وبَدَأ الاجْتِمَاع بَيْن الْرَّجُلَيْن فَيْصَل وَدِيَجُوّل وَمُتَرْجِم:
قَال دِيْجُوْل : يَتَحْدُث الْنَّاس أَنَّكُم يَاجَلَالَة الْمَلِك تُرِيْدُوْن أَن تَقْذِفُوا بِّإِسْرَائِيْل إِلَى الْبَحْر
وَإِسْرَائِيْل هَذِه أَصْبَحْت أَمْرَا وَاقِعَا
وَلَايَقْبَل أَحَد فِي الْعَالَم رُفِع هَذَا الْأَمْر الْوَاقِع ..
أَجَاب الْمَلِك فَيْصَل : يّافَخامَة الْرَّئِيْس أَنَا أَسْتَغْرِب كَلَامُك هَذَا
إِن هِتْلَر احْتُل بَارِيّس وَأَصْبَح احْتِلَالِه أَمْرَا وَاقِعَا
وَكُل فَرَنْسَا اسْتَسْلَمَت إِلَا ( أَنْت ) انْسَحَبْت مَع الْجَيْش الْانْجَلِيِزِي
وَبَقِيَت تَعْمَل لِمُقَاوَمَة الْأَمْر الْوَاقِع حَتَّى تَغَلَّبَت عَلَيْه
فَلَا أَنْت رَضَخَت لِلْأَمْر الْوَاقِع ، وَلَا شَعْبِك رَضَخ
فَأَنَا أَسْتَغْرِب مِنْك الْآَن أَن تَطْلُب مِنِّي أَن أَرْضَى بِالْأَمْر الْوَاقِع
وَالْوَيْل يّافَخامَة الْرَّئِيْس لِلَضَّعِيْف إِذَا احْتَلَّه الْقَوِي
وَرَاح يُطَالَب بِالقَاعِدَة الْذَّهَبِيَّة لِلجِنرَال دِيْجُوْل
أَن الِاحْتِلَال إِذَا أَصْبَح وَاقِعَا فَقَد أَصْبَح مَشْرُوْعَا ….
دَهـش دِيْجُوْل مِن سُرْعَة الْبَدْيَهَة وَالْخُلَاصَة الْمُرَكَّزَة بِهَذَا الشَّكْل
فَغَيْر لَهْجَتُه وَقَال :
يَا جَلَالِة الْمَلِك يَقُوْل الْيَهُوْد إِن فِلَسْطِيْن وَطَنِهِم الْأَصْلِي
وَجَدَهُم الْأَعْلَى إِسْرَائِيْل وُلِد هُنَاك …
أَجَاب الْمَلِك فَيْصَل : فَخَامَة الْرَّئِيْس أَنَا مُعْجِب بِك لِأَنَّك مُتَدَيِّن مُؤْمِن بِدَيْنِك
وَأَنْت بِلَاشَك تَقْرَأ الْكِتَاب الْمُقَدَّس
أَمَا قَرَأْت أَن الْيَهُوْد جَاءُوَا مِن مِصْر !!؟ غـزَاة فَاتِحِيـن ….
حَرَقُوْا الْمُدُن وَقُتِّلُوْا الْرِّجَال وَالْنِّسَاء وَالْأَطْفَال
فَكَيْف تَقُوْل أَن فِلَسْطِيْن بَلَدِهِم ، وَهِي لِلْكَنْعَانِيِّيْن الْعَرَب ، وَالْيَهُوْد مُسْتَعْمِرُون
وَأَنْت تُرِيْد أَن تُعَيِّد الاسْتِعْمَار الَّذِي حَقَّقَتْه إِسْرَائِيْل مُنْذ أَرْبَعَة آَلَاف سَنَة
فَلِمَاذَا لاتُعِيد اسْتِعْمَار رُوْمَا لِفَرَنْسَا الَّذِي كَان قَبْل ثَلَاثَة آَلَاف سَنَة فَقَط !!؟
أَنُصَلِّح خَرِيْطَة الْعَالَم لِمَصْلَحَة الْيَهُوْد ، وَلانُصْلِحُهَا لِمَصْلَحَة رُوْمَا !!؟
وَنَحْن الْعَرَب أَمْضَيْنَا مِئَتَي سَنَة فِي جَنُوْب فَرَنْسَا
فِي حِيْن لَم يَمْكُث الْيَهُوْد فِي فِلَسْطِيْن سِوَى سَبْعِيْن سَنَة ثُم نَفَوْا بَعْدَهَا …..
قَال دِيْجُوْل : وَلَكِنَّهُم يَقُوْلُوْن أَن أَبَاهُم وُلِد فِيْهَا !!!…
أَجَاب الْفْيّصَل : غَرِيْب !!! عِنْدَك الْآَن مِئَة وَخَمْسُوْن سَفَارَة فِي بَارِيْس
وَأَكْثَر الْسُّفَرَاء يَلِد لَهُم أَطْفَال فِي بَارِيْس
فَلَو صَار هَؤُلاء الْأَطْفَال رُؤَسَاء دُوَل وَجَاءُوْا يُطَالِبُوْنَك بِحَق الْوِلادَة فِي بَارِيْس !!
