أولاً: لا تَضْعُف ولا تحزن ..
فإن الله مُعْلي دينه وهو الكبيــر المُتعــال سبحـــانه .. والله نـــاصر دينه ولو كَرِهَ الظالمون ولو كَرِهَ كل عدوٍ لهذا الدين ..
فلا ينبغي أن تشغلك الدنيــا .. ولا ينبغي أن تُقَدِم أي شيء على دينـــك ..
دينُكَ دينُكَ، لَحْمُكَ دَمُك،،
استمر في طريقك ولا تلتفِت ..
{.. وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنكُمْ أَحَدٌ وَامْضُواْ حَيْثُ تُؤْمَرُونَ} [الحجر: 65]
إن أُغْلِقَ بـــابٌ سيُفتَحُ آخر، لكن علينا أن نتسلَّح باليقين،،
ثانيًا: لا يضق صدرك ..
وعليك أن تعلم أن الله سبحانه وتعالى جعل من بعد عسرٍ يسرين، هذا ظننا في الله تبارك وتعالى .. يقول الله جلَّ وعلا {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (*) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (*) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ} [الحجر: 97,99]
أن تتفقد عيبك وتسعى في علاج أمراض نفسك وآفــات قلبك ..
العلاج في التضرع .. في الذكر .. في دوام السجود وكثرة الصلاة وحُسن الظن بالله؛ حتى يُرفْعَ عنَّا البـــلاء وتزول هذه الغُمَّة ..
وعليك أن تتفقد نِعَم الله تعالى عليك ..
فإنما تُسلَبُ منا النِعَم بقلة الشُكر وزواله ..
وكُن من الأذلاء، الفقراء .. كُن أكثر النــاس خضوعًا، لا سيما في خِضَم الفتن .. وينبغي علينا إذا ما حَلَت بنا فتنة، أن نهرع إلى الصلاة كما كان يصنع نبينا ..
وتذكَّر إنها كانت مجرد ثـــلاث كلمات، غيَّر الله بها الكون كله لما خرجت من قلبٍ مُفْعَم بالإيمان ..
ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجــاب ..
إنها قول نبي الله نوح عليه السلام:
{فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (*) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (*) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (*) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (*) وَلَقَدْ تَرَكْنَاهَا آيَةً فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ (*) فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ (*) وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر: 11,17]
إنه وقت التأوه والشكاية لله، وأقرب ما يكون العبد من ربِّه وهو ســاجد في جوف الليل المُظْلِم ..
والله، ليتغيَّرنَّ الكون إن سمع الله منا دعوة بقلبٍ صــادق، تقيٍ، نقي ..
{.. إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ} [المائدة: 27]
معادلة النجـــــــاة .. واجبنـــا حال الفتن
إن واجبنا حــال الفتن .. أن نزداد إيمانًا ونزداد فهمًا وصلابةً ويقينًا ..
عليكم أن تراجعوا أنفسكم؛ فإنه ما ينزل بلاء إلا بذنب وما يُرفَع إلا بتوبة ..
أو ليست الدنيا قد تخطفت قلبي وقلبك؟
والله، لا ينفعن مثل هذا أبدًا لأمةٍ تريد التمكين لدين الله في الأرض ..
فقد وعد الله سبحانه وتعالى عباده المؤمنين أن يُمَكِنَ لهم في الأرض، إذا ما هم حققوا معادلة الإيمان وعبدوه وحده دون أن يشركوا به شيئًا ..
وقد بيَّن الله عزَّ وجلَّ السبيل لتحقيق العبودية ..
قال تعالى {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [النور: 56]
وإذا تكالب عليك أعداء الدين، فاعلم إن الله وإن أمهلهم فإنه لا يهملهم ..
وإذا كنز الناس الذهب والفضة، فاكنز أنت هؤلاء الكلمات ..
قال رسول الله "يا شداد بن أوس، إذا رأيت الناس قد اكتنزوا الذهب والفضة فاكنز هؤلاء الكلمات: اللهم إني أسألك الثبات في الأمر والعزيمة على الرشد، وأسألك موجبات رحمتك وعزائم مغفرتك، وأسألك شكر نعمتك وحسن عبادتك، وأسألك قلبًا سليمًا ولسانًا صادقًا، وأسألك من خير ما تعلم وأعوذ بك من شر ما تعلم، وأستغفرك لما تعلم إنك أنت علام الغيوب" [السلسلة الصحيحة (3228)]
عن عقبة بن عامر قال: قلت: يا رسول الله، ما النجاة؟، قال "أمسك عليك لسانك، وليسعك بيتك، وابك على خطيئتك" [رواه الترمذي وصححه الألباني (2406)]
لمواجهة الفتن لابد أن يتحكَّم الإنسان في طاقته الغضبية ويوجهها بشكل صحيح، وليست الحماسات القلبية ولا الأساليب العنترية ولا الصراخ هو الذي سيرد عنَّا ويدفع عنا كيد الأعداء ..
{إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ} [الحج: 38]
فإن كنت قد خُنت أمانة الإيمان التي استودعك الله إياها، وكفرت بنعمته بأن شُغِلت بالنعمة عن المُنْعِم ..
فعليك أن تراجع نفسك وأفعالك ..
هل نحن حققنا معادلة النجاة فنجونـــا؟
هل ملكنا ألسنتنا؟ أم وقعنا في كلامٍ بلا أعمال؟!!
2) وليسعك بيتك ..
انقطع لله تبارك وتعالى وبُث له شكواك .. وربُّك سبحانه وتعالى يعلم مدى ضعفك وقهرك، وهو لن يُضيعك ..
وهو سبحانه الذي أمرنا أن نهتدي بهدي المصطفى ، وحاولنا وسنظل نحاول إلى الرمق الأخير في حياتنا ..
نسأل الله عزَّ وجلَّ أن يُثبتنا على الحق حتى نلقاه،،
3) وابكِ على خطيئتك ..
لعل دمعةٌ تنهمر من عين مخلصٍ صادق ترفع إلى الله شكوانا جميعًا، فينزل بنا من رحمات الله ما يرفع تلك النِقَم ..
تحملوا من الآن أمانة هذا الدين، وكن صاحب رسالة ..
فالدين ليس مقصورًا على أشخاص أو أماكن أو أي وسيلة من الوسائل ..
وإذا ما أُغْلِقَ بــابٌ، فلن ينتهي أمر الدين ..
فصاحب القضية دائمًا أبدًا يعمل في المتاح له، ويعرف أن من بعد ظلام الليل الحالك فجرٌ مُنيـــر ..
هذا دين ربَّ العالمين وهو ناصره، بنا أو بغيرنا ..
لكن الخوف كل الخوف أن نكون أمة الاستبدال ..
قال تعالى {إِلَّا تَنْفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلَا تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [التوبة: 39]
وقال الله عزَّ وجلَّ {.. وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ} [محمد: 38]
فلابد أن نقف على أرضٍ صلبة، ونتسلَّح بأبجديـــات المعادلة من: علمٍ وعملٍ ودعوة ..
{.. خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ .. } [مريم: 12]
لا تأخذ الأمر بتهاون وتكاسُل .. كفانــا غفلة .. كفانــا إنشغالاً بحطــام الدنيــا الفاني ..
الوقت وقت جِد، فبـــادِر قبل أن تُغادِر ..
وإلا ستغرق السفينة وحينها لن تجد من مُغيث، ولن تجد لك من طريق ..
إنها فتنٌ كقطع الليل المظلم، يعرف الإنسان منها ويُنكِر ..
ابدأ بإصلاح نفسك من الداخل ..
قال تعالى {.. إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءاً فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ} [الرعد: 11]
ولن يتحقق التغيير الخارجي إلا إذا تحققت أنت بمعادلة الإيمان .. ولا يحقُّ بحــال أن نؤتى من قِبَلِك ..
يــا أصحـــاب ذنـــوب السر::
اتقـــوا الله ..
يــا من تقول ولا تعمل، وتسمع ولا تُطبِق::
اتقِ الله ..
يـــا كل من يعلم من نفسه أنه ليس على الطريق .. مجرد مظاهر وأشكال، وهذا غالب حال أهل الإلتزام في هذا الزمــان::
اتقوا الله .. وجددوا توبتكم .. وادخلوا في الإسلام كـــافة ..
وعليك من الآن أن تبدأ صفحة جديدة مع الله عزَّ وجلَّ، أساسها: العلم والتطبيق ونشر الخيـــر ..
وربما تكون دعوتك أنت ذات تأثيرٌ عظيــم،،
اللهم إنا نبرأ من حولنا وقوتنا ونلجأ إلى حولك وقوتك،
ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسريــن،،
أشكرك على مجهودكِ المثمر
وأسأل الله أن لايحرمكِ الأجر
دمتي بود
كلمات مااحوجنا اليها
لاحرمت الدرجات العلى من الجنة
دمتي بود
سلمت يمنياكِ
طرح مميز
لاعدمناكِ حبيبتي
كتب الله لكِ الأجر