تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لماذا تتبرجين ؟!

لماذا تتبرجين ؟! 2024.

دار دار
دار

دار

الحمد لله رب العالمين.. الرحمن الرحيم.. مالك يوم الدين.. وصلِّ الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين:

أخواتي المسلمات الكريمات..

إن المولى تبارك وتعالى الذي خلقكن فأحسن صوركن، يقول في محكم التنزيل:
(يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا * وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآَتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)
إلى قوله تعالى: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُبِينًا)
[الأحزاب: 32-36].

دار
إن هذه الآيات الكريمات موجهة إليك.. إليك أنت يا أختي المسلمة.. أنت أيتها المسلمة أيا كنت، وفي أي بيئة عشت… ألست تؤمنين بالله ربًا؟ أجيبي… ألست تؤمنين بالإسلام دينًا؟… ألست تؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًا ورسولاً؟… إذن أنت المقصودة بهذا الكلام المبارك…

فكم من جميلة ذات حسن ودلال، أغراها الشيطان بالانغماس في التبرج والتزين والإفراط في الخروج والتجول، تهيم على وجهها مستعرضة لزينتها في كل واد، وتجول مستلفتة إليها الأنظار في كل ناد، فغضب عليها ربها، وأوعدها شديد العذاب.
ولفظها مجتمعها فأصبحت مكروهة كالبوم والغراب، وحتى الفسقة أهملوها بعد أن كبرت فأصبحت كالبيت الخراب، فما نفعها جمالها إذ لم تصنه، ولا نفعها دلالها إذ لم تكرمه.

دار

أخواتي المسلمات: إن من تفعل ذلك من النساء على خطر عظيم، فقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم أمثال أولئك النساء المتبرجات، وأخبر أنهن من أهل النار، وأنهن لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، قال صلى الله عليه وسلم: «صنفان من أهل النار لم أرهما بعد، قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مائلات مميلات على رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها، وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا» أخرجه مسلم رقم (2128)،


هذا كلام المصطفى صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، ووالله إنه لحديث عظيم فيه وعيد شديد، ولو لم يرد في حق النساء إلا هذا الحديث لكفى به زاجرًا للمسلمات العاقلات عن التبرج والتهتك، فهل من عقاب أعظم من أن تحرم المسلمة من الجنة وتطرح في النار، نعوذ بالله من ذلك.

ولكن أولئك المتبرجات يصدق عليهن قول المولى تبارك وتعالى: (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ) [الجاثية: 23].
دار

نعم إن التبرج هوى سيطر على النفوس واستعبد القلوب، وأعمى بصائر النساء والرجال معًا.. هوى خضع له صاغرًا المثقف المتعلم، كما خضع له الجاهل المتبلد، انقاد له الجميع بلا تردد ولا تأمل، فتغاضوا عن تحريم الله له، وانتحلوا المعاذير لأنفسهم ليبرروا وقوعهم فيه، ولكن الواقع فيه بلا شك اتبع خطوات الشيطان وخالف أوامر الرحمن، وتعدى حدود القرآن، واجترأ على الفسق والعصيان.

يقول تعالى: (وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُ يُدْخِلْهُ نَارًا خَالِدًا فِيهَا وَلَهُ عَذَابٌ مُهِينٌ)
[النساء: 14]،

إن الأمر خطير جدًا فانتبهي يا أختي المسلمة لنفسك، فلا تلقي بها إلى التهلكة، بل لا تكوني سبب وبال وشر على مجتمعك، إنك بتبرجك هذا وإظهار محاسن جسدك، ومكامن الإغراء في جسمك تغوين بها العباد، وتنشرين الفساد، فتحملين مع وزر عصيانك أوزار إضلالك للرجال وإغوائهم، وتجرين على مجتمعك الفساد، فتصبحين عضوًا مكروها من الصالحين في المجتمع.
دار

أنت السبب!!

