تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وعـــــــاد رمضان

وعـــــــاد رمضان 2024.

دار

دار

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، والصلاة والسلام على إمام الأولين والآخرين، وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فها هو الشهر الفضيل قد لاحت أنواره، وفاحت أزهاره، وترنمت أطياره، يحمل في طياته الخير الكثير، والأجر الكبير، والفضل العميم.
وها نهن كعادتنا، نستقبل شهر رمضان بالعاطفة الجياشة، والبهجة الغامرة، والفرحة التامة.


دار

أخية ..عاد رمضان
عاد رمضان، في ظل الكثير من الغفلة – إلا من رحم ربي – وكثرة الانشغال بالمال والأهل والولد.
عاد رمضان، وكثير من النفوس التقية المؤمنة الطاهرة النقية، نفوس الأتقياء الأخفياء تشرئب وتحن وتشتاق إلى هذا الموسم العظيم، موسم الرحمة من رب البريات، فحيا الله هذا القادم، الزائر المحبوب، فبالأمس القريب ودعناه بالدموع، وها نحن الآن نستقبله بالفرح والبسمات، ونسأل الله العلي الكريم ألا يحرمنا صيامه وقيامه إيماناً واحتسابا وأن يتسلمه لنا متقبلا.
عاد رمضان، وبأي وجه عاد، وماذا عساه أن يقول؟
عاد رمضان لهذه الأمة علها تستجيب لنداء ربها العظيم، ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ * وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا)) [آل عمران: 102-103].
عاد رمضان..
*عاد رمضان في زمن قلّ فيه الصابرون، وانعدمت فيه المصابرة.
*عاد حاملاً ذكرى أولي العزم، معلما لهم ومربيا على الصبر: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ))[آل عمران:200].
*عاد رمضان، في زمن فرط أهله في خصال الخير – إلا من رحم ربي – وابتعدوا عن أحسن الأخلاق وأقومها؛ فعاد رمضان ليذكرهم بأهمية الخلق الحسن وليتأدبوا بأدب أحسن الناس خلقاً، وأكملهم وقدوتهم محمد صل الله عليه وسلم، الذي امتدحه ربه بقوله: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ)

*عاد رمضان على شباب وشابات ورجال ونساء قد رضوا بسفاسف الأمور واشتغلوا بها عن عليائها، فعاد ليذكرهم بأنهم أحفاد الصحابة والسلف الصالح والتابعين والفاتحين والعلماء الربانيين، الذين كانت أعلى وأغلى أمانيهم الفوز بالجنة والنجاة من النار((فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ))
*عاد رمضان على عالم قد أسرف أبناؤه على أنفسهم بالمعاصي، فعاد إليهم رمضان عساه يحول بينهم وبين ذلك العصيان، يقومون عن بوق التنصير الذي يسمى (الدش)، ويترفعون عن هذه الشهوات الدنيئة ولتكون الغيرة على الشباب والشابات العفيفات المحصنات، فيعوضهم الله خيرا منه في الدنيا والآخرة.
*عاد لهم رمضان حاملا البشرى (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)
* عاد رمضان على قلوب قد اشتدت وقست، وأعين قد تحجرت، عاد ليلين بروحانيته تلك القلوب، عاد عسى أن يكون عليه سحائب تجد من تلك الأجفان مخرجاً.
* عاد ليدّبروا قوله تعالى: ((اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ))

دار
*عاد رمضان، فماذا عساي أن أقول في هذا الشهر الكريم.
شهر الصدقة.
شهر الدعاء.
شهر الرحمة.
شهر المغفرة.
شهر العتق.
شهر الإيمان.
شهر القرآن.
فالله الله في هذا القرآن.


دار
أخيــة:
*عاد رمضان فمن عسانا نكون في هذا الشهر الكريم.
أمن أهل التقوى والتشمير عن الطاعات، الصائمات عن اللغو والثرثرات، الخاشعات القانتات، الذاكرات، الحافظات، العالمات، الداعيات، التائبات، وللقرى تاليات؟
أم من الغافلات المائعات، الفاتنات، المتمشيات بالأسواق، الخاسرات هذا الشهر الكريم؟
إلى أي فئة من هؤلاء أخية تنتمين، وبأي صفة من تلك الصفات ستتحلين ((أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبًّا عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيًّا عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ))
أخيــة..
إن أجابتك نفسك بقبول الهدى والرشاد، ووجدت فيها بعض تلك الصفات للمؤمنات فاسعي لكي تكتمل هذه الصفات جميعها في شخصك، واحمدي الله على توفيقه.
أما إن أجابتك هذه النفس الأمارة بالسوء: أن لا حظ لك في إحدى تلك الصفات فشمري عن ساعديك وجددي من همتك، واسعي أن تتصفي بها علّ الله يصلح حالك، وبالتالي مآبك ((إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ))

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب

حتى عصى ربه في شهر شعبان

لقد أظلك شهر الصوم بعدهما

فلا تصيره أيضا شهر عصيان

لكن أذكري أخية قول القائل:

يا رب إن عظمت ذنوبي كثرة

فلقد علمت بأن عفوك أعظم


إن كان لا يرجوك إلا محسن

فبمن يلوذ ويستجير المجرم


مالي إليك وسيلة إلا الرجا

وجميل عفوك ثم إني مسلم



دار

أخيــة..
ليكن العزم الصادق والنية النصوح أن نستهل رمضان بقلوب خاشعة، ذليلة، منكسرة بين يدي الله، بعيون باكية من خشية الله، وبلسان رطب من ذكر الله، وآذان صاغية لكلام الله، وأيد سخية جوادة بالبذل والعطاء في سبيل الله، وبأقدام حثيثة إلى بيوت الله، نتلو آيات الله ونرتل وتتغني بكتاب الله، نتوقف عند آيات الوعد والوعيد، والجزاء والثواب، ونذكر أن رمضان شهر القرآن ((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ))
، نسأل الله العلي العظيم رب العرش الكريم أن يحرم جسدنا بفضله على النار.


جزاكِ الله كل خير
وكل عام وانتى بألف خير
دار
دار
طرح قيم بحق
كلمات تستحق التمعن في معانيها
ومحاسبة النفس المقصرة
جزاكِ الله الجنات وتستحقين تقييمي لك
ِ

اَللّهُمَّ اجْعَلْ صِيامي في رَمَضَان صِيامَ الصائِمينَ
وَقِيامي فيهِ قِيامَ القائِمينَ، ونَبِّهْني فيهِ عَنْ نَوْمَةِ الْغافِلينَ،
اَللّهُمَّ قَرِّبْني فيهِ إلى مَرْضاتِكَ وَجَنّبْني سَخَطِكَ وَنقِمتِكَ، وَوَفِّقْني فيهِ لِقِرآءةِ آياتِكَ
اللهم آمين وجميع المسلمين
داردار

طرح رائع
جزاك الله عنا كل خير
وأثابك حسن الدارين
ومتعك برؤية وجهه الكريم
شكرا جميلا لقلبك
ورضا ورضوان من الله تعالى
دار


اختي الغالية

طرح رائع

احسنتِ الانتقاء

جزاكِ الله خير الجزاء غاليتي

اسال الله ان يجعل ما قدمتي في موازين حسناتكِ

محبتي وتقييمي

دار
وأعاد الله عليكِ وعلينا شهر الصيام والقيام

والعتق من النيران

بارك الله بكِ

أحسنتِ عزيزتي موضوع هام وجاءفي وقته

قال تعالى
" وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"

دار

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.