تذكر الموت وأثره في الاستقامة 2024.

تذكر الموت وأثره في الاستقامة دار

دار


أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) [الأحزاب:70-71].

أيها الأحبة: لقد خلقَنا اللهُ وأخرجنا إلى هذه الحياة دون رأيٍ منا ولا مَشُورَة، وهو -تعالى- ينهى هذه الحياة دون علمٍ مِنَّا بوقتِ ذلك ولا مشورة، قال اله تعالى: (قُتِلَ الْإِنْسَانُ مَا أَكْفَرَهُ * مِنْ أَيِّ شَيْءٍ خَلَقَهُ * مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ * ثُمَّ السَّبِيلَ يَسَّرَهُ * ثُمَّ أَمَاتَهُ فَأَقْبَرَهُ * ثُمَّ إِذَا شَاءَ أَنْشَرَهُ) [عبس:17-22].


إن انتهاء الحياة أمرٌ محتوم لا جدالَ فيه، ونهايتُها تكون بأحد أمرين: الأولُ هلاكُ جميع الأحياء إلا مَن شاء سبحانه، يقول -جل ذِكْرُه-: (كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [القصص:88]، ويقول: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ) [الرحمن:27].


وهلاكهم يكون بالنفخ في الصور، قال الله تعالى: (وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الأرْضِ إِلا مَنْ شَاءَ اللَّهُ) [الزمر:68]، تلكم النفخة الهائلة المدمرة التي إذا سمعها المرء لا يستطيعُ أن يوصي بشيء، ولا يقدر على العودة إلى أهله، قال الله تعالى: (مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً وَلَا إِلَى أَهْلِهِمْ يَرْجِعُونَ) [يس:49-50].


وعن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما- من حديث طويل يرفعه للنبي -صلى الله عليه وسلم- وفيه: "ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلَا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلَّا أَصْغَى لِيتًا وَرَفَعَ لِيتًا" أي: أمال صفحة عنقه ليسمع، قَالَ: "وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ" قَالَ: "فَيَصْعَقُ وَيَصْعَقُ النَّاسُ" رواه مسلم.


وقد ذكر النبي -صلى الله عليه وسلم- عن سرعة هلاك العباد يوم تقوم الساعة عجَباً، فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ، وَقَدْ نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فَلَا يَتَبَايَعَانِهِ وَلَا يَطْوِيَانِهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فَلَا يَطْعَمُهُ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَهُوَ يَلِيطُ حَوْضَهُ فَلَا يَسْقِي فِيهِ، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وَقَدْ رَفَعَ أَحَدُكُمْ أُكْلَتَهُ إِلَى فِيهِ فَلَا يَطْعَمُهَا" رواه البخاري.


والأمر الثاني: الموت، بأن يفارق الإنسان الحياة بالوقت الذي كتبه الله عليه، ومن مات قامت قيامته، يقول -سبحانه-: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ) [آل عمران:185].


والموت حَقٌّ على الإنس والجن، فعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- كَانَ يَقُولُ: "اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ؛ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِعِزَّتِكَ -لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ- أَنْ تُضِلَّنِي، أَنْتَ الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ، وَالْجِنُّ وَالْإِنْسُ يَمُوتُونَ" رواه مسلم وروى البخاري بعضه.


أيها الإخوة: وللموت وقته المحدد؛ فلا يستطيع أحد أن يرده، وقد قدر الله آجال العباد ولن يتجاوزها أحد، وأجرى بها القلم، فهي مكتوبة عنده في اللوح المحفوظ، فعن عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ -رضي الله عنه- قال سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ: "إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ رَبِّ! وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ" رواه أبو داود والترمذي وصححه الألباني.


ويكتبُ الملك الكريم -عليه السلام- على جبين كل جنين وهو في بطن أمه أجلَه، وينفخُ فيه الروح، فعن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَسْعُودٍ -رضي الله عنه- قال: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- وَهُوَ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ: "أَنَّ خَلْقَ أَحَدِكُمْ يُجْمَعُ فِي بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْلَهُ، ثُمَّ يُبْعَثُ إِلَيْهِ الْمَلَكُ فَيُؤْذَنُ بِأَرْبَعِ كَلِمَاتٍ: فَيَكْتُبُ رِزْقَهُ، وَأَجَلَهُ، وَعَمَلَهُ، وَشَقِيٌّ أَمْ سَعِيدٌ؛ ثُمَّ يَنْفُخُ فِيهِ" رواه البخاري وغيره.


إذاً، مَن ماتَ مات بأجله الذي قدَّره الله تعالى وأمضاه، قال الله تعالى: (وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا) [آل عمران:145]، ويقول: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ) [الأعراف:34]، ويقول: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) [الجمعة:8].


وكما أخفى عنا -سبحانه- وقت الموت، أخفى عنا مكانه، قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ) [لقمان:34]، وعَنْ أَبِي عَزَّةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ -صلى الله عليه وسلم-: "إِنَّ اللهَ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- إِذَا أَرَادَ قَبْضَ رُوحِ عَبْدٍ بِأَرْضٍ، جَعَلَ لَهُ فِيهَا أَوْ قَالَ: بِهَا حاجة" رواه أحمد وغيره وهو صحيح؛ قال السندي: قوله: جعل له فيها أي: ليذهب إليها فيموت بها.


