اعتنى الإنسان بعالم نباتات الزينة والزهور واكتشف أسرارها وجمالها منذ القدم، مثال ذلك القدماء المصريون؛ فقد زرعوها في حدائقهم وكانوا يقدمونها لضيوفهم على شكل عقود أو باقات..
فالنباتات كالطفل الصغير الذي يحضنه الإنسان ويشتاق إليه ويعتني به حتى ينمو ويكبر، ومن هنا يبدأ التأثير المتبادل بينهما سواء كان تأثيراً جمالياً أم نفسياً أم صحياً.
يمكننا القول بأن النباتات نافذة مضيئة نستطيع أن نطل من خلالها على عالم من التجديد والحيوية والنشاط؛ فتمدنا بالراحة بعد عناء العمل، وتنمي في دواخلنا الذوق، وتدعونا إلى التفكر والتأمل في قدرة الله، فضلاً عن أنها جزء أساسي في الديكور ننعم من خلالها بالتناغم والتناسق بين مكونات المنزل الأساسية من أثاث وغيره.
ولكن ذلك التناغم يستند على أساسيات يجب أخذها بالاعتبار:
* المساحات الكبيرة ذات الأسقف العالية يفضل أن يوضع بها نباتات ذات أحجام كبيرة ومرتفعة، ولا يحبذ وضع النباتات ذات الأحجام الصغيرة في المساحات الكبيرة؛ لأنها ستضيع مع باقي محتويات المكان.
* يمكننا استخدام النباتات الطويلة والأشجار كفواصل رقيقة للتحكم في مساحة الفضاء أما بالدمج أو العزل.
* ممكن وضع النباتات أمام النوافذ أو الأبواب غير المعالجة بأي نوع من الستائر أو الأغطية.
* من الأفضل وضع نبتة ولو صغيرة في ركن ضيق وغير مستعمل أو في إحدى الزوايا.
* أيضاً يمكننا وضع النباتات في جميع أرجاء المنزل كالمطبخ والحمامات وغرف النوم والدرج والممرات والمداخل.
ولكن الكثير من الناس قد يعاني من مشاكل النباتات وسرعان ذبولها، وهذا مؤشر على العناية الخاطئة بها وإهمال احتياجاتها الضرورية،
فلابد أن نراعي ما يأتي:
* درجة الحرارة: في فصل الصيف تتأثر النباتات بدرجات الحرارة المرتفعة، فيجب أن نوفر لها وسيلة للتبريد ونراعي وضعها في الظل إذا كانت درجة الرطوبة عالية، وفي فصل الشتاء تكون النباتات في خطر إذا انخفضت درجة الجرارة، فيجب وضعها في مكان معتدل.
*السماد الملائم: يمتص النبات السماد في الشهور الأولى من الزراعة فلابد أن نضيف السماد كل أسبوع خاصة في فصلي الربيع والخريف لأنها فترة نمو النبات.
عزل النباتات: التيارات الهوائية البادرة من أخطر المؤثرات على النبات خصوصاً في الليل عندما تنخفض درجة الحرارة ولهذا تستخدم لفائف البوليسترين في تغطية النبات، باستثناء السنسفيرا فهو لا يتأثر بالتيارات الباردة.
وبهذا يمكننا الحصول على نباتات نضرة وجذابة تساهم في تقليل نسبة التلوث البيئي وهذا بفضل ما تقوم به من عمليتي البناء الضوئي والتنفس التي تعمل على زيادة كمية الأكسجين،
وبالإضافة إلى العمليات الحيوية التي تقوم بها النباتات، هناك فوائد نفسية هامة تقوم بها فهي تشعر الإنسان بالراحة والاسترخاء، ومن الممكن أن تمتص الروائح غير المرغوب بها في المنزل وقد تكون النباتات ملجأ لتجمع الحشرات في المنزل مما يلحق الضرر بالنبتة، فيمكن القضاء على الحشرات بوضع شريحة بطاطس نية أو الثوم في التربة أو غمس رؤوس أعواد الكبريت أيضاً في التربة،
أما للحصول على أوراق خضراء فيستحسن أن نضيف ملعقة نشادر لكل لتر من ماء الري أو قطعة فحم تغرس في التربة، ومن الغريب والمفيد بنفس الوقت بأن ري النبتة بماء سلق البيض وماء سلق الخضار مفيد جداً للنبتة وذلك لحتوائهما على العناصر الغذائية.
في النهاية نعلم أن للنباتات متاعبها ولكن أيضاً لها محاسنها ومؤثراتها الجمالية المتألقة.
منقوول
