هل تتمنى لطفلك أن يكون صالحاً،
سليم العقيدة،
حسن الخلق،
منضبطاً ومنظماً في شؤونه؟!
كلنا يتمنى ذلك.. ولكن
من الناس من يقف على شواطئ الأماني.. يرددها ويعيدها، والناس من حوله يبحرون إلى برّ العمل! وفي الأثر: "هتف العلم بالعمل؛ فإن أجابه وإلا ارتحل"!
ومن الناس من يبحث عن الوسائل العملية لتحقيقها.. ثم يتفاوت الناس من بعد ذلك في مستويات العمل والسعي.. {وَأَن لَّيْسَ لِلإنسَانِ إِلاّ مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى}!
ومن أهم الأمور التي تعين (بإذن الله) على غرس الكثير من القيم في نفوس الصغار:
تعويدهم مع بداية النطق والإدراك للمعاني: المحافظة على الأذكار الواردة في السنة النبوية، على صاحبها أفضل الصلاة والسلام، وخصوصاً أذكار الصباح والمساء في وقتها (طرفي النهار).
وكمْ يعجب المرء ممن يجتهد في تحفيظ أولاده القرآن، ولا يضم إلى ذلك تحفيظهم الأذكار وما تيسّر من السنة؛ فتفوته ويفوتهم بذلك الكثير من الفوائد!
نعم.. أشار الفقهاء إلى الابتداء بالقرآن الكريم مع الصغار، ولكن لا يعني الابتداء الإلغاء لما سواه. وكم يسرّ النفس أن تلقى فتى يافعاً يحفظ من السنة كما يحفظ من القرآن، ويردد الأذكار من حفظه في أوقاتها دون حاجة إلى كتاب!
بل إن من أجلّ فوائد تعويد الأطفال ترديد الأذكار: ترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم؛ لكثرة ما تتضمنه هذه الأذكار من معاني التوحيد والتفويض والتوكل، وأن الله عز وجل هو مالك الضر والنفع وحده.. وغيرها من المعاني العظيمة الجليلة؛ التي يثبّتها ويقوي استشعارها كثرة الترديد للأذكار، مع بيان معانيها وفوائدها وآثارها!
أضف إلى ذلك: غرس محبة السنة النبوية في قلوب الناشئة، ومن ثم تخلّقهم بأخلاقه صلى الله عليه وسلم. مع ما في هذه الأذكار من حفظ إلهي لقائليها ورضاه عنهم، ويكفي مثالاً لذلك: ذكران خفيفان على اللسان كبيران في الآثار:
"بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم" حيث وُعد قائلها ثلاثاً في الصباح بأنه لا يضره شيء حتى يمسي، وقائلها ثلاثاً في المساء بأنه لا يضره شيء حتى يصبح!
وقول: "رضيت بالله رباً، و بالإسلام ديناً، و بمحمد صلى الله عليه وسلم نبياً ورسولاً" ثلاثاً في الصباح وثلاثاً في المساء؛ وفضلها – كما في الحديث -: "كان حقاً على الله أن يرضيه"!
أما تعلّم الطفل الانضباط من خلال المواظبة على الأذكار في أوقاتها، فهو فائدة ظاهرة، وغنيمة مؤكدة، والله تعالى يرزق من يشاء بغير حساب!
فهل تتمنى لطفلك أن يكون صالحاً، سليم العقيدة، حسن الخلق، منضبطاً ومنظماً في شؤونه؟!
منقول
قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا دَعَا الرَّجُلُ لِأَخِيهِ بِظَهْرِ الْغَيْبِ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ آمِينَ وَلَكَ بِمِثْلٍ (رواه مسلم )
بارك الله فيكن