وهذا الموضوع الثاني
التحذير من حديث الدعاء الذي هز السماء .
*** نص الموضوع المشبوه ***
في حديث عن أنس رضي الله عنه قال: كان رجل على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يتجر من بلاد الشام إلى المدينة ولا يصحب القوافل توكلاً على الله تعالى فبينما هو راجع من الشام تعرض له لص على فرس، فصاح بالتـاجر: قف فوقف التاجر، وقال له: شأنك بمالي.
فقال له اللص: المـال مالي، وإنما أريد نفسك فقال له: أنظرني حتى أصلي
قال: افعل ما بدا لك. فصلى أربع ركعات ورفــع رأسه إلى السماء يقول
يا ودود يا ودود يا ودود، ياذا العرش المجيد، يا مبدئ يا معيد، يا فعالاً لما يريد، أسألك بنور وجهك الذي ملأ أركان عرشك ان تصلي على نبينا وحبيبنا وحبيبك سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام وأسألك بقدرتك التي قدرت بها على جميع خلقك، وأسألك برحمتك التي وسعت كل شيء
لا إله إلا أنت، يا مغيث أغثني (( ثلاث مرات ))
ومضى نحوه فلما دنا منه وإذا بفارس بيده حربة، فلما طعنه أرداه عن فرسه قتيلا وقال الفارس للتاجر: اعلم أني ملك من السماء الثالثة.. لما دعوت الأولى سمعنا لأبواب السماء قعقعة فقلنا: أمر حدث ثم دعوت الثانية ففتحت أبواب السماء ولها شرر، ثم دعوت الثالثة، فهبط جبريل عليه السلام ينادي: لمن هذا المكروب؟ فدعوت الله أن يوليني قتله. واعلم يا عبد الله أن من دعا بدعائك في كل شدة أغاثه الله وفرج عنه.
ثم جاء التاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال المصطفى صلى الله عليه و سلم: (( لقد لقنك الله أسماءه الحسنى التي إذا دعي بها أجاب، وإذا سئل بها أعطى ))
*** الرد على الشبه و توضيح الأخطاء و التحذير منها ***
قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى :
موضوع و لوائح الوضع و الصنع عليه ظاهرة أخرجه ابنُ أبي الدنيا في (( مجابي الدعوة ( 38 / 23 ))
حدثني عيسى بنِ عبدِ اللهِ التميمي قال : أخبرني فهيرُ بنُ زياد الأسدي عن موسى بنِ وردان عن ال***ي (( و ليس بصاحبِ التفسيرِ )) عن الحسن عن أنس قال : ….. فذكره .
قلت : و هذا لإسناد مظلم ، لم أعرف أحدا ممن دون الحسن غير موسى بن وردان و هومختلف فيه و قد قال فيه أبو حاتم (( ليس به بأس )) فالآفة إما من (( ال***ي )) المجهول ، و إما ممن دونه و الحسن و هو البصري مدلس فمن الغريب أن يذكر أبو معلق هذا في الصحابة و لم يذكروا له ما يدل على صحبته سوى هذا المتن الموضوع بهذا الإسناد الواهي و لذلك و الله أعلم لم يورده إبن عبد البر في (( الاستيعاب )) و قال الذهبي في التجريد (( 2 / 204 )) له حديث عجيب لكن في سنده ال***ي و ليس بثقة و هو في كتاب (( مجابي الدعوة )) و يلاحظ القراء أنه قال في ال***ي (( ليس بثقة )) و في هذا إشارة منه إلى أنه لم يلتفت إلى قوله في الإسناد (( و ليس بصاحب التفسير )) لأن ال***ي صاحب التفسير هو المعروف بأنه ليس بثقة و قد قال في المغني (( تركوه كذبه سليمان التيمي و زائدة و إبن معين و تركه إبن القطان و عبد الرحمن ))
و من الغرائب أيضا أن يذكر هذه القصة إبن القيم في أول كتابه (( الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي )) من رواية إبن أبي الدنيا معلقا إياها على الحسن ساكتا عن إسنادها .
هذا من الأكاذيب التي يذكرها بعض الناس ممن لا علم عندهم بالحديث صحيحه من ضعيفه ،
نسأل الله عز وجل أن يجنبنا الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم (( السلسلة الضعيفة ( 5737 ) ص 530- 532 – للشيخ الألباني ))
والله أعلم
وياريت توصيل المعلومات والمواضيع لتعم الفائدة