تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » أقول لمن يُبتلى

أقول لمن يُبتلى 2024.

دار دار
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه
أجمعين

دار دار

أقول لمن يُبتلى
دار دار
الأحاديث الواردة
في الصبر على البلاء
فهي كثيرة
ومنها
قوله صلى الله عليه وسلم
"أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل.."
( حديث صحيح).
ومنها
قوله صلى الله عليه وسلم
مثلا:
"عجبا لأمر المؤمن إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن، إن أصابته سراء شكر، فكان خيرا له، وإن أصابته ضراء صبر، فكان خيرا له"

(رواه الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب بن سنان رضي الله عنه).

وقد قال الله سبحانه
في كتابه الكريم
{وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ
مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ}.
(سورة البقرة )
لا يخفى على أحدٍ أنَّ الحياة الدنيا مليئة بالمصائب والبلاء
وأنَّ كل مؤمنٍ ومؤمنةٍ عرضة لكثيرٍ منها
فمرة يُبتلى بنفسه ومرة يبتلى بماله، ومرة يبتلى بحبيبه
وهكذا تُقلَّب عليه الأقدار من لدن حكيم عليم.

ونجد أحيانا أن البلاء يشتد على أهل الإيمان أكثر مما يحصل لغيرهم
وإذا لم يحمل المؤمن النظرة الصحيحة للبلاء فسوف يكون
زلُه أكبر من صوابه
ولا سيما أن بعض المصائب تطيش منها العقول لضخامتها وفُجاءَتها

ولابد للمسلمة أن تستشعر الحكمة من البلاء لأن الله
سبحانه وتعالى لا يبتلينا
ليعذبنا، بل ليرحمنا.

وأن على المؤمنة أن تنظر إلى البلاء-
سواءً كان فقداناً للمال أو الصحة أو الأحبة-
من خلال نصوص الكتاب والسنة على أنه

أولاً
أمتحان وابتلاء
نعم أمتحان وأبتلاء فنحن
في قاعة امتحان كبيرة
نُمْتحن فيها كل يوم فما هذه الدنيا إلا دار بلاء واختبار
والآخرة هي دار الجزاء
وكلنا ممتحن في كل
ما نملك وفي كل ما يعترينا
في هذه الحياة حتى نلقى الله.

وقال جل ذكره
{أَحَسِبَ الناسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا ءامَنا وَهُم لاَ يُفتَنُونَ (2) وَلَقَد فَتَنا الذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَن اللهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَن الكَـاذِبِينَ}.
[ العنكبوت: 2-3 ].

وليس في هذه الدنيا
من لا يمتحن.

ثانياً
هذا البلاء قسمة وقدر
إنَّ الله تعالى قسم بين الناس معايشهم وآجالهم
قال تعالى
{نَحنُ قَسَمنَا بَينَهُم معِيشَتَهُم في الحَياةِ الدنيَا}
[الزخرف: 32 ].
فالرزق مقسوم، والمرض مقسوم، والعافية مقسومة
وكل شيء في هذه الحياة مقسوم.
فارضَ بما قسم الله لك يا عبد الله، ولا تجزع للمرض
ولا تكره القدر
ولا تسب الدهر فإن الدقائق والثوانـي والأنفاس كلها بيد الله تعالى
يقلبها كيف يشاء.

وما دام الأمر كذلك فسلِّمي أمركِ لله أيها المبتلية
وأعلمي أنَّ ما أصابكِ لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك
وأن من تريدِ أن تكون الحياة على حال واحدة
فكأنما تريدِ أن يكون قضاء الله تعالى وفق هواها وما تشتهيه.

وهيهات هيهات.

ثالثاً
أن هذا البلاء خير ونعمة بشرط وأياً كانت هذه القسمة
وهذا الامتحان فهو خير للمؤمن وليس لأحد غيره
ولكن بشرط الشكر على النعماء، والصبر على البلاء.
وفي
الحديث الصحيح
"عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له"
[ رواه مسلم ].

وما أصدق الشاعر
إذ يقول
قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت……….
ويبتلي الله بعض القوم بالنعم.

وأجمل من ذلك
قول الحق سبحانه وتعالى
{ فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ خَيراً كَثِيراً. [النساء:1]
وقوله:
{ وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لكُم وَعَسَى أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ}.

لذا فأعلمي يا أختي أنه إنَّما ابتلاكِ الذي أنعم عليك
وأخذ منكِ الذي أغدق عليكِ.
وليس كل ما تكرهه نفسكِ
فهو مكروه على الحقيقة
ولا كل ما تهواه نفسكِ
فهو نافع محبوب
والله يعلم وأنتِ لا تعلمي.

يقول بعض السلف
"إذا نزلت بك مصيبة فصبرت كانت مصيبتك واحدة.
وإن نزلت بك ولـم تصبر
فقد أُصبت بمصيبتين
: فقدان المحبوب، وفقدان الثواب".

رابعاً:
أن هذا البلاء محطة
تمحيص وتكفير:
نعم، الابتلاء محطة
نتوقف فيها برهة من الزمن
فإذا بأدران الذنوب والمعاصي تتحاتّ منا كما يتحات ورق الشجر؛ إذ المؤمن يُثاب على كل ضربة عرق، وصداع رأس، ووجع ضرس، وعلى الهم والغم والأذى، وعلى النَصَب والوَصَب يصيبه، بل وحتى الشوكة يشاكها.

وفي الحديث
"ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ – وهما المرض والتعب – ولا همٍ ولا حزنٍ ولا غمٍ ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه"
[متفق عليه].

خامساً
أن هذا البلاء رفعةٌ للدرجات
إن البلاء يعتري المسلم فيمحو منه – بإذن الله-
أدران الذنوب والمعاصي
إن كان مذنباً مخطئاً
– وكل أبن آدم خطَّاء كما مرَّ معكِ وإن لم يكن كذلك
فإن البلاء يرفع درجاته ويبوِّئه أعلى المنازل في الجنة.

وقد جاء في الحديث
أن الله عز وجل يقول لملائكته
إذا قبضوا روح ولد عبده:
"قبضتم ثمرة فؤاده؟
فيقولون: نعم.
فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول: ابنوا لعبدي بيتـاً في الجنة وسمُّوه بيت الحمد"
[ رواه أحمد وحسنه الألباني ].

ويقول سبحانه في الحديث القدسي
"ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صَفِيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة"
( رواه البخاري)

دار دار
جزاك الله كل خير
وبارك الله فيكِ وادخلكِ الله الفردوس الاعلى
تحياتي
دار

دار
دار
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.