(إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ)
(القدر:1، 2)،
وقال جل وعلا: (إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ)
(الدخان:3)،
وهذه الليلة، هي في شهر رمضان المبارك ليست في غيره، قال الله تعالى:
(البقرة: من الآية185).
(فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)
(الدخان:4)
وهو التقدير السنوي، والتقدير الخاص، أما التقدير العام فهو متقدم على خلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة كما صحت بذلك الأحاديث.
(القدر:2، 3)،
فمن تُقبِّل منها فيها، صارت عبادته تلك تفضل عبادة ألف شهر، وذلك ثلاثة وثمانون عاماً وأربعة أشهر، فهذا ثواب كبير، وأجر عظيم، على عمل يسير قليل.
خرّجه البخاري ومسلم،
أيها الإنسان بنصيبك من خيرها الحَسَن، واهجر لذة النوم وطيب الوَسَن، وجافِ جنبيك عن مضجعك الحَسَن.
وليلة ثلاث وعشرين، وخمس وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، وآخر ليلة في رمضان. قال
الشافعي رحمه الله: "كأن هذا عندي والله أعلم، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجيب على نحو ما
يُسألأ عنه، يُقال له: أنلتمسها في ليلة كذا؟ فيقول: التمسوها في ليلة كذا" ا.هـ.
الباري، وهذه الأقوال بعضها مرجوح، وبعضها شاذ، وبعضها باطل.
وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع وعشرين، كما في حديث عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله
صلى الله عليه وسلم يجاوز في العشر الأواخر من رمضان، ويقول:
خرّجه البخاري ومسلم.
وعشرين، وتسع وعشرين، كما في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه
وسلم قال:
وليست ثابتة في ليلة محدّدة من كل عام، بل مرةً تكون ليلة إحدى وعشرين، ومرة تكون ثلاث
وعشرين، ومرة تكون خمس وعشرين، ومرة تكون سبع وعشرين، ومرة تكون تسع وعشرين، فهي
بهذا مجهولة لا معلومة، وقد أخفى الشارع الحكيم وقتها، لئلا يتكل العباد على هذه الليلة، ويَدَعوا العمل
والعبادة في سائر ليالي شهر رمضان، وبذلك يحصل الاجتهاد في ليالي الشهر، حتى يدركها الإنسان.
الأجر حتى يرى كل شيء ساجداً، أو يرى نوراً، أو يسمع سلاماً، أو هاتفاً من الملائكة، وليس بصحيح
أن ليلة القدر لا ينالها إلا من رأى الخوارق بل فضل الله واسع.
وليس بصحيح أيضاً أنّ من لم ير علامة ليلة القدر، فإنه لا يدركها، ولا موفّق لها، فالنبي صلى الله عليه
وسلم لم يحصر العلامة، ولم ينف الكرامة.
هذه ليلة القدر، وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الأمر"ا.هـ.
عليه هذه الأحاديث، وأخبار الصالحين بها، ورؤيتهم لها أكثر من أن تحصر، وأما قول القاضي عياض
عن المهلب بن أبي صفرة:
ذلك أنها كرامة، والكرامة ينبغي كتمانها بلا خلاف.
رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، هل تكون ليلة القدر مع الأنبياء، فإذا ماتوا رُفِعت، قال عليه
الصلاة والسلام:
عليه وسلم قال: "تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها"
خرجه مسلم.
والمقصود أنه لكثرة اختلاف الملائكة في ليلتها ونزولها إلى الأرض وصعودها بما تنزل به، سترت
بأجنحتها وأجسامها اللطيفة ضوء الشمس وشعاعها"ا.هـ.
بنجم، ولا يحل للشيطان أن يخرج مع الشمس يومئذ.
المياه المالحة تصبح في ليلة القدر حلوة، وأن الكلاب لا تنبح فيها، وأن الأنوار تكون في كل مكان.
نهارها، كاجتهاده في ليلها. وقال سفيان الثوري:
على تخيّر جوامع الدعاء الواردة في الكتاب العزيز، والتي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم، أو
أرشد إليها، ولنعلم جميعاً أنه ليس لليلة القدر دعاء مخصوص لا يُدعى إلا به، بل يدعو المسلم بما
يناسب حاله، ومن أحسن ما يدعو به الإنسان في هذه الليلة المباركة، ما أخرجه النسائي في عمل اليوم
والليلة عن عائشة رضي الله عنها قالت:
في مقامات كثيرة، وأحوال خاصة وعامة.
العارفين"ا.هـ. وهكذا أيها المسلمون، فلكم إخوان وأخوات مستضعفون في مشارق الأرض ومغاربها،
ولكم إخوان وأخوات نذروا أنفسهم لإعلاء كلمة الله في الأرض، فلا تبخلوا عليهم بدعوة صادقة.
اللهم يا من خلق الإنسان وبَنَاه، واللسانَ وأجراه، يا من لا يخيب من دعاه، هب لكلٍّ منا ما رجاه، وبلّغه
من الدارين مُناه، اللهم اغفر لنا جميع الزلات، واستر علينا كل الخطيئات، وسامحنا يوم السؤال
والمناقشات، وانفعنا وجميع المسلمين بما أنزلته من الكتاب يا أرحم الراحمين.
وصلى الله وسلم على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(1) أربعون درساً لمن أدرك رمضان، لعبد الملك القاسم ص126.
(2) المواهب الحسان في وظائف شهر رمضان، لناصر الحربي ص203-204.
(3) إتحاف أهل الإيمان بدروس شهر رمضان، لصالح الفوزان ص68.
(4) دروس رمضان، للعودة ص87.
(5) شرح الصدر بذكر ليلة القدر، للعراقي ص45.
(6) فتح الباري، لابن حجر ج4 ص319، فتح الباري، لابن حجر ج4 ص333 – 341.
(7) صفة صوم النبي صلى الله عليه وسلم في رمضان، للهلالي وعلي حسن ص86 – 90.
(8) مجموع الفتاوى لابن تيمية ج25 ص286.
(9) شرح النووي على مسلم ج8 ص314.
(10) مسند أحمد ج15 ص547 رقم 21391.
(11) شرح النووي على مسلم ج6 ص289 رقم 762.
(12) شرح النووي على مسلم ج8 ص312 رقم 1762.
(13) شرح النووي على مسلم ج8 ص313.
(14) وظائف رمضان، لابن قاسم ص62، 68، 69.
(15) الأذكار، للنووي ص247 رقم 582.
(16) إتحاف الخبرة للبوصيري ج3 ص130 – 131 رقم 2369.
(17) موارد الظمآن إلى زوائد ابن حبان، للهيثمي ج3 ص131 رقم 926.
(18) عمل اليوم والليلة، للنسائي ص499 – 500 رقم 782 – 878.
(19) العلوان، شرح البلوغ، مخطوط.
وتقبل الله دعائنا
وجعلنا الله وإياكم من عتقاءه من النيران
ونوّلنا الفردوس الاعلى من الجنه
آمين
وجعلك من اهل الفردوس الأعلي
ويسر لك امرك ورزقك من حيث لا تحتسبي
موضوع رائع ومتميز كتميزك حبيبتي
لا حرمتي الاجر والثواب
بيض الله وجهك واعزك واكرمك في الدارين