العيد في الإسلام
العيد في الإسلام سكينة ووقار، وتعظيم للواحد القهار، جعله الله تبارك وتعالى مسك ختام شهر الصيام . وأمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم باخراج زكاته وارتداء أجمل الثياب والتوسعة على الأهل والأبناء قبل الذهاب الى المصلى .
إن الأعياد في الإسلام عبادة وفرحة وسرور ولها سنن وآداب منها ان يلبس الإنسان أجمل ما عنده من الثياب عند الخروج لصلاة العيد والمحافظة على الآداب والأخلاق الفاضلة والكرم والعفاف والستر والاحتشام والتسامح والعفو عمن اخطأ أو ظلم من البعيد أو القريب.
إن صلة الأرحام والمصالحة بين المتخاصمين والتوسعة على الأبناء والإكثار من ذكر الله وآداء الصلاة أفضل الأعمال، وأن زيارة القبور في يوم العيد غير مستحبة، لكن لو ذهب المسلم أو المسلمة بالآداب الشرعية وبالسنن التي علمنا النبي صلى الله عليه وسلم إياها وعدم الوقوع فيما يخالف الآداب والسنن النبوية فالأمر جائز ولا نهى عن ذلك.
وحول آداب وسنن العيد وحكمة مشروعيته وكيفية الاحتفال تابعي معنا السطور التالية :
ما هي مكانة العيد في التاريخ الإسلامي؟ وما الحكمة من مشروعيته؟
العيد اسم لكل ما يعتاد والأعياد شعارات موجودة لدى الأمم فكل الناس يحبون أن تكون لهم مناسبات فرح يظهرون فيها السرور ويلتئم فيها الشمل وقد ترتبط الأعياد عند الأمم بأمور دنيوية مثل قيام دولة أو تنصيب حاكم أو بحلول مناسبة زمنية كفصل الربيع إلى غير ذلك من هذه المناسبات وقد تتصل بمناسبات دينية كعيد ميلاد سيدنا عيسي وعيد رأس السنة إلى غير ذلك من هذه المناسبات
وفي الإسلام عيد الفطر وعيد الأضحى ففي صحيح الحديث عن سيدنا انس رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم لما قدم المدينة وجدهم يحتفلون بعيدين فقال صلى الله عليه وسلم كان لكم يومان تلعبون فيهما وقد أبدلكم الله بهما خيرا منهما يوم الفطر ويوم الأضحى وهذان العيدان هما من شعائر الإسلام التي ينبغي إحياؤها وإدراك مقاصدها واستشعار معانيها.
والعيد في معناه الإنساني يوم تلتقي فيه قوة الغنى وضعف الفقير على محبة ورحمة وعدالة وإحسان وتوسعة والعيد في معناه النفسي حد فاصل بين تقييد تخضع له النفس وتسكن إليه الجوارح وبين انطلاق تتفتح له اللهوات وتتنبه له الشهوات والعيد في معناه الزمنى قطعة من الزمن خصصت لنسيان الهموم واستجمام القوى الجاهدة في الحياة والعيد في معناه الاجتماعي يوم الأطفال يفيض عليهم بالفرح والمرح
ويوم الفقراء يلقاهم باليسر والسعة ويوم الأرحام يجمع الناس على البر والصلة ويوم المسلمين يجمعهم على التسامح والتزاور ويوم الأصدقاء يجدد فيهم أواصل المحبة ولهذا سمى العيد بهذا الاسم لان الله يفيض فيه بعوائد الإحسان العائدة على عبادة في كل عام والأعياد في الإسلام بهجة وفرحة وسرور .
للعيد سنن وأحكام وآداب خاصة يجب على كل مسلم فعلها فما هي ؟
الأعياد في الإسلام عبادة وفرحة وسرور وتأتى بعد أداء فريضة من الفرائض وللأعياد سنن وآداب ومن هذه السنن أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب عند الخروج لصلاة العيد والمحافظة على الآداب والأخلاق الفاضلة والكرم والعفاف والستر والاحتشام والتسامح والعفو عمن اخطأ أو ظلم من البعيد أو القريب، لقوله تعالى: (وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيم )
ومن سنن العيد التهنئة وهى مشروعة وكان الصحابة رضوان الله عليهم يهنئ بعضهم بعضا عند حصول ما يفرحهم ومن السنن كذلك الأكل قبل صلاة عيد الفطر والذهاب من طريق والعودة من طريق آخر وقبل ذلك الاغتسال فكان الرسول، صلى الله عليه وسلم، يغتسل يوم الفطر ويكبر والتكبير من سنن العيد ويبدأ التكبير في عيد الفطر من غروب الشمس آخر أيام رمضان أو بعد صلاة الصبح من اليوم الأول من شوال إلى خروج الإمام لصلاة العيد ويجوز الجهر بالتكبير والإسرار به .
