ضرب الطفل لأمه .. مشاهدات وعلاج
ضرب الطفل لأمه .. مشاهدات وعلاج
من المناظر المزعجة والمقلقة التي أصبحنا نراها كثيرا وخاصة في المتاجر رؤية طفل يضرب أمه ويصرخ في وجهها وقد يتبعه ذلك تشنج وركل، وقد يصل الأمر الى شد شعر الأم.
تختلف ردود فعل الأمهات فمنهن من يتعامل بعصبية واخريات قد يتجاهلن الموضوع برمته، الا ان القلق والحرج عامل مشترك لجميع الامهات حيال هذه السلوكيات السيئة للطفل.
شادية غيث، أم تشتكي من ابنها البالغ من العمر خمس السنوات حيث يمارس معها سلوكيات عدائية كثيرة، كالضرب وشد الشعر والصراخ والتطاول عليها بالشتائم، مؤكدة انها اتبعت معه اسلوب حرمانه من العابه المفضلة، الا أن الأمر تطور الى عناد وتحد.
وتقول: «لا يتبع طفلي تلك التصرفات المحرجة، والمؤلمة، الا معي، حتى انه يقابل قسوة ابيه بكل بهدوء وسكينة، وهذا يؤكد خوفه من والده، الذي يعامله بقسوة ويردعه بقوة.
وتضيف: «كوني أما لا اتبع معه اسلوب القسوة او حتى الضرب واحاول ان اجد اسلوبا تربويا يردعه عن سلوكه العدواني هذا معي، وقد قمت باستشارة احدى المربيات في احدى المدارس، وقد نصحتني بألا اعطيه اي اهتمام والا اتعامل معه بعنف وأن أبتعد عن ردود الفعل القاسية حتى يستطيع ابني ان يعدل من سلوكه خاصة اذا شعر بأن سلوكه العدواني لا يجد اي نتيجة او ردة فعل من قبلي».
يسبب الاحراج والخجل
وعن ولدها قالت رنا الدجان: إن ابنها معتز والبالغ من العمر ثلاث السنوات كان كثيرا ما يتطاول عليها وخاصة بشد شعرها او إبعادها عنه بالضرب خاصة امام الضيوف او عند الذهاب لزيارة احد، وكانت تتلقى الضربات عند محاولتها احتواء فورة الغضب لديه، الامر الذي اصبح يسبب لها الاحراج والخجل امام الاخرين، موضحة انه زاد الامر عن حده ولم تعد تحتمل امورا كهذه ما جعلها تضطر الى حرمانه من الخروج معها او شراء الالعاب له، وقد أثمرت هذه السياسة معه، فقد اصبح أكثر هدوءا واحتراما لها.
عصبية وضرب
وتخالفها الرأي راية الرشيدي حيث تذكر ان ابنتها مريم البالغة من العمر اربع سنوات، كانت تتعامل مع والدتها بالضرب والعصبية، الا انها كانت تقابل والدها واخوانها بالهدوء والانسجام، وتؤكد راية ان هذا المسلك العدواني اكتسبته من الحضانة، وقد اصبحت ابنتها تتجنب الأم فما كان من راية الا اتباع اسلوب التحدث معها بابتسامة واحضار ما تحبه من الالعاب والطعام، وهذا اعاد بناء جسور المودة والسكينة بينهما.
حاجات الطفل النفسية والعاطفية
من جانبه ينصح الدكتور سري ناصر اختصاصي علم الاجتماع في الجامعة الاردنية الآباء وبوجه خاص الامهات عامة بضرورة إشباع حاجات الطفل النفسية والعاطفية الامر الذي قد يجعله يتخلص من هذه العادة بالتدريج مع عدم اللجوء إلى استخدام العنف والقسوة والضرب مع الطفل لأن هذا الاسلوب لا يؤدي الا الى تعزيزالعدوانية لدى الطفل، فالوالدان بذلك ينقلان قلقهما إلى طفلهما وبالتالي يزداد توتره وعدم إحساسه بالأمان فيزداد تعلقا بهذه العادة التى تشبع حاجته النفسية والعاطفية.
مبينا أن العادة السيئة هى نمط سلوكي متكرر يقوم به الطفل دون وعي، لذلك يحتاج الى توجيه سلوكي صحيح باسلوب تربوي يبعده عن ذلك، مشيرا الى ان الطفل بطبعه عنيد في السنوات الاولى وبالحرمان والضرب يعمق طبيعته مولدا لدى الطفل الاعتقاد بأن هذا هو الاسلوب الامثل في التعامل مع الأخرين.