نعم الرضا بالله وأثرها في الحياة – الشيخ سعود الشريم 2024.

نعم الرضا بالله وأثرها في الحياة – الشيخ سعود الشريم

دار


الحمد لله رب العالمين الفعال لما يريد.. أنزل علينا خير كتبه وأرسل لنا أفضل رسله؛ فأكمل لنا الدين وأتم علينا النعمة، أحمده -سبحانه- وأشكره، وأتوب إليه وأستغفره

وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله.. بلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة، وتركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك؛ فصلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أصحابه والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.


أما بعد: فأوصيكم -أيها الناس- ونفسي بتقوى الله -سبحانه- والعمل على مرضاته وترك ما يسخطه؛ فما زاغ من اتقاه ولا خاب من رجاه: ( أَلا إِنَّ أَوْلِيَاء اللّهِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُواْ وَكَانُواْ يَتَّقُونَ ) [يونس:63].


أيها الناس: إن من الأمور التي لا يماري فيها العقلاء ولا يتجاهلها من هم على هذه البسيطة أحياء ولهم أعينٌ تطرف وعقولٌ تدرك أن الطمأنينة والاستقرار النفسي مطلب البشر قاطبةً وإن اختلفوا في تحقيق معاييره وسبل الوصول إليه، وربما ضاقت بعض النفوس -عطنا في نظرتها لمثل هذا المعنى الرفيع- فحصرته كامنًا في المال وتحصيله، ونفوسٌ أخرى حصرته في الجاه والمنصب، ونفوسٌ غيرها حصرته في الأهل والولد..


وهذه المفاهيم وإن كانت لها حظوة في معترك الحياة الدنيا إلا أنها مسألةٌ نسبيةٌ في الأفراد ووقتيةٌ في الزمن،


والواقع المشاهد أن الأمر خلاف ذلكم؛ فكم من غنيٍّ لم يفارق الشقاء جنبيه ولم يجد في المال معنى الغنى الحقيقي؛ إذ كم من غنيٍّ يجد وكأنه لم يجد إلا عكس ما كان يجد، وكم من صاحب جاهٍ ومنزلةٍ رفيعةٍ لم يذق طعم الأنس والاستقرار في ورد ولا صدر، ولا لاح له طيفه يومًا ما، وكم من صاحب أهلٍ وولدٍ يتقلب على رمضاء الحزن والقلق والاضطراب النفسي وعدم الرضا بالحال..


بينما نجد في واقع الحال شخصاً لم يحظ بشيء من ذلكم البتة -لا مال ولا جاه ولا أهل ولا ولد- غير أن صدره أوسع من الأرض برمتها، وأنسه أبلغ من شقاء أهلها، وطمأنينته أبلج قلقهم واضطرابهم..


لماذا؟ وما هو السبب؟


لأن تلكم الأصناف قد تباينت في تعاملها مع نعمةٍ كبرى ينعم الله بها على عبده المؤمن.. نعمةٍ إذا وقعت في قلب العبد المؤمن أرته الدنيا واسعةً رحبةً ولو كان في جوف حجرة ذرعها ستة أذرع، ولو نزعت من قلب العبد لضاقت عليه الواسعة بما رحبت ولو كان يتقلب بجنبيه في حجر القصور والدور الفارهة.


إنها (نعمة الرضا) -عباد الله- نعم (نعمة الرضا) ذلكم السلاح الفتاك الذي يطوي بحده على الأغوار الهائلة التي ترعب النفس فتضرب أمنها واطمئنانها بسلاح ضعف اليقين والإيمان؛ لأن من آمن عرف طريقه.. ومن عرف طريقه رضي به وسلكه أحسن مسلك ليبلغ ويصل.. لا يبالي ما يعرض له لأن بصره وفكره متعلقان بما هو أسمى وأنقى من هذه الحظوظ الدنيوية، ولا غرو أن يصل مثل هذا سريعًا لأن المتلفت لا يصل ولا يؤتى منها الوصول..


يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم-: " ذاق طعم الإيمان من رضي بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمدٍ رسولا ".. رواه الترمذي، وقال -صلى الله عليه وسلم-: " من قال: رضيت بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمدٍ رسولا وجبت له الجنة " رواه أبو داود.


إن للرضا حلاوة تفوق حلاوة وعذوبة دونها كل عذوبة، وله من المذاق النفسي والروحي والقلبي ما يفوق مذاق اللسان مع الشهد المكرر؛ فهذان الحديثان -عباد الله- عليهما مدار السعادة والطمأنينة، وباستحضارهما -ذكراً وعملا- تتمكن النفس من خوض عُباب الحياة وتكفأ أعاصيرها دون كلفةٍ أو نصبٍ مهما خالط ذلكم من مشاقٍّ وعنت لأن الحديثين قد تضمنا الرضا بربوبية الله -سبحانه- وألوهيته، والرضا برسوله -صلى الله عليه وسلم- والانقياد له والرضا بدينه والتسليم له..


فأخلِق بمن جمع هذه الدعامات الثلاثة في قلبه أن يحيا هنيئًا ويعيش رضيًّا لأن هذه الدعامات -عباد الله- مقاصد مشروعة مضادة لما يخالفها من الهوى والشبهة والشهوة التي تعترض المرء ما دام حيا وهي معه في سجال معترك بين الحق والباطل والزين والشين والرضا والسخط، ومن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط، ولا يظلم ربك أحدا.


أيها المسلمون: إن الأمة في هذا العصر الذي تموج فيه الفتن بعضها ببعض وتتناطح في الشرور والنكبات لهي أحوج ما تكون إلى إعلان الرضا بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- رسولا..


نعم -عباد الله- إنها أحوج ما تكون إلى إعلان ذلكم بلسانها وقلبها وجوارحها لأن ما تعانيه الأمة الإسلامية اليوم يصدق فيه قول الحسن البصري -رحمه الله- حينما سُئل من أتي هذا الخلق ؟ قال: من قلة الرضا عن الله، قيل له: ومن أتي قلة الرضا عن الله ؟ قال: من قلة المعرفة بالله ".


ولا جرم عباد الله أننا نسمع مثل هذا الإعلان على الألسن كثيرًا.. بيد أن هذا ليس هو نهاية المطاف ولا غاية المقصد، بل إننا أحوج ما نكون إليه في الواقع العملي ليلامس شئوننا المتنوعة في المأكل والمشرب والملبس والعلم والعمل والحكم والاقتصاد والاجتماع والثقافة والإعلام وسائر نواحي الحياة.


إن النفوس مشرئبة والأحداق شاخصة إلى أن ترى في واقع الناس بألوهية الباري -جل شأنه- المتضمن الرضا بمحبته وحده وخوفه وحده ورجاءه وحده وكل ما من شأنه أن يصرف له وحده: ( قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ * قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ…. ) [الأنعام:162-164].


إنه الرضا بربوبيته -سبحانه- المتضمن الرضا بتدبيره وتقديره، وأن ما أصاب العبد لم يكن ليخطئه وما أخطأه لم يكن ليصيبه، وإذا رضي العبد بربوبية الله وألوهيته فقد رضي عنه ربه.. وإذا رضي الله عنه ربه فقد أرضاه وكفاه وحفظه ورعاه، وقد رتب الباري -سبحانه- في محكم التنزيل في غير آية رضاه عن الخلق برضاه عنه، فقال في عدة آيات: ( … رَّضِيَ اللّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ… ) [المائدة:119]


عباد الله: إن انتشار الرضا بدين الله في أرضه لهو مظنة سعادة المجتمعات المسلمة برمتها ومتى عظَّمت الأمة دينها ورضيت به حكمًا عدلًا في جميع شئونها أفلحت وهُديت إلى صراط مستقيم..


