يتميز الأطفال بالحركة المستمرة والرغبة في اللعب والجري، وقد يصعب في أحيان كثيرة
على الأم إطعام أطفالها، أو جعلهم ينامون في موعدهم بشكل هادئ،
ولاشك أن الطفل قليل النشاط والحركة بشكل واضح هو طفل غير طبيعي،
ولكن إذا زادت حركة الطفل عن المعقول، وأصبح يتلف مما تطاله يده، وصار تركيزه ضعيفًا،
فانتبهي أيتها الأم لهذه الأعراض،
فقد تكون مؤشرًا على حالة الطفل «الهيبرأكتف»
أو الذي يعاني من فرط الحركة، ونقص الانتباه، فمن هو هذا الطفل؟
وكيف نتعامل معه ؟
سؤال إجاباته في هذا التحقيق:
مندفع ومتهور.. من هو الطفل الهيبرأكتف؟
يجيب الدكتور يسري عبد المحسن – أستاذ الطب النفسي بجامعة القاهرة – على هذا السؤال
فيقول: إنه الطفل المصاب بنقص الانتباه، وفرط الحركة، أو هو الطفل قليل الانتباه، وكثير الحركة،
فهذا الطفل لا يستقر على حال، أو في مكانه، ولو لبعض الوقت، فهو كالفراشة ينتقل من مكان لمكان،
وهو شديد الاندفاع والتهور، وقد يعرض نفسه للمخاطر دون أن يفكر بالنتائج.
وتضيف الأستاذة هداية الله أحمد – الخبيرة التربوية – في كتابها موسوعة التربية العلمية للطفل:
إن هذا الطفل يجد صعوبة في التأقلم مع الأوضاع الجديدة
مثل:
النوم المبكر، والاستيقاظ في وقت محدد، وارتداء الملابس للخروج، وتناول الطعام في أوقات بعينها،
فهو يتضور جوعًا بين الوجبات، ولا يكون جائعًا عند الطعام، ولا يكون مرهقًا عند النوم، ب
ل متعبًا في الصباح، كما أنه يشعر بالملل السريع من الألعاب، ويبحث عن تعلم مهارات جديدة.
وترصد " ريتامرهمج " – أستاذة علم النفس في الجامعة الأمريكية ببيروت –
خصائص أخرى للطفل مفرط الحركة منها:
– حب المغامرة والمخاطرة، فهو لا يخشى المجهول.
– سهولة الاتصال بالآخرين، حتى الأشخاص غير المألوفين.
– التقلب المزاجي نتيجة سرعة انفعاله بالظروف المحيطة به.
– تعمد التصرف بشكل يثير انتباه المحيطين به.
أما في المدرسة فنلاحظ الخصائص التالية:
– مستواه المدرسي غير مستقر «تأرجح بين العلامات الممتازة والضعيفة».
– إنجازه بطيء ولا ينهي واجباته ولا يهتم بنوعية عمله.
– طاولته دائمًا غير مرتبة.
– يفقد غالبًا أشياءه في المدرسة أو ينساها في البيت.
– خطه ردئ (يمزج الأحرف الكبيرة بالأحرف الصغيرة، ولا يتقيد بالهوامش والأسطر، ويكثر من استعمال الممحاة، كما أنه يطئ الكتابة وسريع التعب).
كيف نتعامل معه؟
ينبه د. يسري عبد المحسن كل أم إلى أن هناك أعراضًا يجب الانتباه إليها
إذا استمرت ملازمة لسلوك الطفل ستة أشهر متوالية، وهي:
– الحركات الدائمة في اليدين والقدمين أثناء الجلوس.
– عدم الاستقرار في المكان مهما طلب منه ذلك.
– فقد الانتباه بمجرد وجود مثير خارجي.
– عدم انتظار الدور في الألعاب الجماعية وتعجل ذلك.
– عدم تتبع وتنفيذ التعليمات الخاصة بإنهاء عمل ما، وتشتت تركيزه وانتباهه أثناء اللعب أو العمل.
– الانتقال من عمل إلى آخر دون إنجاز العمل الأول وهكذا.
– اللعب بصخب وعصبية.
– الثرثرة وكثرة التدخل في شؤون الآخرين ومقاطعتهم أثناء الحديث واللعب، وعدم الإنصات.
– الثقة بالنفس وعدم تحمل المواقف الصعبة.
ويضيف إن أعراض المرض تبدأ في سن خمس سنوات، ثم تصبح أكثر وضوحًا
في سن المدرسة (6-12)،
وترجع إما إلى أسباب وراثية، أو لنقص المادة الموصلة لنشاط الأعصاب بالمخ، أو لسوء التغذية.
ويوضح د. يسري عبد المحسن
طريقة التعامل مع الطفل مفرط الحركة، مشيرًا إلى أنها تتوزع على جانبين:
علاجي بإعطاء الطفل منشطات الجهاز العصبي،
ونفسي وسلوكي وأسري عبر الجلسات النفسية التي تدربه على التركيز وتعدل سلوكه
، بحيث يمكنه الجلوس لفترة طويلة، أو الوقوف في طابور المدرسة،
ومراعاة النظم المنزلية والمدرسين بشكل عام.
