة: ص81]
وكذلك قال شيخهم الطبطبائي: "ذهبت الإمامية والمعتزلة إلى أن أفعال العباد وحركاتهم واقعة بقدرتهم واختيارهم فهم خالقون لها، وما في الآيات من أنه تعالى خالق كل شيء وأمثالها إما مخصص بما سوى أفعال العباد، أو مؤول بأن المعنى أنه خالق كل شيء إما بلا واسطة أو بواسطة مخلوقاته" [مجالس الموحدين في بيان أصول الدين/ محمد صادق الطبطبائي ص21]

——————————
* السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هنا مُلاحظة مهمة وهو أني ذكرت في آخر مقالي بأني أفدت من كتابتهمن كتاب الشيخ د. ناصر القفاري المُعنون بـ:(أصول مذهب الشيعة الإمامية الاثنى عشرية) فجزاه الله خيراً، ولا أدري لعله سقط سهواً من الناشر، فأحببت ذكره هنا.

دار

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة اسيرة الاحزان2002

دار

دار

دار

دار

دار

دار

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة عطرالفل

دار

دار

دار
دار

جزاك الله خيرا