أيها الأحبة: إذا تقرر عندنا أن الإنسان سيعيش في الدنيا زمنا مقدرا ثم يتركها للقاء ربه، فمن الحزم أن نداوم على تذكر هذه النهاية الحتمية، وهي الموت، ولقد أرشدنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى إجراءٍ فريدٍ متى داومنا عليه في هذه الحياة وصلنا به مستقبلنا الذي ينتظرنا إن شاء الله، وهذا الإجراء هو دوام تذكر هادم اللذات، أو هاذم اللذات: أي الموت.


فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- "أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ" يَعْنِي الْمَوْتَ. رواه الترمذي والنسائي وابن ماجة وأحمد وقال الألباني حسن صحيح. وفي الجامع الصغير أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: "أكثروا ذكر هاذم اللذات: الموت؛ فإنه لم يَذْكُرْه أحدٌ في ضِيقٍ من العَيْشِ إلا وَسَّعَهُ عليه، ولا ذَكَرَهُ في سَعَةٍ إلا ضَيَّقَها عَلَيه" حسنه الألباني. قوله هاذم اللذات: بالذال بمعنى قاطعها، وبالدال من الهَدم. والمراد أن الموتَ، هو هاذمُ اللذات؛ لأن من يَذْكُرُه يَزْهَدُ فيها، وهو هادم اللذات؛ لأنه إذا جاء ما يُبْقِي مِن لذائذ الدنيا شيئاً.


أحبتي: تذكرنا للموت يجعلنا نتذكر الآخرة، وما ينتظرنا فيها من حساب عسير، فيكون هذا دافعا لنا لنعيد النظر فيما قدّمنا من أعمال، ونتدارك الأخطاء، ونتوب توبة نصوحاً قبل أن يباغتنا الموت فلا تنفعنا التوبة.


فعَنِ ابْنِ عُمَرَ -رضي الله عنهما- عَنِ النَّبِيِّ -صلى الله عليه وسلم- قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ" رواه الترمذي وغيره وهو حديث حسن. و عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا- قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- بِمَنْكِبِي فَقَالَ: "كُنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ، أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ"، وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَقُولُ: "إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ" رواه البخاري.


تذكُّر الموت -أيها الإخوة- مع فهم معناه هو الذي يقضي على البغي في المجتمع، تذكر الموت مع معرفة حقيقته هو الذي ينهى الظلم والطغيان في المجتمع، تذكر الموت مع فهم حقيقته هو الذي يجتث الفساد من جوانب المجتمع، تذكر الموت مع فهم حقيقته هو الذي يقي المجتمع من الانزلاق في مهاوي الفساد، ومواقع الضلال.


أسأل الله -تعالى- أن يوفقنا لتذكُّر الموت، والاعتبار بذلك، والحمد لله رب العالمين؛ وصلَّى اللهُ وسلَّمَ وبارَكَ على عبده ورسوله محمد.

الخطبة الثانية:

أما بعد: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [الحشر:18].


أيها الأحبة: إن علينا أن نضع لأنفسنا برنامجاً لتذكر الموت، ولا ندع تذكُّره للصدف، وإذا أحسسنا بقسوة في القلب، ولهفة على الدنيا، علينا أن نسارع لعلاج أنفسنا بتذكر الموت بأي طريق يذكرنا.


أحبتي: ما نراه في المقابر أعظم وأكبر معتبر، فحامل الجنازة اليوم محمول غدًا، ومن يرجع من المقبرة إلى بيته سيُرجعُ عنه غدًا، ويُترك وحيدًا فريدًا مرتهنًا بعمله، فإن خيرًا فخير، وإن شرًا فشرّ.


أين الذين بلغوا المنى فما لهم في المنى منازع؟! جمعوا فما أكلوا الذي جمعوا، بنوا مساكنهم فما سكنوا، ولكننا ننسى الموت، ونسبح في بحر الحياة وكأننا مخلدون في هذه الدار، قال أويس القرني -رحمه الله-: توسّدوا الموت إذا نمتم، واجعلوه نصب أعينكم إذا قمتم.


نتذكر الموت لنُحْسن الاستعداد لما بعد الموت بالعمل والطاعة والاجتهاد في العبادة، الاستعداد للموت يكون بهجر المنكرات، وترك المعاصي، ورد المظالم والحقوق إلى أهلها؛ الاستعداد للموت يتم بإزالة الشحناء والبغضاء والعداوة من القلوب، الاستعداد للموت يكون ببر الوالدين وصلة الرحم.


وقد قيل: من أكثر ذكر الموت أكرم بثلاث: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة؛ ومَن نسي الموت عوجل بثلاث: تسويف التوبة، وترك الرضا بالكفاف، والتكاسل بالعبادة.


أحبتي: متى يستعد للموت من تظلله سحائب الهوى ويسير في أودية الغفلة؟!

متى يستعد للموت من لا يبالي بأمر الله في حلال أو حرام؟!
متى يستعد للموت من تهاون بالصلاة ولم يؤدها في وقتها؟!
متى يستعد للموت مَن أكل أموال الناس بالباطل، وأكل الربا؟!

كيف يكون مستعدًا للموت من لوث لسانه بالغيبة، ولم يستغفر منها، ومَن سعى بالنميمة، وامتلأ قلبه بالحقد والحسد، وضيع أوقات عمره في تتبع عورات المسلمين، والوقوع في أعراضهم؟!.

