تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » توضيح قوله تعالى "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"

توضيح قوله تعالى "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ" 2024.

توضيح قوله تعالى "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ..وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"

دار

دار

توضيح قوله تعالى "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ..وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"

دار

سبب نزول الآية

قوله تعالى "فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ ..وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ"

نـزلت هذه الآية في رجلين كان أحدهما يأتيه السائل فيستقلّ أن يعطيه الثمرة والكسرة والجوزة،

ويقول: ما هذا بشيء، وإنما نؤجر على ما نعطي ونحن نحبه، وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير الكذبة والغيبة والنظرة
ويقول: ليس عليّ من هذا شيء،
إنما أوعد الله بالنار على الكبائر، فأنـزل الله عز وجل يرغّبهم في القليل من الخير فإنه يوشك أن يكثر، ويحذرهم اليسير من الذنب

فإنه يوشك أن يكثر: فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ إلى آخرها .

تفسير الاية الكريمة

تفسير الطبري :وقوله: ( فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ )

يقول: فمن عمل في الدنيا وزن ذرة من خير, يرى ثوابه هنالك ( وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ )يقول: ومن كان عمل في الدنيا وزن ذرة من شر يرى جزاءه هنالك.

تفسير ابن كُثير (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ ) يعني: وزن أصغر النمل (خَيْرًا يَرَهُ )


يعني: في كتابه، ويَسُرُّه ذلك. قال: يكتب لكل بر وفاجر كل سيئة سيئة واحدة. وبكل حسنة عشر حسنات،

فإذا كان يوم القيامة ضاعف الله حسنات المؤمنين أيضًا،بكل واحدة عشر، ويمحو عنه بكل حسنة عشر سيئات،
فمن زادت حسناته على سيئاته مثقال ذرة، دخل الجنة.

تفسير السعدي .. (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ ) وهذا شامل عام للخير والشر كله، لأنه إذا رأى مثقال الذرة، التي هي أحقر الأشياء، [وجوزي عليها]فما فوق ذلك من باب أولى وأحرى،
كما قال تعالى: يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا
وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا

*ذكر من قال ذلك:


وهذه الآية فيها غاية الترغيب في فعل الخير ولو قليلا والترهيب من فعل الشر ولو حقيرًا.

فيها ثلاث مسائل :


الأولى : قوله تعالى : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره كان ابن عباس يقول : من يعمل من الكفار مثقال ذرة خيرا يره في الدنيا ، ولا يثاب عليه في الآخرة ،

ومن يعمل مثقال ذرة من شر عوقب عليه في الآخرة ، مع عقاب الشرك ، ومن يعمل مثقال ذرة من شر من المؤمنين يره في الدنيا ،

ولا يعاقب عليه في الآخرة إذا مات ، ويتجاوز عنه ، وإن عمل مثقال ذرة من خير يقبل منه ، ويضاعف له في الآخرة .

وفي بعض الحديث : " الذرة لا زنة لها " وهذا مثل ضربه الله تعالى : أنه لا يغفل من عمل ابن آدم صغيرة ولا كبيرة .

وهو مثل قوله تعالى : إن الله لا يظلم مثقال ذرة .وقد تقدم الكلام هناك في الذر ، وأنه لا وزن له .
وذكر بعض أهل اللغة أن الذر : أن يضرب الرجل بيده على الأرض ، فما علق بها من التراب فهو الذر ،


وكذا قال ابن عباس : إذا وضعت يدك على الأرض ورفعتها ، فكل واحد مما لزق به من التراب ذرة .

وقال محمد بن كعب القرظي : فمن يعمل مثقال ذرة من خير من كافر ير ثوابه في الدنيا ، في نفسه وماله وأهله وولده ، حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله خير .


ومن يعمل ، مثقال ذرة من شر من مؤمن ، ير عقوبته في الدنيا ، في نفسه وماله وولده وأهله ، حتى يخرج من الدنيا وليس له عند الله شر .

دليله ما رواه العلماء الأثبات من حديث أنس : أن هذه الآية نزلت على النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبو بكر يأكل ، فأمسك وقال : يا رسول الله ،


وإنا لنرى ما عملنا من خير وشر ؟ قال : " ما رأيت مما تكره فهو مثاقيل ذر الشر ، ويدخر لكم مثاقيل ذر الخير ، حتى تعطوه يوم القيامة " .