وإن واقع مجتمع يشد الناس إلى التدين ويذكرهم بحق الله وتشم رائحة التدين في أروقته لهو المجتمع الرضي حقًّا المستشعر ضرورة هذا الدين لهم كضرورة الماء والهواء؛ لأن كل أمة تهمل أمر دينها وتعطل كلمة الله في مجتمعها فإنما هي تهمل أعظم طاقتها وتعطل أعظم أسباب فلاحها في الدنيا والآخرة.


فيالله العجب! كيف يتحلل أقوام عن دينهم ويستخفون به ويقعدون بكل صراطٍ يوعدون ويصدون من آمن به يبغونها عوجا؟!


ويالله العجب! كيف يتوارى أقوام بدينهم ولا يظهرونه إلا على استحياء أو تخوف؟!


أين هؤلاء من قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقلى في النار ".. رواه أبو داود والنسائي.


ألا ما أعظم الأمة الواثقة بنفسها الراضية بربها ودينها ورسولها -صلى الله عليه وسلم- تردد في سرها وجهرها: رضينا بالله ربّا وبالإسلام دينا وبمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- رسولا.


إن الاضطراب والتفرق والذل والخوف والفوضى كل ذلك مرهونٌ -سلبًا وإيجابًا- بالرضا بالدين وجودًا وعدما: ( وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلاَمِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ) [آل عمران:85].


إنه الدين الكامل الصالح لكل زمانٍ ومكان.. إنه دين الرحمة والرأفة والقوة والصدق والأمانة والاستقامة والعبودية لله.. دينٌ متينٌ خالدٌ لا يُقوّض بنيانه ولا تهز أركانه.. دينٌ لا يشوبه نقص ولا يفتقر إلى زيادة.. دينٌ كاملٌ بإكمال الله له:( الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا… ) [المائدة3].


بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.. قد قلت ما قلت إن صوابًا فمن الله وإن خطأ فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله إنه كان غفارا.

الخطبة الثانية:

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد..


فاتقوا الله -عباد الله-، واعلموا أن حلاوة الإيمان لا يلذ طعمها ولا تلامس شغاف قلب المؤمن حتى يرضى بمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- نبيًّا ورسولا، وذلك بأن ينقاد له ويسلم تسليمًا مطلقًا بما أتى به من الوحي.. فلا يتحاكم إلا لهديه ولا يحكم عليه غيره ولا يرضى بحكم غيره البتة، وألا يبقى في قلبه حرجٌ من حكم، وأن يسلم تسليمًا أيًّا كان حكمه -صلى الله عليه وسلم- حتى وإن كان مخالفا لمراد النفس أو هواها أو مغايرًا لقول أحدٍ كائنًا من كان؛ لأن الحبيب -صلى الله عليه وسلم- قال كما في الحديث الصحيح: " كل أمتي يدخل الجنة إلا من أبى، قيل: ومن يأبى يارسول الله ؟ قال: من أطاعاني دخل الجنة، ومن عصاني فقد أبى ".


ألا إنه لا أقبح من وأخزى في العصيان من معارضة سنته -صلى الله عليه وسلم- بالهوى أو الشهوة أو تقديم العقل عليها أو التشكيك فيها كما وقع في أتون ذلكم فئام من الناس على وجه الحيلة وهم لا يهتدون سبيلا.. وبالأخص في جملةٍ من المسائل التي يبني عليها المسلمون مرتكزاتهم وثوابتهم الشرعية؛ وذلك من خلال الترويض على استسهال نقض نصوص السنة دون مسوغٍ شرعيٍّ يجب الرجوع إليه والجرأة على مواجهتها، ووصفها بأنها تخالف المعقول تارةً أو لا تلائم الواقع الحالي تارات، بل لقد شرق أقوامٌ بالسنة النبوية حتى أضحت شوكةً في حلقوهم..


فيالله العجب إذا كان يسعى إلى الماء من يغصُّ بلقمةٍ واحدة فإلى شيء يسعى من يغص بالماء ذاته! فالله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.


ألا رحم الله الحافظ ابن حجر.. وقد أحسن حين قال: " وقد توسع من تأخر عن القرون الثلاثة الفاضلة في غالب الأمور التي أنكرها أئمة التابعين وأتباعهم، ولم يقتنعوا حتى مزجوا مسائل الديانة بكلام الفلاسفة وجعلوه أصلاً يردون إليه ما خالفه من الآثار بالتأويل ولو كان مستكرها، ثم لم يكتفوا بذلك حتى زعموا أن الذي رتبوه هو أشرف العلوم وأولاها بالتحصيل، وأن من لم يستعمل ما اصطلحوا عليه فهو عاميٌّ جاهل؛ فالسعيد من تمسك بما كان عليه السلف واجتنب ما استحدثه الخـلف: ( مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا * وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُواْ مِنْ عِندِكَ بَيَّتَ طَآئِفَةٌ مِّنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ وَكَفَى بِاللّهِ وَكِيلاً * أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا ) [النساء:80-82]


ألا فاتقوا الله -عباد الله-، وصلُّوا وسلموا على خير البرية وأزكى البشرية محمدٍ بن عبد الله صاحب الحوض والشفاعة؛ فقد أمركم الله بأمرٍ بدأ فيه بنفسه وثنى بملائكته المسبحة بقدسه، وأيه بكم -أيها المؤمنون- فقال جل وعلا: ( … يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ) [الأحزاب:56].


اللهم صلِّ وسلم وزد وبارك على عبدك ورسولك محمد -صلى الله عليه وسلم- صاحب الوجه الأنور والجبين الأزهر، وارض اللهم عن خلفائه الأربعة -أبي بكر وعمر وعثمان وعلي- وعن سائر صحابة نبيك محمد -صلى الله عليه وسلم- وعن التابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم بعفوك وجودك وكرمك ياأرحم الراحمين.


اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين. اللهم أعز الإسلام والمسلمين، واخذل الشرك والمشركين، الله انصر دينك وكتابك وسنة نبيك وعبادك المؤمنين.


اللهم فرِّج هم المهمومين من المسلمين، ونفِّس كرب المكروبين، واقضِ الدين عن المدينين، واشفِ مرضانا ومرضى المسلمين برحمتك يا أرحم الراحمين.


اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا، واجعل ولايتنا فيمن خافك واتقاك واتبع رضاك يارب العالمين، اللهم وفق ولي أمرنا لما تحبه وترضاه من الأقوال والأعمال ياحي ياقيوم، اللهم أصلح له بطانته ياذا الجلال والإكرام.


اللهم أنت الله لا إله إلا أنت.. أنت الغني ونحن الفقراء.. أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنت الله لا إله إلا أنت.. أنت الغني ونحن الفقراء.. أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم أنزل علينا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم لا تحرمنا خير ما عندك بشر ما عندنا ياذا الجلال والإكرام، اللهم إنا خلقٌ من خلقك فلا تمنع عنا بذنوبنا فضلك ياحي ياقيوم.


ربنا آتنا في الدنيا حسنةً وفي الآخرة حسنةً وقنا عذاب النار، سبحان ربنا رب العزة عما يصفون وسلامٌ على المرسلين ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

دار

حبيبتي عبير …
جزاكِ الله خيرا وبارك فيك
محاضرة قيمة ….احسنتِ الانتقاء ..
اسال الله ان يثيبكِ في الدنيا خيرا لا ينقطع ..
وفي الاخرة نعيم مخلد .اسعدك ربي .