أيها الأحبة: لنعلنها الآن بيننا وبين أنفسنا توبة إلى الله قبل أن نموت، ولنحذر جميعا من أن نكون ممن يرجو الآخرة بغير عمل، ويؤخر التوبة لطول الأمل، وقد علمنا أن الموت يأتي بغتة.


وعلينا أن نكثر من زيارة القبور فإنها تذكر الآخرة، وأن نعتبر بمن صار تحت التراب وانقطع عن أهله والأحباب، جاءه الموت في وقت لم يحتسبه، وهولٍ لم يرتقبه.


تُؤَمِّلُ فِي الدُّنْيا طَوِيلاً وَلا تَدْري *** إِذا جَنَّ لَيْلٌ هَلْ تَعِيشُ إِلَى الفَجْرِ
فَكَمْ مِنْ صَحِيحٍ مَاتَ مِنْ غَيْرِ عِلَّةٍ *** وَكَمْ مِنْ مَريضٍ عاشَ حِينَاً حِيناً مِن الدَّهْرِ


عباد الله صلوا على نبيكم…



الشيخ عبد الله بن علي الطريف

أختي في الله

اسأل الله العظيم رب العرش الكريم

أن يعطيك أكثر من أمانيك ويحفظ عليك دينك وعافيتك
ويديم عليكِ نعمه وستره وواسع رحمته وفضله
وأن ينظر اليك نظرة رضى لا يعقبها سخط أبدا
وأن يلبسك ثوب العافية لا ينزعه عنك ابدا
وأن يرزقك رزق حلالاً لا ينقطع عنك أبدا
وجميع المسلمين ..
اللهم آمين

طرح رائع وجميل
سلمت وسلم لنا نبضك الندي
والله يعطيك العآفيه ع الانتقاء المميز
بإنتظآرجديدك بكل شوق..
ودي وشذى الورد

أختي الكريمة
جزاك الله خير الجزاء
اللهم خفف عنا سكرات الموت وارحمنا ياالله برحمتك التي وسعت كل شيئ ورزقني الله واياك الجنة
دار
قال العلماء الموت ليس بعدم محض ولا فناء صِرْف ، وإنما هو انقطاع تعلق الروح بالبدن ، وحيلولة بينهما ، وتبدل حال ، وانتقال من دارإلى دار.
وهو أعظم المصائب وأعظم منه الغفلة عنه والإعراض عن ذكره وقلة التفكر فيه وترك العمل له، وإن فيه وحده لعبرة لمن اعتبر وفكرة لمن تفكر.
الشيخ محمد صالح المنجد

الاستقامة معناها ومنزلتها 2024.

دار

معنى الاستقامة

هي سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القيم ، من غير ميل عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها ، الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها ، الظاهرة والباطنة(1).
وهي وسط بين الغول والتقصير ، وكلاهما منهي عنه شرعاً.

دار

الاستمرار عليها ، والتقصير فيها
المؤمن مطالب بالاستقامة الدائمة ، ولذلك يسألها ربه في كل ركعة من صلاته : { أهدنا الصراط المستقيم }(2) ولما كان من طبيعة الإنسان أنه قد يقصر في فعل المأمور ، أو اجتناب المحظور ، وهذا خروج عن الاستقامة ، أرشده الشرع إلى ما يعيده لطريق الاستقامة ، فقال تعالى مشيراً إلى ذلك : { فاستقيموا إليه واستغفروه } الآية(3) ، فأشار إلى أنه لابد من تقصير في الاستقامة المأمور بها ، وأن ذلك التقصير يجبر بالاستغفار المقتضي للتوبة والرجوع إلى الاستقامة.
وقل صلى الله عليه وسلم:(اتق الله حيثما كنت ، وأتبع السيئة الحسنة تمحها)(4).

دار

مقامات الدين التي يطالب بها العبد
قال صلى الله عليه وسلم:( سددوا وقاربوا)(5) ، فالسداد : الوصول إلى حقيقة الاستقامة ، أو هو الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد.
وقوله : ( قاربوا ) أي: اجتهدوا في الوصول إلى السداد ، فإن اجتهدتم ولم تصيبوا فلا يفوتكم القرب منه.
فهما مرتبتان يطالب العبد بهما : السداد ، وهي الاستقامة ، فإن لم يقدر عليها فالمقاربة ، وما سواهما تفريط وإضافة ، والمؤمن ينبغي عليه أن لا يفارق هاتين المرتبتين ، وليجتهد في الوصول إلى أعلاهما ، كالذي يرمي غرضاً يجتهد في إصابته ، أو القرب منه حتى يصيبه(6).

دار

أهميتها
مما يدل على أهميتها أمور ، منها:
1ـ أنها في حقيقتها تحقيق للعبودية التي هي الغاية من خلق الإنس والجن ، وبها يحصل للمرء الفوز والفلاح.
2ـ أن الله تعالى قد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بتحقيقها ، وكذلك كل من كان معه ، فقال: { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك } الآية(7) ، وقال: { فلذلك فأدع واستقم كما أمرت ..} الآية(8) ، وغير ذلك بها.
بل قد أمر الله تعالى بها أيضاً أنبياءه ، فقال ، في حق موسى وأخيه عليهما السلام : { قد أجيبت دعوتكما فاستقيما .. } الآية(9)
3ـ ومما يدل على أهميتها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما جاءه سفيان بن عبد الله الثقفي ـ رضي الله عنه ـ يقول له: قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك ، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : ( قل آمنت بالله ، فاستقم )(10)


