من ابرز المشكلات في مرحلة الطفولة مشكلة الكذب وهي من المشاكل التي تؤثر على نمو الطفل اجتماعيا ونفسيا ولكن المشكلة تكمن في أن اغلب المربين والوالدين غالبا مايصنفون الكذب لدى الطفل في دائرة واحده ويتعاملون معه تعاملا واحد
ولكن الكذب الذي يصدر من الطفل ليس واحد وله عدة تصنيفات ومن المهم عند محاولة علاج الكذب معرفة نوع الكذب والغرض منه
ومن أشهر تصنيفات الكذب تصنيفه على أساس الغرض الذي يدفع الطفل لممارسته
الكذب الخيالي
غالبا مايكون لدى المبدعين وأصحاب الخيال الواسع فالطفل قد يتخيل شيئا ويحوله إلى حقيقة
وهذا اللون لايعتبر كذبا حقيقيا ودور المربين هنا التوجيه للتفريق بين الخيال والحقيقة بما يتناسب مع نمو الطفل ومن الخطأ هنا اتهامه هنا بالكذب أو معاقبته عليه
الكذب الادعائي
يلجا له الطفل لشعوره بالنقص أو الحرمان.وفيه يبالغ بالأشياء التي يمتلكها فيحدث الأطفال انه يملك ألعابا كثيرة أو يحدثهم عن والده وثروته
والذي يدفع الطفل لممارسة الكذب الدعائي أمران :
الأول:المفاخرة والمسايرة لزملائه
الثاني:استدرار العطف من الوالدين أو الآخرين ويكثر هذا النوع عند من يشعرون بالتفرقة بينهم وبين إخوانهم
وينبغي للمربين هنا تفهم الأسباب التي أدت إليه والتركيز على تلبية الحاجات التي فقده الطفل فألجاته لممارسة هذا النوع من الكذب دون التركيز على الكذب نفسه
الكذب الغرضي
ويلجا له الطفل حين يشعر بوجود حائل بينه وبين تحقيق أهدافه
الكذب المرضي أو المزمن
وهو الكذب الذي تأصل لدى الطفل وأصبح عاده مزمنة عنده ويتسم الطفل هنا بالمهارة في ممارسة الكذب حتى يصعب اكتشاف صدقه من كذبه
علاجه
الكذب سلوك مكتسب فهو لاينشا مع الانسان انما يتعلمه ويكتسبه ,ومن هنا كان لابد للمربين الاهتمام بتربية ابنائهم على الصدق ,والحد من حالة الكذب التي تنشا معهم حتى لاتكبر وتصبح جزءا من سلوكهم يصعب عليهم التخلي عنه او تركه
من الوسائل المهمة في علاج الكذب
تبيان قيم الصدق وغرس الأخلاق الاسلاميه وتوضيح بان الكذب يغضب الله والوالدين ويسلب رضاهم ورضا المجتمع
توضيح عواقب الكذب له بطريقه دافئة وحنونة ونصحه في الخفاء وليس أمام الآخرين
تلبية حاجات الطفل سواء كانت جسديه أو نفسيه أو اجتماعيه فكثير من مواقف الكذب تنشا نتيجة فقده لهذه الحاجات وسعيه لإشباعها
المرونة والتسامح مع الأطفال وبناء العلاقة الودية فإنها تهيئ لهم الاطمئنان النفسي بينما تولد الأساليب القاسية الاضطراب والخوف
تفهم الاسباب التي ادت به الى الكذب وتصنيف الكذب الذي يمارسه فالتعامل مع الكذب الخيالي يختلف عن الغرضي او المرضي المزمن
البعد عن استحسان الكذب لدى الطفل أو الضحك منه ,فقد يبدو في احد مواقف الطفل التي يكذب فيها مايثير إعجاب المحيطين به وضحكهم فيعزز ذلك من الكذب لديه
القدوة الصالحة بان يتجنب المربين الكذب أمام الطفل أو أمره به كما يحصل من بعض الوالدين كإعطاء أعذار غير صادقه لمن يتصل بالهاتف أو يطرق الباب
ومما يتأكد في ذلك تجنب الكذب على الطفل ذاته وقد نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم ,فعن عبدا لله بن عامر رضي الله عنه انه قال :دعتني أمي يوما ورسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد في بيتنا ,فقالت :هاتعال اعطيك فقال صلى الله عليه وسلم :ومااردت أن تعطيه ؟قالت أعطيه تمرا فقال صلى الله عليه وسلم أما انك لو لم تعطه شيئا لكتبت عليك كذبه )
مراعاة سن الكذب فالطفل في السن المبكره لايفرق بين الحقيقه والخيال