دار

أختي الغالية
بارك الله بكِ
أسأل الله أن يحصنكِ بالقرآن
ويبعد عنكِ الشيطان
وييسر لكِ من الأعمال ما يقربكِ فيها إلى عليين
وأن يصب عليكِ من نفحات الإيمان
وعافية الأبدان ورضا الرحمن
ويجعل لقيانا في أعالي الجنان
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه

يعطيك العافيه على الطرح القيم والرائع
جزاك الله كل خير وجعله فى ميزان
حسناتك يوم القيمه تسلم
الايادى وبارك الله فيك
دمت بحفظ الرحمن

دارعزيزتي
جزاك ربي خير الجزاء على هذا المجهود المبذول
أثابك الله كل خير
تسلم يمينك على الطرح ويسلم فهمك على الإنتقاء النافع .
أطيب المنى لكَ ،دار،

دار

دائما متميزة في الانتقاء
سلمتِ على روعه طرحك
دمتِ ودامت لنا روعه مواضيعك

دار

الكتاب القيم : الرضا بعد القضاء قصص حكم وفوائد 2024.

الكتاب القيم : الرضا بعد القضاء قصص حكم وفوائد

للتحميل

http://www.ktibat.com/showsubject-link-1245.html

دار
ماشاء الله كتاب رائع تم التحميل يالحبيبة
دار
جزاك الله عنا خير الجزاء

أختي الفاضلة
سلمت يمينكِ على نقل هذه الدرر الثمينة …
أجزل الله لكِ الأجر والمثوبة

موضوع رائع

دار

بارك الله لك اتحفتينا

ننتظر مزيدك بكل شوق

واحلى وردة لك ياغالية

دار

اختيار رائع
جزاك الله خيرا وبارك الله لك
اسال الله ان لا يحرمك الاجر

دار

دار

بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء
لا حرمنا فوائد هذا الكتاب القييييم

_______ جنة الرضا ______ 2024.

دار

الحمد لله الذي يعطى ويمنع ، ويخفض ويرفع , ويضر وينفع ، لا مانع لما أعطى ولا معطى لما يمنع . يكور النهار على الليل ويكور الليل على النهار . يعلم الأسرار ، ويقبل الأعذار ، وكل شئ عنده بمقدار ، سبحانه كل شيء خاشع له، وكل شيء قائم به، غِنى كل فقير، وعزُّ كل ذليل، وقوة كل ضعيف، ومفزع كل ملهوف. من تكلم سمع نطقه، ومن سكت علم سره، ومن عاش فعليه رزقه، ومن مات فإليه منقلبه .

والصلاة والسلام على النعمة المهداة , والرحمة المسداة , سيد الراضين عن الله وإمام الشاكرين الصابرين محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن والاه واتبع هداه .

فإن الرضا ثمرة من ثمار المحبة ، وهو من أعلى مقامات المقربين ، وحقيقته غامضة على الأكثرين ، وهو باب الله الأعظم ، وجنة الدنيا ،
فجدير بمن نصح نفسه أن تشتد رغبته فيه ، وأن لا يستبدل بغيره منه ، أن ترضى عن الله ، لا بلسانك ، ولكن بجنانك .
والرضا هو رضا العبد عن الله : بأن لا يكره ما يجري به قضاؤه ، ورضا الله عن العبد أن يراه مؤتمراً بأمره منتهياً عن نهيه .

ونعمة الرضا، ذلكم السلاح الفتّاك الذي يقضي بحدّه على الأفكار التي ترعب النفسَ فتضرب أمانها واطمئنانَها بسلاح ضعف اليقين والإيمان؛ لأن من آمن عرف طريقَه، ومن عرف طريقه رضي به وسلكه أحسنَ مسلكٍ ليبلغَ ويصل، لا يبالي ما يعرض له؛ لأن بصرَه وفكره متعلقان بما هو أسمى وأنقى من هذه الحظوظ الدنيوية.

والمسلم الحق هو من يسلم أموره كلها ويجعلها خالصة لله رب العالمين , حتى ترضى نفسه ويطمأن قلبه , قال تعالى : " قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَبْغِي رَبًّا وَهُوَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ [الأنعام:162-164].

والمسلم الحق هو الذي يعجل إلى ربه ويفر إليه طالبا رضاه : " وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (84) سورة طه.

قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي : رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا ، كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ.
أخرجه التِّرْمِذِي (3389) .

قال معروف الكرخي: إياك أن تترك العمل، فإن ذلك الذي يقربك إلى رضا مولاك، فقلت: وما ذلك العمل قال: دوام الطاعة لمولاك , وحرمة المسلمين، والنصيحة لهم .

فقلة الرضا سبب لتعاسة الإنسان في هذه الحياة , وسبب لهجوم الهموم والغموم عليه

جنة الرضا جنة عامرة غامرة فيها من النعيم المقيم , والسعادة الخالدة الأبدية التي لو علمها كل إنسان لسعد في دنياه وانتظرته السعادة في أخراه , تلك السعادة التي وصفها الله تعالى حينما قال في محكم تنزيله : " مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ. آية (97) سورة النحل .

وتلك النعمة التي إذا أُعطيها العبد لكفته من نعمة , فالمؤمن الحق هو الذي يجد الأمن النفسي، هو الذي يجد الراحة والطمأنينة،" الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمْ الأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ . سورة : [الأنعام:82].

الأمن بجميع صوره، الأمن في الأموال، الأمن في الأنفس، الأمن في الأولاد، الأمن في العتاد، الأمن في الحياة.
فهو راض على كل حال , فلا تراه إلا حامدا شاكرا , ويقول : إننا والله في نعمة

"إذا عَلِمَ العبدُ أن الله كاف جميع عباده ، وثق بضمانه ، فاستراح من تعبه ، وأزال الهموم والأكدار عن قلبه ، فيدخل جنة الرضا والتسليم ، ويهب عليه من روح الوصال وريحان الجمال نسيم فيكتفي بالله ، ويقنع بعلم الله ، ويثق بضمانه.
و قد رضي الله الإسلام ديناً لهذه الأمة ، فهذا مما رضيه سبحانه قال تعالى :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا
(3).سورة المائدة..

ويوم القيامة ستكون العيشة الراضية عاقبة هؤلاء و أهل اليمين ، قال سبحانه وتعالى : "فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ (19) إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ (20) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24). سورة الحاقة.

فالسعيد الحق هو من رضي بما قسم الله له , وصبر لمواقع القضاء خيره وشره , وأحس وذاق طعم الإيمان بربه .

كما قال المصطفى – صلى الله عليه وسلم – : " ذَاقَ طَعْمَ الإِيمَانِ مَنْ رضي بِاللَّهِ رَبًّا وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً. . أخرجه أحمد .

فإن الخير كله في الرضى، فإن استطعت أن ترضى وإلا فاصبر.

-قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ قَالَ حِينَ يُمْسِي : رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا ، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا ، وَبِمُحَمَّدٍ نَبِيًّا كَانَ حَقًّا عَلَى اللهِ أَنْ يُرْضِيَهُ.. أخرجه أحمد

– قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، آمِنًا فِي سِرْبِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا. -البُخَارِي .

