معاً ضد السرطان ,, سرطان البنكرياس 2024.

أنجاز طبي .. تدمير سرطان البنكرياس بالموجات الصوتية
بات بالإمكان القضاء على سرطان البنكرياس عن طريق حرقه عبر ثلاث جلسات بالمستشفى، تستغرق كل واحدة منها عشر دقائق فقط، إذن يكفي نصف ساعة فقط لتدميره بالكامل.
ويعود الفضل في ذلك الى تقنية يستعملها الجراحون في مستشفى سان ماتيو في مدينة بافيا، في السابق كانت هذه التقنية "الصوتية-الحرارية" مطبقة على المصابين بسرطان الرئة والكلى بيد أن تطبيقها لحرق سرطان البنكرياس أعطى نتائج واعدة آلت الى شفاء أول مريضة مسنة إيطالية منه. وتتطلب التقنية بنجاً موضعياً فقط.
بالنسبة لسرطان البنكرياس، فان الجراح يعمل على استئصال رأسه، في المقام الأول، قبل تفتيته شيئاً فشيئاً، أما في المرحلة التي تسبق وتلي هذه العملية، فان نسبة الوفيات تبلغ 10 في المئة تقريباً، كما أن فترة البقاء بالمستشفى طويلة.
في أي حال، تتمحور التقنية حول إدخال إبرة ساخنة لحرق سرطان البنكرياس. يتم إدخال الإبرة من خلال الجلد ويقودها الجراح الى البنكرياس عن طريق صور الموجات الصوتية.
بعدها، يقوم الجراح بغرز رأس الإبرة – الالكترود داخل الكتلة الورمية الخبيثة بالبنكرياس. ان هذه الإبرة نحيفة ومعزولة بواسطة مادة بلاستيكية، ماعدا رأسها.
ويتم ربط الإبرة بمولد لموجات صوتية مركزة عالية التردد لا تستطيع الأذن البشرية سماعها، عندما تصل الموجات الصوتية الى الكتلة الورمية فإنها تقوم بتحرير حرارة عالية للغاية، من دون إلحاق الضرر بالأنسجة السليمة، تسبب بتنكرز(موت) الخلايا السرطانية والأوعية الدموية التي تغذيها.

أثبتت دراسة أمريكية حديثة أن سرطان البنكرياس ينمو وينتشر بصورة أبطأ كثيرا مما كان يظن العلماء إذ تصل فترة نموه وانتشاره منذ بدء تكونه وحتى نهاية حياة المريض لنحو 20 عاما أو يزيد ما يعني أنه مرض قابل للعلاج.
وأوضحت كريستين دوناهو الباحثة بمركز جون هوبكنز لأبحاث سرطان البنكرياس أن الدراسة تعني أن اتباع استراتيجية للكشف المبكر عن المرض سيكون لها تأثير هام على النتائج وسوف تحول مرض سرطان البنكرياس من تصنيف المرض المهلك لمرض قابل للعلاج بل ويمكن تجنبه مثل سرطان القولون معربة عن تفاؤلها بالتقدم بخطوات واسعة للوصول لطرق علاج مؤثرة لهذا المرض.
وقالت دوناهو .. كان هناك اعتقاد بأن سرطان البنكرياس هو مرض عدواني ولا يجد الطبيب ما يفعله لإيقافه لكن ثبت الآن أن هناك الكثير يمكن عمله وعلينا ان نبدأ الآن.
ويتوقع المركز القومي للسرطان في الولايات المتحدة الأمريكية أن يتم تشخيص 43 ألف حالة مصابة بسرطان البنكرياس في أمريكا نهاية العام الجاري وسوف يموت منهم ما يقرب من 37 الف حالة بسبب المرض حيث ثبت أن غالبية الحالات تم تشخيصها بعد أن انتشر السرطان لأعضاء بعيدة لذا فإن القليل من المرضى يظهر عليهم الاستجابة للعلاج سواء بالجراحة أو العلاج الكيمائي أو الإشعاعي.
وتركز الدراسة التي أجراها مركز هوبكنز على تحديد ما إذا كان سبب هذه النسبة العالية من الوفيات يرجع للانتشار السريع للمرض أو لتأخر تشخيصه وكشفه حيث استطاع الباحثون التعرف على جزيئات مميزة من الخلايا السرطانية في الأورام الأولية التي ظهرت منذ أعوام طويلة قبل انتشار السرطان بأجزاء أخرى من الجسم من خلال تحليل عينات من أنسجة سبعة مرضى بعد وفاتهم مباشرة بسبب سرطان البنكرياس.
وتمكن الباحثون باستخدام نموذج حسابي من تقدير متوسط 20 عاما منذ بدء تكون الورم حتى حدوث الوفاة من سرطان البنكرياس ما يعني إمكانية الوصول إلى طرق فعالة للتعرف على وجود الورم وتشخيصه قبل ظهور الأعراض بأعوام.
بدوره قال جيمس أبروزيس رئيس قسم طب الأورام بمركز أندرسون للسرطان بجامعة تكساس إن الدراسة تبرز ضرورة الجهود التي يبذلها الكثير من الباحثين لايجاد طرق أفضل للكشف المبكر عن سرطان البنكرياس.
وأشار أبروزيس إلى ان الباحثين اثبتوا أن نسبة 5 إلى 10 بالمئة من المرضى لهم تاريخ وراثي مع المرض مؤكدا أن الدراسة كشفت الكثير عن التأثيرات الجينية على الأمراض وتأثير أسلوب الحياة مثل التدخين والسمنة ومرض السكر في الإصابة بالكثير من الأمراض كذلك.
وأعرب أبروزيس عن اعتقاده أن الباحثين سوف يتمكنون من اكتشاف طرق لتقليل مخاطر هذا المرض خلال العشر سنوات القادمة.
ويعد مرض سرطان البنكرياس من أكثر الأورام الخبيثة المميتة إذ لا تتجاوز نسبة الناجين منه 5 بالمئة بعد تمام العلاج وكان يعتقد أن المرض مميت بسبب سرعة نموه ولكن الدراسة الحديثة كشفت العكس تماما.