"مروي" مدينة تقع في شمال السودان ـ شمال العاصمة القومية ـ في ولاية الشمالية جنوب مصر بالقرب من مدينة دنقلا هي مدينة جميلة للناظرين بشكلها السياحي الفتان الذي يميزها عن مدن السودان الأخرى حيث تأخذ "مروي" شكل المدن القديمة التي شيدها الفراعنة في مصر و"مروي" تشتهر بوجود أهرامات وقبور مماليك "مروي" القدماء الذين شيدوها على أفخم طراز بحيث أصبحت تشبه في شكلها أهرامات مصر التي يرتدها السياح من مختلف مناطق العالم
"مروي" تلك المدينة التي تمثل حاضرة أهل السودان القدماء في منطقة الشمال وتربط بين السودان ومصر في أرض الجعليين والشوايقة والرباطاب والدناقلة والمحس وغيرهم من القبائل العربية التي سكنت المنطقة وما زالت حتى اليوم
كانت مملكة "مروي" المستقلة تقع في جنوب مصر ويرجع تاريخ تأسيسها إلى ما بعد الآسرة الخامسة والعشرين وتحديداً في القرن الثالث قبل الميلاد، لم تكن الحضارة المروية تلك الحضارة البسيطة بل استمدت أوجها من حضارة " نباتا " التي كانت تمثل نهضة حضارية عظيمة تلت قروناً من الركود والتخلف الذين اجتاحا المنطقة في هذه الفترة من الزمن
لقد بلغت حضارة "مروي" ذروتها في القرن الأول الميلادي أي بعد أفول حضارة " نباتا " بفترة طويلة وبعد انتقال مراكز القوة والثراء في كوش " مدينة قديمة " إلى الجنوب، وخلال القرنين التاليين بدأت دولة الجنوب طريقها في الانحدار السريع وسرعان ما تحولت المدينة العظيمة إلى مدينة مهجورة مع بداية القرن الرابع الميلادي وأصبح اسمها منسياً
ومن حسن حظنا أن العصور المروية تركت لنا بعض الجوانب الأثرية العمرانية التي كانت قائمة في عصر مملكة "مروي" حيث توجد حتى الآن أطلال القرى هذا بجانب أطلال العاصمة ، وفي الجنوب توجد مدينة المصورات الصفراء وقد كانت في فترة من الفترات مركزاًً للأحداث لعدة سنين وفي الشمال توجد أطلال الحضارة المروية بوفرة في مناطق النوبة السفلى وبطن الحجر
التجارة المروية القديمة
قام الاتصال المباشر بين سكان جنوب مصر والنوبة السفلى بشكل رئيسي على التجارة فجلبت المواد الخام والأبنوس وكذلك كافة المواد اللازمة لصناعة الأواني والتمائم والتماثيل الصغيرة التي تأتي من الجنوب في طريقها إلى مصر، وكانت السوق الرئيسية لهذه التجارة فيما يبدو في جزيرة الفنتين بأسوان مما يشير إلى وجود سوق كبيرة لتجارة العاج والمنتجات الافريقية، اشتغل النوبيون كوسطاء في هذا النوع من التجارة التي تمر عبر مناطقهم متجهة إلى جنوب مصر
منطقة النوبة سابقاً و"مروي" حالياً كانت منطقة يسودها مناخ السافنا الذي اصابه الجفاف بمرور الزمن حيث هاجر سكان المنطقة إلى جنوب السودان وداخل مصر شمالاً بحثاً عن الكلأ والعشب لأن سكان هذه المنطقة كانوا يعتمدون بصورة أساسية على الزراعة وتربية الماشية وبعض الحيوانات التي يأخذون منها جلودها ويستخدمونها في الزراعة والسفر واستقروا بجوار النيل حيث اكتسبوا مهارات الزراعة البسيطة وشكلوا مجتمعات صغيرة بجوار مجرى النيل وهذا يتضح من التقاليد والعادات في المناطق الشمالية من السودان وجنوب مصر في بلاد النوبة
الحضارة ودفن الموتى
الطريقة التي كانت متبعة في دفن الموتى كانت تشبه في فحواها طريقة الفراعنة القدماء في مصر أي أن الميت كان يدفن في حفرة بيضاوية الشكل على جانبه الأيمن متخذاً شكل الجنين جهة الغرب, ويُدفن ملوك النوبة مع بعض الذهب في نعوشهم ويكسى النعش بالذهب حيث كان يعتقد أهل النوبة أن هذه الطريقة تجعل النعش لا يصدأ
يتضح ذلك من خلال الموجودات التي وجدت في أهرامات "مروي" ، ذلك الثراء يدعو إلى الاعتقاد بوجود ممالك قوية ملكوها تاجها الأبيض واتخذوا صقر حوس الشهير رمزاً لهم قبل زمن طويل من ملوك الفراعنه في مصر لأن التاج الأبيض وشعار حورس اُتخذا فيما بعد رمزاً للممالك المصرية التي نشأت في مصر، مما أدى إلى الاعتقاد بأن هذا التقليد منشأه ممالك مصر الفرعونية
كان قدماء المصرين يسمون النوبة آنذاك " تاسيتي " أي أرض الأقواس لمهارتهم في الرماية
وكانت أول محاولة فعلية لاحتلال مناطق النوبة في عهد الأسرة المصرية الثانية عشرة عندما غزا المصريون النوبة حتى منطقة سمنة وبنوا فيها العدد من الحصون والقلاع لتأمين حدودهم الجنوبية، ومنذ ذلك التاريخ خضعت النوبة للنفوذ المصري لما يقرب 250 سنة تمكنت خلالها من الاحتفاظ بخصائصها وهويتها الثقافية
حديثاً قديماً
بعد كل هذه المعلومات المتوفرة لنا عن حضارة مروي التي قامت في شمال السودان في العصور الوسطى وأصبحت من الشواهد التاريخية القائمة آثارها إلى يومنا هذا لا يعرف عنها أبناء السودان إلى القليل وقد اهتم بمعرفة هذه المعلومات العلماء الغرب وتعمقوا في معرفة أدق التفاصيل عن هذه الحضارة التي سادة ثم بدأت
مدينة مروي بتراثها العريق تعتبر متحفاً طبيعياً يتمثل في أهرامات مملكة مروي ومنطقة سياحية طبيعية لم تنال الاهتمام الكافي كي تصبح رائدة السياحة في السودان، لكن بعد الانتهاء من إنشاء سد مروي الذي سعت الحكومة إلى تشيده في مدينة مروي بالولاية الشمالية فإنه سوف يحي هذه المدينة الميتة بعد دهور من النسيان
صور لخزان او سد مروي
تصدقى ام روان تفاجاءت بالمناضر الرائعة والصور الاترية الى ماتوقعت انها فى دول عربية تبارك الله مناضر غير عادية
الف شكرالك اهتمامك ومشاركتك لنا بهده المعلومات والمناضر الى بتاخد العقل
الشكر ليك حبيبه ولي طلتك السودان جميل حبيبه عن جد وفيه مناظر روعه ان شاء الله انزله قريب جدا
تسلمي لي حبيبه ويعجبك كل الخير يارب وتقيم الملائكه اعمالك يارب طلتك تبهج قلبي حبيبه