هبي ياريح الإيمان(النسمة السابعة)
هبي ياريح الإيمان(النسمة السابعة)
واشوقاه رسول الله
وثيقة حب.. قصيدة ثناء.. أنشودة مدح.. محاولة عاجزة من الأسطر و الكلمات لتبرز فضله عليك و تبين حبه لك عسى القلوب تحن و الأرواح تشتاق و العيون تذرف و الأبدان تتعب في سبيل اللقاء والعناق..
لماذا نحب رسول الله صلى الله عليه وسلم؟
لأنه يحبنا ،ولولاه لهلكنا و متنا على الكفر و استحققنا الخلود في النار.. به عرفنا طريق الله، وبه عرفنا مكائد الشيطان، شوقنا إلى الجنة، ما من طيب إلا وأرشدنا إليه، و ما من خبيث إلا ونهانا عنه، و من حقه علينا أن نحبه، لأنه:
1- يحشر المرء مع من أحب:
جاء أعرابي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: متى الساعة؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما أعددت لها؟" قال : إني أحب الله ورسوله. قال : أنت مع من أحببت.
الراوي: أنس بن مالك المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 3688
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
بهذا الحب تلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم على الحوض فتشرب الشربة المباركة التي لا ظمأ بعدها أبدا.
ابشر يا ثوبان
قال القرطبي: كان ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم شديد الحب له قليل الصبر عنه، فأتاه ذات يوم وقد تغير لونه و نحل جسمه، يعرف في وجهه الحزن، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم:" ما غير لونك؟". قال: يا رسول الله… ما بي ضر غير أني إذا لم أرك اشتقت إليك و استوحشت وحشة شديدة حتى ألقاك، ثم ذكرت الآخرة و أخاف أن لا أراك هناك، لأني عرفت أنك ترفع مع النبيين ، و أني إن دخلت الجنة كنت في منزلة هي ادني من منزلتك، و إن لم ادخل لا أراك أبدا فانزل الله عز وجل قوله:" و من يطع الله و الرسول فأولئك مع الذين انعم الله عليهم من النبيين و الصدقين والشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا".
رحم الله ثوبان… حاله مع رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قال الشاعر:
الحزن يحرقه و الليل يقلقه و الصبر يسكته و الحب ينطقه
و يستر الحال عمن ليس يعذره و كيف يستره و الدمع يسبقه
2- الرحمة المهداة:
قال عز وجل:" وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين".
لولاه لنزل العذاب بالأمة.. لولاه لاستحققنا الخلود في النار… لولاه لضعنا.
قال ابن القيم في " جلاء الافهام":" إن عموم العالمين حصل لهم النفع برسالته:
– أما أتباعه: فنالوا بها كرامة الدنيا و الآخرة.
– و أما أعداؤه المحاربون له: فالذين عجل قتلهم و موتهم خير لهم من حياتهم، لان حياتهم زيادة في تغليظ العذاب عليهم في الدار الآخرة، وهم قد كتب الله عليهم الشقاء فتعجيل موتهم خير لهم من طول أعمارهم في الكفر.
– و أما المعاهدون له: فعاشوا في الدنيا تحت ظله و عهده وذمته، وهم اقل شرا بذلك العهد من المحاربين له.
– و أما المنافقون فحصل لهم بإظهار الإيمان به حقن دمائهم و أموالهم و أهلهم و احترامها، و جريان أحكام المسلمين عليهم في التوراة وغيرها.
– و أما الأمم النائية عنه: فان الله عز وجل رفع برسالته العذاب العام عن أهل الأرض فأصاب كل العاملين النفع برسالته".
لطيفة
قال الحسين بن الفضل: لم يجمع الله لأحد من الأنبياء اسمين من أسمائه إلا للنبي صلى الله عليه وسلم ، فانه قال فيه :" بالمؤمنين رءوف رحيم"، و قال في نفسه": إن الله بالناس لرءوف رحيم".
اصبر لكل مصيبة و تجلد و اعلم بان الفرد غير مخلد
و اصبر كما صبر الكرام فإنها نوب تنوب اليوم تكشف في غد
و إذا أتتك مصيبة تبلى بها فاذكر مصابك بالنبي محمد
3- الجماد أحبه … و أنت؟
لما فقده الجذع الذي كان يخطب عليه قبل اتخاذ المنبر حن إليه و صاح كما يصيح الصبي، فنزل إليه فاعتنقه، فجعل يهذي كما يهذي الصبي الذي يسكن عند بكائه، فقال صلى الله عليه وسلم:" لو لم احتضنه لحن إلى يوم القيامة".