دار

من أسباب الاستقامة ووسائل الثبات عليها
1ـ من أهم أسباب الاستقامة إرادة الله لهذا العبد الهداية ، وشرح صدره للإسلام ، وتوفيقه للطاعة والعمل الصالح ، قال تعالى: { قد جاءكم من الله نور وكتابٌ مبين(15) يهدى به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراطٍ مستقيم }(11)
2ـ الإخلاص لله تعالى ، ومتابعة رسوله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى: { وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين .. } الآية(12).
3ـ الاستغفار والتوبة.
وقد علق الله تعالى الفلاح والنجاح بالتوبة ، فقال تعالى: { وتوبوا إلى الله جميعاً أيه المؤمنون لعلكم تفلحون}(13)
4ـ محاسبة النفس:
قال تعالى:{ يأيها الذين آمنوا أتقوا الله ولتنظر نفسٌ ما قدمت لغدٍ وأتقوا الله إن الله خبير بما تعملون}(14)
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: أي حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا ، وانظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة ليوم معادكم وعرضكم على ربكم. اهـ(15).
فالمحاسبة تحفظ المسلم من الميل عن طريق الاستقامة.
5ـ المحافظة على الصلوات الخمس مع الجماعة:
لأنها صلة بين العبد وربه ، وهي من عوامل ترك الفحشاء والمنكر ، قال تعالى: { إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر }الآية(16)
6ـ طلب العلم: والمقصود به علم الكتاب والسنة ، لأنه الوسيلة لمعرفة الله تعالى وكتابه ورسوله صلى الله عليه وسلم.
7ـ اختيار الصحبة الصالحة : لأن الجليس الصالح يعين صاحبه على الطاعة وعلى طلب العلم ، وينهيه على أخطائه ، أما الجليس السيء فعلى العكس من ذلك تماماً ، قال تعالى: { الْأَخِلَّاء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ }(17)
8ـ حفظ الجوارح عن المحرمات: وأهمها: اللسان فيحفظه عن الكذب والغيبة والنميمة وغيرها، ويحفظ بصره عن المحرمات ، وليكن نصب عينيه قوله تعالى: { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً }(18).
وقوله عليه الصلاة والسلام : ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت )(19).
9ـ معرفة خطوات الشيطان للحذر منها:
قال تعالى: { يأيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر}(20)

دار

من ثمرات الاستقامة
قال تعالى: { إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ{31} نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ }

من هذه الآية وغيرها نستنتج بعضاً من ثمرات الاستقامة:
1ـ طمأنينة القلب بدوام الصلة بالله عز وجل.
2ـ أن الاستقامة تعصم صاحبها ـ بإذن الله عز وجل ـ من الوقوع في المعاصي والزلل وسفاسف الأمور والتكاسل عن الطاعات.
3ـ تنزل الملائكة عليهم عند الموت ، وقيل: عند خروجهم من قبورهم ، قائلين : { ألا تخافوا ولا تحزنوا} على ما قدمتم عليه من أمور الآخرة ، ولا ما تركتم من أمور الدنيا من مال وولد وأهل.
4ـ حب الناس واحترامهم وتقديرهم للمسلم ، سواء كان صغيراً أو كبيراً على ما يظهر عليه من حرص على الطاعة ، والخلق الفاضل.
5ـ وعد الله المتقين أن لهم في الجنة ما تشتهيه أنفسهم ، وتلذ أعينهم ، وتطلبه ألسنتهم ، ‘حساناً من الله تعالى.

—————————-
(1) جامع العلوم والحكم ، شرح الحديث الحادي والعشرين.
(2) آية : 6 من سورة الفاتحة.
(3) آية : 6 من سورة فصلت.
(4) رواه أحمد 5/153، 158 ، والترمذي ، كتاب البر والصلة ، باب ما جاء في معاشرة الناس 4/312، رقم(1987) ، وقال: حسن صحيح ، والحاكم 1/54، وقال : صحيح على شرطهما ، ووافقه الذهبي ، وأنظر جامع العلوم والحكم ، حديث رقم (18).
(5) رواه البخاري ، كتاب الرقاق ، باب القصد 11/294 ، ح(6463 ، 6464) ، ومسلم ، كتاب صفات المنافقين ، باب : لن يدخل أحد الجنة بعمله 4/2171 ح (2817).
(6) أنظر: جامع العلوم والحكم ، حديث(21) ، ومدارج السالكين لابن القيم ، منزل الاستقامة ، وشرح النووي على مسلم ( الحديث السابق ).
(7) آية 15 من سورة الشورى.
(8) آية 112 من سورة هود.
(9) آية 89 من سورة يونس.
(10) رواه مسلم ، كتاب الإيمان ، باب جامع أوصاف الإسلام 1/65 رقم(38) ، وهذا لفظه في النسخة المطبوعة ، وإن كان اللفظ المشهور: ( ثم استقم ) ، وعليه شرح النووي وغيره ، والله أعلم.
(11) آية 15 ، 16 من سورة المائدة
(12) آية 5 من سورة البينة
(13) آية 31 من سورة النور.
(14) آية 18 من سورة الحشر
(15) أنظر تفسير ابن كثير جـ4 ص 342.
(16) آية 45 من سورة العنكبوت.
(17) آية 67 من سورة الزخرف.
(18) آية 36 من سورة الإسراء.
(19) متفق عليه ، صحيح البخاري ، كتاب الرقاق ، باب حفظ اللسان 1/308، ح(6475) ، ومسلم ، كتاب الإيمان ، باب الحث على إكرام الجار 1/68 ، ح (47 ، 48)..
(20) آية 21 من سورة النور.
(21) الآيات 30 ـ 32 من سورة فصلت.


