تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون

وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون 2024.

  • بواسطة


دار

﴿ وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ ﴾ [البقرة: 11]


يختلف الناس في مظاهر الإصلاح والإفساد، وفي ضوابط كل منهما، باختلاف الأفهام، والمنطلقات، والأهداف، وهي بمجملها خاضعة لقاعدة التحسين والتقبيح العقلي، ومن هنا ينشأ الخلاف، وتتعدد وجهات النظر.

لهذا حسم القرآن الكريم هذه المسألة، وأغلق فيها باب الاجتهاد، وجعل ميزان الصلاح والفساد هو ميزانَ الشرع، وهو مرجعية الأمة، ومَن شذَّ شذ في النار.

إن الذين يُعْرِضون عن شرع الله، يرون الفساد إصلاحًا، والإصلاح فسادًا، ولقد سعتْ طائفةٌ في المجتمع الإسلامي الأول إلى أن تفرض تصوراتها، وتنشر أطروحاتها، الخارجة عن إطار الشرع، فتصدى لها القرآن الكريم، وكشف عورتها، ونبَّه إلى خطورتها.

هذه هي طائفة المنافقين، ولها في كل عصر وارث، إن طائفة المفسدين أول ما تُفسد إنما تفسد نفسها، بهذه التصورات الناشئة عن مرض القلب، وبإصرارها على الانحراف عن ميزان الشرع، وعاقبتها الخسران المبين.

ثم إنها تفسد بعد ذلك الناسَ مِن حولها، بنشرها لهذه الأطروحات، والدعوة إليها بين الناس، وللأسف هناك مَن يخدع بمدَّعي الإصلاح المفسدين؛ لأنهم يملكون بعض الإمكانات؛ ولهذا قال الله – تعالى -: ﴿ وَإِنْ يَقُولُوا تَسْمَعْ لِقَوْلِهِمْ ﴾ [المنافقون: 4]
ولقد استشعر نبي الله نوح – عليه السلام – خطورة الدعاة إلى إفساد الناس، فقال في شأنهم: ﴿ إِنَّكَ إِنْ تَذَرْهُمْ يُضِلُّوا عِبَادَكَ ﴾ [نوح: 27].

يقول المفسِّر ابن عاشور – رحمه الله – في بيان بعض صور الإفساد في الأرض: "فالإفساد في الأرض منه تصيير الأشياء الصالحة مضرة؛ كالغش في الأطعمة، ومنه إزالة الأشياء النافعة؛ كالحرق والقتل، ومنه إفساد الأنظمة؛ كالفتن والجور، ومنه إفساد المساعي؛ كتكثير الجهل، وتعليم الدعارة، وتحسين الكفر، ومناوأة الصالحين المصلحين".

وصور الفساد لا تنتهي، والفساد خطير، وأشد منه خطورةً اعتقادُ المفسدين أنهم مصلحون، ولا يقلُّ خطورةً عن هذين الأمرين تقاعسُ المصلحين عن دورهم في الإصلاح.

أ. د. زيد العيص

الله يجزيكِ كل خير حبيتبي

طرح قيم

اسال الله ان يجعله في موازين حسناتكِ

لا حرمت الاجر

طرح بقمــــه الرووعه
تسلم روحكـ العطر.. لابداع قلمكـ

يعطيكـِ آلف عافيه

اترقب وبشوق..
فلآ تبخلي علينآ بــ إنتقآءكـِ الرآئع

دار

جزاكِ الله الجنة غاليتى
دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.