الراوي: عبدالله بن عباس المحدث: أحمد شاكر – المصدر: مسند أحمد – الصفحة أو الرقم: 4/128
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح
كان الحسن البصري إذا حدث بهذا الحديث بكى و قال: هذه خشبة تحن إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فانتم أحق إن تشتاقوا إليه.
ما اشد حبه لنا!!
تلا النبي صلى الله عليه وسلم قول الله عز وجل في إبراهيم:" رب إنهن اضللن كثيرا من الناس فمن تبعني فانه مني و من عصاني فانك غفور رحيم".
و قول عيسى عليه السلام:" إن تعذبهم فإنهم عبادك و إن تغفر لهم فانك أنت العزيز الحكيم".
فرفع يديه و قال:" اللهم أمتي.. أمتي" و بكى، فقال الله عز و جل: يا جبريل اذهب إلى محمد فسله: ما يبكيك؟ فاتاه جبريل عليه السلام فسأله، فاخبره النبي صلى الله عليه وسلم بما قال، فاخبر جبريل ربه وهو اعلم ، فقال الله عز وجل : يا جبريل… اذهب إلى محمد ، فقل: إنا سنرضيك في أمتك و لا نسوؤك.
الراوي: عبدالله بن عمرو بن العاص المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 202
خلاصة حكم المحدث: صحيح
4- حتى لا تكون فاسقا
قال الله عز وجل في سورة التوبة، التي سميت بالفاضحة و المبعثرة، لأنها فضحت المنافقين و بعثرت جمعهم:" قل إن كان آباؤكم و أبناؤكم و أزواجكم و عشيرتكم و أموال اقترفتموها و تجارة تخشون كسادها و مساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله و جهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره و الله لا يهدي القوم الفاسقين".
قال القاضي عياض :
فكفى بهذا حضا و تنبيها و دلالة و حجة على إلزام محبته ووجوب فرضها و عظم خطرها و استحقاقه لها صلى الله عليه وسلم ، إذا قرع الله من كان ماله وولده و أهله أحب إليه من الله و رسوله و أوعدهم بقوله:" فتربصوا حتى يأتي الله بأمره"، ثم فسقهم بتمام الآية، و أعلمهم أنهم ممن أضل و لم يهده الله.
5- كمال الإيمان في محبته
قال صلى الله عليه وسلم: " لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده و الناس أجمعين".
الراوي: فاطمة بنت عتبة بن ربيعة المحدث: الألباني – المصدر: السلسلة الصحيحة – الصفحة أو الرقم: 2/66
خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن
قد تمر علينا هذه الكلمات مرورا عابرا لكنها لم تكن كذلك مع رجل من أمثال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي قال: يا رسول الله لأنت أحب إلي من كل شيء إلا من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" لا،والذي نفسي بيده حتى أكون أحب إليك من نفسك"، فقال عمر: فانه الآن و الله لأنت أحب إلي من نفسي، فقال النبي صلى الله عليه وسلم :" الآن يا عمر".
قال الخطابي: فمعناه أن تصدق في حبي حتى تفني نفسك في طاعتي، و تؤثر رضاي على هواك ، وان كان فيه هلاكك.
6- آخذ بحجزك عن النار
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مثلي كمثل رجل استوقد نارا ، فلما أضاءت ما حولها جعل الفراش و هذه الدواب التي يقعن في النار يقعن فيها، و جعل يحجزهن و يغلبنه فيتقحمن فيها".
الراوي: أبو هريرة المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 2284
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ما اشد حب رسولنا لنا ، و لأنه يحبنا خاف علينا من كل ما يؤذينا، وهل أذى مثل النار؟ولما كان الله عز وجل قد أراه النار حقيقة كانت موعظته ابلغ و خوفه علينا اشد، ففي الحديث :" و عرضت علي النار فجعلت اتاخر رهبة أن تغشاني".
و في رواية احمد:" إن النار أدنيت مني حتى نفخت حرها عن وجهي".