دار

دار
أختي الحبيبة

مشاركة رائعة ومميزة وهادفة
جزاك الجنان وورد الريحان ثَقَل ميزانك بخيِرِ الأعمال
وأنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه
حفظك المولى ورعاك …!!

اللهم آت قلوبنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها
كلمات تستحق التمعن في معانيها
ومحاسبة النفس المقصرة
دار
سلمتَ يداكِ واثابكِ كل خير وأحسن الله إليكِ
وتقبلي مروري وتقييمي



مما يعين على الاستقامة الرفقة الصالحة
استقمت بحمد الله على دين الله منذ شهر تقريباً، وأشعر بالثبات إذا كنت مع بعض الإخوة الصالحين
وعندما أفارقهم بسبب انشغالي وأعمالي أجد نقصاً في الإيمان، بماذا تنصحوني؟

الجواب
نوصيك بالاستقامة على صحبة الأخيار، وإذا فارقتهم لبعض أشغالك فاتق الله وتذكر أنه سبحانه رقيب عليك وهو أعظم منهم
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[1]، وقال سبحانه: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ[2]، وقال تعالى: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا[3]
فالله مراقبك فاتق الله، وتذكر أنك بين يديه وأنه يراك على الطاعة والمعصية جميعاً، فاحذر عقاب الله، واحذر أن تعمل ما يغضبه سبحانه
وقال جل وعلا: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ[4]، وقال سبحانه: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ[5]
فعليك بالصدق مع الله، والاستقامة على دين الله سبحانه في خلوتك ومع أصحابك، وفي كل مكان فأنت في مسمع من الله ومرأى
يسمع كلامك ويرى فعالك، فعليك أن تستحي من الله جل وعلا أعظم من حيائك من أهلك ومن غير أهلك.

[1] سورة النساء من الآية 1.
[2] سورة الشعراء الآيتان 218، 219.
[3] سورة التوبة من الآية 40.
[4] سورة آل عمران من الآيتين 28 – 30.
[5] سورة البقرة من الآية 40.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.

دار

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ·!¦[· أفنان ·]¦!·

دار


دار

دار
أختي الحبيبة

مشاركة رائعة ومميزة وهادفة
جزاك الجنان وورد الريحان ثَقَل ميزانك بخيِرِ الأعمال
وأنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه
حفظك المولى ورعاك …!!

اللهم آت قلوبنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها
كلمات تستحق التمعن في معانيها
ومحاسبة النفس المقصرة
دار
سلمتَ يداكِ واثابكِ كل خير وأحسن الله إليكِ
وتقبلي مروري وتقييمي



مما يعين على الاستقامة الرفقة الصالحة
استقمت بحمد الله على دين الله منذ شهر تقريباً، وأشعر بالثبات إذا كنت مع بعض الإخوة الصالحين
وعندما أفارقهم بسبب انشغالي وأعمالي أجد نقصاً في الإيمان، بماذا تنصحوني؟

الجواب
نوصيك بالاستقامة على صحبة الأخيار، وإذا فارقتهم لبعض أشغالك فاتق الله وتذكر أنه سبحانه رقيب عليك وهو أعظم منهم
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[1]، وقال سبحانه: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ[2]، وقال تعالى: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا[3]
فالله مراقبك فاتق الله، وتذكر أنك بين يديه وأنه يراك على الطاعة والمعصية جميعاً، فاحذر عقاب الله، واحذر أن تعمل ما يغضبه سبحانه
وقال جل وعلا: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ[4]، وقال سبحانه: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ[5]
فعليك بالصدق مع الله، والاستقامة على دين الله سبحانه في خلوتك ومع أصحابك، وفي كل مكان فأنت في مسمع من الله ومرأى
يسمع كلامك ويرى فعالك، فعليك أن تستحي من الله جل وعلا أعظم من حيائك من أهلك ومن غير أهلك.

[1] سورة النساء من الآية 1.
[2] سورة الشعراء الآيتان 218، 219.
[3] سورة التوبة من الآية 40.
[4] سورة آل عمران من الآيتين 28 – 30.
[5] سورة البقرة من الآية 40.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.

دار

اللهم امييييييييييييين يا قلبي

ولكِ بالمثل

اسعدني حضوركِ الاكثر من رائع

جزاكِ الله خير الجزاء حبيتبي

على الاضافة الرائعة

ربي لايحرمك اجرها

دار

قد يهمك أيضاً:

بارك الله فيك

مواضيعك هدفه وذات

قييمه غاليه

احلى تقييم

الإستقامه على الدين الحنيف شيئُ عظيم
فيها يكسب العبد خيري الدنيا والآخره
وهي الطريق الموصل لرضى الله والجنه
أختي الغاليه
أسأل الله لكِ دوام الإستقامه
وحب الأخيار
ومصاحبة الكرام
بورك طرحكِ النافع والمميز
دار

~||طرح جميل ومميز
سلمت يمناك ع الانتقاء والسرد
لاحرمنا الله من عبير تواجدك
دمت بسعادهـ بحجم السمآء
لقلبك طوق من الياسمين||~

الاستقامة المقدسية 2024.

