احبتي احببت ان انقل لكم هذا السؤال نظرا لكثره الاشخاص الذين يعانون من الفوضويه في الحياه .فاحببت المساعده لهم بطرح هذا السؤال والاجابه.
السؤال _تقول السائله :
أنا فتاة في التاسعة والعشرين من العمر، وأعاني من كثير من المشكلات التي أحس أنها ستوصلني إلى الاكتئاب، حيث أصبحت في الآونة الأخيرة كثيرة البكاء، وأنتهز أي فرصة أو أي موقف لأبكي؛ حتى أنفس عما بداخلي وأرتاح ولو راحة لمدة قصيرة. أما مشكلتي الأساسية فهي أنني لا أعرف كيف أخطط لحياتي، فأنا فوضوية في حياتي كلها، سواء في المنزل أو في العمل أو في أي مكان أتواجد فيه، كما أني لا أستطيع أن أنجز أي عمل، وإذا أنجزته فيكون غير متقن، كثيرة الملل كسولة جدا. متقلبة الطباع فأحيانا أكون نشيطة جدا، وأقرر أن أجدد حياتي، وأن أبدع في عملي (فأنا مدرسة) ولكن بعد فترة قصيرة أتراجع عن كل ما أردت أن أقوم به . فكثير من الأفكار المبدعة تكون لدي، ولكن الكسل والملل يجعلاني أقف في مكاني مجرد كلام دون أفعال .
كل ما أريده هو كيف أخطط لحياتي؟ كيف أنظم نفسي؟ كيف أطرد الملل والكسل عني لأطور ذاتي؟ كيف أقلل مما أنا فيه من الفوضوية في كل شيء؟ أرشدوني مأجورين.
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
– عزيزتي السائلة: تحتاجين إلى إعطاء الأمور حجمها الذي تستحقه، فعدم التنظيم والفوضوية، والشعور بالكسل والملل مشكلة شائعة، ولا تقتصر عليك وحدك في هذا الكوكب. إنك ترين الأمور بعدسة تضخم لك قدر المشكلة التي تعانين منها، وهذا قادك نحو الاضطراب المزاجي، والشعور بغياب الهدف ، والإحباط، إنه نوع من القسوة على الذات المضعف للتماسكك النفسي.
لقد أعجبتني عبارتك "أطور ذاتي" ما تحتاجينه مساعدة الذات لا تدميرها بنمط من التفكير السلبي الذي تبنيتِه منذ سنوات عديدة، وأصبحت أسيرة بسلسلة من التصرفات تترجم هذا التفكير يوميا.
– الآن خذي نفَساً عميقاً ثلاث مرات متتالية، وقولي: " أنا قادرة على إدارة حياتي بطريقة محفزة ومنظمة"، رددي هذه العبارة بعزم؛ حتى تصبح هدفاً لك، اختاري صورة ذهنية محببة لك، واربطيها بتلك العبارة الإيجابية، وإن كنت غير قادرة على إنشاء صورة إيجابية يمكن الاطلاع على صور، واختيار الصورة التي تثير دافعيتك نحو التغير، اكتبي العبارة الإيجابية السابقة وضعيها في مكان تقع عيناك عليه غالبًا، مثل المرآة أو مكتبك.
– حددي هدفاً يتفق مع ميولك، ثم قومي بتجزئتة إلى أهداف قصيرة المدى.
– اجعلي هدفك واضحاً في ذهنك، وتُفضَّل كتابته.
– اختاري هدفاً واقعياً، واحذري الأهداف المستحيلة، فهي فخ يجعلك يائسة من إمكانية تحقيق ما تريدين.
– ينبغي أن يكون الهدف مناسباً للزمن الذي قدرتِه لإنجازه .
– ضعي خطة لتحقيق الهدف، والتعرف على معوقات تحقيق الهدف لتجاوزها.
– بعد إعداد خطة الهدف والزمن عليك البدء مستعينة بالله، ويمكن أن تختاري صديقة لديها ميول نحو هدفك تتمتع بدافعية عالية لتكون مشجعة لك، رغم ثقتي بمقدرتك الذاتية على القيام بذلك بمفردك؛ فأنت معلمة، ولديك أهداف يومية في مهنتك تمكنتِ من تحقيقها بنجاح.
– بالنسبة لشعورك بالملل فهو جرس إنذار أن هناك طاقة إبداعية متذمرة على المألوف تحتاج إلى متنفس ملائم، لذلك تمر بك أيام تراودك أفكار إبداعية، فمشاعر الملل ليست سيئة، إنها محفزة لرؤية جديدة.
– أما الكسل فهو شعور سلبي هدفه إبقاؤك حيث أنت، وهو نوع من مقاومة التغيير الإيجابي يعود لعدة عوامل، منها الإحباط والخوف من الفشل، التنشئة الاجتماعية السلبية التي عودت البعض في مرحلة الطفولة عدم القيام بأي دور، وبالتالي عدم الإحساس بقيمة الهدف والركون إلى الكسل، وحتى تتعرفي على السبب الحقيقي وراء الشعور بالكسل عليك الاقتراب من ذاتك من خلال الكتابة والخوض في مشاعرك القديمة والحديثة، كما يمكنك محاورة الكسل للتعرف على دوافع مهاجمته لك.
– وأخيرا كوني فخورة بنفسك، وبمحاولتك لتغيير ذاتك، ولا تنسي إهداء نفسك هدية تحبينها بعد إنجازك لأي هدف تحققينه؛ لأنك جديرة بذلك. وفقك الله.
بارك الله فيك اختي على الموضوع القيم
شـكــ وبارك الله فيك ـــرا لك … لك مني أجمل تحية .
جزاكى الله الف خير