المعاق جنة خفية.. احذري أن تضيعها من يدك
من المعروف أن الأطفال المعاقين يلقون معاملة سيئة عن غيرهم من الأطفال فى الوضع الطبيعى، لذلك اهتمت الدراسات الحالية بشكل أكثر توسعا لتحديد العلاقة بين سوء المعاملة والإعاقة.
– وقد قرر بعض الباحثين أن الأطفال ذوى الإعاقة يمكن أن يكون لديهم استعداد طبيعى لتوقع الإساءة من الآخرين، وذلك لما يوجهه المجتمع لهم من إساءة نتيجة لما يعانونه من إعاقة وهذا علاوة على الإعاقة نفسها التى تعتبر وضعا سيئا بالنسبة لهم.
هناك أسباب أخرى تؤدى إلى سوء معاملة الأطفال وهى:
– ميلاد الطفل من أبوين منفصلين.
– أبوين مراهقين وغير قادرين على رعاية الطفل.
– التعرض للضغط النفسى.
من المعروف أن الأسر التى تربى طفل معاقا، تواجه ضغوطا أكثر من غيرها.
وتشمل تلك الضغوط الآتية:
تتحد كل هذه العوامل وتتمثل فى الإساءة إلى الطفل المعاق، حيث إن الطفل الذى يعانى من صعوبة فى نظامه السلوكى أو التفاعلى مع الآخرين، يصبح أكثر عرضة للإيذاء الجسدى، كما أن عدم قدرته على التعامل والتفاعل الطبيعى مع المحيطين ينتج عنه تجاهل المجتمع لمتطلباته واحتياجاته.
يمكن للطفل المعاق أيضا أن ينمى علاقات من الثقة على نطاق واسع مع عدد كبير من الناس، لكن لا يكون لديه القدرة على التمييز بين الجيد والسىء من الناس، وهذا يمكن أن يسبب له التعرض للإساءة الجنسية وغيرها من المشكلات.
هناك العديد من الناس الذين يسيئون للطفل المعاق، ويشمل هؤلاء الأشخاص أفراد أسرته والمختصين من الناس، كما أن المجتمع نفسه له دور فى عملية الإساءة لدرجة تصل إلى تمييز الطفل بين أقرانه ببعض المصطلحات التى تؤذى مشاعره.
دروس واقعية من أم لطفل معاق لكل من لديهم طفل معاق:
مجتمع الأم:
كانت أم لطفلة معاقة تبلغ من العمر 8 سنوات وبحاجة إلى احتياجات خاصة، وتحكى أن حياتها أصبحت تشبه حياة الجندى، أثناء الخمس سنوات الأولى من حياة ابنتها كانت الأم تبكى كل يوم من كثرة ما تعانيه مع ابنتها.
لكنها لم تستسلم لليأس وجففت دموعها وتعلمت بعض الدروس الهامة على مدى الأيام، منها:
وبالإضافة إلى المسئوليات اليومية يصبح من الضرورى أن يلبوا متطلبات حالة طفلهم.
وبعد أن وضعنا أسس معاملة وتربية الطفل المعاق، هناك استراتيجيات وعناصر هامة يجب أن تساعد طفلك من خلالها:
الدعم النفسى:
عند ميلاد الطفل العادى تصبح الأسرة بالكامل فى حالة من الفرحة الغامرة، ويظهر ذلك فى طريقة استقبالهم لهذا الطفل، ويتمثل فى اللهفة عليه وشراء الكثير من الاحتياجات الضرورية والغير ضرورية له من جميع المحيطين به، بالإضافة إلى التدليل المستمر ومحاولة التحدث المستمر معه.
وعلى النقيض عند ميلاد طفل معاق يكون كل فرد فى الأسرة فى حالة من الإحباط واليأس، ويتمثل ذلك فى عدم رغبة أى فرد فى حمل الطفل أو حتى فى النظر إليه، كما يقدمون له احتياجاته الضرورية كواجب إلزامى ثقيل العبء وليس بدافع من داخلهم، وعادة يتركونه وحيدا دون اللعب، أو الحوار معه وكأن ما فيه من وضع هو جريمة يعاقبه عليها المجتمع المحيط والأسرة كجزء هام منه.
كيف يقوم الوالدين بدعم الطفل المعاق نفسيا؟
– إظهار الحب واللهفة عليه.
– معاملته كأى طفل عادى ولو حتى على سبيل التمثيل.
– دمجه مع أفراد أسرته والمحاولة المستمرة للتحدث واللعب معه.
– شراء كل ما يحتاج إليه أى طفل عادى، مع أخذ رأى الأطباء النفسيين عما يناسب قدراته.