دار

دار

الاستقامة:
مصدر استقام على وزن استفعل وهو مأخوذ من قَ وَ مَ و
هو : الاعتدال ويقال قام الشيء واستقام . أي اعتدل.
واصطلاحاً: الاستقامة هي سلوك الصراط المستقيم دون الزيغ إلى ملهيات الحياة وإلى الحرام ..
فكلما ازددت نوراً واستقامة زاد الشوق إلى الله تعالى وابتعدت عن الملهيات والتفاهات
وكانت حياتك عامرة بحب الله عز وجل وحب طريقه ألا وهو الاستقامة والفلاح.

دار

قال ابن حجر – رحمه الله – : "الاستقامة كناية عن التمسك بأمر فعلاً وتركاً"
فديننا الحنيف يقوّم ويصلح اعوجاج المرء .. ويجعل منه إنساناً سوياً خالياً من النواقص الأخلاقية منها:
"الشذوذ ـ الإدمان "
فهذه الأشياء لو تأملنا أحبائي نجد أن الإسلام قد فرض الابتعاد عنها لأنها تظهرالإنسان بمظهر الحيونات أعزكم الله ..

والآية الكريمة تقول"ولقد كرمنا بني آدم…"سورة الإسراء آية 70.

الاستقامة منهج حياة .. ومسلك للخير .. وطريق للنجاة
يقول ابن القيم – رحمه الله- "الاستقامة لزوم المنهج القويم "
قال تعالى "إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة .. " فصلت .30.

دار

نحن نعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم هوإنسان عظيم ،وإنسان معصوم ،وإنسان كانت له الاستقامة طريقاً يسلكه .. فبالرغم من أنه عليه الصلاة والسلام كان يعلم أن الله تعالى قد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر
إلا أنه كان يسلك طريق الاستقامة ويحث الناس عليه ،هكذا تكون الاستقامة منهج حياة ..
عندما يكون الإنسان يسلكها بكل أريحية وبكل سرور .. ولا يشعر وهو يسلك هذا الطريق بالملل ..
بل كلما تقدم في الطريق .. أضاءت له شعلة وانشرح قلبه لها ..
هذا وبالله التوفيق..
فإن كان من خطإ فمني .. وإن كان من صواب فمن الله .. وهو أرحم الراحمين ..

مسابقة عقد اللؤلؤ الإسلامي ..

بقلمي المقدسية .. وبتصرف من كتاب موسوعة نضرة النعيم.

دار

جزاك الله خيرا غاليتي على طرحك …
اللهم قدرنا على حسن الخلق والاستقامة ..

دار

غاليتي
جزاك الله خيراً ..طرح جميل أخيتي
فمن استقام بالدنيـــا استطاع الاستقامة بالآخرة على الصراط المستقيم
اللهم اهدنا الصراط المستقيم ..يا أرحم الراحمين
دارداردار

بــــــــــارك الله فيك ..وجعل ما قدمته في ميزان حسناتك
وأثابك المولى عز وجل ورزقك من فضله
دار

شرفتوني وعززتم الثقة بنفسي .. وعطرتم صفحتي..
تحياتي
🙂

دار

دار
أختي الحبيبة

مشاركة رائعة ومميزة
اللهم آت قلوبنا تقواها وزكها أنت خير من زكاها

كلمات تستحق التمعن في معانيها
ومحاسبة النفس المقصرة
دار
سلمتَ يداكِ واثابكِ كل خير وأحسن الله إليكِ
وتقبلي مروري وتقييمي

دار
مما يعين على الاستقامة الرفقة الصالحة
استقمت بحمد الله على دين الله منذ شهر تقريباً، وأشعر بالثبات إذا كنت مع بعض الإخوة الصالحين
وعندما أفارقهم بسبب انشغالي وأعمالي أجد نقصاً في الإيمان، بماذا تنصحوني؟

الجواب
نوصيك بالاستقامة على صحبة الأخيار، وإذا فارقتهم لبعض أشغالك فاتق الله وتذكر أنه سبحانه رقيب عليك وهو أعظم منهم
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[1]، وقال سبحانه: الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ * وَتَقَلُّبَكَ فِي السَّاجِدِينَ[2]، وقال تعالى: لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا[3]
فالله مراقبك فاتق الله، وتذكر أنك بين يديه وأنه يراك على الطاعة والمعصية جميعاً، فاحذر عقاب الله، واحذر أن تعمل ما يغضبه سبحانه
وقال جل وعلا: وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ[4]، وقال سبحانه: وَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ[5]
فعليك بالصدق مع الله، والاستقامة على دين الله سبحانه في خلوتك ومع أصحابك، وفي كل مكان فأنت في مسمع من الله ومرأى
يسمع كلامك ويرى فعالك، فعليك أن تستحي من الله جل وعلا أعظم من حيائك من أهلك ومن غير أهلك.

[1] سورة النساء من الآية 1.
[2] سورة الشعراء الآيتان 218، 219.
[3] سورة التوبة من الآية 40.
[4] سورة آل عمران من الآيتين 28 – 30.
[5] سورة البقرة من الآية 40.

مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.

أشكرك أختي العزيزة على مشاركتك الطيبة ..

عطرتي صفحتي المتواضعة

تحياتي

🙂

الاستقامة بعد رمضان 2024.

