تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » صاحب الكوثر صلى الله عليه وسلم

صاحب الكوثر صلى الله عليه وسلم 2024.

دار

صاحب الكوثر صلى الله عليه وسلم
صاحب الكوثر صلى الله عليه وسلم
صاحب الكوثر صلى الله عليه وسلم

{إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ‌ }الكوثر﴿١﴾ ، بهذه الآية الكريمة ، افتتح الله تعالى سورة الكوثر ،
مذكرا نبيه صلى الله عليه وسلم بنعمة عظيمة ،
ومنة كريمة ، وموعود أخروي ، جعله الله عز وجل كرامة لنبيه ، وبشارة له ولأمته من بعده ،
ثم رتب على ذلك الوعد العظيم ، الأمر بالصلاة والعبادة ، والوعد بالنصر والتأييد
{ فَصَلِّ لِرَ‌بِّكَ وَانْحَرْ‌ ﴿٢﴾ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ‌ ﴿٣﴾}الكوثر

والكوثر هو النهر الذي وعده الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم في الجنة ،
وأصل كلمة الكوثر يدل على الكثرة والزيادة ، ففيه إشارة إلى كمال الخيرات
التي ينعم الله تعالى بها على نبيه صلى الله وسلم في الدنيا والآخرة .
دار
ولنهر الكوثر – الذي في الجنة – ميزابان ، يصبان في حوض ، وهو الحوض الذي يكون لنبينا
صلى الله عليه وسلم في أرض المحشر يوم القيامة ، فنهر الكوثر في الجنة ، والحوض في
أرض المحشر ، وماء نهر الكوثر يصب في ذلك الحوض ، ولهذا يطلق على كل من النهر
والحوض ( كوثر ) ، باعتبار أن ماءهما واحد ، وإن كان الأصل هو النهر الذي في الجنة .

ولا تقل صفات ماء نهر الكوثر جمالا وجلالا عن النهر نفسه ، فقد ثبت في أحاديث للنبي
صلى الله عليه وسلم أن ماء نهر الكوثر أشد بياضا من اللبن ، وأحلى مذاقا من العسل ، وأطيب
ريحا من المسك ، حتى إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما استمع إلى تلك الأوصاف
، قال للنبي صلى الله عليه وسلم : إنها لناعمة يا رسول الله ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم
( آكلوها أنعم منها ) ، في إشارة منه صلى الله عليه وسلم إلى أن تلك الصفات العظمية ،
وتلك النعم الجليلة ، ما هي إلا جزء يسير مما يمن الله به على أهل دار كرامته ، ومستقر رحمته .
وجاء الوصف النبوي لماء نهر الكوثر أيضا ، بأن من شرب منه لم يظمأ بعدها أبدا ،
ولم يسود وجهه أبدا ، فكيف لك أن تتخيل جنة الخلد ، إذا كان نهرها وماؤها كذلك !!
دار
أما الحوض الذي يكون في أرض المحشر ، فطوله مسيرة شهر ، وعرضه كذلك ، ولهذا جاء
في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( حوضي مسيرة شهر ، وزواياه سواء )
، أيأن أطرافه متساوية ، وجاء في وصف الحوض أيضا أن آنيته أكثر من عدد نجوم السماء وكواكبها .
صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2292
أما ماء الحوض فهو مستمد من نهر الكوثر كما سبق ، فصفات الماء واحدة ، كرامة من الله تعالى
لنبيه والمؤمنين من أمته ، حيث يتمتعون بشيء من نعيم الجنة قبل دخولها ، وهم في أرض المحشر
، وعرصات القيامة ، في مقام عصيب ، وحر شديد ، وكرب عظيم .
دار
والميزابان اللذان يصلان بين نهر الكوثر في الجنة ، وبين حوض النبي صلى الله عليه وسلم في أرض
المحشر ، لا يقلان شأنا عن النهر والحوض ، فالميزابان أحدهما من فضة والآخر من ذهب ، فالماء
من أطيب ما يكون ، ومقره من أرق ما يكون ، ومساره ومسيله من أغلى ما يكون .