فَمِسَّكِينَة بَارِيّس !! لَا أَدْرِي لِمَن ســـتَكُوْن !!؟
سَكَت دِيْجُوْل ، وَضَرَب الْجَرَس مُسْتَدْعِيَا ( بُومُبِيْدو )
وَكَان جَالِسَا مَع الْأَمِيْر سُلْطَان وَرَشَاد فِرْعَوْن فِي الْخَارِج
وَقَال دِيْجُوْل : الْآَن فَهِمْت الْقَضِيَّة الْفِلِسْطِيْنِيَّة
أَوْقِفُوا الْسـلَاح الْمَصْدَر لَإِسْرَائِيْل …
وَكَانَت إِسْرَائِيْل يَوْمَهَا تُحَارِب بِأَسْلِحَة فَرَنْسِيَّة وَلَيْسَت أَمْرِيْكِيَّة …
يَقُوْل الدَّوَالِيبِي :
وَاسْتَقْبَلَنَا الْمَلِك فَيْصَل فِي الْظَّهْرَان عِنْد رُجُوْعِه مِن هَذِه الْمُقَابِلَة
وَفِي صَبَاح الْيَوْم الْتَّالِي وَنَحْن فِي الْظَّهْرَان اسْتَدْعَى الْمَلِك فَيْصَل رَئِيْس شَرِكَة التَابَلايَن الْأَمْرِيْكِيَّة
وَكُنْت حَاضِرَا ( الْكَلَام لِلدَّوَالِيبِي ) وَقَال لَه : إِن أَي نُقْطَة بِتْرُول تُذْهِب إِلَى إِسْرَائِيْل
سَتَجْعَلُنِي أَقْطَع الْبِتْرُوْل عَنْكُم
وَلَمَّا عَلِم بَعْد ذَلِك أَن أَمْرِيْكَا أُرْسِلْت مُسَاعَدَة لَإِسْرَائِيْل قَطَع عَنْهَا الْبِتْرُوْل
وَقَامَت الْمُظَاهَرَات فِي أَمْرِيْكَا
وَوَقَف الْنَّاس مُصْطَفِّين أَمَام مَحَطّات الْوَقُوْد
وَهَتَف الْمُتَظَاهِرُوْن : نُرِيْد الْبِتْرُوْل وَلَا نُرِيْد إِسْرَائِيْل
وَهَكَذَا اسْتَطَاع هَذَا الْرَّجُل ( الْمَلِكـ فَيْصَل يَرْحَمْه الْلَّه ) بِنَّتِيْجَة حَدِيْثِه مَع دِيْجُوْل
وَبِمَوْقَفَه الْبُطُولِي فِي قَطْع الْنِّفْط أَن يَقْلِب الْمَوَازِيْن كُلَّهَا
رحمك الله يافيصل
ليت كل الحكام يعرفوا كيف يتصرفون دفعا عن الوطن العربي
شكرا لك غاليتي على مواضيعك الشيقة
نورت الموضوع بمرورك الرقيق
دمت بود
حبيبتي
كلمة صدق
جزاكِ الله خير الجزاء
ربي يسعدكِ دنيا وآخرة
رحم الله الملك فيصل رحمة واسعة
رحمه الله كان يمتاز فعلاً بسرعة بديهة ومن معلوماته التاريخية الدقيقة..
اللهم أجعل قبره روضة من رياض الجنة
الذي احبه الغربي قبل العربي وفرض اعجابه على الجميع
بثقته بمبدئه ودينه وخوفه من ربه
اللهم أجعل كل حرف كتب هنا عنه يسبح لله عنه وهو في قبره
وعندما هدد بقطع البترول في حرب أكتوبر
وجاء كيسنجر على الحال
كانت عبارة عن لبن وتمر
قال له رحمه الله الملك فيصل هذه حياتنا
وسوف نعود لها ولا يمكن لك ان تهددنا .نعم لقد تعمد الملك فيصل رحمه الله هذا الموقف ليثبت لكيسنجر
أنه لا يضره وشعبه وأمته
ان يعيش كما عاش أباؤه وأجداده في الصحراء العربية ….
وليوحي لكيسنجر بدلالة أن هذا الرضي بالعيش الزهيد
أما الغرب وشعبه فلا يقبل أن يرجع للقرون المظلمة الوسطى المعروفة بجهلها وفقرها
وقمعها إذا ما قطع عنهم البترول
مما يؤلمني ويزيد من حزني
لم يمضى على هذه الحادثة سوى اسبوع حتى تم اغتيال ملك فيصل رحمه الله تعالى
رحم الله الملك فيصل الذي توفي وهو يدافع عن الإسلام والبلاد العربية
تحياتي
فعلا الملك فيصل كانت مواقفه كلها رجولة ونخوة
ليت حكام العرب يتعلمون من سيرته رحمه الله
مقدسية ..
شكرا لك غاليتي على المرور الكريم
دمتما بكل ود