و لذلك كان من الطبيعي انه كان صلى الله عليه وسلم إذا خطب احمرت عيناه و علا صوته و اشتد غضبه كأنه منذر جيش يقول:" صبحكم ومساكم".
و لأنه لم يرنا مع شدة حبه لنا و خوفه علينا كان يود إن يرانا فيحذرنا بنفسه، لتكون العظة ابلغ و انجح قال صلى الله عليه وسلم :" وددت أني لقيت إخواني الذين امنوا و لم يروني".
و لم يكتف بذلك بل لشدة حبه لنا اشتد إلحاحه لنا في أن نأخذ وقايتنا و جنتنا من النار.
حجاب.. واثنان.. وثلاثة
1- حجاب الصدقة: لقوله صلى الله عليه وسلم:" اجعلوا بينكم و بين النار حجابا ولو بشق تمرة".
الراوي: فضالة بن عبيد الأنصاري المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 153
خلاصة حكم المحدث: حسن
2- حجاب الذكر: لقوله صلى الله عليه وسلم :"خذوا جنتكم من النار …قولوا: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اكبر،فإنهن يؤتين يوم القيامة مقدمات معقبات ومجنبات، و هن الباقيات الصالحات".
3- حجاب تربية البنات: لقوله صلى الله عليه وسلم:" ليس احد من أمتي يعول ثلاث بنات أو ثلاث أخوات فيحسن إليهن إلا كن له سترا من النار".
الراوي: عائشة المحدث: السيوطي – المصدر: الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم: 7590
خلاصة حكم المحدث: حسن
1- ولي كل مؤمن:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم، من توفي من المؤمنين فترك دينا فعلي قضاؤه".
الراوي: أبو هريرة المحدث: السيوطي – المصدر: الجامع الصغير – الصفحة أو الرقم: 2707
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أعميت عيني عن الدنيا و زينتها فأنت و الروح شيء غير مفترق
إذا ذكرتك وافى مقلتي ارق من أول الليل حتى مطلع الفلق
و ما تطابقت الأجفان عن سنة إلا و انك بين الجفن و الحدق
ما اشرف مقامه!!
ولو وزنت به عرب وعجم جعلت فداه ما بلغوه وزنا
إذا ذكر الخليل فذا حبيب عليه الله في القرآن اثنى
و إذا ذكروا نجي الطور فاذكر نجي العرش مفتقرا لتغنى
فان الله كلم ذاك وحيا و كلم ذا مخاطبة واثنى
ولو قابلت لفظة:" لن تراني" لـ" ما كذب الفؤاد" فهمت معنى
فموسى خر مغشيا عليه و احمد لم يكن ليزيغ ذهنا
و إن ذكروا سليمان بملك فحاز به الكنوز وقد عرضنا
فبطحا مكة ذهبا أباها يبيد الملك و اللذات تفنى
و إن يك درع داود لبوسا يقيه من اتقاء البأس حصنا
فدرع محمد القران لما تلا:" و الله يعصمك" اطمئنا
و اغرق قومه في الأرض نوح بدعوة: لا تذر أحدا فافنى
و دعوة احمد: رب اهد قومي فهم لا يعلمون كما علمنا
و كل المرسلين يقول: نفسي و احمد: أمتي إنسا وجنا
وكان الأنبياء بدور هدي و أنت الشمس أكملهم و أهدى
8-لكي تذوق حلاوة الإيمان
لقول النبي صلي الله عليه وسلم:
"ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان:أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما ".
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني – المصدر: صحيح النسائي – الصفحة أو الرقم: 5003
خلاصة حكم المحدث: صحيح
وهذه مكافأة يمنحها الله عز وجل لكل من آثر الله ورسوله علي هواه ..فيحس إن للإيمان حلاوة تتضاءل معه كل لذات الأرض، ولان من أحب شيئا أكثر من ذكره،فكلما ازداد العبد لرسول الله صلي الله عليه وسلم حبا كلما ازداد له ذكرا ، ولأحاديثه ترديدا ، ولسنته إتباعا ومع هذا كله تزداد حلاوة الإيمان.