إنك أيتها المتبرجة سبب من أسباب ضياع أولئك الشباب التافهين، الذين يتسكعون في الطرقات والأسواق، لا هم لهم إلا ملاحقة المتبرجات المستهترات بنظراتهم الجائعة وكلماتهم الفاسدة المائعة، إن المتبرجة لأولئك الشباب مثل الشيطان الرجيم تزيد في إضلالهم، وتتفنن في إغوائهم، حتى توقعهم أو يوقعوها في مهاوي الرذيلة والفساد، وعند ذاك ويل لأولئك الشباب مرة واحدة، وويل لأولئك المتبرجات مرات ومرات عندما يلفظهن المجتمع، ويتقزز من مجرد ذكرهن أصحاب النفوس الشريفة العفيفة، فيعشن على هامش الحياة منبوذات ذميمات.

كيف تقبلين أيتها المسلمة عرض أنوثتك في السوق سلعة رخيصة تتداولها الأعين؟
وكيف ترضين أن تكوني مبعث إثارة شهوة في نفس كل رجل يراك؟
بل كيف تطيقين الشعور بأن رجل الشارع يصبو إليك ويتمناك!!.

دار

موعظة…

أعيدي النظر أيتها المسلمة: واذكري أن جسدك هذا الناعم الطري الفاتن البهي، والذي تزيدينه كل يوم طراوة وفتنة لتضلي به الشباب، وتغوي به العباد، وتفسدي به البلاد.

اذكري أن هذا الجسد سيأتي عليه يوم قد يكون قريبًا من يومنا هذا.. من يدري؟!
يغسل بالسدر والحنوط، ويلف في قماش أبيض، ثم يوضع في حفرة موحشة مظلمة، يهال عليه فيها التراب، ويغادره الأهل والأحباب، ثم يعبث بهذا الجسد الدود، ويعفر منه الجبين والخدود..

هنالك يا أختي المسلمة لا تنفع الأعذار الكاذبة، ولا تقبل الحجج الواهية، هنالك ستسألين: لماذا لم تعملي بما تعلمين؟… لماذا توضح لك أوامر الله ونواهيه فتعصين؟… ولماذا تذكرين بآيات الله فتعرضين؟.. ألا ترعوين.. ألا تتقين..

يقول ربنا عز وجل في محكم التنزيل: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آَذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا)
[الكهف: 57].

ويقول المولى تبارك وتعالى: (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآَيَاتِ رَبِّهِ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَا إِنَّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ مُنْتَقِمُونَ)
[السجدة: 22]،

ويقول تعالى: (وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ * يَسْمَعُ آَيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِرًا كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ)
[الجاثية: 7، 8].

دار

مقتطفات من كتاب
إليكِ يا حواء
للكاتب / محمد بن سعيد الصفار

دار دار

وعليكمُ السّلام ورحمة الله تعالى وبركاتهُ

ما شاء اللهُ!

بوركتِ يا حَبيبةُ، ونفع الله بكِ.
ألا ما أروَعَ طرحكِ!
جميلٌ ما حَوى مِن نُصحٍ وتَوجيهِ،
أسأله تعالى أن يَنفَعنا بهِ.
بوركَت يُمناكِ، والله تعالى يَحفظكِ ويرعاكِ.

شكرا لك دكتوره جد كلام رائع سبحان الله والله اكبر ولا اله الا الله جعله الله في ميزان حسناتك اختي العزيزه ارجو انتقبلي صداقتي فتاة الوطن تحياتي لكدار

ربي يحفظك وينصرك ويرعاكِ
حقاً طرحكِ فيه إشارات مهمه للنساء
فإنهنّ كما قال الرسول
صلى الله عليه وسلم

(ما تركت على أمتي بعدي فتنةً أشد من النساء)

متفق عليه..
بارك الله بكِ وبعلمكِ وعملكِ
وتقبلي وافر شكري وتقديري

دار

موضوع رائع
لا حرمك الله الاجر
وجزاك الله خير

دار
أختي الغالية
لله درك وبشرك الله فى الجنة على هالطرح الهادف ونفع بك وبماقدمتي
جزاك الله كل خير فائدة عظيمة جعلها الله في موازين حسناتك
لكِ ودى وتقديرى وتقييمي لك ياقلبي,,,

دارداردار
دار

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.