وقد جاءت الأحاديث النبوية تبين أن لكل نبي من الأنبياء حوضا في أرض المحشر وعرصات القيامة
، فقد ثبت عن سمرة بن جندب أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال 🙁 إن لكل نبي حوضا ترده أمته
، وإنهم ليتباهون أيهم أكثر واردة ، وإني لأرجو أن أكون أكثرهم واردة ) لمحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 2156خلاصة حكم المحدث: صحيح
دار
فرحمة الله تعالى في ذلك الموقف قد شملت المؤمنين من كل الأمم ، فلكل نبي حوض ، يرده المؤمنون من أمته
، إلا أن حوض نبينا صلى الله عليه وسلم يتميز بثلاثة أمور :
الأول : أن ماءه مستمد من نهر الكوثر ، فماؤه أطيب المياه ، وهذا لا يثبت لحوض غيره من الأنبياء ،
عليهم جميعا صلوات الله وسلامه .

الثاني : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكبر الأحواض .

الثالث : أن حوضه صلى الله عليه وسلم أكثر الأحواض واردة ، أي يرد عليه من المؤمنين من أمته ،
أكثر ممن يرد على سائر أحواض الأنبياء من المؤمنين من أمتهم .

ويحظى بشرف السبق في ورود حوض النبي صلى الله عليه وسلم من أمته فقراء المهاجرين ،
فعن ثوبان رضي الله عنه مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم –
أنه قال : ( أول الناس ورودا على الحوض فقراء المهاجرين ، الشعث رؤوسا ، الدنس ثيابا ،
الذين لا ينكحون المنعَّمات ، ولا تفتح لهم أبواب السدد ) ،
المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الترغيب – الصفحة أو الرقم: 3615خلاصة حكم المحدث: صحيح
والسدد هي القصور الخاصة بالمترفين ، فكما أنهم كانوا أفقر الناس في الدنيا ، وأقلهم منصبا ،
وأدناهم شأنا ، مع ما كانوا عليه من قوة اليقين ، وصدق الإيمان ، وعظيم البذل والتضحية في سبيل الله تعالى ،
فقد نالوا كرامتهم في أرض المحشر ، بورودهم أول الناس على حوض النبي صلى الله عليه وسلم .
ولقد أدرك النبي صلى الله عليه وسلم عظيم منة الله تعالى عليه في نزول سورة الكوثر ، وعظيم نعمته في تكريمه بنهر الكوثر
، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : ( بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ،
ثم رفع رأسه متبسما ، فقلنا ما أضحكك يا رسول الله ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ
{ بِسْمِ اللَّـهِ الرَّ‌حْمَـٰنِ الرَّ‌حِيمِ
إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ‌ ﴿١﴾ فَصَلِّ لِرَ‌بِّكَ وَانْحَرْ‌ ﴿٢﴾ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ‌ ﴿٣﴾ }
، ثم قال أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم ، قال : فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل في الجنة ،
عليه حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم – يعني يبعد عنه بعض الناس – ،
فأقول رب إنه من أمتي ، فيقول : ما تدري ما أحدثت بعدك ) الألباني – المصدر: صحيح أبي داود – الصفحة أو الرقم: 4747

فهنيئا للمتبعين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، الواردين حوضه ، فهم الفائزون يوم يخسر الخاسرون
، وهم المقربون يوم يبعد المبدلون والمحدثون .

دار

صاحب الكوثر صلى الله عليه وسلم
صاحب الكوثر صلى الله عليه وسلم
صاحب الكوثر صلى الله عليه وسلم

جعلنا الله نحن واياك من رواد هذا الحوض نشرب شربة لا نظمأ بعدها أبداً
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
سلمت لطرحك القيم
لاحرمت المثوبة

دار

دار


اللهم صل وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد
, اللهم املأ قلوبنا بمحبته , وأحينا على سنته
, وأسعدنا باتباعه وطاعته , وارزقنا شفاعته
واحشرنا في زمرته , اللهم آمين

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.