والله ماطلعت شمس ولا غربت إلا وأنت مني قلبي وسواسي
ولا جلست إلي قوم أحدثهم إلا وأنت حديثي بين جلاسي
ولا هممت بشرب الماء من عطش إلا رأيت خيالا منك في الكأس
9-وثيقة حبه …وقعها بالدم
*ففي الطائف : وقف المشركون له صفين علي طريقه،فلما مر رسول الله صلي الله عليه وسلم بين صفين جعل لا يرفع رجليه ولا يضعهما إلا رضخوهما بالحجارة حتى أدموا قدميه
*ومع بني عامر بن صعصعة:يعرض النبي صلي الله عليه وسلم عليهم الإسلام ويطلب النصرة ،فيجيبونه إلي طلبه ، وبينما هو معهم إذأتاهم بيحرة بن فراس القشيري،فأثناهم علي إجابتهم له ثم أقبل علي النبي صلي الله عليه وسلم فقال :قم فألحق بقومك ،فوالله لولا أنك عندقومي لضربت عنقك،فقام النبي صلي الله عليه وسلم إلي ناقة فركبها .فغمزها بيحرة فألقت النبي صلي الله عليه وسلم من علي ظهرها .
تصور حالته صلي الله عليه وسلم وقد قرب علي الخمسين من عمره ويسقط من ظهر الناقة ويتلوي من شدة الألم علي الأرض، والارتفاع ليس بسيطا ،إنه يسقط علي بطنه من ارتفاع مترين ونصف.
*بينما النبي صلي الله عليه وسلم في حجر الكعبة إذ أقبل عليه عقبة بن أبي معيط فوضع ثوبه علي عنقه ،فخنقه خنقا شديدا فأقبل أبوبكر رضي الله عليه حتى اخذ بمنكبه ودفعه عن رسول الله صلي الله عليه وسلم وقال :"أتقتلون رجلا إن يقول ربي الله".
وغير ذالك :يوضع سلا الجزور علي كتفيه صلي الله عليه وسلم وهو ساجد ، وينثر سفيه من سفهاء قريش علي رأسه التراب ، ويتفل شقي من الأشقياء في وجهه صلي الله عليه وسلم …
صبر علي ذالك كله لأنه يحبنا ..أوذي وضرب وعذب ..اتهم بالسحر والكهانة والجنون ..قتلوا أصحابه ..بل حولوا قتله ..وصبر علي ذالك كي يستنقذنا من العذاب ويهدينا من الضلال ويعتقنا من النار…
وبعد كل هذا البذل والتعب ؟ نهجر سنته ، ونقتدي بغيره ، ونستبدل هدي غير هديه..
ياويحنا ..وقد أحبنسنلقاه علياجلنا لينقذنا ، ودعانا إلي حبه لالننفعه في شيء بل لننفع أنفسنا فأين حياؤنا منه؟ وحبنا له ؟ بأي وجه سنلقاه علي الحوض ؟ بأي عمل نرتجي شفاعته ؟ بأي طاعة نأمل مقابلته في الفردوس ؟..
كيف الوصول إلي محبة رسول الله
1-الصلاة والسلام عليه:
يقول عنها ابن القيم: "إنها سبب لدوام محبة النبي صلي الله عليه وسلم وزيادتها وتضاعفها ، وذالك عقد من عقود الإيمان الذي لايتم إلا به، لان العبد كلما أكثر من ذكر المحبوب واستحضاره في قلبه واستحضار محاسنه ومعانيه الجالبة لحبه ، تضاعف حبه له ، وتزايد شوقه إليه ، واستولي علي جميع قلبه ، وإذا اعرض عن ذكره وإحضاره وإحضار محاسنه بقلبه نقص حبه من قلبه .
ولا شيء أقر لعين العبد المحب من رؤية محبوبه ، ولا أقر لقلبه من ذكره وإحضار محاسنه، فإذا جري هذا في قلبه جري لسانه بمدحه والثناء عليه وذكر محاسنه ، وتكون زيادة ذالك ونقصانه بحسب زيادة الإيمان ونقصانه في قلبه.
أرباح لاتصدق
*قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : " من صلي علي حين يصح عشرا وحين يمسي عشرا أدركته شفاعتي يوم القيامة".
*وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "من صلي علي واحدة صلي الله عليه عشر صلوات ، وحط عنه عشر خطيئات ، ورفع له عشر درجات".
الراوي: أنس بن مالك المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 6359
خلاصة حكم المحدث: صحيح
*وزادك فقال : "أكثروا الصلاة علي ، فغن الله وكل بي ملكا عند قبري ، فغدا صلي علي رجل من أمتي قال ذالك الملك"يامحمد..إن فلان بن فلان صلي عليك الساعة".
