الإعجاب بين الفتيات أسبابه وعلاجه
ظاهرة سيئة وغريبة على مجتمعنا الإسلامي انتشرت بين بعض الفتيات تُسمى الإعجاب هذا الداء العضال الذي يجب علينا تداركه وعلاجه قبل أن يفتك بفتياتنا أمهات المستقبل.
أرَى بَيْن الرّمَاد وَمِيضَ جَمْرٍ *** وَأَخْشَى أَنْ يُكونَ لَهُ ضِرامُ
أسباب مرض الإعجاب
1- ضعف الوازع الديني والفراغ الروحي، وهو خلوُّ النفس من محبَّة الله والتعلُّق به وكثرة ذِكره سبحانه وتعالى.
2- الفراغ العاطفي: التي تدعيه الفتاة، حيث أنَّ بعض الفتيات مصابة بالنهم العاطفي، فهي تريد من والديها أكبر العطف ولو على حساب إخوانها، فهي لا تفكر إلا في نفسها فقط، فإذا وجدت والديها مشغولين عنها بعض الشيء حاولت أن تفرغ هذه العاطفة في التخالل مع فتاة مثلها أو مع ذئبٍ بشريٍّ فتحطِّم نفسها بنفسها.
3- الرفقة السيئة: وهذا من أعظم الأسباب في جميع المعاصي قال تعالى: {وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَى يَدَيْهِ يَقُولُ يَا لَيْتَنِي اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلًا * يَا وَيْلَتَى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِيلًا}
[الفرقان: 27، 28].
4- ضعف شخصية الفتاة وضعف الهمة لديها: وهذا ناتج عن خلل في التربية، حيث أصبحت فريسة سهلة لكل داع وداعية للشر.
5- ضعف القدوة: حيث اضمحلَّت القدوة الحسنة عند كثير من الفتيات فأصبحت تقتدي بكل فتاة تتابع الموضة والأزياء.
أضرار الإعجاب
1- عدم كمال الإخلاص لله، والخشية من الوقوع في أعظم ذنب وهو الشرك بالله.
2- خلوُّ القلب من خشية الله عزَّ وجل ومحبته وتتحوَّل محبة الفتاة وخشيتها إلى فتاة مثلها.
3- إضاعة الوقت فيما لا طائل منه ولا فائدة.
علاج مرض الإعجاب
1- تحقيق التوحيد بأنواعه: وكمال المحبة لله والتعلق به سبحانه وتعالى وطاعته والانقياد له، قال تعالى:
{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ}
[الذاريات: 56]
ومن عبادة القلوب المحبة الكاملة لله تعالى فمن صرفت ذلك لغير الله فقد كفر، قال تعالى:
{وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ}
[الزمر: 65].
2- مراقبة الله سبحانه وتعالى في السر والعلانية، قال تعالى:
{وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى * وَأَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرَى * ثُمَّ يُجْزَاهُ الْجَزَاءَ الْأَوْفَى}
[النجم: 39-41].
3- الانشغال بالأعمال الصالحة، وهو من أنجع الحلول، لأنَّ النفس إذا لم تشغلها بالحقِّ شغلتك بالباطل، فيجب على الفتاة المسلمة أن تجاهد نفسها على فعل الطاعة، قال تعالى:
{وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ}
[العنكبوت: 69]
وأعظم الأعمال الصالحة بعد الفرائض:
صلاة التطوع: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : «من صلَّى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بُني له بهن بيت في الجنة»
(رواه مسلم.) .
والصيام: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : «من صام يومًا في سبيل الله بعَّد الله وجهه عن النار سبعين خريفًا»
( رواه البخاري ومسلم) .
الصدقة: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : «والصدقة تطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار»
( رواه البخاري) .
الحج والعمرة: قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : «العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلاَّ الجنة»
( رواه البخاري) .
قراءة القرآن قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ * لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُورٌ}
[فاطر: 29، 30].
ذكر الله قال تعالى: {وَالذَّاكِرِينَ اللَّهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا}
[الأحزاب: 35].
وقال الرسول صلَّ الله عليه وسلم : «سبق المفردون» قالوا: وما المفردون يا رسول الله؟ قال: «الذاكرون الله كثيرًا والذاكرات»
(رواه مسلم.) .
4- حفظ الحواس عما حرم الله تعالى حيث إنَّ السمع والبصر هو السبب الرئيسي لهذه العلَّة التي تعاني منها المصابة بمرض الإعجاب.
قال تعالى:{حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ * وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
[فصلت: 20، 21].
5- مقاطعة الصديقات السيئات: وهو من أحسن الحلول؛ فالصحبة السيئة هي السبب في كثير من الأمور المحرمة، لذلك مقاطعة الصحبة السيئة سببًا أساسيًا في علاج المريضة بالإعجاب المحرم.
6- المبادرة إلى الزواج: إذا تقدَّم لها من ترضى دينه وخُلقه، ولا تحتج بالصغر وإكمال الدراسة، قال رسول الله صلَّ الله عليه وسلم : «يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنه أغضُّ للبصر وأحصن للفرج»
(رواه الشيخان) .
7- الخوف من سوء الخاتمة وتذكر ساعة الاحتضار .. قال تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آَيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ}
[الأنعام: 93].
وقال الرسول صلَّ الله عليه وسلم : «من مات على شيءٍ بعثه الله عليه»
(رواه الحاكم).
فاحذري يا أختي الفتاة بأن يأتيكِ الموت وأنتِ على هذا المنكر العظيم الذي يُغضب الله سبحانه وتعالى.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
من كتاب (وقفات مع أمل الأمة)
لأحمد عمران
غير منقول