كيف تقرأ كتاب قواعد وأساليب
((ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ))
[سورة القلم، الآية : 1].
وَخَيرُ جَلِيسٍٍ فِي الزَّمَانِ كِتَابُ
ويقول عبد الله بن المعتز
جريءٌ على الحُجَّاب
مُفهِّم لا يفهم وناطقٌ لا يتكلَّم
ومعلمٌ مخلص،
ورفيقٌ مطاوع،
وهو صاحب كفء،
وشجرة معمِّرة مُثمرة،
يجمع الحكم الحسنة والعقول الناضجة،
وأخبار القرون الماضية والبلاد المترامية،
يجلو العقل، ويشحذ الذهن ويوّسع الأفق،
ويقوّي العزيمة ويؤنس الوحشة،
يفيد ولا يستفيد ويعطي ولا يأخذ.
تَلْهُو بِهِ إنْ خَانَكَ الأَصْحَاب
لاَ مُفْشِيًا سِرًّا إذَا اسْتَوْدَعْتَهُ
وَتَنَالُ مِنْهُ حِكْمَةً وَصَوَاب
عوائق القراءة:
(1) الاشتغال بالمغريات.
(2) دنوّ الهمة.
أسباب الخطأ في القراءة:
(1) الجهل.
(2) السرعة في القراءة.
(3) عدم فهم القارئ لما يقرأ.
(4) سوء الكتابة.
(5) قلَّة البضاعة اللغوية.
لماذا نقرأ؟.. ما هي أهمية القراءة؟
(1) القراءة مفتاح العلم.
(2) القراءة سبب لرفعة الإنسان دنيا وآخرة.
(3) القراءة وسيلة لمعرفة أحوال الأمام السابقة.
(4) القراءة أداة لمعرفة مكائد الأعداء.
(5) القراءة أنيس لا يمل، وهي ترويح للنفس.
(6) القراءة وسيلة لاستغلال وقت الفراغ.
(7) القراءة سبب للأجر العظيم والثواب الجزيل.
أقوال عن القراءة من الغرب:
(1) ڤولتير:
سُئِل عمَّن سيقود الجنس البشري فأجاب: "الذين يعرفون كيف يقرءون".
(2) چيڤرسون:إنَّ الذين يقرءون هم فقط الأحرار؛ لأنَّ القراءة تطرد الجهل والخرافة.
أقوال عن القراءة من العرب:
(1) عباس محمود العقاد:
القراءة وحدها هي التي تُعطي الإنسان الواحد أكثر من حياةٍ واحدة، لأنها تزيد هذه الحياة عُمقًا، وإن كانت لا تُطيلها بمقدار الحساب.
(2) محمد عدنان سالم:
من الضروري أن نعترف أنَّ الكتاب لم يرقَ عندنا إلى مستوى الرغيف، وأنَّ العقل لم يرقَ عندنا إلى مستوى المعدة .. علينا أن نعمل على تكوين عادةالقراءة.
كيف تكون البدايات في القراءة صحيحة؟
من خلال البدء بـ:
أ- الكتب السهلة قبل الصعبة.
ب- الكتب الصغيرة قبل المراجع الكبيرة.
ج- الكتب المُيسَّرة في الفن قبل الكتُب المتقدِّمة فيه.
ما هي أسباب اضطراب البدايات في القراءة عند بعض الأشخاص؟
منها:
أ- العجلة (التي هي من الشيطان).
ب- فورة الحماس غير المنضبط.
ج- المبالغة في الثقة بالنفس.
كيف تكتب؟ كيف تقرأ؟ ومتى؟ وأين؟
يقول ابن المدبر:
وابتغ لكتابك فراغ قلبك وساعة نشاطك فتجد ما يمتنع عليك بالكدِّ والتكلف؛ لأنَّ سماحة النفس بمكنونها وجود الأذهان بمخزونها إنما هو مع الهوَّةالمفرطة في الشر والمحبة الغالية فيه أو الغضب الباعث منه ذلك.