وتفريج الهم أيضا
إذا شكوت تزاحم المشاغل علي ذهنك وتوارد الهموم عليك حتى ضاق صدرك وجفاك النوم وآخاك السهر وألفك القلق فصل علي النبي صلي الله عليه وسلم !! .
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال :قلت : يارسول الله .. إني أكثر الصلاة ، فكم اجعل لك في صلاتي ؟ (دعائي)قال : ماشئت قال : قلت : الربع ؟ قال : ماشئت . وإن زدت فهم خير لك قال: قلت: فثلثين ؟ قال : ماشئت وإن زدت فهو خير لك فقلت : اجعل لك صلاتي كلها ؟ قال : إذا يكفي الله همك ويغفر لك ذنبك .
الراوي: أبي بن كعب المحدث: المنذري – المصدر: الترغيب والترهيب – الصفحة أو الرقم: 2/403
خلاصة حكم المحدث: [إسناده صحيح أو حسن أو ما قاربهما]
معني الصلاة والسلام عليه
أما صلاتنا عليه فهي دعاء وطلب من الله لعلو أمره ورفع مكانته، وفيها إظهار فضله وشرفه، وأما السلام عليه فهو بمعني التحية والإذعان، والانقياد والتسليم لحكمه وأمره..
2-إتباع سنته:
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي ، عضوا عليها بالنواجذ".
الراوي: العرباض بن سارية المحدث: ابن تيمية – المصدر: مجموع الفتاوى – الصفحة أو الرقم: 20/309
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولذالك قال أبو بكر الصديق رضي الله عنه: " ولست تاركا شيئا كان رسول الله يعمل به إلا عملت به، إني اخشي إن تركت شيئا من أمره أن أزيغ ".
احمد يتبع سنة أحمد
واسمع إلي حرص أحمد بن حنبل الشديد علي إتباع سنة النبي صلي الله عليه وسلم وتنفيذ كلامه علي انه تعليمات تنفذ وليس دروسا تحفظ.
قال رحمه الله :ماكتبت حديثا إلا وقد عملت به ، حتى مر بي أن النبي صلي الله عليه وسلم احتجم وأعطي أباطيبة دينارا ، فأعطيت الحجام دينارا حين احتجمت .
بل ينقل عنه صاحبه إبراهيم بن هانيء واقعة أغرب من الخيال فيقول :
اختبأ عندي أحمد بن حنبل ثلاث ليال ، ثم قال لي : اطلب موضعا حتى أدور .قلت : إني لا آمن عليك ياأباعبد الله ، فقال : النبي صلي الله عليه وسلم اختبأ في الغار ثلاثة أيام ، وليس ينبغي إن نتبع سنته في الرخاء ونتركها في الشدة.
أين إيثارك له ؟!
قال الإمام ابن تيمية :
فمن حقه صلي الله عليه وسلم إن يؤثره العطشان بالماء ، والجائع بالطعام وانه يجب إن يوقي النفس والأموال كما قال تعالي "ما كان لأهل المدينة ومن حولهم من الأعراب إن يتخلفوا عن رسول الله ولا يرغبوا بأنفسهم عن نفسه ".
فاعلم إن رغبة الإنسان بنفسه إن يصيبه ما أصاب النبي صلي الله عليه وسلم من المشقة حرام، وكذالك من يصون نفسه عن جهاد وعمل وبذل، فهو مفضل نفسه علي نفسه الكريمة صلي الله عليه وسلم.
*من نام عن صلاة الفجر فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسلم
*من أعطي نفسه ماتشتهي فأطلقها في الحرام فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسم
*من أهمل لسانه وسله علي أعراض الناس، يغتاب وينم ويفتري الكذب فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسلم.
*من استبدل سماع الغناء لحرام والفاحش من القول بسماع آيات القرآن الكريم فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسلم.
*من طلب مجالس اللاهين و أماكن العصاة ، وعافت نفسه حلق الذكر ودروس العلم فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسلم .
*من انشغل بتجارته وماله ، اواهله وعياله عن أداء الفرائض فهو مفضل نفسه علي نفس النبي صلي الله عليه وسلم.
من يدعي حب النبي ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء
فالحب أول شرطه وفروضه إن كان صدقا طاعة ووفاء
3-قراءة القرآن
لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" من سره أن يحب الله و رسوله فليقرأ في المصحف".
