فقد تزوجت أم حكيم في صباها بابن عمها عكرمة بن أبي جهل، وعاشت معه وفية مخلصة، حتى بعد أن سلمت يوم فتح مكة،
وبقي هو على كفره يواجه جيش المسلمين.
فقد ظل عكرمة على عناده يتصدى لسرية من جيش المسلمين على رأسها ابن عمه وصديق شبابه خالد بن الوليد، فلما اشتد القتال بينهما يوم الفتح، وشعر باقتراب الهزيمة فر هاربا، وأهدر الرسول دمه.
وعلى رغم ذلك، جعلت أم حكيم شاغلها الأول أن يدخل زوجها في دين الله؛ لينجو من النار، فسعت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم-
تطلب منه العفو عن زوجها، وبالفعل كان لها ما أرادت، لكنها وجدت عكرمة قد مضى في طريقه إلى اليمن
، فانطلقت في رحلة طويلة مع غلام لها رومي للبحث عن الزوج الهارب.
فلما أوغلا في الطريق راودها الغلام عن نفسها، فجعلت تمنيه وتماطله حتى قدمت على حي من العرب فاستعانتهم عليه فأوثقوه، وتركوه عندهم، ومضت هي إلى سبيلها قاطعة وحدها الفيافي والقفار بحثا عن زوجها.
الإخلاص طوق النجاة
وفي نفس الوقت كان عكرمة قد ركب البحر هاربا على متن سفينة، لكنّ ريحا عاصفة قد هبت لتتأرجح السفينة وتقترب من الغرق، فطلب أصحاب السفينة من ركابها أن يخلصوا الدعاء لله عز وجل؛ لأن الآلهة التي آمنوا بها لا تُغني عنهم من الله شيئا.
فقال عكرمة في نفسه: إن لم يُنجني في البحر إلا الإخلاص فلن ينجيني في البر غيره، اللهم لك عليّ عهد، إن عافيتني مما أنا فيه، أن آتي محمدا، حتى أضع يدي في يده وأعلن إسلامي.
وبالفعل وصلت السفينة بر الأمان ليجد عكرمة زوجته تنتظره حاملة معها عهد الأمان من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فتترسخ لديه فكرة العودة إلى وطنه، والدخول في دين الله.
وفي الطريق أخبرته بما كان من الغلام، فمرّ عليه وقتله، ثم مضى عكرمة إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-
الذي رأى نور الإسلام في وجهه،
فقام إليه وعانقه، وقال: مرحبا بالراكب المهاجر.
ونعم الزوجة الوفية الصابرة
صبرت فكان لها ما أرادت
قصة رائعة
سلمت يمينكِ غاليتي
ولا تحرمينا جديدكِ
بارك الله فيك اختي الغالية ومشكورة على الموضوع الرائع