ولم يحدث أن عاد أحد بعد الموت !!
ولكنها حدثت لكاتبة هذه الأسطر !
ولكنني لم أمت إلى الآن !! … والدليل ماأكتبه لكم اليوم هنا !
إذا ماذا حدث ؟
القصة تبدأ كالتالي :
بعد انقطاعي عن المنتدى مدّة ليست باليسيرة في نظري …. فكّرتُ في أعضاء المنتدى الذين كنت أتواصل معهم بالكتابة ، وأستمتع بما
يخطونه هنا من مشاركات …
فكّرتُ : ترى هل سيفتقدني المنتدى ؟!
أو بعبارة أصح : هل سيفتقدني الأعضاء ، ذلك لكونهم يحملون بين جوانحهم مشاعر إنسانية ؟
بعد ذلك انتقل بي التفكير إلى الأهل …
تُرى : ماذا حدث لهم ؟!
هل هم ماضون في حياتهم ؟ ، أم تكدّرها بعض المكدرات ؟
هل أمي وأبي سعيدان في حياتهما ؟
هل أخي واصل بعثته الدراسيه أم لا ؟
هل كبر أخي وحبيبي الصغير والتحق بالمدرسه ؟
ماأخبار الجامعه والصديقات ؟ وهل هناك قرارات جديدة ؟
ماذا …… وماذا ,,,,,,, وماذا ؟؟؟؟؟؟؟
حينما تساءلت هذه التساؤلات ، انتظرت من يزودني بالأخبار !!
غير أنه للأسف لايوجد أي وسيلة اتصال من عالم : الدنيا إلى عالم : القبور !!
ولم يسمح لي بإدخال أي وسيلة اتصال ، أو وسيلة ترفيه ، أو أقل شيء من المتاع !!
حتى ولو كانت ( مخدة ) تقيني قساوة أرضية القبر !
أصلا : لم يسمح بإدخال أي شيء مطلقا من الأشياء التي صحبتني إلى القبر إلا عملي !
تمنيت حينها – ولات ساعة ندم – أنني لو أكثرت ( ولو قليييلا!!!! ) من ذاك العمل !
نسيت جميع التساؤلات السابقة !
نسيت هل .. وهل … هل … !
وبدأت ( تنثال ) على مخيلتي ( هلاّت أخرى ) !
– هل ياترى سيكيفيني عملي ؟!
– هل سيشفع لي عملي ؟!
– هل سيترفق بي الملكان ؟
– هل سيفسح لي في القبر أم … ؟1
– هل سيكون روضة من رياض الجنة أم … ؟1
– هل سأحسن الجواب … ؟!!
هل .. وهل .. وهل ..
ليت شعري .. ونثري .. وجميع كلماتي : أن أعود ، ولو للحظة لتلك الدار التي يُسمح فيها بالعمل ..
بل إنها دار العمل …
تُرى لو رجعت … ماذا سأفعل في الوقت – الضيق جدا – المتاح لي فيه الرجوع ؟
– هل أصلي ؟!
أم أحج !
أم أصوم ؟!
– أم أتصدق ؟!
فكّرت ُ هكذا : من الأفضل أن أقضي بقية وقتي المتاح لي في الاستغفار ..
تراجعت : لا .. لا … لا ..
صحيح أن الاستغفار له فضل عظيم ..
ولكني سأقضي بقية وقتي المتاح لي ( بعد العودة ) في : ذكر الله فقط ….. تسبيح وتكبير وحمد ..
لن أفتر ..
ولن أكلّ …
ولن أملّ …
لن أتوانى ..
لن آكُل …
لن أشرب ..
لن أنام !!!
هذه فرصتي …
لماذا لا تكون سجدة واحدة مع الذكر ؟
حتى انتهاء وقتي …
ويحين موعد عودتي !!
تنازعتني الأفكار ، والاقتراحات …
ماهو أهمّ عمل أقوم به في ظل الوقت الضيّق .. !
هل سيتاح لي دقائق إضافية لكي أرى أمي الحبيبة ، وأطلب منها الصفح الغفران والدعاء ؟!
فهي مازال لديها وقت للعمل ، ومنه الدعاء .
عسى أن تلحقني إجابة دعائها بالقبول .
لكن لو أتيح لي مزيدا من الوقت…
آخ … لو أتيح لي مزيدا من الوقت …
وها نحن عدنا للوقت …
أريد ذلك الوقت الذي كان بين يدي ..
أريد ذلك الوقت الذي كنت أملكه ولا يملكني ..
كنت أملكه سنة بعد سنة
بل شهرا شهرا
بل أسبوعا أسبوعا
بل يوما يوما
بل ساعة ساعة
بل دقيقة دقيقة
بل ثانية ثانية
والآن … أستجدي هذه الثانية !!
تُرى كيف بددته وأهدرته ؟
أين بددت وحداته ( من السنين … وحتى الثانية ) ؟
ثانية واحدة فقط … أستغفر فيها ربي ..
ثانية واحدة فقط …أستغفر فيها ..
ثانية واحدة فقط … أستغفر
ثانية واحدة فقط …
ثانية واحدة …
ثانية …
ثا ..
وعندها فقط صحوت من غفلتي …
وليس من حلمي
فما مضى ليس حلما !!
شعرت أن هناك من أيقظني من غفلتي وقال لي :
ياأمة الله يامسكينه
مازلت تملكين تلك الثانية ، والدقيقة ، والساعة …
وما زال في عمرك بقية ، الله أعلم بها
فكيف ستقضينها ؟؟
هل ستعتبرين مما مضى ؟
أم ستبددي وقتك الذي لن يعود !!
عدت إلى نفسي مجددا ..
حمدت الله أنني مازلت على قيد الحياة
الآن سأنظم وقتي …
سأصلي
سأزكي
سأصوم
سأعتمر
سأحج
سأتصدق
سأدعو إلى الخير …
ولكن هناك بعض الأشياء والمنغصات التي في طريقي سأتخلص منها :
هناك بعض الحسابات يجب أن أنهيها
هناك بعض الارتباطات يجب أن أتخلص منها أولا
لاضير …. !!!!
لم أملك الوقت لكل هذه الأمور ……………………….
إنه الوقت ..
يالهذا الوقت ..
ولكن قبل ذلك سأتصل بالانترنت
وأفتح المنتدى …
وأبدأ بكتابة قصتي هذه
قد يصدقني أحد …
قد يعتبر منها أحد ما …
ولكن هـــــــــــــــــــــــــــل لدي وقت ؟؟؟؟؟ !!!!!!
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
الله يعطيــــكــ العافيــــة
ننتظر جديدك القادم والمميز
لك مني كل الود والاحترام
[IMG]http://sadrose84.***********/glitter-heartrose.gif[/IMG]