-ويقول ابن جماعة:
أجود الأوقات للحفظ الأسحار، وللبحث الأبكار، وللكتابة وسط النهار، وللمطالعة والمذاكرة الليل.
– وكان الشافعي يجزئ الليل ثلاثة أجزاء: الثلث الأول للكتب، والثاني يصلي، والثالث ينام.
لماذا ينفر الناس من الكتب؟
لأسبابٍ منها:
1– سرعة الملل وقلَّة الصبر وفقدان الجلد في المكث والعكوف الذي تتطلَّبه القراءة.
2– عدم معرفة قيمة القراءة وفضلها.
3– طول الكتاب أو الموضوع.
4– الخطأ في الابتداء، فالبدء بالكتُب المتقدِّمة الأمهات قبل الكتب الميسَّرة خطأ.
4– علوّ أسلوب الكتاب في اللغة والمضمون.
5– عدم معرفة المصطلحات المتكرِّرة في الكتاب.
6- عدم وجود الأقران الذين يُحِثُّون ويُشجِّعون أصحابهم على القراءة.
7- استبدال الغث (المجلات والصحف) بالسمين (الكتب المفيدة).
7- عدم الاستشارة في الانتقاء والابتداء، أو استشارة من ليس بأهل.
8- ضعف المعرفة بقواعد اللغة العربية، ونقصان إدراك الأساليب البلاغية.
9- الشرود وعدم التركيز.
10- دنوّ الهمَّة والرضا بالدون.
11- الانشغال بالملهيات والمغريات.
12- العكوف على استماع الأشرطة.
من أدوات القراءة والكتابة:
القلم والدفتر:
– مقولات في القلم:
• القلم أحد اللسانين.
• القلم الرديء كالولد العاق.
• القلم بريد القلب.
• القلم صائغ الكلام.
• عقول الرجال تحت أسنان أقلامها.
• من خدم المحابر خدمته المنابر.
الدفتر:
نظر الخليفة العباسي المأمون إلى ابنٍ صغير له في يده دفتر، فقال المأمون: ما هذا بيدك؟
فقال: بعض ما تسجَّل به الفطنة، وينبِّه من الغفلة، ويؤنس من الوحشة.
فقال المأمون: الحمد لله الذي رزقني من ولدي من ينظر بعين عقله أكثر ما ينظر بعين جسمه وسنه.
كيف تقرأ كتابًا؟
أولاً- هناك قواعد أساسية ينبغي الانتباه لها والالتزام بها، منها:
1– معرفة فضل العلم وشرف أهله وبيان أهمية القراءة التي منها:
الأنس بكلام الله وكلام أنبيائه وأقوال العلماء، والتعرُّف على جوانب الحكمة وعلل الأحكام الشرعية، وحفظ الأوقات وملؤها بالمفيد، والحيلولة دون قرينالسوء، وتعلُّم العلوم الشرعية؛ إذ العلم حياةٌ ونور، والجهل موتٌ وظلمة.
2– التشجيع على القراءة، وذلك من خلال إنشاء مكتبة للمطالعة في البيت بشكل منظَّم، وإجراء مسابقات بحثيَّة، وإهداء كتيبات في بعض المناسبات(كالزواج، رمضان، العقيقة، العيد…الخ)، وتنشئة الأطفال من صغرهم على حبِّ القراءة.
3– التدرُّج في قراءة الكتب؛ ذلك لأنَّ مراحل القراءة عند أيِّ شخص تنقسم إلى خمس مراحل:
أ- تحبيب القراءة إلى النفس والانجذاب إليها (من خلال التشويق والإثارة، مثل كُتب السيرة والقصص).
ب- القراءة الجادة: بالكيفية السليمة، بحيث يتوفَّر التأنِّي والصبر والفهم والوعي.
ج- القراءة التحصيلية، بحيث يستوعب الشخص عامة ما يقرأ، ويفهم الموضوعات بشكلٍ دقيق، ويشعر بالترابط بين المعلومات القديمة والحديثة.
د- القراءة الناقدة، وذلك من خلال التقويم والنقد والتوجيه باتباع موازين دقيقة ومعايير منضبطة لتبيان المزالق والأخطاء والمزايا والحسنات.