– قَالَ الله سبحانة وتعالى :" وَمَا تَقَرَّبَ إِلَىَّ عَبْدِى بِشَىْءٍ أَحَبَّ إِلَىَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِى يَتَقَرَّبُ إِلَىَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِى يَسْمَعُ بِهِ ، وَبَصَرَهُ الَّذِى يُبْصِرُ بِهِ ، وَيَدَهُ الَّتِى يَبْطُشُ بِهَا وَرِجْلَهُ الَّتِى يَمْشِى بِهَا ، وَإِنْ سَأَلَنِى لأُعْطِيَنَّهُ ، .
والرضا نوعان‏:‏
أحدهما‏:‏ الرضا بفعل ما أمر به وترك ما نهي عنه‏.‏ ويتناول ما أباحه اللّه من غير تعدٍ إلى المحظور، كما قال‏ الله تعالى:‏ ‏{‏وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ‏}‏‏ . التوبة‏:‏ 62‏.

والنوع الثاني‏:‏ الرضا بالمصائب، كالفقر والمرض

علامات الرضا ثلاث:

1. ترك الاختيار قبل القضاء بالاستخارة.
2. فقد المرارة عند القضاء.
3. دوام حب الله في القلب بعد القضاء.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:مَنْ يَأْخُذُ مِنْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ ، فَيَعْمَلُ بِهِنَّ ، أَوْ يُعَلِّمُهُنَّ مَنْ يَعْمَلُ بِهِنَّ ؟

اتَّقِ الْمَحَارِمَ تَكُنْ أَعْبَدَ النَّاسِ .
وَارْضَ بِمَا قَسَمَ اللهُ لَكَ تَكُنْ أَغْنَى النَّاسِ .
وَأَحْسِنْ إِلَى جَارِكَ تَكُنْ مُؤْمِنًا .
وَأَحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ تَكُنْ مُسْلِمًا .
وَلاَ تُكْثِرِ الضَّحِكَ ، فَإِنَّ كَثْرَةَ الضَّحِكِ تُمِيتُ الْقَلْبَ. . أخرجه أحمد

فمنْ ملأ قلبه من الرضا بالقدر ، ملأ اللهُ صدرهُ غِنىً وأمْناً وقناعةً ، وفرَّغ قلبه لمحبَّتِه ، والتَّوكُّلِ عليه . ومنْ فاته حظُّه من الرِّضا ، امتلأ قلبُه بضدِّ ذلك ، واشتغل عمَّا فيه سعادتُه وفلاحُه

فالرِّضا يُفرِّغُ القلب للهِ ، والسخطُ يفرِّغُ القلب من اللهِ ، ولا عيش لساخِطٍ ، ولا قرار لناقِمٍ ، فهو يرى أنَّ رزقهُ ناقصٌ ، وحظَّهُ باخِسٌ ، وعطيَّتهُ زهيدةٌ ، ومصائبهُ جمَّةٌ ، فيرى أنه يستحقّ أكْثر منْ هذا .

فكيف يأنسُ وكيف يرتاح ، وكيف يحيا ؟ ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ ﴾ .28 سورة محمد.

ومن أهم الأمور التي تؤدي إلى الرضا والتسليم بأقدار الله عز وجل الإيمان بالله سبحانه وتعالى وحسن التوكل عليه وتدبر القرآن الكريم والحرص على عدم تفويت الأجر وتوطين النفس على أن الدنيا لن تدوم على حال ولإي إنسان فإن تقبل الأمر يصبح هينا وتهون كل الهموم على عتبة الرضا والعبودية لله عز وجل

عن الرسول صلى الله عليه وسلم : عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله خير ، وليس ذاك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سرّاء شكر ؛ فكان خيراً له ، وإن أصابته ضرّاء صبر ؛ فكان خيراً له .رواه مسلم .سند صحيح.
لذلك أنت حينما ترضى عن الله فهذا يقين منك ، الرضا بمكروه القضاء أرفع درجات اليقين
يا ابن آدم، لا تحمل هم يومك الذي لم يأت، على يومك الذي أتى، فإنه إن يكن في عمرك، يأتك الله فيه بمحبتك، واعلم أنك لن تكسب شيئاً سوى قوتك، إلا كنت فيه خازناً لغيرك بعد موتك.

والمؤمن يحمد الله على المصيبة أربع مرات ,

أحمده إذ لم تكن أعظم مما هي .

وأحمده إذ رزقني الصبر عليها .

وأحمده إذ وفقني للاسترجاع، لما أرجو فيه من الثواب .

وأحمده إذ لم يجعلها في ديني .

اللهم بابك قصدنا وقبولك أردنا وعلى فضلك اعتمدنا وإلى عزتك استندنا وفي مرضاتك اجتهدنا وبهدايتك استرشدنا فلا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين وأصلح شأننا كله
اللهم إنا بك مستنصرون وبعزتك مستظهرون ولغناك مفتقرون ومن تقصيرنا مستعيذون ومن ذنوبنا مستغفرون ولشامل عفوك منتظرون وفي خف ألطافك مستبصرون ولعظيم انتقامك مستحضرون ولعميم صفحك مستشعرون فآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار.

إلهي؛ لا تغضب عليَّ فلست أقوى لغضبك، ولا تسخط عليَّ فلست أقوم لسخطك، فلقد أصبتُ من الذنوب ما قد عرفتَ، وأسرفتُ على نفسي بما قد علمتَ، فاجعلني عبدًا إما طائعًا فأكرمتَه، وإمَّا عاصيًا فرحمته.
اللهم آمين .

دار

دار

دار

دار

دار

دار

تعلمت منها الصبر والرضا فماذا تعلمتي انتي؟؟ 2024.

دار

هذه قصه قرأتها واعجبتني جدا
ورغم بساطتها الا انني تعلمت منها اهم خصلتين في الحياة السعيده
الصبر والرضا
اتمنى من كل من تقرأها تقولنا ماذا تعلمتي منها؟؟

دار

عندما تقرأ هذه القصه
ستحس في نفسك انه لك مشاعر واحاسيس تتحرك بداخلك

دار

زوج بعد ما لف العالم كله لوحده من دوله الي دوله

وركب الطائرات حتى صارت عنده مثل سياره بالنسبة له

ولا في حياته فكر ان يأخذ زوجته وابنه معه

فإن ساره زوجته لم تركب الطائرة إلا تلك الليلة

وبعد..عشرين سنة

وكانت اول رحله لها بالطائره

ومع من مع أخيها البسيط

الذي أحس أنه يجب أن ينفس عنها بما يستطيع

واخذها في سيارته البسيطه ووصلها الي المطار ..

وتمنت ان .. تركب الطيارة التي يركبها دائماً زوجها ويسافر لوحده ولا عمرها شافت الطائره الا بالتلفزيون والسماء

وقطع لها اخاها تذ كرة ومعها ابنها محرماً لها

ولما عادت من رحلتها لم تنام ساره .. بل أخذت تثرثر مع زوجها خالد

ساعة عن الطيارة وتصف له مداخلها ومقاعدها وأضواءها

وكيف طارت في الفضاء .. بالجووو

طاااااارت! نعم طارت الطائره ياخالد

تصف له مدهوشة كأنها قادمة من كوكب آخر..

مدهش !

فرحانه

وزوجها ينظر إليها متعجباً مستغربا ولم تكد تنتهي من وصف الطائرة

حتى ابتدأت ومن ثم وصف الدمام والرحلة إلى الدمام من بدئها الى نهايتها

والبحر الذي رأته لأول مرة في حياتها اول مره تجلس قرب البحر والطريق الطويل الجميل بين الرياض والدمام

في رحلة الذهاب أما رحلة العوده فكانت في الطائرة

لطائرة التي لن تنساها إلى الأبد

كأنها طفلة ترى مدن الملاهي الكبرى لأول مرة في حياتها

وأخذت تصف لزوجها وعيناها تلمعان بدهشة وسعادة فرحاااانه

بما رأت من شوارع ومن محلات ومن بشر ومن حجر ومن رمال ومن مطاعم

وكيف أن البحر يضرب بعضهم بالامواج

وكيف أنها وضعت يديهاهاتين في ماء البحر

وذاقت طعم البحر فإذا به مالح .. مالح..

