القرآن .. لصلاح البشرية
فضله على أصحابه
القرآن .. لصلاح البشرية
القرآن .. لصلاح البشرية
القرآن الكريم دستور الحياة الذي يضع القواعد الأصيلة للحضارة السامية التي يريدها الإسلام الحنيف، ويحمل إلى البشر روحًا ربانية عظيمة تبغي صبغ الحياة بصبغة إيمانية، تتحقق بها مصالح الأفراد والجماعات والمجتمعات، وينتقل بها الناس إلى الحياة الأبدية آمنين سعداء، وفرحين مطمئنين.
والقرآن الكريم هو المنهج المستقيم، والقدوة الحسنة، ومفتاح السعادة للخلق في الدنيا والآخرة، فلقد جعله الله تبارك وتعالى أمانًا، وشاطئ نجاة للبشرية، من اتبعه سلم وفاز، ومن جعله وراء ظهره ضل وغوى، قال تعالى: {قَدْ جَاءَكُم مِّنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ. يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ} (المائدة: 15-16)، كما أنه مرجع البشر في عقائدهم، ومبادئهم، وغاياتهم، وهو الحكم الفصل بين الناس فيما يختلفون عليه من أمور في مختلف مناحي الحياة، قال سبحانه وتعالى: {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (النساء: 65).
وهو العاصم من التردي في الرذائل، والسير وراء الفتن، والتخبط في اعتناق الآراء المضللة، والمذاهب الخربة، وهو أيضًا سياج عظيم يحمي من التيارات الإلحادية والأفكار الهدامة التي تهب على المسلمين من كل اتجاه.
وإن كانت الكتب السابقة على القرآن الكريم قد نالت منها أيدي الآثمين بالتبديل والتحريف، وهذا ثابت لقول الله عز وجل: {فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَن مَّوَاضِعِهِ.. } (المائدة: 13)، وبقوله تعالى أيضًا: {فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا.. } (البقرة: 79).. فقد شاءت إرادة الرحمن الرحيم أن تكون للقرآن الكريم صفة الدوام والخلود، ولذا لم يسند الله تبارك وتعالى حفظه إلى أحد من البشر، وإنما تولّى عز وجل ذلك، فحفظه من التحريف والتغيير، يقول تعالى: {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} (الحجر: 9).
دعوة متأنية
ولقد تميز القرآن الكريم بالدعوة المتأنية، فكان نزوله مفرقًا ليجيب على ما يطرح من أسئلة كانت تعن لأصحابها، وليرد كيد الأعداء، ويكشف مآربهم الوضيعة، وليوجه المؤمنين إلى المزيد من التمسك بدينهم الذي هدوا إليه.
وهداية القرآن فاقت كل هداية، فهو دليل الإصلاح، ومصباح الإرشاد، وسبيل الحكمة، وآية الله الناطقة.. ففي مجال العقيدة دعا إلى توحيد الله عز وجل، ووضح عظمته وقدرته، ودعا إلى نبذ الأصنام والأنداد، وفي مجال العبادة شرع العبادات ليربط المؤمن بربه فيما يؤديه من شهادتين، وصلاة، وزكاة، وصيام، وحج..
وفي مجال التشريع شرع للناس ما يلزمهم، وما يحتاجون إليه في سلوكهم، وحرّم عليهم ما يضرهم، ويودي بمجتمعهم.. وبيّن للناس الطريقة المثلى في علاقات بعضهم ببعض، أفرادًا وأزواجًا وحكومات، وشعوبًا ودولًا، وأجناسًا.
وبالإضافة إلى أن القرآن الكريم هداية للبشرية، ومنجاة لها من التيه والضلال والعبث فإنه بشرى طيبة لمن يحسن التمسك بقواعده، ويتحلى بقيمه، ويخضع حياته في صغيرها وكبيرها لمبادئه وأصوله، قال تعالى: {إِنَّ هَذَا القُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء: 9)، وقال تعالى أيضًا: {يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلامِ..} (المائدة: 16).
ولقد عني الرسول " صلى الله عليه وسلم" بتوكيد هذا الدور العظيم للقرآن بقوله: «إن هذا القرآن مأدبة الله فتعلموا من مأدبته ما استطعتم، إن هذا القرآن حبل الله، والنور المبين، والشفاء النافع، عصمة لمن تمسك به، ونجاة لمن اتبعه، لا يزيغ فيستعتب، ولا يعوج فيقوم، ولا تنقضي عجائبه، ولا يخلق على كثرة الرد.. » (رواه الدرامي في مسنده).
