هبة بها يجتمع للعبد خيري الدنيا والآخرة , ويحصل له بها كل مطلوب , ويندفع عنه كل مرهوب على مقتضى حكمة الله تعالى .
والعجيب أننا نزهد بها , ونغفل عنها كثيراً , ونحرم أنفسنا الخير عندما نهملها .
نعم – الدعاء – هو الباب العظيم , والمسلك الجليل لقضاء الحوائج , وتحقيق الأمنيات , ولذا جاء عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كان يقول : " إني لا أحمل هم الإجابة ولكني أحمل هم الدعاء "
ومما يجهله كثير من الناس : أن الدعاء سببٌ مثله مثل أي سبب جعله الله , يحصل للعبد من خلاله ما يتمناه , وينصرف عنه ما يحذره .
ولاشك أن هذا عجز وخور, وتفريط في خير كثير كنا سنحصل عليه لو لزمنا باب الدعاء وصدق اللجوء للمنان .
وسأكتفي بنموذج واحد :
– إبراهيم أبو الأنبياء عليهم جميعاً الصلاة والسلام – هاهو يلهج لربه بدعوات عظيمة تشق عنان السماء , وترتفع فوق السحاب , في مطالب عزيزة كريمة .
فيطلب منه الذرية الصالحة "رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ" فيرُزق إسماعيل وإسحاق , ولايكتفي بهذا , بل يطلب أن يكون هو وذرية مقيمين للشرائع , ومتبعين للنهج السديد "رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ ومِن ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وتَقَبَّلْ دُعَاءِ " فصاروا أئمة يُقتدى بهم , ومنارات يهتدى بها .
ويسأل ربه نشر الأمن في بلده الحرام , وإطعام الجائعين , وسد حاجة المحتاجين "رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَداً آمِناً وارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ…". فيعم الخير جزيرة العرب حتى صار أهلها أغنى الناس .
وكان من أعظم الدعوات وأبركها أن يرزق الله البشرية نبيناً كريماً من أهل البلد الحرام"رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ" فكانت مِنّة الله بهذا النبي الكريم محمد عليه الصلاة والسلام . فتأمل في هذا الخير الذي وهبه الله عبده الكريم إبراهيم عليه السلام وكان من أسبابه – الدعاء- والقرآن كتاب تعليم للبشرية جميعاً لينهلوا من تعاليمه , ويتأسوا بآدابه .
ولن أتكلم هنا عن آداب الدعاء وفضائله , ولكنني أحب أن أذكِّر – بعدما ذكّرت بأهميته وحاجتنا له –أذكر بمسألتين مهمتين فقط :
أما الأولى : فهي قضية التحسر وترك الدعاء :
فكثيرٌ منا يدعوا بأمر معين , ثم لا يرى استجابة سريعة لمطلبه , فيترك الدعاء ويدع هذا الخير , وما علم هذا أن الخير ربما كان في تأخير حاجته وعدم قضائها .
فالمطلوب هو لزوم باب الدعاء على الدوام في كل وقت وآن , والحذر من تركه إذا لم نرى الإجابة
وفي الحديث " لا يقبل الله دعاء من قلب غافل لاه "كم يدعو الكثير منا دعوا كثيرة , وقلبه ساعة الدعاء يفكر هنا وهناك , غير مستحضراً لمعاني هذه الدعوات .
إن كان مذنباً فهو غافل ٌ عن عظيم جنايته , وإن كان طالباً لحاجه فهو غير مظهراً فقره لربه عند هذه الحاجة……وهكذا عند كل دعوة .
فالواجب على الداعي حال دعاءه أن يكون حاضر القلب , مستيقناً بقدرة الله على تحقيق كل مطلوب لك .
فهلم أخي وأختي لطرق باب السماء , وسؤال الغني الجواد .
اسأله صلاح قلبك وتأهله لمناجاته .
اعترف بحاجتك لطهارة فؤادك من كل خلق مذموم .
اطرح حاجتك لصلاح ولدك , وما تقر به عينك .
انزل به طلبك في توسيع رزقك وغناك عن الخلق .
توسع في كل مسألة فأنت تسأل جواد , لا تستعظم أي طلب فربك كريم منان .
اللهم افتح لنا هذا الباب , ووفقنا لرفع الحوائج , وأفض علينا من بحر جودك ما تغنينا به في الدارين .
وجمعنا سويا في اعلى الجنان
موضوع مميز وطرح راقي
جعله في موازين حسناتك
دمتي ودام عطائك
مودتي وتقديري
ومن قلبٍ لايخشع
ومن عينٍ لا تدمع
ومن دعاءٍ لا يُسمع
واللهم أني أعوذ بك من هؤلاء الأربع
موضوع في قمة الروعه
لطالما كانت مواضيعك متميزة
لا عدمنا التميز و روعة الاختيار
دمت لنا ودام تالقك الدائم
وشكرا لك عطائك اللا محدود
جزاك الله الجنة
في انتظار جديدك المميز
كنتي ولا زلتي تسقين الأفئدة على ظمأ ..
فـ طبتي ساقيتنا ابنة الحدباء .،
ألا فـ ليبارك لنا الله فيكِ ويزيدكِ من فضله .،
بقمة الروعة التي يكتنفها قلبكِ
انارتم موضوعي
بارك الله فيكم