وكيف أن البحر في النهار أزرق وفي الليل أسود

ورأيت السمك يا خالد

نعم رأيته بعيني يقترب من الشاطئ

وصاد لي أخي سمكة

ولكنني رحمتها وأطلقتها في الماء مرة ثانية..

كانت سمكة صغيرة وضعيفة .. ورحمت أمها ورحمتها..

ولولا الحياء يا خالد لبنيت لي بيتاً على شاطئ ذاك البحر

رأيت الأطفال يبنون !! جبال ويلعبوون

ـ يووووه نسيت ياخالد صح

ونهضت بسرعه فأحضرت حقيبتها ونثرتها

وأخرجت منها زجاجة من العطر وقدمتها إليه وكأنها تقدم الدنيا

وقالت هذه هديتي إليك وأحضرت لك ياخالد

" احذيه,,,, تستخدمها للحمام.

وكادت الدمعة تطفر من عين خالد لأول مرة..

لأول مرة في علاقته بها وزواجه منها

فهو قد طاف الدنيا ولم يحضر لها مرة هدية..

وهو قد ركب معظم خطوط الطيران في العالم ولم يأخذها معه مرة

لأنها في اعتقاده جاهلة لا تقرأ ولا تكتب فما حاجتها إلى الدنيا وإلى السفر

ولماذا يأخذها معه ونسى..

نسي أنها إنسانة..

إنسانة أولاً وأخيراً..

وإنسانيتها الآن تشرق أمامه … وتتغلغل في قلبه

وهو الذي يراها تحضر له هدية ولا تنساه .. فما أكبر الفرق!!!

بين المال الذي يقدمه لها إذا سافر أو عاد

وبين الهدية التي قدمتهاهي إليه في سفرتها الوحيدة واليتيمة

إن " الحذااء ,,,, الذي قدمته له يساوي كل المال الذي قدمه لها

فالمال من الزوج واجب والهدية شيء آخر

وأحس بالشجن يعصر قلبه وهو يرى هذه الصابرة

التي تغسل ثيابه … تعد له أطباقه …أنجبت له أولاده ….شاركته حياته

سهرت عليه في مرضه

كأنما ترى الدنيا أول مرة ولم يخطر لها يوماً أن تقول له

اصحبني معك وأنت مسافر أوحتى لماذا تسافر

لأنها المسكينة تراه فوق .. بتعليمه وثقافته

وكرمه المالي الذي يبدو له الآن أجوف .. بدون حس ولا قلب..

أحس بالألم وبالذنب..

وبأنه سجن إنسانة بريئة لعشرين عاماً

ليس فيها يوم يختلف عن يوم..

فرفع يده إلى عينه يواري دمعة لاتكاد تبين .. وقال لها كلمة قالها لأول مرةفي حياته

ولم يكن يتصور أنه سيقولها لها أبد الآبدين ….

قال لها:

أحبك..

قالها من قلبه..

وتوقفت يداها عن تقليب الحقيبة

وتوقفت شفتاها عن الثرثرة

وأحست أنها دخلت في رحلة أخرى
أعجب من الدمام ومن البحر ومن الطائرة

وألذ…..!!!!

رحلة الحب التي بدأت بعد عشرين عاماً من الزواج

بدأت بكلمة..

بكلمة صادقة..

فانهارت باكية !!

لاتعليق……………
واترك التعليق لكم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

رائعة لولو القصة راائعه

مو مهم انها تاخرت تلك الكلمه 20 سنه

الاهم انها لما قالها كانت من قلبه ومليئة بالمشاعر والاحاسيس

ويمكن كانت في وقتهاااا

اختى الدب الكسلان
انا قولت لكى مرارا انك انسانه
كلك مشاعر طيبه
وها انتى كل مره تثبتى هذا اكثر واكثر
هى فعلا صبرت على تجاهل زوجها لها
ورضيت بهذه العيشه واللى حسيته كمان اذا كانت صابره وراضيه
عن زوجها فمن حبها له
فاراد الله يعوضها خيرا اراد
زوجها ان يحس بها وبمشاعرها
وان الله عوضها خير العوض
اسفه للاطاله بس غصب عنى القصه معبره ومؤثره والهى
كنت ببكى لانى تخليت نفسى مكانها وفرحت جدا
لفرحها لانها بالتاكيد طارت من الفرحه
احلى واغلى واجمل تقييم

قصه في قمة الخيااال
طرحت فابدعت
دمت ودام عطائك
ودائما بأنتظار جديدك الشيق
لكى خالص حبي
سلمت اناملك الذهبيه على ماخطته لنا
لكـ خالص احترامي

♥♥♥♥♥♥

قصة رائعة جدا تحكي حال كثير من الزوجات
لكن تختلف ردة الفعل من زوجة الى اخرى
ولا شك انها صبرت فوجدت ثمرة صبرها
علمتني القصة أن أعطي ولا أنتظر الجزاء
لأنني سأناله عاجلا أم آجلا
وعلمتني أن أقابل الأساءة بالمعروف
علمتني الرضا وعدم التسخط وكظم الغيظ
دائما متميزة دبدوبة بارك الله فيك


اسأل الله أن يجعلنا من الصابرين المحتسبين دائماً وأبداً
والله يعطيك العافية على هذا الطرح المفيد الهادف بعرض القصة بشكل رائع
على رغم من معرفتي بها سابقاً

دار
لكن عرضكِ هنا له معنى آخروطعم خاص يالحبيبة
كم أتمنى إن يسرد مثله … ؟؟
دار
أختي الحبيبة
بارك الله فيكِ وعليكِ وجزاكِ الله خير الجزاء, بوركت ورفع الله شأنك..
أسال الله العظيم رب العرش الكريم لكِ الجنة والخير وإن يبارك فيكِ وعليكِ وإن يجعل الجنة آخر مستقركِ
وإن يجعلكِ من أهل الحق والإيمان وإن ينير الله دروبكِ.
وفقكِ الله على هذا الطرح الهادف المفيد.

من ثمار الرضا 2024.

دار
أ.د. ناصر العمر | 18/9/1431 هـ
دار
الحمد لله وبعد، فقد صح في مسلم من حديث العباس بن عبد المطلب أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً"،

وقد أثبتت النصوص أن لمن حقق هذه الأمور وقالها معتقداً أجراً عظيماً، وفضلاً كبيراً وحسبك ما جاء في حديث البراء بن عازب الطويل في سؤال الملكين: من ربك، وما دينك، وما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ والحديث صححه جمع من أهل العلم وتكلم فيه بعضهم بيد أن أصله في الصحيحين.

ففي البخاري عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: الْمُسْلِمُ إِذَا سُئِلَ فِي الْقَبْرِ يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}.

وفي مسلم عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ عَنِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ)، قَالَ: «نَزَلَتْ فِى عَذَابِ الْقَبْرِ فَيُقَالُ لَهُ مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ رَبِّىَ اللَّهُ وَنَبِيِّىَ مُحَمَّدٌ -صلى الله عليه وسلم-.

فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ (يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِى الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِى الآخِرَةِ)»

والجواب الصواب لهذه الأسئلة لا يوفق إليه إلاّ من وفق للرضا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً في الدنيا، فمن حقق ذلك عرف الجواب، تدلك على ذلك الآية: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ} [إبراهيم: 27].