قال أبو إدريس : إن مصداقه في كتاب الله : وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير . وقال مقاتل : نزلت في رجلين ، وذلك أنه لما نزل
ويطعمون الطعام على حبه كان أحدهم يأتيه السائل ، فيستقل أن يعطيه التمرة والكسرة والجوزة .

وكان الآخر يتهاون بالذنب اليسير ، كالكذبة والغيبة والنظرة ،

ويقول : إنما أوعد الله النار على الكبائر ; [ ص: 135 ]

فنزلت ترغبهم في القليل من الخير أن يعطوه ; فإنه يوشك أن يكثر ، ويحذرهم اليسير من الذنب ، فإنه يوشك أن يكثر ;وقاله سعيد بن جبير .

والإثم الصغير في عين صاحبه يوم القيامة أعظم من الجبال ، وجميع محاسنه أقل في عينه من كل شيء .

الثانية : قراءة العامة يره بفتح الياء فيهما . وقرأ الجحدري والسلمي وعيسى بن عمر وأبان عن عاصم : يره بضم الياء ; أي يريه الله إياه .


والأولى الاختيار ; لقوله تعالى : يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضرا الآية .

وسكن الهاء في قوله يره في الموضعين هشام .وكذلك رواه الكسائي عن أبي بكر وأبي حيوة والمغيرة .
واختلس يعقوب والزهري والجحدري وشيبة . وأشبع الباقون .

وقيل يره أي يرى جزاءه ; لأن ما عمله قد مضى وعدم فلا يرى .

وأنشدوا :


إن من يعتدي ويكسب إثما وزن مثقال ذرة

سيراه ويجازى بفعله الشر شرا


وبفعل الجميل أيضا جزاه

هكذا قوله تبارك ربي


في إذا زلزلت وجل ثناه

الثالثة : قال ابن مسعود : هذه أحكم آية في القرآن ، وصدق .


وقد اتفق العلماء على عموم هذه الآية ; القائلون بالعموم ومن لم يقل به .

وروى كعب الأحبار أنه قال : لقد أنزل الله على محمد آيتين أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره .

قال الشيخ أبو مدين في قوله تعالى : فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره قال : في الحال قبل المآل . وكان النبي – صلى الله عليه وسلم – يسمي هذه الآية الجامعة الفاذة ;


كما في الصحيح لما سئل عن الحمر وسكت عن البغال ،

والجواب فيهما واحد ; لأن البغل والحمار لا كر فيهما ولا فر ; فلما ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – ما في الخيل من الأجر الدائم ، والثواب المستمر ،

سأل السائل عن الحمر ; لأنهم لم يكن عندهم يومئذ بغل ، ولا دخل الحجاز منها إلا بغلة النبي – صلى الله عليه وسلم – ( الدلدل ) ،

التي أهداها له المقوقس ، فأفتاه في الحمير بعموم الآية ، وإن في الحمار مثاقيل ذر كثيرة ; قاله ابن العربي .

وفي الموطأ : أن مسكينا استطعم عائشة أم المؤمنين وبين يديها عنب ; فقالت لإنسان : خذ حبة فأعطه إياها . فجعل ينظر إليها ويعجب ;


فقالت : أتعجب ! كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة .

وروي عن سعد بن أبي وقاص : أنه تصدق بتمرتين ، فقبض السائل يده ،


فقال للسائل : ويقبل الله منا مثاقيل الذر ، وفي التمرتين مثاقيل ذر كثيرة

وروى المطلب بن حنطب : أن أعرابيا سمع النبي – صلى الله عليه وسلم – يقرؤها فقال : يا رسول الله ، أمثقال ذرة !


قال : " نعم " فقال الأعرابي : واسوأتاه ! مرارا : ثم قام وهو يقولها ; فقال النبي – صلى الله عليه وسلم – : " لقد دخل قلب الأعرابي الإيمان " .

وقال الحسن : قدم صعصعة عم الفرزدق على النبي – صلى الله عليه وسلم – ، فلما سمع فمن يعمل مثقال ذرة الآيات
قال : لا أبالي ألا أسمع من القرآن غيرها ،

حسبي ،

فقد انتهت الموعظة ; ذكره الثعلبي .
ولفظ الماوردي : وروي أن صعصعة بن ناجية جد الفرزدق أتى النبي – صلى الله عليه وسلم – يستقرئه ،

فقرأ عليه هذه الآية ; فقال صعصعة : حسبي حسبي ; إن عملت مثقال ذرة شرا رأيته .