الاستقامة بعد رمضان
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أما بعد فيا أيها المؤمنون: هكذا هي مواسم الخير تمر سريعا، ولا يعرف المسلم فقدها إلا من بعد رحيلها، وعندها تبدأ عليه علامات الندامة والحسرة على التفريط في تلك المواسم.

وإن المتأمل في سنن الله -عز وجل- يرى أن مواسم الخير تتعاقب، بل لا تنقضي، والكثير منها مستمر طيلة الحياة، فما على العبد إلا التشمير والاجتهاد، وإحسان العمل لله تعالى.

أيها المؤمنون: إن كل دقيقة تمر في حياة المؤمن هي موسم خير، يذكر فيها ربه ويعبده، فلا نتقاعس عن العبادة لحظة واحدة، فإن انقضى رمضان، فمواسم الخير سواه كثيرة، فلا تتوانى عن فعل الخيرات، ولا يحبطنك الشيطان عن المسابقة في الخيرات بحجة انقضاء رمضان.

وفي هذه الخطبة نقف وقفات بإذن الله مع حال المسلم بعد رمضان:
الأولى: بعد رمضان الناس بين صنفين، فائزين جعلنا الله وإياكم منهم، أو محرومين والعياذ بالله.

فإن كنت من الفائزين، فاحمد الله، وواصل على درب الخير، واسأل الله الإعانة والثبات، حتى ينتهي أجلك وما يدريك كم بقي لك في هذه الدنيا من نَفَس؟!

(وَاعبُدْ رَبَّكَ حَتى يَأتِيَكَ اليَقِينُ) [الحجر: 99].

وإن كنت من الآخرين المحرومين، لا يستهويكم الشيطان فيوقعكم في حبائل القنوط واليأس من رحمة الله، فمن تاب، تاب الله عليه، والندم توبة، فليستقبل حياته الجديدة وليستكثر من الطاعات، فإن الحسنات يذهبن السيئات.

الوقفة الثانية: يجب على المسلم أن يحرص على الاستقامة بعد رمضان، فالاستقامة هي علامة القبول، وهي علامة قوة الإيمان، أخرج مسلم في صحيحه من حديث أبي عمرو وقيل أبي عمرة سفيان بن عبد الله -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك, قال: "قل آمنت بالله ثم استقم".

أربع كلمات جمعت له جوابًا عظيمًا، طلب منه إن يؤمن بالله تعالى وبما جاء عنه، ثم يستقيم على صراطه.

وللاستقامة ثمار عديدة لا تنقطع، فهي باب من أبواب الخير، وبركتها لا تقتصر على صاحبها فحسب، بل تشمل كل من حوله، ويفهم هذا من قوله تعالى: (وَأَنْ لَوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا) [الجن: 16]
وتستمر عناية الله بعباده المستقيمين على طاعته حتى ينتهي بهم مطاف الحياة، وهم ثابتون على كلمة التوحيد، لتكون آخر ما يودعون بها الدنيا، كما قال الله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ استَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيهِمُ المَلَائِكَةُ أَلاَّ تَخَافُوا وَلا تَحزَنُوا وَأَبشِرُوا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنتُم تُوعَدُونَ * نَحنُ أَولِيَاؤُكُم في الحَيَاةِ الدُّنيَا وَفي الآخِرَةِ وَلَكُم فِيهَا مَا تَشتَهِي أَنفُسُكُم وَلَكُم فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلاً مِن غَفُورٍ رَحِيمٍ) [فصلت: 30- 32].

ويقول سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * أُولَئِكَ أَصْحَابُ الْجَنَّةِ خَالِدِينَ فِيهَا جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) [الأحقاف: 13- 14].

فهل نريد جزاء خيرًا من هذا الجزاء، إن هذا الفضل كفيل بأن يجعل المؤمن يثبت على طاعة ربه بعد رمضان، بل ويزداد نشاطا وتقوى وصلاحا حتى يلقى ربه، وهو من المسلمين، كم أمرنا الله إذ يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ)[آل عمران: 102].

الوقفة الثالثة: الحذر من التسويف بالتوبة، فكم رأينا من صديق وقريب، كان يؤمل آمالا طوالا، حال دونها الموت، فما أخذهم الموت وتركنا، إلا ليترك غيرنا ويأخذنا، وهكذا هي الحياة حتى يرث الله الأرض ومن عليها، فلنبادر بالتوبة، التي تمحوا السيئات، وتكثر الحسنات، وتبيض الوجه، وتنور القلب، وتجلب السعادة، فما وجدت السعادة إلا في طاعة الله.

الوقفة الرابعة: في رمضان شرب المؤمن من لذائذ الطاعات، صيام، وقيام، وقراءة للقرآن، وذكر، وصدقة، ومكث في المساجد، وإطعام للطعام، وعفو وتسامح، وصلة رحم، وإقبال على الله، وبكاء وتضرع، فما أجملها من حياة مرة بالمسلم، وهو كالنحلة يتنقل بين رحيق العبادات، والآن وبعد انقضاء شهر الخير والبركة، كيف حالنا مع تلك العبادات؟ فالحذر الحذر من الانتكاسة، ومن الحور بعد الكور، ومن الفسق بعد التقوى.

اللهم ارزقنا الاستقامة على طاعتك، وثبتنا على دينك حتى نلقاك يا رب العالمين، أقول قولي هذا..