وقد جاءت نصوص ببيان بعض ثمار التوفيق لتحقيق الرضا بتلك الثلاثة غير ما سبق منها ما يلي:
1- ما صح عند مسلم من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يسمع المؤذن: أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله. رضيت بالله ربا وبمحمد رسولا وبالإسلام دينا، غفر له ذنبه".

2- وروى أبو داود من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، وجبت له الجنة"، قال الألباني: إسناده صحيح، وصححه ابن حبان والحاكم والذهبي.

3- وعن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من قال حين يمسي: رضيت بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، كان حقا على الله أن يرضيه"، وقد حسنه جمع من أهل العلم وذهب الألباني إلى تضعيفه في سلسلة الأحاديث الضعيفة [11/33 (5020)]

وبسط القول وتعقب من حسنه، ومثله في فضائل الأعمال مما يعمل به، والله ذو الفضل العظيم.

4- وعن المنيذر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "من قال إذا أصبح: رضيت بالله رباً، و بالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، فأنا الزعيم لآخذنَّ بيده حتى أدخله الجنة"، قال المنذري في الترغيب والترهيب إسناده حسن

، قال: "رواه الطبراني بإسناد حسن"، قال الألباني في السلسلة الصحيحة [6/185 (2686)]: "و كذا قال الهيثمي في المجمع (10/116)، فتعقبه الحافظ ابن حجر فيما علقه عليه، فقال: "قلت: فيه رشدين، وهو ضعيف"، قلت [أي الألباني]: و كنت اتبعته على هذا في التعليق الرغيب، وعليه أوردته في ضعيف الترغيب، ثم تبين لي أن رشدين لم يتفرد به… إلى أن قال: فبهذه المتابعة ثبت الحديث والحمد لله، ثم إن الحديث عند الطبراني في المعجم الكبير (20/355/838) بسند صحيح عن رشدين به" ثم ذكر أن له طرقاً صحيحة أخرى، والحمد لله.

5- وأخيراً من ثمارها ما في حديث مسلم: "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً".

وفي هذه الأحاديث الترغيب وبيان الفضل الكبير المرتب على قول هذه الكلمات، وكما لا يخفى فإن ما رتب عليها من شرطه العمل بمقتضاها كما قيل فيمن قال: لا إله إلاّ الله، فمن قالها وحققها كان له ذلك الأجر الموعود في العاجل والآجل والبرزخ، وهو كما دلت الآثار:
أولاً: يجد حلاوة الإيمان، ومن وجد تلك الحلاوة لم تنغص عيشه سائر العوارض والآفات الأرضية.

ثانياً: يُغفر له ذنبه كما في صحيح مسلم وذلك لمن التزم قولها بعد سماع الأذان.

ثالثاً: توجب لصاحبها الجنة، كما في حديث أبي سعيد الخدري عند أبي داود.

رابعاً: يرضيه الله عز وجل يوم القيامة، وهذا وإن كان قد جاء في حديث فيه ضعف، إلاّ أن معناه صحيح، فمن غُفر له ذنبه، وأُدخل الجنة، فقد أرضاه الله عز وجل، وقد أخبر الله عن أهل الجنة في عدة آيات أنه رضي عنهم ورضوا عنه.

خامساً: كان من أهل الكرامة يوم القيامة، فدخوله الجنة دخول محفيٌ به معنيٌ بشأنه، كما في حديث منيذر رضي الله عنه، قال صلى الله عليه وسلم: لآخذنّ بيده حتى أدخله الجنة، فيا لها من كرامة.
وقبل ذلك تثبيته في هذه الحياة، وتثبيته في القبر عند السؤال، نسأل الله أن يلهمنا قولها وأن يلزمنا تحقيقها، وأن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد.
اللهم ارزقنا الرضا وارزقنا القصد في الغني والفقر
وثبتا في الحياة الدنيا وفي الآخرة يا ارحم الراحمين

دار

امين يارب
جزاكى الله كل خير
مشكورين حبيباتي فلورا ونانو
اسعدني مروركم
دار

دار

الرضا بالقضاء والقدر 2024.

الرضا بالقضاء والقدر

سورة يونس(10)

قال الله تعالى: {وإن يَمْسَسْكَ الله بِضُرٍّ فلا كاشفَ له إلاَّ هوَ وإن يُرِدْكَ بخيرٍ فلا رادَّ لفضلهِ يُصيبُ به من يشاءُ من عبادهِ وهو الغفورُ الرَّحيم(107) قُل ياأيُّها النَّاسُ قد جاءكُمُ الحقُّ من ربِّكُمْ فمن اهتدى فإنَّما يهتدي لنفسهِ ومن ضلَّ فإنَّما يَضِلُّ عليها وما أنا عليكُم بوكيل(108)}

ومضات:

ـ مقاليد أمور الخلق، وتصاريف أقدارهم بيد الله سبحانه وتعالى، وهو الَّذي قدَّر ما هو كائن لهم أو عليهم، وهو الَّذي قسم بينهم أرزاقهم ولا رادَّ لإرادته.

ـ الخير والشرُّ مفهومان متناقضان يصيب الله بهما من يشاء من عباده، ويكونان كجزاء عادل على أعمالهم في أغلب الأحيان، وقد يوجَّهان من الله إليهم ليبلُوَهم ويختبرهم، أيُّهم يحسن التصرُّف بالخير حين جريانه بين يديه، وأيُّهم يحسن الصبر على الضُّرِّ إذا أصابه، ثمَّ يجازيهم أو يثيبهم في الحياة الدنيا وفي الآخرة حسبما يستحقُّون.

ـ المؤمن هو المستفيد الأوَّل من ثمرات هدايته واتِّباعه تعاليم الحضرة الإلهيَّة، والضالُّ هو أوَّل من يعاني من آثار تعنُّته وفجوره، والله غنيٌّ عن إيماننا ولا يضرُّه ضلالنا.

في رحاب الآيات:

إذا خرج الإنسان عن قواعد الله وتعاليمه الحكيمة الَّتي وضعها من أجل سلامته وسعادته، فإنه سيلقى عقاب الله تعالى في الدنيا أو الآخرة أو فيهما معاً. هذا هو قانونه الأزلي، قانون الثواب والعقاب، فعمل الإنسان إمَّا أن يؤدِّي به إلى الإضرار بنفسه أو إلى خير يصيبه، وتضطلع إرادة الله المطلقة في تقدير الأمور، وتبقى النتيجة والمسؤولية متعلِّقة بإرادة الإنسان واختياره الشخصي؛ فإن زكَّى نفسه فقد أفلح، وإن أهلكها بالمخالفات والمعاصي فقد خاب وهلك. لذلك جهر الرسول صلى الله عليه وسلم بالدعوة إلى الخير ليعلِّمَنا كيف ننقذ أنفسنا من دائرة عذاب الله، فقال: «اطلبوا الخير دهْرَكُم، وتعرَّضوا لنفحات رحمة الله تعالى، فإن لله نفحات من رحمته يصيب بها من يشاء من عباده، وسلوه أن يستر عوراتكم ويؤمِّن روعاتكم» (أخرجه البيهقي).