والقرآن الكريم نعمة تعطى للناس، تقرب إليهم، وتيسر لهم ظروف الحياة ومناسباتها مع رياضة خاصة أو عبادة خاصة، والناس يستبينون منه الهدى في تفسير الحياة وتدبيرها.. والقرآن في ذلك فرقان واضح يفرق بين الحق والباطل، ويتميز به تاريخ الإنسانية في عصره عن كل عصر قبله، وهذا معنى الفرق والتميز في كلمة الفرقان الذي فيه آيات بينات.
ولسوف يبقى القرآن محفوظًا في الصدور، وفي السطور ما بقي الزمن، وما بقيت الدنيا، وذلك لأنه كلمة الله تعالى الباقية إلى أن تقوم الساعة، ويقوم الناس لرب العالمين، ولقد تكفل الله بحفظه كما تكفل بجمعه وبيانه. قال رب العزة سبحانه: {لاَ تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ. إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ. فَإِذَا قَرَأْنَاهُ فَاتَّبِعْ قُرْآنَهُ. ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا بَيَانَهُ} (القيامة: 16- 19).
والقرآن الكريم معجزة الرسول " صلى الله عليه وسلم" المقروءة والباقية لا للإنس فحسب بل للجن أيضًا، قال تعالى : {قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِّنَ الجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا} (الجن: 1).
ولإعجاز القرآن الكريم وجوه شتى.. فهو معجز في لفظه، وفي معناه، وشرائعه، وأخباره، قال تعالى: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا القُرْآنِ لِلنَّاسِ مِن كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الإِنسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا} (الكهف: 54).
خصوم القرآن
ولقد أثر القرآن الكريم- بما فيه من إعجاز- في أعدائه قديمًا وحديثًا، فاستطاع أن ينتزع من أفواه البعض، رغم التعنت والمكابرة والعناد، كلمة حق إن دلت على شيء، فإنما تدل على أن هؤلاء القوم الضالين أدركوا حقيقة الإسلام ونبل غايته، ولكنهم أبوا إلا أن يعيشوا في ضلالهم، مؤثرين نفوذهم الدنيوي الفاني والزائل على آخرتهم.
روى ابن اسحق عن محمد بن مسلم بن شهاب عن الزهري أنه حدث أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي حليف بني زهرة خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله " صلى الله عليه وسلم" وهو يصلي في بيته، فأخذ كل واحد منهم مجلسًا يستمع فيه، وكل لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، حتى إذا جمعتهم الطريق تلاوموا، فقال بعضهم لبعض: لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئًا، ثم انصرفوا، حتى إذا كانت الليلة الثانية عاد كل رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، وجمعتهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قاله أول مرة، ثم انصرفوا.
فلما كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعتهم الطريق، فقال بعضهم لبعض لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود، فتعاهدوا على ذلك ثم تفرقوا.. وهكذا كان القوم تتأثر بالقرآن قلوبهم فيصدونها، وتجاذبهم إليه نفوسهم فيمانعونها.
ولم يقف أمر تأثير القرآن الكريم في قلوب خصومه عند كفار قريش، بل تعداه إلى التأثير في علماء الغرب المحدثين.. والمنصفون من هؤلاء يشهدون بعظمة القرآن الكريم، يقول المستشرق «كارلايل» وهو من أساتذة جامعة كبردج: «إن علوية القرآن في حقيقته العالية.. فهو حافل بالعدل والإخلاص، والدعوة التي بلغها محمد " صلى الله عليه وسلم" إلى العالم حق وحقيقة».
ويقول المؤرخ الإنجليزي «جيبوته»: «إن موحدًا ذا رأس مفكرة لن يتردد في الاعتراف بوجهات نظر الإسلام، فقد يكون الإسلام دينًا أعلى من تطورنا الفكري اليوم».
ويؤكد «ستنفاس» أن القرآن الكريم واحد من أهم الكتب التي انتقلت إلى الناس ليستفيدوا منها، فهو سجل جامع لأسس الأخلاق والعقائد الكفيلة بتحقيق التوفيق والهداية للناس في حياتهم.