الراوي: عبدالله بن مسعود المحدث: الألباني – المصدر: صحيح الجامع – الصفحة أو الرقم: 6289
خلاصة حكم المحدث: حسن
قال:بد الله بن عمر من سادة المحبين لأنه وصل إلى طريق المحبة بتنفيذ هذه الوصية، واسمع إلى شهادة مولاه نافع حين سئل: ما كان يصنع بن عمر في منزله؟ قال: لا تطيقونه: الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
4- متابعة أخبار المحبين:
* اسمع إلى حب عبد الله بن عمر، الذي قال عنه سعيد بن المسيب: لو شهدت لأحد أنه من أهل الجنة لشهدت لابن عمر.
يقول عنه مولاه نافع: لو نظرت إلى ابن عمر إذا اتبع سنة النبي صلى الله عليه وسلم في كل مكان صلى فيه، حتى إن النبي صلى الله عليه وسلم نزل تحت شجرة فكان ابن عمر يتعاهد تلك الشجرة، فيصب في أصلها الماء لئلا تيبس.
* و اسمع إلى حب عمرو بن العاص رضي الله عنه: ما كان أحد أحب إلي من رسول الله صلى الله عليه وسلم و لا أجل في عيني منه، و ما كنت أطيق أن أملأ عيني منه إجلالا له، حتى لو قيل لي : صفه ما استطعت أن أصفه!!
* و اسمع إلى حب علي بن أبي طالب رضي الله عنه حين سئل: كيف كان حبكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟!فقال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أحب إلينا من أموالنا و أولادنا و إبائنا و أمهاتنا و أحب إلينا من الماء البارد على الضمأ.
* و اسمع إلى حب زيد بن الدثنة رضي الله عنه: و كان أهل مكة قد أخرجوه من الحرم ليقتلوه، قال له أبو سفيان ( وهو يومئذ مشرك) : أنشدك بالله يا زيد.. أتحب أن محمدا الآن عندنا مكانك نضرب عنقه و أنت في اهلك؟ فقال زيد: و الله ما أحب أن محمدا في مكانه الذي هو فيه مقيم تصيبه الشوكة، و إني جالس في أهلي.
فقال أبو سفيان: ما رأيت أحدا من الناس يحب أحدا كحب أصحاب محمد محمدا.
* و اسمع إلى شدة شوق ربيعة بن كعب الاسلمي إلى رؤية رسول الله صلى الله عليه وسلم وعدم أطاقته فراقه ، ففي الوقت الذي كان الناس يسالون النبي صلى الله عليه وسلم الشاء البعير قال ربيعة : أسالك مرافقتك في الجنة، فطالبه النبي صلى الله عليه وسلم بالثمن مقدما:
" فأعني على نفسك بكثرة السجود".
الراوي: ربيعة بن كعب الأسلمي المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 489
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كيف ترى رسول الله في المنام؟!
جاء تلميذ إلى أستاذه و قال: علمت انك ترى رسول الله صلى الله عليه وسلم في رؤياك، فقال الأستاذ: فماذا تريد يا بني؟ قال: علمني كيف أراه، فإني في شوق إلى رؤياه، قال: فأنت مدعو لتناول العشاء معي هذه الليلة لأعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم.
و ذهب التلميذ إلى أستاذه، و أكثر له من الملح في الطعام ومنع عنه الماء، فطلب التلميذ الماء فمنعه أستاذه بل أصر عليه أن يزيده في الطعام، ثم قال له: نم و إذا استيقظت قبل الفجر فسأعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم.
فبات التلميذ يتلوى من شدة العطش و الضمأ، فقال له أستاذه: أي بني .. قبل أن أعلمك كيف ترى النبي صلى الله عليه وسلم أسالك: هل رأيت الليلة شيئا؟ قال: نعم. قال : ما رأيت؟ قال: رأيت الأمطار تمطر، و الأنهار تجري، و بحارا تسير.
فقال الأستاذ: صدقت نيتك فصدقت رؤيتك، ولو صدقت محبتك لرأيت رسول الله!!