الخطبة الثانية

أما بعد فيا أيها الناس لا يزال الحديث موصولا عن الوقفات مع الاستقامة بعد رمضان على العمل الصالح.

الواقفة الخامسة: الاستقامة على أمر الله نعمة عظيمة، ودرجة رفيعة، ومنة عالية، فتحقيقها يحتاج إلى جد، واجتهاد، وصبر، واحتساب، ودعاء، وتضرع، وإخبات، وتوفيق، واحتراز.

أهم المعينات على تحقيق ذلك بعد توفيق الله عز وجل ما يأتي:
أولاً: الدعاء والتضرع، وسؤالها بجد وإخلاص، ولأهمية ذلك أمرنا بقراءة الفاتحة في كل ركعة، لما فيها من سؤال الصراط المستقيم المخالف لأصحاب الجحيم.

فالدعاء هو العبادة، وهو سلاح المستضعفين، وعُدة الصالحين، ولا يعجز عنه إلا المخذولين، فالله -سبحانه وتعالى- مالك الهداية والاستقامة، فلا تُطلب إلا من مالكها.

ثانياً: الاشتغال بالعلم الشرعي، فالعلم قائد والعمل تبع له.
ثالثاً: الحرص على التمسك بالسنة، فهي سفينة النجاة، والحذر كل الحذر من البدع والاقتراب من المبتدعين.

رابعاً: مراقبة الله في السر والعلن.
خامساً: مجاهدة النفس، والهوى، والشيطان، وعدم الغفلة عن ذلك، ومحاسبتها في كل وقت وحين، وعلى الجليل والحقير.

سادساً: الإكثار من تلاوة القرآن، ومحاولة حفظه أو ما تيسر منه، والمداومة على ورد ثابت منه يوميا.

سابعاً: الإكثار من ذكر الله -عز وجل-، والمداومة على أذكار الصباح والمساء، وأذكار وأدعية المناسبات المختلفات، فمن لم يوفق للغزو والجهاد، ولا لصيام الهواجر وقيام الليالي، فلا يفوتنه أن يعوض عن ذلك بلسانه.

قال ابن رجب الحنبلي -رحمه الله-: "من فاته الليل أن يكابده، وبخل بماله أن ينفقه، وجبن عن عدوه أن يقاتله، فليكثر من "سبحان الله وبحمده"، فإنها أحب إلى الله من جبل ذهب أو فضة ينفقه في سبيل الله -عز جل-".

ثامناً: الحرص على سلامة القلب، والحذر من أمراض القلب المعنوية، كالحسد، والرياء، والنفاق، والشك، والحرص، والطمع، والعُجْب، والكِبْر، وطول الأمل، وحب الدنيا، وحب الشهوات، فإنها أخطر من أمراضه الحسية، وهي سبب لكل رزية.

تاسعاً: التقلب بين الخوف والرجاء، في حال الصحة والشباب يغلب جانب الخوف، وعند المرض ونزول البلاء وعند الاحتضار يغلب جانب الرجاء.

عاشراً: مزاحمة العلماء بالركب، والقرب منهم، والحرص على الاستفادة منهم، واقتباس الأدب والسلوك قبل العلم والمعرفة.

أحد عشر: دراسة السيرة النبوية، وتراجم الأصحاب والعلماء، يعين على تزكية النفوس والترقي بها، "فإن التشبه بالرجال فلاح".

  • الثاني عشر: الحرص على معاشرة الأخيار، فالمرء على دين خليله، والطيور على أشكالها تقع، (الْأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ) [الزخرف: 67].

الثالث عشر: الإكثار من ذكر الموت وتوقعه في كل وقت وحين، فهو أقرب إلى أحدنا من شراك نعله.

وختاما عباد الله أذكركم بإخوان لكم يبادون كل يوم، على مرأى ومسمع، بل وتأييد، إنهم إخوانكم في غزة، أشركوهم في دعائكم، وفي أموالكم، فهم في أمسّ الحاجة للنصرة، هم من يواجه عدوكم اللدود، صهاينة اليهود، أمدوهم بما تستطيعون، فوالله إنه من أقل الواجبات، ولا تستمعوا لأذناب اليهود من الإعلاميين القذرين وأذنابهم، فالمسألة لا تحتاج لإعلام، حرب بين مسلم ويهودي خبيث لا يرقب في مؤمن إلاً ولا ذمة.

ولعل سائل يسأل كيف نوصل التبرعات لإخواننا في غزة؟
والجواب: إن الندوة العالمية لرعاية الشباب لديها مكتب في غزة وتوصل تبرعاتكم مباشرة لا قيود، وتوزعها على الشعب ولا تسلم للسلطات شيئًا، فبادروا عباد الله فوالله إننا لمسئولون أمام الله عن إخواننا هناك.

اللهم انصر دينك وكتابك وعبادك الموحدين، اللهم ارزقنا الاستقامة على طاعتك بعد رمضان، اللهم وفقنا لهداك واجعل عملنا في رضاك، اللهم فرج هم المهمومين..


الشيخ خالد بن عبدالله الشايع

دار
مشاركة قيمة جداً وأختيار موفق يالغلا
جزاكِ الله خير الجـــــــزاء,,,
ورفع الله قدركـِ وفرج همكِ ووسع رزقكِ وأعلى نزلكِ في جنات النعيم
في رعاية الله وحفظه
اللهم آمين…
دار