وقد يسأل أحدهم: إذا كان الله يقدِّر الخير للطائعين والشرَّ للعاصين، فلماذا نرى الكثير من المؤمنين الطائعين وقد ابتُلُوا بمصائب مختلفة، كالمرض أو الفقر أو فَقْدِ الولد وغير ذلك، بينما نرى من العاصين من يغرق في النعيم والخيرات؟ والجواب نسوقه من خلال حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: «لا يقضي الله للمؤمن من قضاء إلا كان خيراً له، إن أصابته سرَّاءُ شكر وكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاءُ صبر وكان خيراً له، وليس ذلك إلا للمؤمن» (رواه مسلم مرفوعاً) فالله تعالى إذا أحبَّ عبداً ابتلاه فإذا صبر اجتباه، وكلَّما ازداد صبراً وشكراً ارتقت درجته عند الله. ولا يزال المؤمن بين شكر على النعم وصبر على المحن حتَّى ينال درجة الأبرار والصدِّيقين، قال صلى الله عليه وسلم : «أشدُّ الناس بلاءً الأنبياء ثمَّ الأمثل فالأمثل. يُبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صلابة اشتدَّ بلاؤه، وإن كان في دينه رِقَّة ابتُلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء الإنسان حتَّى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة» (أخرجه الترمذي). وأيّاً كان قضاء الله تعالى في المؤمن فإنه يرضى به لأنه لا رادَّ لقضائه، فلو اجتمع الناس جميعاً على أن يدفعوا عنه ضُرّاً قد كتبه الله عليه فإنهم لن يردُّوه، ولو اجتمعوا على أن يمنعوا عنه خيراً قدَّره له فإنهم لن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً. وقد أُثِر عن الرسول صلى الله عليه وسلم دعاؤه: «اللهم إني أسألك الرضا بعد القضاء» (أخرجه الطبراني عن فضالة بن عبيد رضي الله عنه )، والرضا أعلى درجة من الصبر.

وأمَّا الكفار والمتمرِّدون فقد يزيد لهم الله تعالى من أسباب النعيم والقوَّة، ما يجعلهم يزدادون ظلماً وطغياناً، حتَّى يستحقُّوا عظيم العقاب، قال تعالى يتوعَّدهم: {وذَرْنِي والمكذِّبينَ أُوْلِي النَّعْمَةِ ومَهِّلْهُمْ قليلاً * إنَّ لَدَينا أَنْكَالاً وجحيماً} (73 المُزَّمل آية 11ـ12) وقال أيضاً: {ذَرْنِي ومن خَلَقتُ وحيداً * وجعَلْتُ له مالاً ممدوداً * وبَنِينَ شُهوداً * ومَهَّدت له تمهيداً * ثمَّ يطمعُ أن أَزيدَ * كلاَّ إنَّه كان لآياتنا عنيداً * سأُرْهِقُهُ صَعُوداً} (74 المُدَّثر آية 11ـ17) وهكذا فإنك ترى أن هذه النعم الدنيوية ما هي إلا امتحان يريد الله به اختبارنا أيُّنا أحسن عملاً، ومع ذلك فإنه تعالى يختصُّ برحمته من يشاء لنفسه الهداية، فيهديه إلى سواء السبيل.

إن نداء الله عامٌّ شامل، وقد نزل القرآن للناس كافَّةً دون تخصيص المؤمنين، لذلك فهو يدعوهم جميعاً إلى تدبُّره، سواء من سمع هذه الدعوة من الرسول صلى الله عليه وسلم ، أم مِنَ الدعاة بعده إلى أن تقوم الساعة؛ فقد أرسل الله القرآن هدىً ونوراً، ولو أن الناس اطَّلعوا على ما في ثناياه من الحكمة والموعظة لم يخالفوه، ومن سلك سبيل الحقِّ وصدَّق بما جاء من عند الله فإن الفائدة عائدة إليه، ومن اعْوَجَّ وأعرض، فإن وبال ضلاله عائد على نفسه، بما يفوته من فوائد الاهتداء، وما يصيبه من العذاب. إنها دعوة صريحة وواضحة، ولكلٍّ أن يختار لنفسه ما يشاء، وما الرسول أو الداعي إلا مبلِّغين عن الله، وليسا مكلَّفين بسوق الناس إلى الهدى كُرْهاً، بل إنَّ أمْرَ هداهم وضلالهم موكَّل إلى إرادتهم واختيارهم، وقد كتب الله لهم أو عليهم ما علمه من اختيارهم، ضمن إطار إرادته سبحانه، فلا يحدث شيء في هذا الكون إلا بإرادته.

سورة الحديد(57)

قال الله تعالى: {ما أصابَ من مُصيبةٍ في الأرضِ ولا في أنفُسِكُمْ إلاَّ في كتابٍ من قَبْلِ أن نبرَأَهَا إنَّ ذلك على الله يسيرٌ(22) لِكَيْلا تَأْسَوْا على ما فاتكم ولا تفرَحُوا بما آتاكُمْ والله لا يحبُّ كلَّ مُختالٍ فخور(23)}

ومضات:

ـ إن اعتقاد المؤمن أنه يتحرَّك ضمن دائرة الإرادة الإلهيَّة، يعطيه شعوراً بالاطمئنان أنَّ أمور الحياة مرتَّبة من قِبَل ربِّ العالمين، ومقدَّرة من لَدُنْ عليم حكيم، منذ خلق الأكوان وأراد لهذه الخليقة أن تكون. وهذا الشعور بالإحاطة الإلهيَّة يعطيه التوازن في عواطفه وردود أفعاله، فتكون معتدلة لا تطرُّف فيها، سواء في حالات الحزن أو الفرح، بحيث يمضي مع قدر الله في طواعية ورضا.

ـ إن الله تعالى لا يحبُّ من يختال طرباً، متباهياً بين أقرانه بما حَصَّل عليه من نعيم وعطاء متميزين، ناسباً الفضل لنفسه فيما آتاه الله، ناسياً فضل ربِّ العالمين في تقدير الأرزاق والأعمار بين الناس أجمعين.

في رحاب الآيات:

مَن للإنسان يحملُ عنه همومه ومصائبه وآلامه غير إيمانه القوي بحضرة الله؟؛ فكثيرٌ من الناسِ يُصابون بانهيارات عصبيَّة، أو أزمات قلبيَّة بمجرَّد تعرُّضهم لنكبة تقضُّ مضجعهم. أمَّا العبوديَّة الحقيقية لله فهي تعين المرء على الاستسلام الكامل لإرادة الحضرة الإلهيَّة، فما نحن سوى مؤتمنين من قِبَلِه عزَّ وجل على أنفسنا ومالنا وأهلنا، ولنا حقُّ الإدارة دون حقِّ الملكية المطلقة، لأننا وما نملك مِلك للمالك الأحد الفرد الصمد. وهذا الوجود هو من الدِّقة والتنظيم بحيث لا يقع فيه حادث إلا وهو مقدَّر منذ تصميمه، محسوب حسابه في كيانه، لا مكان فيه للمصادفة، فقبل خلق الأرض وخلق الأنفس، كان في علم الله الكامل الشامل الدقيق كلُّ حدث سيظهر للخلائق في وقته المعيَّن، وفي علم الله لا شيء ماضٍ، ولا شيء حاضرٌ، ولا شيء قادم، فتلك الفواصل الزمنيَّة إنما هي معالم لنا ـ نحن أبناء الفَناء ـ نرى بها حدود الأشياء، إذ لا ندرك الأشياء بغير حدود تميِّزها، حدود من الزمان، وحدود من المكان. وكلُّ حادث من خير أو شرٍّ يقع في الأرض هو في ذلك الكتاب الأزلي، من قبل ظهور الأرض في صورتها الَّتي ظهرت بها: {إنَّ ذلك على الله يسير}، ومن شأن معرفة هذه الحقيقة في النفس البشرية، أن تسكب فيها الطمأنينة عند استقبال الأحداث، خيرها وشرِّها، تلك الطمأنينة بالله، الَّتي يبحث عنها الملايين من البشر المنكوبين، لأن فيها تهدئة للعواطف، فلا فرح طاغٍ، ولا حزن مُدمِّر، بل عواطف متوازنة، متماسكة، تضع المرء في حجمه الحقيقي دون مباهاة ولا تفاخر، فالَّذي أعطى قادر على أن يأخذ، والَّذي وهب قادر على أن يمنع، وكلُّنا لا حول لنا ولا قوَّة إلا بالله العليِّ العظيم. قال عكرمة رضي الله عنه : (ليس أحدٌ إلا وهو يفرح ويحزن، ولكن اجعلوا الفرح شكراً والحزن صبراً) وهذا هو الاعتدال الَّذي يتمتَّع به المسلم الحقيقي.