ما هي المخالفات الشرعية التي يفعلها المسلم في أثناء الاحتفال بالعيد ؟
يحرم صوم يوم العيد لأنها أيام أكل وشرب وذكر لله تعالى ويحرم الخصام وقطيعة الأرحام وعدم تهنئة الأقارب والجيران والتكاسل والتباطؤ في عدم الخروج لصلاة العيد وعدم مشاركة المسلمين فرحتهم .
ما هو الاختلاف والفرق بين الأعياد زمان والأعياد الآن وهل تطور العصر قد غير من مراسم الاحتفال بالعيد ؟
الأعياد هي الأعياد لكن ما يفعله الناس يختلف من زمان إلى زمان ومن مكان إلى مكان إلا أن تعاليم وآداب الإسلام لا تختلف من عصر إلى عصر ولا من مكان إلى مكان ويجب على الناس الالتزام بها وتفعيل ذلك بمنهج علمي حركي في دنيانا حتى نحافظ على الآداب والأخلاق التي تليق بأعمال المسلمين لكن هناك من يخالف هذه الآداب وهناك من يحاول الالتزام بها وهناك من يطبقها منهجا عمليا.
ما الحكمة من تشريع العيد في الإسلام ؟
الحكمة في الأعياد في الإسلام شرعت عبادة وفرحا وسرورا بعد أداء منسك من مناسك أو ركن من أركان الإسلام فعيد الفطر يأتي بعد أداء ركن الصيام وصدقة الفطر والفطر بعد المنع من الطعام وعيد الأضحى يأتي بعد أداء ركن الوقوف بعرفة وطواف الزيارة وذبح الأضاحي وشرعت الأعياد لتفعيل المحبة والأخوة بين الناس، ولتقوية أواصر الصلة بين الأرحام وشرعت الأعياد لإحسان العلاقة بين الجيران وإحسان المعاملة بين الناس جميعا وطهارة القلب وتزكية النفس.
كيف يكون العيد فرصة لترسيخ مفهوم صلة الأرحام والمصالحة بين المتخاصمين ؟
العيد فرصة عظيمة ومنحة إلهية كريمة شرعها الله عز وجل لعبادته ومنحهم إياها لتقوية صلة الأرحام فالناس في انشغال طوال العام ولا يسألون عن أرحامهم الذين أمر الإسلام أن نسأل عنهم وان نتفقد أحوالهم وان نمد إليهم يد العون عند الحاجة فلما كان الناس في شغل عن ذلك وانشغال عن هذه الآداب كانت الأعياد التي توجب الصلة في هذه المناسبة وزيارة الأقارب ومساعدتهم.
ماذا عن زكاة الفطر وما الحكمة من تشريعها ؟
زكاة الفطر سميت بذلك لأنها سبب الفطر من رمضان وسميت بالفطرة لأنها فطرة الله التي فطر الناس عليها وتسمى كذلك زكاة البدن وزكاة الرأس وهى لم تتعلق بالمال بل تتعلق بذات الإنسان والحكمة من مشروعية زكاة الفطر منها ما يعود على الصائم كما جاء في حديث عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال : فرض الرسول صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طهارة للصائم من اللغو والرفث فهي طهر للصائم من اللغو والرفث لان الصائم لا يخلو أن يقع في صيامه نقص لوجه من الوجوه مثل اللغو في الكلام أو في غيبه أو في مخالفه قولية أو فعلية والصيام الكامل الذي يصوم فيه اللسان والجوارح كما يصوم البطن والفرج فلا يسمح الصائم لأذنه ولا لسانه ولا لعينه أن تتلوث بما نهى الرسول عنه من قول أو فعل
وقلما يسلم صائم من مقارفة شيء من ذلك بحكم الضعف البشرى فجاءت بمثابة حمام يتطهر من كل ما وقع فيه من مخالفات وتصلح ما فيه من قصور فإن الحسنات يذهبن السيئات كما للفرائض في الصلاة سنن رواتب شرعت جبرا لما قد يحدث فيها من غفلة أو إخلال ببعض الآداب فزكاة الفطر لشهر رمضان كالرواتب مع الصلوات الخمس ومنها ما يتعلق بالمجتمع وإشاعة المحبة في جميع انحنائه وخاصة المساكين وأهل الحاجة في الحديث (فَرَضَ رسولُ اللهِ صدقةَ الفطرِ طُهْرَةً لِلصَّائِمِ مِنَ اللَّغْوِ والرَّفثِ ، طُعْمَةً لِلْمَساكِينِ ، فمَنْ أَدَّاها قبلَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ زَكَاةٌ مَقْبُولَةٌ ، ومَنْ أَدَّاها بعدَ الصَّلاةِ ؛ فهيَ صدقةٌ مِنَ الصدقةِ)