بعد وفاة الحبيب صلى الله عليه وسلم ذهب بلال الى ابي بكر رضي الله عنه يقول له يا خليفة رسول الله،
اني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول أفضل عمل المؤمن الجهاد في سبيل الله)…
قال له أبو بكر: (فما تشاء يا بلال؟) قال أردت أن أرابط في سبيل الله حتى أموت
قال أبو بكر: (ومن يؤذن لنا؟؟)… قال بلال وعيناه تفيضان من الدمع اني لا أؤذن لأحد بعد رسول الله)…
قال أبو بكر: (بل ابق وأذن لنا يا بلال)…
قال بلال ان كنت قد أعتقتني لأكون لك فليكن ما تريد، وان كنت أعتقتني لله فدعني وما أعتقتني له…
قال أبو بكر: (بل أعتقتك لله يا بلال)…
فسافر الى الشام حيث بقي مرابطا ومجاهداً فلم يطق أن يبقى في المدينة بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم،فمضى إلى الشام وذهب مع المجاهدين .
وبعد خمس سنوات رأى بلال النبي -صلى الله عليه وسلم- في منامه وهو يقول: (ما هذه الجفوة يا بلال؟ ما آن لك
أن تزورنا؟)…
فانتبه حزيناً، فركب الى المدينة، فأتى قبر النبي -صلى الله عليه وسلم- وجعل يبكي عنده بكاءا حارا، وطلب منه الناس أن يؤذن كما كان يؤذن فى حياة الحبيب ولكنه رفض …
فأقبل الحسن والحسين فجعل يقبلهما ويضمهما فقالا له: (نشتهي أن تؤذن في السحر!)…
فعلاسطح المسجد فلمّا قال: (الله أكبر الله أكبر)… ارتجّت المدينة
فلمّا قال: (أشهد أن لا آله إلا الله)…زادت رجّتها
فلمّا قال: (أشهد أن محمداً رسول الله)تخنقه العبره فيبكى …
و خرج الرجال ، وخرج النساء من خدورهنّ .
فما رؤي يومٌ أكثر باكياً وباكيةمن ذلك اليوم مستشعرين نفحات الحبيب وكأنه بينهم
بأبى هو وأمى ونفسى وأولادى ومالى ، فداك قلبى يا رسول الله أشتاق اليك أحبابك .
كل الشكر لمروركم الكريم
جزاكم الله كل خير
و احسن الله خاتمتنا جميعاً