أبواب الخير فى رمضان
أبواب الخير فى رمضان كثيرة، ولعل من أعظمها إفطار الصائمين
خاصة الفقراء منهم والمساكين، فمن خصائص هذا الشهر الكريم
أنه شهر المواساة، يتكافل فيه كافة أفراد المجتمع،
وتَعمُر فيه البيوت والطرقات بموائد الطعام التى يجهزها المقتدرون
لإطعام الطعام ليحوزوا الفضل الذى بشر به النبى صلى الله عليه
وآله وسلم فى حديثه الشريف: صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله:
«من فطَّرَ صائمًا كُتِبَ لَهُ مثلُ أجرِهِ ، إلَّا أنَّهُ لا ينقصُ من أجرِ الصَّائمِ شيئًا».
الراوي: زيد بن خالد الجهني المحدث: ابن عساكر – المصدر: معجم الشيوخ – الصفحة أو الرقم: 1/472
خلاصة حكم المحدث: حسن صحيح
ولأهمية إطعام الطعام وعظيم أجر هذه العبادة جعل الله سبحانه وتعالى
الإطعام فى الكفارات والفدية فالمريض والشيخ الفانى يطعم مسكينًا
عن كل يوم، والوطء فى نهار رمضان كفارته «إطعام ستين مسكيناً»
إذا لم يقدر على صيام شهرين متتابعين، وكذلك من كفارة اليمين
«إطعام عشرة مساكين»، و فى القتل و الظهار «إطعام ستين مسكيناً»
إذا لم يقدر على صوم شهرين متتابعين،
كما شُرع الإطعام فى نهاية رمضان كما فى زكاة الفطر.
وقد جعل الله سبحانه وتعالى إطعام الطعام سبيلًا لدخول الجنة
فقال النبى صلى الله عليه وآله وسلم وهو الذى لا ينطق عن الهوي:
«أيها الناس أفشوا السلام، واطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا
بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»،
الراوي: عبدالله بن سلام المحدث: الترمذي – المصدر: سنن الترمذي – الصفحة أو الرقم: 2485
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وسئل النبى صلى الله عليه وآله وسلم: (أى الإسلام خيرٌ؟
قال: تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف).
الراوي: عبدالله بن عمرو المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 28
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
وكان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام خاصة فى رمضان
ويقدمونه على كثير من العبادات، وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره
وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر رضى الله عنهما،
وداود الطائى ومالك بن دينار، والإمام أحمد بن حنبل، وكان ابن عمر
لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، وكانوا يطعمون إخوتهم من
المسلمين الفقراء وهم صائمون وهم يقومون على خدمتهم وعبادة
إطعام الطعام، هى باب لعبادات أخرى تزيد ترابط المجتمع،
فهى تشيع روحا من الود والحب بين أفراد المجتمع من أغنياء
وفقراء، فيكون ذلك سبباً لصلاح المجتمعات،
وسببًا فى دخول الجنة، فقد أخبرنا النبى صلى الله عليه وآله وسلم
أن: «والَّذي نفسي بيدِه لا تدخُلوا الجنَّةَ حتَّى تؤمنوا ولا تؤمنوا
حتَّى تحابُّوا ألا أدُلُّكم على أمرٍ إذا فعَلْتُموه تحابَبْتُم ؟
أفشوا السَّلامَ بينكم».
الراوي: أبو هريرة المحدث: ابن حبان – المصدر: صحيح ابن حبان – الصفحة أو الرقم: 236
خلاصة حكم المحدث: أخرجه في صحيحه