|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم روحمة الله وبركاته
عندما نقرأ الحديث
"بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا فطوبى للغرباء"
قال الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى في هذا الحديث عندما سئل عنه….
س – عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال الحبيب صلى الله عليه وسلم : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء"
نرجو تفسير هذا الحديث وبيان مدى صحته؟
الجواب هذا الحديث صحيح رواه مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء وهو حديث صحيح ثابت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام.
زاد جماعة من أئمة الحديث في رواية أخرى قيل يا رسول الله من الغرباء؟ قال الذين يصلحون إذا فسد الناس وفي لفظ آخر الذين يصلحون ما أفسد الناس من سنتي وفي لفظ آخر هم النزاع من القبائل وفي لفظ آخر هم أناس صالحون قليل في أناس سوء كثير
فالمقصود أن الغرباء هم أهل الاستقامة وأن الجنة والسعادة للغرباء الذين يصلحون عند فساد الناس إذا تغيرت الأحوال والتبست الأمور وقل أهل الخير ثبتوا هم على الحق واستقاموا على دين الله ووحدوا الله وأخلصوا له العبادة واستقاموا على الصلاة والزكاة والصيام والحج وسائرأمور الدين
هؤلاء هم الغرباء
وهم الذين قال الله فيهم وفي أشباههم
"إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ" [فصلت: 30-32] .
ما تدعون أي ما تطلبون. فالإسلام بدأ قليلا غريبا في مكة لم يؤمن به إلاالقليل، وأكثر الخلق عادوه وعاندوا النبي صلى الله عليه وسلم وآذوه وآذوا أصحابه الذين أسلموا ثم انتقل إلى المدينة مهاجرا وانتقل معه من قدر من أصحابه، وكان غريبا أيضا حتى كثر أهله في المدينة وفي بقية الأمصار ثم دخل الناس في دين الله أفواجا بعد أن فتح الله على نبيه مكة عليه الصلاة والسلام فأوله كان غريبا بين الناس وأكثر الخلق على الكفر بالله والشرك بالله وعبادة الأصنام والأنبياء والصالحين والأشجار والأحجار ونحو ذلك.
ثم هدى الله من هدى على يد رسوله محمد صلى الله عليه وسلم وعلى يد أصحابه فدخلوا في دين الله وأخلصوا العبادة لله وتركوا عباده الأصنام والأوثان والأنبياء والصالحين وأخلصوا لله العبادة فصاروا لايعبدون إلا الله وحده؟ لا يصلون إلا له؟ ولا يسجدون إلا له؛ ولايتوجهون بالدعاء والاستعانة وطلب الشفاء إلا له سبحانه وتعالى، لا يسألون أصحاب القبور ولا يطلبون منهم المدد، ولا يستغيثون بهم ولا يستغيثون بالأصنام والأشجاروالأحجار ولا بالكواكب والجن والملائكة، بل لا يعبدون إلا الله وحده سبحانه وتعالى
هؤلاء هم الغرباء.
وهكذا في آخر الزمان هم الذين يستقيمون على دين الله عندما يتأخر الناس عن دين الله وعندما يكفر الناس وعندما تكثر معاصيهم وشرورهم
يستقيم هؤلاء الغرباء على طاعة الله ودينه فلهم الجنة والسعادة ولهم العاقبةالحميدة في الدنيا وفي الآخرة.
|
|
|
|
|
[IMG]http://dc01.***********/i/00056/6lq1nx15kjz9.gif[/IMG]