السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عزيزتي إن الوالدين يندفعان بالفطرة إلى رعاية الأولاد والتضحية بكل شيئ حتى بالذات وكما يمتص الفرخ كل غذاء في البيضة
فإذا هي قشر كذلك يمتص الأولاد كل رحيق وكل عافية وكل اهتمام من الوالدين فإذا هما شيخوخة فانية
إن أمهلهما الأجل وهما مع ذلك سعيدان فأما الأولاد فسرعان ما ينسون ويندفعون بدورهم إلى الأمام
إلى الزوجات والذرية ماعدا الأوفياء أهل البر الذين يتذكرون جميل آبائهم في الصغر ويدعون الله أن يقويهما على رد
بعض جميلهما في الكبر فيسبق هذا الفعل العظيم صاحبه إلى الجنة وفي الحديث الصحيح
{ دخلت الجنة فسمعت فيها قراءة قلت من هذا ؟
فقالوا حارثة بن النعمان كذلكم البر كذلكم البر وكان أبر الناس بأمه }
الصحيحة 913
عزيزتي النخلة تنمو وتثمر بعد سنين وشجرة الدباء تصعد في أيام فتدرك النخلة الشامخة ومع ذلك يقال لكليهما :
شجرة 00لكن : ما إن تهب رياح الخريف إلا وتتهاوى الدباء بينما تبقى النخلة أصلها ثابت في الأرض
وفرعها شامخ في السماء00
لذا عليك أن تدركي أن العبرة ليست بسرعة الإنجاز بل بدقته وأصالته وطول نفسه !
عزيزتي { ألم يعلم بأن الله يرى }00
آية تهز الوجدان وتفعل في النفس ما لا تفعله سلطات الدنيا كلها إنها تضبط النوازع وتكبح الجماح
وتدعو إلى حسن العمل وكمال المراقبة فما أجمل أن يستحضر كل أحد هذه الآية إذا امتدت عينه إلى خيانة أو يده إلى
حرام أو سارت قدمه إإلى سوء وما أروع أن تكون هذه الآية نصب أعيننا إذا أردنا القيام بما أنيط بنا من عمل
عزيزتي مؤشر من مؤشرات الإيمان ودلالة حرص العبد على طهارة بدنه وصحبة الملائكة له ففي الحديث الحسن
{ سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن }
الصحيحة 115
فاحرصي على المحافظة على الوضوء ما استطعت
عزيزتي الجنة سلعة الله الغالية ثمنها يدفعه المؤمن مقدما في هذه الحياة يسير على من يسره الله عليه
ومن موجبات دخولها ما جاء في صحيح مسلم 576
{ مامن أحد يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلا وجبت له الجنة }
فهلا اشتريت الجنة بركعتين
جزاك الله الجنة
وما قرب إليها من قول أو عمل والمسلمين….
اسأل الله العلي القدير ان يرحمنا
ويتجاوز عنا سيئاتنا
ومااقترفناه في حق انفسنا
من ذنوب ومعاصي
وان يقينا عذاب القبر وعذاب النار
وان يدخلنا جنات النعيم
مع الصديقين والابرار
اللهم آمين ….اللهم آمين