هـ- القراءة الاستقرائية، من خلال الآفاق الواسعة لعالم القراءة: كتاب، مقالة، بحث، دراسة، رسالة جامعية، مادة صوتية سمعية..الخ.
4– تذليل صعوبة الكلمات الغريبة الغامضة باستخدام قواميس ومعاجم مختصرة، مثل «مختار الصحاح» للرازي، و«المصباح المنير» للفيومي، خاصةوأنَّ هناك معاجم وقواميس خاصة لكلٍّ من القرآن والفقه وأصول الفقه واللغة والآداب والتاريخ…الخ.
5– تعلُّم قواعد اللغة العربية، وإتقان النحو والأساليب البلاغية.
6– القراءة على المشايخ أو طلبة العلم المتمكِّنين.
7– الحرص على قراءة الكتب الشرعية، مع الابتعاد عن كتُب الفلسفة والمنطق والفِرَق الضالة والمذاهب المبتدعة.
8– إتباع القراءة والعلم بالعمل والتطبيق على صعيد الواقع، والالتزام بذلك سلوكًا وآدابًا وأخذًا وعطاءً وتعاملاً.
9– التنويع في القراءة والمطالعة؛ فقد كان محمد بن الحسن رحمة الله قليل النوم في الليل، وكان يضع عنده الدفاتر، فإذا ملَّ من نوعٍ نظر في نوعٍ آخر.
10– إعادة القراءة: تثبتنًا للمعلومة، يقول البخاري رحمه الله: لا أعلم شيئًا أنفع للحفظ من نهمة الرجل، ومداومة النظر.
11– اتخاذ الوضع المريح عند القراءة ومن ذلك:
أ- أن يكون النور كافيًا.
ب- ألاَّ يكون الضوء منعكسًا على صفحات الكتاب أو يُلقي ظلالاً عليه.
ج- أن يقع الضوء على الكتاب.
د- أن يكون الظهر مستقيمًا معتدلاً.
هـ- أن يأخذ الشخص فترة للراحة كلَّما شعر بتعبٍ أو إجهاد.
12– اختيار الوقت المناسب للقراءة:
أ- الوقت الذي يعقب اليقظة من النوم هو أفضل الأوقات من القراءة في حال النعاس.
ب- الوقت الذي يعقب الراحة أفضل من القراءة في حالة التعب.
ج- القراءة في وقت البكور.
وإن كان تخصيص الوقت أمرًا نسبيًّا يختلف من شخصٍ إلى شخصٍ آخر.
13– اختيار المكان المناسب للقراءة مثل:
أ- المكان الهادئ جيّد التهوية.
ب- المكان البعيد عن الضجيج والأصوات المزعجة.
ج- المكان البعيد عن الرَّوائح الفائحة والألوان الزاهية.
14– الامتناع عن الشواغل والأمور التي تشتت الذهن مثل:
أ- رفع سماعة الهاتف.
ب- استقبال كل طارق للباب.
ج- إجابة أي طلب لأيّ عمل.
د- خلط القراءة بالاستماع إلى أصوات أخرى، ويُستثنى من ذلك ما لا بد منه مثل إجابة نداء الوالدين والقيام بكلِّ عمل محمود تعلو مصلحته مصلحةالقراءة.
15– إعارة واستعارة الكتب مع الالتزام بالآداب الواردة في ذلك من مثل:
أ- شُكر المعير والدعوة له بالخير.
ب- ألاَّ يطول مقام الكتاب عند المستعير من غير حاجة.
ج- التعجيل بردِّ الكتب المستعارة، قال الزهري مرة ليونس بن زيد: إيَّاك وغلول الكتب..
قال يونس: وما غلول الكتب؟
قال: حبسها عن أصحابها.
وكتب البويطي مرة للربيع بن سليمان قائلاً:
احفظ كتابك؛ فإنه إن ذهب لك كتاب لم تجد بركة.
وقال بعضهم: لا تُعِر كتابك إلاَّ بعد يقينٍ بأن المستعير ذو علمٍ ودِين.