وروى معمر عن زيد بن أسلم : أن رجلا جاء إلى النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال : علمني مما علمك الله .
فدفعه إلى رجل يعلمه ; فعلمه إذا زلزلت – حتى إذا بلغ – فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره
قال : حسبي . فأخبر النبي – صلى الله عليه وسلم –

فقال : " دعوه فإنه قد فقه " .
ويحكى أن أعرابيا أخر خيرا يره فقيل : قدمت وأخرت .

فقال : خذا بطن هرشى أو قفاها فإنه كلا جانبي هرشى لهن طريق.

إذن .. عليك بالاستغفار

قال الله تعالى في كتابه الكريم : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعاً حَسَناً

وقال عز وجل قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ

قال الرسول صلى الله عليه وسلم من لزم الاستغفار جعل الله له من كل هم فرجا، ومن كل ضيق مخرجا، ورزقه من حيث لا يحتسب
وقال النبى صلى الله عليه و سلم : من قال حين يأوى إلى فراشه :

أستغفر الله الذى لا إله إلا هو الحى القيوم و أتوب إليه ثلاث مرات غفر الله ذنوبه وإن كانت مثل ذبد البحر

وإن كانت عدد ورق الشجر وإن كانت عدد رمل العالج وإن كانت عدد ايام الدنيا

فضائل الاستغفار

أنه طاعة لله عز وجل

أنه سبب لمغفرة الذنوب: فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً

نزول الأمطار: يُرْسِلِ السَّمَاء عَلَيْكُم مِّدْرَاراً

الإمداد بالأموال والبنين: وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ

دخول الجنات :وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ


زيادة القوة بكل معانيها :وَيَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلَى قُوَّتِكُمْ

المتاع الحسن :يُمَتِّعْكُم مَّتَاعاً حَسَناً


دفع البلاء :وَمَا كَانَ اللّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ

وهو سبب لايتاء كل ذي فضل فضله: وَيُؤْتِ كُلَّ ذِي فَضْلٍ فَضْلَهُ

العباد أحوج ما يكونون إلى الاستغفار، لأنهم يخطئون بالليل والنهار، فاذا استغفروا الله غفر الله لهم.

الاستغفار سبب لنزول الرحمة: لَوْلَا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ


وهو كفارة للمجلس فيما ذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنه كان يستغفر الله في المجلس الواحد سبعين مرة، وفي رواية: مائة مرة.

صيغ الاستغفار


سيد الاستغفار وهو أفضلها، وهو أن يقول العبد:

( اللهم أنت ربي لا إله الا أنت، خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك عليّ وأبوء بذنبي،

فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت)

أستغفر الله.

رب اغفر لي.

اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.

رب اغفر لي وتب عليّ إنك أنت التواب الغفور، أو التواب الرحيم

اللهم إني ظلمت نفسي ظلماً كثيراً ولا يغفر الذنوب إلا الله، فاغفر لي مغفرةً من عندك، وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.

أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه


وكان عليه الصلاة والسلام ينوع في طلب المغفرة، ويعدد الذنوب بأنواعها،

فيقول:
اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني، اللهم اغفر لي جدي وهزلي، وخطئي وعمدي، وكل ذلك عندي،

اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر وأنت على كل شيء قدير.

دار

أختي الغالية
بارك الله بكِ
وجزاكِ عنا خير الجزاء
وأسأل الله لكِ أن يلبسكِ العافيه حتي تهنئي بالمعيشة
وأن يختم لكِ بالمغفرة حتي لا تضركِ الذنوب
وأن يكفيكِ كل هول دون الجنة حتي تبلغيها برحمة أرحم الراحمين
وصلِ اللهُ على سيِّدِنا مُحمَّد وَعلى آلِهِ وصحبه وَسلّم
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه

بارك الله فيكِ غاليتى وجعله فى ميزان حسناتك

جزاك الله خيرا غاليتي
وبارك فيك
ونفع بطرحك وثقل به موازينك وصحائف اعمالك
لا عدمناك يالحبيبه

جزاك الله خير الجزاء

طرح هادف

جعل الله ما قدمتِ في موازين حسناتكِ

لا عدمناك

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.