سبب هجر استماع القرآن
سبب هجر استماع القرآن
سبب هجر استماع القرآن من الأسباب الرئيسة لهجر استماع القرآن الكريم ، استماع الغناء واللهو والمزمار ، الذي أصبح سمة غالبة لكثير من المسلمين – إلا مَنْ رحم الله – . فلو رأيتهم عند ذياك السماع وقد خشعت منهم الأصوات وهدأت منهم الحركات، وعكفت قلوبهم بكليتها عليه، وانصبت انصبابة واحدة إليه، فتمايلوا له ولا كتمايل النشوان، وتكسروا في حركاتهم ورقصهم، أرأيت تكسر المخانيث والنسوان ؟ ويحق لهم ذلك وقد خالط خماره النفوس، ففعل فيها أعظم ما يفعله حميا الكئوس فلغير الله، بل للشيطان، قلوب هناك تمزق، وأثواب تشقق، وأموال في غير طاعة الله تنفق. حتى إذا عمل السكر فيهم عمله ، وبلغ الشيطان منهم أمنيته وأمله، واستفزهم بصوته وحيله، وأجلب عليهم برجله وخيله ، وخز في صدورهم وخزاً، وأزهم إلى ضرب الأرض بالأقدام أزاً، فطوراً يجعلهم كالحمير حول المدار، وتارة كالذباب ترقص وسط الدمار. فيا رحمتا للسقوف والأرض من دك تلك الأقدام، ويا سوأتا من أشباه الحمير والأنعام، ويا شماتة أعداء الإسلام بالذين يزعمون أنهم خواص الإسلام ، قضوا حياتهم لذة وطرباً واتخذوا دينهم لهواً ولعباً، مزامير الشيطان أحب إليهم من استماع سور الرحمن، لو سمع أحدهم القرآن من أوله إلى آخره لما حرك ساكناً، ولا أزعج له قاطناً، ولا أثار فيهم وجداً، ولا قدح فيه من لواعج الشوق إلى الله زنداً حتى تُلِيَ عليه قرآن الشيطان، وولج مزموره سمعه، تفجرت ينابيع الوجد من قلبه على عينيه فجرت، وعلى أقدامه فرقصت، وعلى يديه فصفقت وعلى سائر أعضائه فاهتزت وطربت، وعلى أنفاسه فتصاعدت، وعلى زمراته فتزايدت، وعلى نيران أشواقه فاشتعلت. فيا أيها الفاتن المفتون، وقال الإمام ابن القيم – رحمه الله – في موضع آخر : وبين ذوق غناء الشعر وذوق سورة (الشعراء)، وبين ذوق سماع المكاء والتصدية، وذوق (الأنبياء) ، وبين الذوق على سماع تذكر فيه العيون السود والخصور والقدود، وذوق سماع سورة (يونس) و (هود)، وبين ذوق الواقفين في طاعة الشيطان على أقدامهم صواف وذوق الواقفين في خدمة الرحمن في سورة (الأنعام) و (الأعراف)، وبين ذوق الواجدين على طرب المثالث والمثاني، وذوق العارفين عند استماع (القرآن العظيم) و (السبع المثاني)، وبين ذوق أولي الأقدام الصافات في حظيرة سماع الشيطان، وذوق أصحاب الأقدام الصافات بين يدي الرحمن. سبحان الله ! هكذا تنقسم الأذواق والمواجيد ، ويتميز خُلُقُ المطرودين من خُلُق العبيد ، سبحان المُمدِّ لهؤلاء وهؤلاء من عطائه ، والمفارق بينهم في الكرامة يوم القيامة فوالله لا تجتمع محبة سماع الشيطان وكلام الرحمن في قلب رجل واحد أبداً ، كما لا تجتمع بنت عدو الله وبنت رسول الله رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رجل واحد أبداً ) ([2]) ([3]) . وقال الإمام ابن القيم – رحمه الله – موضحاً أقسام الناس في سماع القرآن والغناء . والناس في السماع أربعة أقسام: فالاشتغال بسماع القرآن الرحماني حال السابقين الأولين وأتباعهم ومن سلك سبيلهم . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
([1]) إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان لابن القيم الجوزية (1/229-230) طبعة دار الحديث . ([2]) عن المسْوَر بن مَخْرَمة قال : ( إن علياً خطب بنت أبي جهل ، فسمعت بذلك فاطمة ، فأتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسمعته حين تشهد يقول : أما بعد أنكحت أبالعاص بن الربيع فحدثني فصدقني ، وإن فاطمة بضعة مني ، وإني أكره أن يسوءها ، والله لا تجتمع بنت رسول الله وبنت عدو الله عند رجل واحد . فترك علي الخطبة ) رواه البخاري (3729) كتاب فضائل الصحابة باب ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم (7/107) فتح الباري طبعة الريان . ([3]) كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء لابن القيم ، ص (107/108) ، تحقيق ربيع بن أحمد خلف نشر مكتبة السنة ، الطبعة الأولى . ([4]) كشف الغطاء عن حكم سماع الغناء لابن القيم ص (246) . ـــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب : استماع القرآن الكريم (فضائل وأحكام ومخالفات) تأليف : أبوعبدالرحمن محمود بن محمد الملاح غير منقول
|
||
من حسناتك يا اخيتي الدكتورة و الله عن
جد الغناء اكبر بل مصيبة و يوصل حتى الادمان
الله يكتر من امثالك يا
اختاه.[/SIZE]
أشكر لكِ طيب المرور
تقديري
سلمت يمناك ع الانتقاء والسرد
لاحرمنا الله من عبير تواجدك
دمت بسعادهـ بحجم السمآء
لقلبك طوق من الياسمين||~