ثانيًا: طرق وأساليب ومناهج لتلخيص الكتب:
1– التعليق على الكتاب نفسه، سواء بوضع خطوطٍ أو إشاراتٍ أو تعليقاتٍ مناسبة لتبيان الصواب والخطأ والحقّ والباطل والخير والشر والحَسن والقبيحوالنفيس والخسيس والجيد والرديء والواضح والغامض والصحيح والغلط والمهم والأهم والمنافع والمفاسد… وما إلى ذلك.
2– نقل الفوائد والمختارات والنقولات والتعليقات ووضعها على شكل نقاط في مجموعة من الأوراق الخارجية؛ وذلك تمهيدًا لدراستها وتقويمها والإضافةإليها.
3– ابتكار نموذج لتلخيص الكتب يحتوي على:
أ- أهمّ الأفكار.
ب- الأساليب الجميلة.
ج- تلخيص محتويات الكتاب.
د- الفوائد والدروس والعظات والعبر.
ثالثًا: أهم خطوات كيفية قراءة الكتب هي:
أ- المرشد أو المتابع:
أي أن يكون هناك شيخٌ فاضلٌ أو طالبُ علمٍ مُتمكِّن متَّصف بصفاتٍ معينة منها أن يكون ذا دين وتُقى، وذا عقلٍ كامل مع تَجرِبة سابقة، وأن يكون ناصحًاودودًا، وأن يكون سليم الفكر من همٍّ قاطع أو غمٍّ شاغل، وأن يكون بعيد الأغراض والمطامع، وأن يكون سِنُّه العمري مناسبًا، وأن يكون ذا دِراية وخبرة
وعلم ومعرفة.
ب- المنهج:
بحيث يتم تبنِّي أسلوبٍ مناسبٍ لتلخيص الكتب وتدوين المعلومات الجيّدة وتقييد الفوائد المهمة واللآلئ الجميلة.
جـ- الوقت:
وذلك بالارتباط بمواعيد ثابتة للقراءة، يومية أو أسبوعية أو شهرية أو دورية متفق عليها.
د- التقويم أو النقد:
أي تقويم الكتب المقروءة مع بيان مزاياها ومحاسنها وكذا عيوبها ومساوئها، وما فيها من النقص أو الزيادة، والوهم والشبه والباطل، والحق والصوابوالخطأ، والخير والشر.
هـ- نقل المعلومة واستثمار الفائدة:
وذلك من خلال نقل للمعلومات المدوَّنة في الملخَّصات المنهجية إلى آخرين في شكل بحثٍ أو دراسةٍ أو مقالةٍ أو درسٍ أو حوارٍ أو مناظرة.
و- الكيفية:
تتنوَّع الكيفية المحقّقة لِما سبق من أهداف وبرامج إلى:
1– كيفية زمانية.
2– كيفية مكانية.
3- كيفية هيئة.
4– كيفية أدوات.
5- كيفية ذهنية.
من كتاب كيف تقرأ كتاب …. قواعد وأساليب
زيد بن محمد الرماني
عضو هيئة التدريس
بجامعه محمد بن سعود الاسلاميه
تقييمي واعجابي
مبروك الوسام حبيبتي
جمعتي كل مايهم الكتب واساليب القراءة والفائدة منها
افدتي وبإذن الله تؤجرين
فجزيتي خيراً
مبروك الوسام
وتقبلي مروري واعجابي وودي
أختي الفاضلة
جزاك الله عنا خير الجزاء
سلمتِ يمينكِِ على ذكر أهم االقواعد وأساليب القراءة للكتب
حقاً استفدت منها كثيراً
بارك الله فيك غاليتي
أجزل الله لكِ الأجر والمثوبة
تقبلي مروري وتقييمي لكِ
مجهود تشكرين عليه حبيبتي
حفظك الله ورعاك
شكرا لك من القلب
قرأت مؤخرا بهذا الكتاب سريعا
جزيت كل خير غاليتي
وأحلا تقييم لك يا صاحبة الأفكار الإبداعية