– يجب أن يكون هناك نظرة بشوشة على وجه كل فرد من العائلة عند النظر أو التحدث إليه.
– عدم التحدث عن إعاقته كمشكلة أمامه، أو مناداته بها أو إطلاق أى اسم متعلق بها أمام أى شخص آخر، حتى لا نؤذى مشاعره، وذلك لآن الطفل المعاق من أكثر الناس حساسية.
كيفية الدعم الاجتماعى للطفل المعاق:
الدعم التعليمى:
– إدخال الطفل مدرسة مناسبة لاحتياجاته حتى تتناسب معه ولا تكون أكبر من طاقاته وقدراته التعليمية.
– ما نلاحظه فى بعض المجتمعات الشرقية أن الوالدين يرتكبون جريمة فى حق طفلهم المعاق بإدخاله مدرسة للأشخاص الطبيعيين، وذلك لشعورهم بالخجل وعدم الرغبة فى الاعتراف بأن ابنهم معاق وهذا يعود بالسلب عليه، حيث يواجه الكثير من المشكلات التى تترك آثارا سلبية على نفسه، كما تحرمه من تنمية القدرات التى خلقه الله بها.
– بالتعاون مع المتخصصين يجب التعرف على النشاط الذى يفضله الطفل وتدعيمه وتقويته فى هذا النشاط حتى يصبح إنسانا منتجا فى مجال معين فى حياته المستقبلية.
– يجب تعليمه جميع متطلبات العصر الحديث مثل الكمبيوتر والتدريب على الأجهزة المتطورة لكن بطرق تتناسب مع قدراته وبالتعاون مع المتخصصين.
– متابعة مستوى التحصيل الدراسى له ومعالجة نقاط الضعف التى يواجهها فى مساره التعليمى.
– المكافأة باستمرار على كل عمل منتج أو إيجابى يقوم به، حتى يدرك أن الاحتهاد شىء جيد ونحفزه على تقديم الأفضل باستمرار.
الدعم الدينى:
منذ نعومة أظافر الطفل المعاق يجب أن نقوى لديه الوازع الدينى، ونحاول أن نجعله يقينى بداخله حتى نمنحه الفرصة لتقبل حالته أو إعاقته من خلال النقاط التالية:
ومن هنا يجب أن يعلم كل أب وتعلم كل أم أن طفلها المعاق الذى تعتبره نقمة هبطت عليها من السماء، ما هو إلا نعمة وكنز متحرك يجب أن تستغله فى كسب رضا الله، كما يعتبر مشروع هام يجب أن تبذل كل ما بوسعها لإنجاحه حتى تشعر بالفخر والاعتزاز به
1- الاشتراك له فى نوادى مخصصة لذوى الاحتياجات الخاصة حتى يمارس ما يتناسب مع قدراته. 1- تعليمه أن الدنيا مجرد مرحلة وممر نعبر به إلى العالم الآخر الدائم، وللمرور عبر العالم الدائم يجب التحلى بالصبر والرضا والاجتهاد. 2- إدخال المعتقدات الدينية إلى عقله، ومنها ترسيخ فكرة أن كل إنسان لابد أن يكون لديه عيب ونقص، وأن هذا العيب لا يجب أن يكون عقبة أمام تحقيق أهدافه التى يرغب فى تحقيقها. 3- إعلامه أن الصبر على الابتلاء من السبل التى تقوى إرادة وعزيمة الشخص وتساعده على الوصول للدنيا والآخرة معا. 4- إعلامه أن كل لحظة ألم يمر بها الشخص فى حياته هى فى الحقيقة كنز خفى، يمده بالقوة فى الدنيا ويغفر له ذنوبه ليصل إلى أرقى الدرجات فى الآخرة. 5- تعليمه أن الناس الآخرون قد يكون لهم بعض العذر عند الدهشة لرؤية جوانب الإعاقة، وذلك للاختلاف بينهم وبين ما يعانيه الإنسان المعاق لذلك يجب تقبل النقد ونظرات التعجب بصدر رحب. 2- ترتيب اختلاطه بالأهل والأقارب مع الحرص على إخبارهم بعدم مناداته أو طرح أى سؤال قد يؤذى مشاعره أمامهم، واللعب معه قدر ما يستطيع. 3- عمل رحلات ترفيهية له مع أقرانه فى فترات منتظمة، وترك الحرية له فى اللعب بالطريقة التى يفضلها. 4- محاولة دمجه مع المجتمع فى جميع المناسبات الاجتماعية المختلفة. 5- منحه الفرصة للتعبير عن نفسة وإبداء رأيه فى الأمور المختلفة مثل باقى أفراد العائلة.