وممن صدقت محبته و بلغت منتهاها مالك بن انس إمام دار الهجرة الذي قال: ما نمت ليلة إلا رأيت فيها النبي صلى الله عليه وسلم في المنام، لسان حاله هو و أمثاله:
و ما تأخر جسمي عن لقائكم إلا و قلبي شيق عجل
و كيف يقعد مشتاق يحركه إليكم الحافزان الشوق و الأمل
فان نهضت فما لي غيركم وطر و إن قعدت فما لي غيركم شغل
وكم تعرض لي الأقوام بعدكمو يستأذنون على قلبي فما وصلوا
و ماذا بعد الكلام
في الحديث الصحيح انه:" كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا حتى تفهم عنه".
و نحن نقتدي به في كلامنا لتحل البركات و تحصل الهداية إن شاء الله، و نسألك ثلاثا:
ما علامة حبك له؟! ما علامة حبك له؟! ما علامة حبك له؟!
اشتاقكم و يحول العزم دونكم فادعي بعدكم عيني و اعتذر
واشتكي خطرا بيني و بينكم واية الشوق أن يستصغر الخطر
إذا كنتم لا تعلمون فهذه علامات محبته و آثارها:
1- قراءة سيرته و تعلم الدروس المستفادة منها و نوصي في ذلك بقراءة كتاب" السيرة النبوية دروس وعبر " للدكتور مصطفى السباعي.
2- معرفة هديه في الأفعال و الأقوال و سائر شؤون الحياة، من خلال مطالعة كتب السنة ( وأدناها رياض الصالحين للإمام النووي مع شرحه نزهة المتقين – مؤسسة الرسالة)
3- الاقتداء به في معانلاته:
Ý- الأهل: لقوله صلى الله عليه وسلم:" خيركم خيركم لأهله، وأنا خيركم لأهله".
ب- الجيران: لقوله صلى الله عليه وسلم:" ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت انه سيورثه".
جـ- الأقارب: لقوله صلى الله عليه وسلم:" لا يدخل الجنة قاطع".
د الحيوانات: لقوله صلى الله عليه وسلم:"و في كل ذات كبد رطبة أجر".
4- الاقتداء به في أخلاقه:
أ– الصدق: لقوله صلى الله عليه وسلم:" عليكم بالصدق، فإن الصدق يهدي إلى البر، و إن البر يهدي إلى الجنة، و ما يزال الرجل يصدق و يتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا".
ب– الأمانة: لقول انس رضي الله عنه:
ما خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا قال:" لا إيمان لمن لا أمانة له، و لا دين لمن لا عهد له".
جـ- الحياء: لقوله صلى الله عليه وسلم:" الحياء والإيمان قرنا جميعا، فإذا رفع احدهما رفع الآخر".
د– الحلم:
لقوله صلى الله عليه وسلم :" من كظم غيظا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين يزوجه منها ما شاء"، و كان لا يزيده جهل الجاهل عليه إلا حلما.
6- الاقتداء به في عبادته:
أ- لقوله صلى الله عليه وسلم: " لو تعلمون ما في الصف الأول ما كانت إلا قرعة".
ب- " كان لا يدع صوم أيام البيض في سفر و لا حضر "، و هي أيام 13-14-15 من الشهر الهجري.
جـ- " كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة ، منها الوتر و ركعتا الفجر".
د- كان يختم القرآن كل جمعة، و نهى أن يختم في اقل من ثلاث و في أكثر من شهر ( جزء يوميا على الأقل).
هـ- كان أجود من الريح المرسلة، و كان أجود الناس، و كان أجود ما يكون في رمضان.
و- كان إذا صلى سمع له أزيز كأزيز المرجل من كثرة بكائه.
هبي ياريح الإيمان(النسمة السابعة)
هبي ياريح الإيمان(النسمة السابعة)
جع ـلهُ.. آللهْ.. فيّ.. ميزآنْ.. حسنآتكـ
أنآرَ.. آللهْ.. بصيرتكـ.. وَ بصرِكـ.. بـ/ نور.. آلإيمآنْ
وَ جع ـلهُ ..شآهِدا.. لِكـ.. يومـ.. آلع ـرض ..وَ آلميزآنْ
وَ ثبتكـ.. على.. آلسُنهْ.. وَ آلقُرآنْ
وأنار.. دربكـ.. وباركـ.. فيكـ
اسأل الله العظيم
أن يرزقك الفردوس الأعلى من الجنان.
وأن يثيبك البارئ على ما طرحت خير الثواب .