ويجزم الفيلسوف الفرنسي «الكس لوازون» في كتابه «حياة محمد» بأن الرسول " صلى الله عليه وسلم" قد «خلّف للعالم كتابًا هو آية البلاغ، وسجل الأخلاق»، ثم يؤكد أنه «ليس من بين المسائل العلمية التي كشفت حديثًا أو المخترعات مسألة تتعارض مع الأسس الإسلامية، فالانسجام تام بين تعاليم القرآن والقوانين الطبيعية، مع ما نبذله من المساعي للتأليف بين النصرانية وبين القوانين الطبيعية».
ومع بزوغ فجر كل يوم يشرح الله عز وجل صدورًا كثيرة للإسلام، ويكون أول قولهم بعد إسلامهم الإشادة بعظمة القرآن الكريم وبأنه- وبحق- الهداية التي لم يسبق إليها، ولا يلحق بها.
فضله على أصحابه
والمسلمون- في حاضرهم- مطالبون بمزيد الإقبال على القرآن الكريم تلاوة وفهمًا، وإعمالًا لحواسهم في إدراك ما جاء به من أسس قويمة بغية العيش في حياة آمنة مطمئنة، والفوز برضوان الله تعالى في الآخرة. قال تعالى:{.. فاقرأوا ما تيسر من القرآن .. } (المزمل: 20).
والذي لا شك فيه أن للقرآن الكريم فضلًا عظيمًا على أصحابه، وأول ما يمن الله تعالى به على قارئ القرآن الكريم السكينة، قال " صلى الله عليه وسلم" : «ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله، ويتدارسونه بينهم، إلا نزلت عليهم السكينة، وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة، وذكرهم الله فيمن عنده» (رواه مسلم).
والسكينة مملكة من ممالك الله العليا يختص بها من يشاء من عباده، فإذا حلت بالقلوب أكسبتها طمأنينة واستقرارًا، ومن ثم فقد ورد ذكرها في القرآن في مواقف حاسمة تكاد تنخلع منها القلوب لشدة ما فيها من الهول والفزع.
ورد ذكر السكينة عندما كان رسول الله " صلى الله عليه وسلم" في غار ثور مع أبي بكر الصديق "رضي الله عنه" ، وكان الموقف شديدًا ومفزعًا، قال تعالى: {.. فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا.. } (التوبة: 40).
كما ورد ذكر السكينة في غزوة حنين، وقد احتدم الخطب، وساد الفزع، واضطربت الصفوف، وأحكمت الشدة حلقاتها، والنبي " صلى الله عليه وسلم" ينادي في ثبات وعزيمة: «أنا النبي لا كذب، أنا ابن عبدالمطلب.. »، { ثم أنزل الله سكينته على رسوله وعلى المؤمنين وأنزل جنودًا لم تروها وعذب الذين كفروا وذلك جزاء الكافرين} (التوبة: 26).
إن نعمة السكينة تنزل مع الرحمة والملائكة على الذين يجلسون يقرأون كتاب الله تعالى ويتدارسونه فيما بينهم، إنهم ينالون شرفًا كبيرًا وقدرًا رفيعًا، إذ أن الله جل جلاله يذكرهم فيمن عنده من الملأ الأعلى.
والقرآن يدفع بأصحابه على طريق الصلاح والخير، ويزيد من ميزان حسناتهم.. يقول " صلى الله عليه وسلم" : «من قرأ حرفًا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.. لا أقول: ألَم حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف» (رواه الترمذي).
ولا يتوقف نفع القرآن الكريم لأصحابه عند هذا الحد، بل يتخطاه ليكون شفيعًا لهم يوم القيامة.. يشهد لهم بالقيام على تلاوته وتدارسه، كما يقف- بأمر الله تعالى- مدافعًا عن صاحبه، يقول " صلى الله عليه وسلم" : «اقرأوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه» (رواه مسلم)، ويقول " صلى الله عليه وسلم" أيضًا: «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما» (رواه مسلم).
ولو لم يكن للقرآن الكريم فضل على أصحابه غير هذا لكفاه، لكن الله تبارك وتعالى تفضل على المسلمين فجعل لقارئ القرآن منزلة في الجنة يستحقها بتلاوة القرآن الكريم، وعلى قدر التلاوة تكون المنزلة، قال " صلى الله عليه وسلم" : «يقال لصاحب القرآن: اقرأ، وارتق، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها» (رواه أبوداود والترمذي).
وعلى المسلم ألا يعرض القرآن الكريم للنسيان، ويكون ذلك بدوام تعهد التلاوة، والقيام عليه، يقول " صلى الله عليه وسلم" : «إنما مثل صاحب القرآن كمثل الإبل المعقلة إن عاهد عليها أمسكها، وإن أطلقها ذهبت» (متفق عليه).
