السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول تعالى { وَلَا تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آَثِمٌ قَلْبُهُ }
فلماذا خصّ اللهُ تبارك وتعالى القلبَ بالإثم ، ولماذا ذِكَر القلبُ هُنا ؟
وفقكم الله ورزقكم مِن الطيبات ما تطيب به نفسك
ورزقكم الله رِضاه ورضي عنكم وأتمّ عليكم نِعمه ظاهرةً وباطِنة .
الجواب :
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
آمين ، ولك بمثل ما دعوت .
لأن القلب هو مَحَلّ الكِتمان .
قال ابن عطية في تفسيره : وخَصّ الله تعالى ذِكْر القَلب إذ الكَتْم من أفعاله ، وإذ هو المضغة التي بِصلاحها يَصلح الجسد كما قال عليه السلام .
وقال القرطبي في تفسيره : قوله تعالى : (وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ) خُصَّ القَلْب بِالذِّكْر إذ الكَتم من أفعاله ، وإذ هو المضغة التي بِصلاحها يَصلح الجسد كله ،
كما قال عليه السلام ، فَعَبَّر بالبعض عن الجملة .
وقال الكِيَا : لَمَّا عَزَم على ألاَّ يُؤدّيها وتَرْك أداءها باللسان رَجَع المأثم إلى الوجهين جميعا …
وهو من بديع البيان ولطيف الإعراب عن المعاني .
يُقال : إثم القلب سَبب مَسْخِه ، والله تعالى إذا مَسَخ قَلْبًا جَعَله مُنَافِقا وطَبع عَليه ، نعوذ بالله منه .
وقال أبو حيان في تفسيره : كَتْم الشهادة هو إخفاؤها بالامتناع من أدائها ، والكَتْم من معاصي القلب ،
لأن الشهادة عِلْم قام بِالقَلب ، فلذلك علق الإثم به.
وهو من التعبير بالبعض عن الكل :
" ألا إن في الجسد مضغة إذا صَلَحت صَلح الجسد كله ، وإذا فَسَدت فَسَد الجسد كله ، ألا وهي القلب " .
وإسناد الفعل إلى الجارحة التي يُعْمَل بها أبلغ وآكَد ،
ألا ترى أنك تقول : أبصرته عيني ؟ وسمعته أذني ؟ ووعاه قلبي ؟
سلمت يمنياكِ
جزاكِ الله الجنة
كعادتك دائما ماشاء الله اسلوب قوى …واضح …سلسل
مشكورة
رزقنا الله قلوبا تخ؛ــشاه
كأنـها تراهـ
إلى يــــوم تلقاهـ