بصمة الدماغ
حقائق علمية تنكشف أمامنا كل يوم لتؤكد أن الإنسان أعقد مما نتصور فهو مخلوق متكامل وتتجلى فيه قدرة الخالق عز وجل ….
كشف العلماء حديثاً أن الدماغ له بصمة أيضاً، فدماغ كل واحد منا يصدر ترددات كهرطيسية بشكل دائم تتناسب مع نشاط المخ ونوع العمليات التي يقوم بها. فالإنسان عندما يتذكر تفاصيل موقف ما فإن دماغه يصدر ترددات تختلف عن تذكره لمشهد آخر.
الدماغ مصمم ليطلق موجات كهرطيسية معقدة أثناء تفاعله مع الأحداث، ويسعى العلماء اليوم لقراءة هذا الدماغ ومحاولة فهم أسراره الغريبة.
لقد طور تقنية بصمات الدماغ الدكتور لاري فارويل وهي عبارة عن طريقة لقراءة الدفقات (الترددات) الكهربائية اللاإرادية التي تصدر عن المخ استجابة لرؤية بعض الصور المتعلقة بمشهد ما. وسوف تُستخدم هذه التقنية للتعرف على كذب أو صدق المجرمين أثناء التحقيق معهم.
وعلى خلاف جهاز كشف الكذب الذي يقارن دوما به، فإن دقة تقنية بصمات المخ تكمن في قدرتها على التقاط إشارة كهربية تعرف باسم بي 300 قبل أن يستطيع المشتبه به التحكم في انفعالاته.
هل تتصوروا أن يأتي ذلك اليوم الذي يتمكن فيه الإنسان من تشغيل جهاز الكمبيوتر أو القيام بطباعة صفحات ما بمجرد التفكير في الأمر؟ في الواقع هذا الحلم كان مجرد خيال علمي وقد بدأ يتحقق في ظل التطور التقني الكبير وازدياد فهمنا لدماغ الإنسان ولما يرسله من إشارات كهربية. وبالفعل تمكن العلماء في معهد التشغيل الآلي في مدينة بريمن الألمانية من التوصل إلى جهاز جديد للتحكم عن بعد في جهاز الكمبيوتر!
ويقول د. فارويل إن هذه التقنية علمية جدا، بصمات المخ لا علاقة لها بالمشاعر ولا بإفرازات العرق، بل هي ببساطة تحدد بشكل علمي إذا كانت المعلومات موجودة في الدماغ أم لا. كما أنها لا تعتمد على التأويل غير الموضوعي للشخص الذي يجري الاختبار (على شخص آخر). فالكمبيوتر يراقب المعلومات ويفيد بماهية المعلومات الموجودة والمعلومات غير الموجودة وتبلغ دقة هذا الجهاز 100%.
وأقول يا أحبتي انظروا كيف وضع الله في دماغ كل منا شاهداً على نفسه، ولا نستغرب إذا علمنا أن الجلد والسمع والبصر سيشهد علينا يوم القيامة، يقول تعالى: (حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ) [فصلت: 20-21].
إن هذه الآيات تدعونا للتفكر في أنفسنا فالله تعالى هو القائل: (وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) [الذاريات].
ـــــــــــــ
بقلم عبد الدائم الكحيل
شكرًا لك على المعلومه القيمه يعطيك العافيه …
سبحان الله