"داعية الأسبوع"باب التوبة مفتوح
اعلمي – رحمني الله وإياك – أن الإنسان خُلِق ضعيفًا وعجولاً،
وقُدّرت عليه الذنوب وجُبِل على المعاصي (وليس لأحد أن يحتجّ بالقدر
على المعصية مُدَّعيًا أنه معذور فيها طالما كتبت عليه، والمسألة فيها
كلام طويل لأهل السنة، خلافًا للقدرية المبتدعة، ليس هذا مجال بسطه،
فاحذري – أختاه – من إغواء الشيطان في ذلك ).
قال الله – عــز وجل – : }وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا{
سورة النساء : 28.
وقال الله – عز وجل – : }وَكَانَ الْإِنْسَانُ عَجُولاً{ .
الإسراء : 11 .
أختي الحبيبة ..
الإنسان جُبل على الخطأ، فقد أخرج الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :
«والذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله بكم ولجاء بقوم يُذنبون
فيستغفرون الله فيغفر الله لهم » .
(مسلم : (2749).
وقد ثبت في الحديث الصحيح الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحهما
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« كُتِب على ابن آدم نصيبه من الزنا مدركٌ ذلك لا محالة، فالعينان زناهما النظر،
والأذنان زناهما الاستماع، واللسان زناه الكلام، واليد زناها البطش، والرجل
زناها الخُطا، والقلب يهوى ويتمنى، ويُصدِّق ذلك الفرج ويًكذِّبه»
،( البخاري : (6212)، مسلم (2657) واللفظ له).
أختي الحبيبة ..
لما عصى آدم – عليه الصلاة والسلام – عصت ذريته، وجحد فجحدت
ذريته لما أخرجه الترمذي في سننه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « لما خلق الله آدم مسح ظهره،
فسقط من ظهره كل نسمة هو خالقها من ذريته إلى يوم القيامة،
وجعل بين عيني كل إنسان منهم وبيصًا من نور، ثم عرضهم على آدم،
فقال : أي ربِّ، من هؤلاء ؟.
قال : هؤلاء ذريّتُك.
فرأى رجلاً منهم فأعجبه وبيص ما بين عينيه، فقال :
أي ربّ، من هذا ؟
فقال : هذا رجل من آخر الأمم من ذريتك يقال له : داود.
فقال : رب كم جعلت عمره ؟
فقال : ستين سنة ؟
قال أي رب,زده من عمري أربعين سنة.
فلما قضي عمر آدم جاءه ملك الموت فقال:
أولم يبق من عمري أربعون سنة؟
قال : أو لم تعطها ابنك داود ؟
قال : فجحد آدم، فجحدت ذريته، ونسي آدم فنسيت ذريته،
وخطىء آدم فخطئت ذريته ».
( الترمذي : ( 3076 وقال :
حديث حسن صحيح، وشاهده عند ابن حبان : (2082)، والحاكم (1/64).
قلت : ولم يكن آدم – عليه السلام – يعرف أنه ملك الموت.
أختي الحبيبة ..
من أجل ذلك فتح الله أمام بني آدم باب التوبة آناء الليل وأطراف النهار،
وجعل للتوبة بابًا مفتوحًا لا يُغلق حتى تطلع الشمس من مغربها".
(كتاب الاستغفار لأخينا الشيخ / مصطفى العدوي – حفظه الله – (ص20-22) بتصرف).
فباب التوبة مفتوح دائمًا في الليل والنهار، في الشتاء والصيف،
فليس على الباب حرس أو حجاب بل هو باب " مفتوح يدخل منه كل
من استيقظ ضميره، وأراد العودة والمآب، لا يُصدُّ عنه قاصد،
ولا يُغلق في وجه لاجئ، أيّا كان، وأيًّا ما ارتكب من الآثام ".
( الظلال للأستاذ / سيد قطب (5/2580)).
بشرط أن تكون التوبة قبل طلوع الشمس من مغربها وقبل الغرغرة.
أختي الحبيبة ..
الله – عز وجل – يفرح بتوبة التائبين، فهو – سبحانه وتعالى –
يفرح بتوبة عبده حين يتوب إليه أعظم فرح يُقدَّر، فقد ثبت عنه
صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي أخرجه الإمامان البخاري ومسلم
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : « لله أفرح بتوبة العبد من رجل
نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع
رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته حتى أشتد عليه الحر
والعطش أو ما شاء الله، قال : ارجع إلى مكاني،
فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه فإذا راحلته عنده ».
(البخاري (6308) ، ومسلم (2742)).
غير منقول
وجزاكي على ما قدمتي لنا
من الروائع الاجر والثواب العظيم
جعله في ميزان حسناتك
لقد ابدعتي تبارك الله وتميزتي
فجزاكي الله خيــــــــــــــــــــــــــراً
لك تقيمي
طرح قيم بحق
كلمات تستحق التمعن في معانيها
ومحاسبة النفس المقصرة
جزاك الجنان وورد الريحان ثَقَل ميزانك بخيِرِ الأعمال
وأنار الله قلبك ودربك ورزقك برد عفوه وحلاوة حبه
حفظك المولى ورعاك …!!
لكِ ودى وتقديرى وتقييمي لك ياقلبي,,,
وجعله الله فى ميزان اعملك ….
دمت بحفظ الرحمن ….
ودى وشذى الورود
مع تقييمي لك
مشاركة جميله ومفيدة
تسلم يمناكِ على الانتقاء الرائع
بوركتي حبيبتي ..ولا حرمتي الاجر والمثوبه
اسعدك ربي وحقق لكِ كل امنياتكِ
تقبلي مروري وتقييمي .