إن هذه العقيدة الَّتي تملأ نفس المؤمن، هي من أعظم العلاجات لآثار الحوادث المؤلمة الَّتي تصادف الإنسان في حياته، وهي في الوقت نفسه، تُعَدُّ من أشدِّ العوامل الإيجابيَّة في النظر إلى المستقبل، حيث يُقبِل الإنسان على عمله ومسؤولياته وهو واثق بأن عمله لن يذهب سدى، فإن هو نجح فقد حقَّق مراده، وقطف ثمرات سعيه، وشكر الله المنعم، فكان خيراً له، وإن حال بينه وبين هدفه عارض سلبي، من مرض أو خسارة أو ما شابه ذلك، علم أن ذلك مقدَّر كائن ولا يستطيع دفعه مهما بذل، وليس له ملاذٌ إلا الصبر فكان الصبر خيراً له، لأن من ثمار الصبر الأجر والمثوبة عند الله من جهة، والحفاظ على الأعصاب والملكات والصحَّة من جهة أخرى. وهكذا يُقْبِل المؤمن وكلُّه ثقة بالله عزَّ وجل على المستقبل، بكامل طاقاته وملكاته، ممَّا يهيِّئ له الفرصة للفوز والنجاح وتحقيق الأهداف، بعيداً عن التقاعس واليأس والقنوط.

سورة الكهف(18)

قال الله تعالى: {ولا تقولنَّ لشيء إنِّي فاعلٌ ذلك غداً(23) إلاَّ أن يشاءَ الله واذكرْ ربَّكَ إذا نسيتَ وقُلْ عسى أن يهدِيَنِ ربِّي لأقربَ من هذا رَشَداً(24)}

ومضات:

ـ إنَّ ربط المؤمن مشيئته بمشيئة الله عزَّ وجل، حالة روحية تذكِّره بالله في كلِّ حين، وتخلق لديه شعوراً بالثقة والطمأنينة والتسليم، وهذا لا يتنافى مع الدراسة والتخطيط المسبق الدقيق لأمور حياته كافَّة.

ـ يُرجِع بعض الناس أسباب تراخيهم وكسلهم إلى الإرادة الإلهيَّة، بقولهم (لو شاء الله لفعلنا) وهذا فهم خاطئ للعقيدة، فلو فعلوا لوجدوا أن الله قد شاء، ولا يمنعهم من تنفيذ ما أرادوه، فقد ترك لهم حرية الاختيار والعمل.

في رحاب الآيات:

إن كلَّ عمل من أعمال الكائن الحي مرهون بإرادة الله، وليس معنى هذا أن يقعد الإنسان دون تفكير في أمر المستقبل أو التدبير له، بل من المفروض في الإنسان العاقل أن يخطِّط لأموره كلِّها، ويبرمجها وفق نظام يتقيَّد به، وبذلك يستثمر كلَّ أوقاته بشكل مُجْدٍ لا هدر فيه. ولكن يجب أن لا يغيب عن باله أنه يعيش أصلاً ضمن المخطَّط الإلهي، وهذا يعني أن يحسب حساب الغيب، وحساب المشيئة الَّتي تدبِّره، وأن يعزم ويستعين بمشيئة الله، فلا يستبعد أن يكون لله تدبير غير تدبيره، فإن جرت مشيئة الله بغير ما دبَّر لم يحزن ولم ييئس لأن الأمر لله أوَّلاً وأخيراً.

فالموت حقٌّ ويمكن أن يقع في أيَّة لحظة، والحوادث يمكن أن تعترض المرء في أيِّ مكان، والأمراض يمكن أن تنزل به على حين غِرَّة، لذا فإن تنفيذ رغباته مرهون أبداً بقوى تحيط به قد لا يستطيع التصرُّف أو التحكُّم فيها. ومن هنا كان على الإنسان الابتعاد عن الحتميَّة في قراراته، وأن يربط إرادته بإرادة الله، وأن يَعِدَ بتنفيذ الأمور المخطَّط لها أو الموعود بها بعد ربطها بمشيئة الله، فيقول: سأفعل بإذن الله؛ حتَّى وإن أقسم على فعلٍ وهو واثق بأنه لابدَّ فاعله، فليقرن يمينه بمشيئة الله، لعلَّه أن يعترضه ما يمنعه من أن يبرَّ بقسمه، فعن ابن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من حلف فقال: إن شاء الله، فإن شاء مضى، وإن شاء رجع غير حانث» (أخرجه النسائي وابن ماجه والبيهقي)، وبهذا يستمرُّ الارتباط الروحي بين العبد وخالقه، وبين الأسباب ومسبِّبها. هذا هو المنهج الَّذي يأخذ به الإسلام قلب المسلم، فلا يشعر بالوحدة والوحشة وهو يفكِّر ويدبِّر، ولا يُحِسُّ بالغرور وهو يفلح وينجح، ولا يستشعر القنوط واليأس وهو يفشل ويخفق، بل يبقى في كلِّ أحواله متَّصلاً بالله، قويّاً بالاعتماد عليه، شاكراً لتوفيقه إيَّاه، مسلِّماً بقضائه وقدره. وإن دوام إعمار القلب بذكر الله يُمَتِّن أواصر هذا الارتباط، ويعمِّق جذوره، وبه يحصل المؤمن على الطمأنينة، فلا يشعر بالهلع والجزع عندما تخرج الأمور من يده، وفي الوقت نفسه لا يتوانى عن مواصلة تعاطي الأسباب والمسبَّبات، ولا يُحِسُّ بكسلٍ أو تراخٍ، بل يشعر بالثقة والقوَّة لأنه لائذٌ بربه، راضٍ بقضائه، فإذا انكشف له تدبير الله المخالف لتدبيره، فإنه سيقبل قضاءه بالرضا والتسليم.

جزاكِ الله خيرا وبارك فيكِ

دار

شكرا لكي كشموشة

مروك اسعدني

الله يوفقك

بارك الله فيكِ وجزاكِ الله خيراً
وجعل ما تقدمين في ميزان حسناتكِ
وتقبلي ودي ومروري

جزاك الله خيرا على طرحك الهادف
سلمت يداك
وجعل الله ما قدمتي في موازين حسناتك
لاتحرمينا جديدك المميز
شكرا لكي

ابنت الموصل

على مرورك

نورتيني

قصدت باب الرضا 2024.

قصدت باب الرضا والناس قد رقدوا

وبت أشكوا الى مولاي ما أجد

وقلت يا أملي في كل نائبة

يا من عليه بكشف الضر أعتمد

أشكو اليك أمورا أنت تعلمها

مالي على حملها صبر ولا جلد

وقد مسكت يدي بالذل مفتقرا

اليك يا خير من مدت اليه يد

فلا تردنها يارب خائبة

فبحر جودك يروي كل من يرد

آمين آمين

شكرا كل حبيتبي كملة صدق

نورت بيتك غاليتي

دومي بالقرب هنا

شكرا حبيبتي على مرورك الرقيق
دائما انا بالقرب .. 🙂
فالفيض بدمي يسري 3>

دار

مشكورةع القصيدة