وتضيف الأستاذة هداية الله:
إن مثل هذا الطفل يجب أن يُعطى مجالاً لإخراج طاقته الزائدة،
وإشراكه في رحلات ونزهات ليجري ويلعب وينطلق دون تدمير أو إفساد، أو إضرار بنفسه أو غيره.
كما يحتاج هذا الطفل لوجبات صحية وخفيفة وصغيرة، دون إلزامه بمواعيد تناول الأسرة للوجبات.
كذلك تجب مراعاة قدرات الطفل الذهنية والاستيعابية في مرحلة الدراسة
مع مساعدته في التنفيس عن طاقاته، واستغلال فترة هدوئه بالمطالعة والحكايات،
والألعاب المبتكرة، والأنشطة الحركية.
كما يحذر د. يسري عبد المحسن
من تناول هؤلاء الأطفال الشكولاته، والكاكاو، والكولا، والأغذية المحفوظة
، لأنها تؤدي إلى فرط النشاط أيضًا، مشيرًا إلى أن تدريب الطفل
ذي النشاط المفرط على أنشطة ترويحية يحسن مزاجه،
ويشعره بالتميز والفخر والثقة بالنفس، ويعدل سلوكه غير المحبب.
داخل المدرسة
أما "ريتامرهمج " فتنصح الآباء والمربين بأخذ هذه النقاط في الاعتبار عند التعامل مع الطفل
ذي النشاط المبالغ فيه، خاصة في المدرسة:
– الاعتماد على الوسائل الملموسة المادية والحسية لتوصيل المعلومات له.
– خلال عملية التعليم يجب توفير الحوافز الفورية وعدم تأجيل تنفيذ الوعود.
– اعتماد محيط واحد للتعليم، وغرفة معينة في المنزل، وطاولة واحدة للدرس
، وذلك لخلق شعور بالأمان عنده، وربط هذا الشعور بعملية الدرس.
– التأكد من عدم يوجود مثيرات خارجية في هذا المحيط
(عدم تشغيل التليفزيون أو الراديو خلال الدرس، وعدم السماح للإخوة أن يلعبوا في نفس الغرفة).
– عدم انتقاده عندما يقوم بأخطاء (فالخطأ بالنسبة له يعني الفشل)،
بل تجاهل الأخطاء، وحثه بالتشجيع والمثابرة على النجاح،
واستعمال وسيلة التصحيح الذاتي ليدرك أخطاءه.
– استخدام ساعة خلال الدرس ليدرك مفهوم الزمن بشكل ملموس،
ولحثه على تنظيم وقته، ولا بد من إشراف الأم
أو أي شخص مسؤول في المرحلة الأولى لمساعدة الولد على هذا التنظيم،
ويمكن تقليص هذا الإشراف تدريجيًا عندما يعتاد الطفل على هذا النظام.
– تنظيم حياته اليومية باعتماد روتين مريح وواضح، يساعد على الحد من التصرفات العشوائية،
ويوجه نشاطه المفرط ضمن قنوات سلوكية منضبطة.
– مساعدته على الوصول إلى استقلالية أكبر في حياته، فالاستقلالية تساعده على ضبط
حركاته بتسلسل، بحيث يتعلم الطفل أن لكل حركة يقوم بها وظيفة معينة وهدف محدد.
– غالبًا ما يعاني الطفل من صعوبة في إدراك الاتجاهات (وراء – أمام – تحت – فوق- يمين – يسار)،
لذلك فمن الضروري إخضاعه لبرنامج مكثف من التمارين النفسية الحركية على يد اختصاصيّ في المجال.
– تأمين التواصل المستمر بين المدرسة والبيت حول إنجازات الطفل الإيجابية داخل الصف وفي البيت.
– التأكد من استخدام أسلوب موحد للتعامل معه في المدرسة، أي أنه يجب على جميع المعلمات المشرفات على الولد أن يدركن حالته ويتعاملن معه بالطريقة ذاتها.
– مساعدة الطفل على بناء علاقات سليمة مع الرفاق في الصف.
– إعطاء بعض المسؤوليات للطفل داخل الصف، وكذلك في البيت.
– التأكد من أن مقعد الطفل في الصف موجود في موقع خال من المثيرات الخارجية
التي قد تلهيه عن التركيز، ومن المفضّل إجلاسه قريبًا من المعلمة.
((منقول ))
بارك الله فيكي اختي
وأنتظره دائماً
كوني بالقرب دائماً لك كل الود
بحر الجود
فى انتظار الجديد منك دائما
وازددت تشريفا بتعطيرك لها
لكِ من عطر الصفحة عزيزتي ما يفوح من شذاها
ودمتٍ بخير وعافية