تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » شبهة التوسل بالنبي او جاهه او حقه والرد عليها . ~*~ فراشة رجيم ~*~

شبهة التوسل بالنبي او جاهه او حقه والرد عليها . ~*~ فراشة رجيم ~*~ 2024.

س1 : يخلط بعض الناس بين التوسل بالايمان بالنبي صلى الله عليه وسلم ومحبته وطاعته بذاته وجاهه ، كما يقع الخلط بين التوسل بدعائه عليه الصلاة والسلام في حياته وسؤاله بعد مماته ، وقد ترتب على هذا الخلط التباس المشروع من ذلك بالممنوع منه ، فهل من تفصيل يزيل اللبس في هذا الباب ويرد به على اصحاب الاهواء الذين يلبسون على المسلمين في هذه المسائل ؟

دار

الجواب :

لا شك ان كثيرا من الناس لا يفرقون بين التوسل المشروع والتوسل الممنوع بسبب الجهل وقلة من ينبههم ويرشدهم الى الحق ، ومعلوم ان بينهما فرقا عظيما .
فالتوسل المشروع هو الذي بعث الله به الرسل وانزل به الكتب وخلق من اجله الثقلين ، وهو عبادته سبحانه وتعالى ومحبته ومحبة رسوله عليه الصلاة والسلام ومحبة جميع الرسل والمؤمنين ، والايمان به وبكل ما اخبر الله به رسوله من البعث والنشور والجنة والنار وسائر ما اخبر الله به رسوله .

فهذا كله من الوسيلة الشرعية لدخول الجنة والنجاة من النار والسعادة في الدنيا والارة ومن ذلك دعاؤه سبحانه والتوسل اليه باسمائه وصفاته ومحبته والايمان به ، وبجميع الاعمال الصالحة التي شرعها لعباده ، وجعلها وسيلة الى مرضاته والفوز بجنته وكرامته والفوز ايضا بتفريج الكروب وتيسير الامور في الدنيا والآخرة ، كما قال الله عز وجل(وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً*وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِب ) الطلاق : 2-3
وقال سبحانه ::"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا" الطلاق 4
وقال عز وجل :"وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا" الطلاق 5
وقال عز وجل : "إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ"الحجر 45
وقال سبحانه :(إِنَّ لِلْمُتَّقِينَ عِندَ رَبِّهِمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ) القلم 34
وقال تعالى :(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَاناً وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ) الانفال 29

ومن التوسل المشروع التوسل الى الله سبحانه بمحبة نبيه صلى الله عليه وسلم والايمان به واتباع شريعته ، لان هذه الامور من اعظم الاعمال الصالحات ومن افضل القربات.
اما التوسل بجاهه صلى الله عليه وسلم او بذاته او بحق او بجاه غيره من الانبياء والصالحين او ذواتهم او حقهم فمن البدع التي لا اصل لها ، بل من وسائل الشرك لان الصحابة رضي الله عنهم وهم اعلم الناس بالرسول صلى الله عليه وسلم وبحقه لم يفعلوا ذلك ولو كان خيرا لسبقونا اليه ، ولما اجدبوا في عهد عمر رضي الله عنه لم يذهبوا الى قبره صلى الله عليه وسلم ولن يتوسلوا به ولم يدعوا عنده ، بل استسقى عمر رضي الله عنه بعمه صلى الله عليه وسلم "العباس بن عبد المطلب " اي بدعائه ، فقال رضي الله عنه وهو على المنبر :" اللهم انا كنا اذا اجدبنا نتوسل اليك بنببينا فتسقينا ، وانا نتوسل اليك بعم نبينا فاسقنا ، فيسقون " رواه البخاري في صحيحه

ثم امر رضي الله عنه العباس ان يدعو ، فدعا وأمَّن المسلمون على دعائه ، فسقاهم الله عز وجل ، وقصة اهل الغار المشهورة وهي ثابتة في الصحيحين وخلاصتها : ان ثلاثة ممكن كانوا قبلنا آواهم المبيت والمطر الى غار فدخلوا فيه فانحدرت صخرة من الجبل فسدت عليهم الغار ولم يستطيعوا دفعها فقالوا فيما بينهم : لن ينجيكم من هذه الصخرة الا ان تدعوا الله بصالح اعمالكم فدعوه سبحانه واستغاثوا به ، وتوسل احدهم ببر والديه والثاني بعفته من الزنا بعد القدرة والثالث بادائه الامانة ، فازاح الله عنهم الصخرة وخرجوا ، وهذه القصة من الدلائل العظيمة على ان الاعمال الصالحة من اعظم الاسباب في تفريج الكروب والخروج من لامضائق والعافية من شدائد الدنيا والاخرة.

اما التوسل بجاه فلان او بحق فلان او ذاته فهذه من البدع المنكرة ومن وسائل الشرك ، واما دعاء الميت والاستغاثة به فذلك من الشرك الاكبر .

والصحابة رضي الله عنهم كانوا يطلبون من النبي صلى الله عليه وسلم ان يدعو لهم وان بستغيث لهم ان اجدبوا ويشفع في كل ما ينفعهم حين كان حيا بينهم فلما توفي صل ى الله عليه وسلم لم يسألوه شيئا بعد وفاته ولم يأتوا الى قبره يسألونه الشفاعة او غيرها ، لانهم يعلمون ان ذلك لا يجوز بعد وفاته صلى الله عليه وسلم وانما يجوز ذلك في حياته قبل موته ، ويوم القيامة حين يتوجه اليه المؤمنون ليشفع لهم ليقضي الله بينهم ولدخولهم الجنة بعد ما يأتون آدم ونوحا وابراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام فيعتذرون عن الشفاعة ، كل واحد يقول نفسي نفسي ، اذهبوا الى غيري ، فاذا اتوا عيسى عليه الصلاة والسلام اعتذر اليهم وارشدهم الى ان يأتوا نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم فيأتونه فيقول :"انا لها انا لها " لان الله سبحانه قد وعده ذلك ، فيذهب ويخر ساجدا بين يدي الله عز وجل ويحمده بمحامد كثيرة ولا يزال ساجدا حتى يقال له ارفع رأسك وقل تُسمَع، وسل تعط ، واشفع تشفع
وهذا حديث ثابت في الصحيحين وهو حديث الشفاعة المشهور ، وهذا هو المقام المحمود الذي ذكره الله سبحانه في قوله تعالى في سورة الاسراء : "عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبكَ مَقَاما محْمُودًا"

دار

المصدر ::
كتاب التوسل المشروع والتوسل الممنوع
للامامين عبد العزيز بن باز والعثيمين

دار

دار
بارك الله فيك وفي منقولك ونفع بك.
موضوع في غاية الأهمية.

. نسأل الله أن يعلّمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علّمنا ,, وأن يجعل علمنا حجة لنا لا علينا

دار

دار

تسلموا يا غاليات على مروركن الكريم

دار

سلِمت يداكِ أختي الغاليه
موضوع غايه في الأهميه
نرى كثيراً من الناس يخلط بين الفكرتين

دار

دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.