آداب قراءة القرآن
لقد وصف رب العزة القرآن الكريم بأنه «حبل الله».. {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا} (آل عمران: 103)، ووصفه بأنه «أحسن الحديث»، {الله نزل أحسن الحديث كتابًا..} (الزمر: 23)، كما أكد أنه «شفاء ورحمة» .. {وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة} (الإسراء: 82)، وأسماه الله تعالى «النور» لما فيه من الهداية للأبصار والبصائر، {واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون} (الأعراف: 157)، وهو كلام الله تعالى، {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه} (التوبة: 6)، إلى غير ذلك من الأسماء والصفات التي قدس الله تعالى وأجل بها قرآنه.
وقد أكد رب العزة سبحانه هذا الإجلال والاحترام للقرآن الكريم، فحكم بألا يمسه إلا المطهرون، قال سبحان وتعالى: {إنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ. فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ. لاَ يَمَسُّهُ إِلاَّ المُطَهَّرُونَ. تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العَالَمِينَ} (الواقعة: 77-80).
ولقد أدرك علماء المسلمين أهمية أن يتوافر في المسلم عدد من السمات الخاصة عند حمله القرآن الكريم أو تلاوته .. وقد وصلت هذه السمات إلى خمس وسبعين سمة عند البعض، نرى لزامًا أن نشير إلى بعضها، ومن أهم تلك السمات:
– ينبغي لقارئ القرآن- والمقرئ له- أن يقصد بذلك وجه الله تعالى.
– على القارئ أن يصون يديه- في حال قراءة القرآن- من العبث، وعينيه من تفريق نظرهما من غير حاجة، وأن يصلي ركعتين في موضع جلوسه ثم يجلس للقراءة.
– ألا يمس القرآن إلا طاهرًا لقوله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون}.
– يفضل أن يستقبل القبلة للقراءة.
– ينبغي أن يكون مجلسه واسعًا ليتمكن جلساؤه فيه، وأن يبكر بقراءته في أول النهار.
– ألا يقرأ القرآن بتلحين الغناء، وألا يجهر بعض على بعض بالقراءة فيفسد عليه، وألا يقرأ القرآن في الأسواق ومواطن اللغط واللغو.
العودة لكتاب الله
وجدير بالمسلمين- وقد تراكمت مشكلاتهم وتعقدت نتيجة البعد عن الدين- أن يسارعوا بالعودة للأخذ بأحكام كتاب الله تعالى وسنة رسوله " صلى الله عليه وسلم" ، إنهم إن فعلوا يكونوا- بحق- خير أمة أخرجت للناس.
إن الحاضر يدعو إلى التوجه الفوري لتنفيذ أحكام الله ومبادئ دينه الحنيف؛ خروجًا من آلام العصر الذي أصبح الفرد فيه لا يأمن على نفسه من يومه أو غده، فضلًا عن كونه لا يأمن على ذويه.. قال تعالى: {وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله} (الأنعام: 153).. وكم تعالت الأصوات- ولا تزال- مطالبة بتحكيم كتاب الله تعالى وسنة رسوله " صلى الله عليه وسلم" في كل شؤون الدنيا؛ أملًا في الفوز بسعادة الدارين.
والذي لا ينكره إلا جاحد أو حاقد أو مكابر أن الإسلام هو الدين الوحيد القادر على تخليص البشرية من آلامها ومشكلاتها، غير أنه يوجد من بين أبناء المسلمين من يساعد أعداء الإسلام في العمل بكل وسيلة لصرف المسلمين عن دينهم، وليظلوا ممزقين في طول الأرض وعرضها، وفقراء يقتل بعضهم بعضًا.
فما أحوجنا حقًّا إلى العودة إلى القرآن والسنة النبوية منهاجًا يحمي الحاكم والمحكوم.. فهل نحن فاعلون؟!
الْلَّه يَسْعَد أَيَّامِكِ
وَيَجْزِيَكِ خَيْر الْجَزَاء وَافْضَلِه ..
عَلَى حُسْن الْمُرُوْر ..
لَاحُرِمَت هَالتَوَاجِد الْعَذْب
خَالِص الْوُد……
وَيَجْزِيَكِ خَيْر الْجَزَاء وَافْضَلِه ..
عَلَى حُسْن الْمُرُوْر ..
لَاحُرِمَت هَالتَوَاجِد الْعَذْب
خَالِص الْوُد……