يا عروس ..
هل ستقرئين كلماتي؟ أم أن لكِ موعداً مع المصممة ؟
هل ستمنحينني شيئاً من وقتكِ أم ستذهبين لتحضير خلطةِ التقشير ؟
أعتذر لتطفلي مع علمي المسبق بأنه لا وقت لديكِ فمن مركزٍ إلى سوق إلى نادٍ إلى عيادة..
أعانكِ الله يا عروس و يسر أمركِ و جملكِ في عيني زوجك..
اسمحي لي بدقائق من وقتكِ وأعدكِ بأني لن أزعجكِ مرة أخرى
فلدي كلام أشك أن صارحكِ به أحد قبلي ..
فمن محبتي لكِ كتبت لكِ هذه الكلمات التي لن يقولها لكِ أحد..
يا عروس ..
أي عروس لا تريد أن تظهر بأبهى حلة و أجمل منظر عند زوجها و أهله ؟! فهي محط الأنظار و حديث الألسن..
فلا شك أن هذا الهاجس لم يفارقكِ لحظة..
تذرعين الأسواق.. تقلبين البضائع.. تقارنين الأسعار.. بحثاً عن الجديد و المميز و "الأكشخ" كما يقال !!
و لعل المزاج قد تعكر لأجل بضائع المتاجر التي لم ترق إلى ذوقكِ..
معكِ حق فالأسواق قل فيها ما يرضي أذواقنا..
لكنها فرضت علينا ذوقها فرضينا بذلك!
و لعل هذا حملكِ على تجاوز بعض مبادئكِ و ما تربيتِ عليه،
فصرتِ تأخذين من البضائع ما لم تأخذيه في السابق !
أليس كذلك ؟ أتمنى أن تكون الإجابة منفية..
يا عروس أدرك و الله حاجاتكِ، فأنت داخلة على أناس جدد عليكِ بصفتك " زوجة لابنهم"
و تتمنين أن تظهري أناقتكِ عندهم .. أدرك هذا بحس الأنثى !
قد يتسلل إليكِ اليأس من البضائع الأنيقة الساترة.. فيحدثكِ هواكِ: خذي هذه القطعة ستظهركِ أنيقة..
و لن يضركِ قصرها البسيط.. فإن هذا فيه خلاف و الخلاف رحمة كما يقال !!
لعله غلبكِ في مشترياتكِ..
يا عروس ياحبيبتي ..
حذار حذار من هذا، فإنكِ إن استجبت له فقد فتحت لنفسكِ باباً يصعب إغلاقه..
ثم لا تلبثين إلا و قد تماديت و وصلتِ إلى المحرمات قطعاً.
فاغلبي هذا الهاجس فهو في بدايته و ما زال ضعيفاً، و لا يغرنك فعل فلان و فلانه.
فإن أفعالهم ليست مسوغاً و دليلاً على الجواز ، بل هي حيلة " إبليسية "حتى تطمئن نفسكِ بأنكِ فعلت مثلما يفعل الآخرون!!
انظري بعين بصيرة إلى ما آلت إليه أحوال البعض يكشفن ما لا يجوز لو كان لرجل فكيف بامرأة !!
ضعي رضا الله معياركِ عند أي شراء و أي تصرف..
صدقيني إنكِ إن فعلتِ ذلك ستنالين مرادكِ و أكثر..
[ .. وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ ..] {الطَّلاق:2 – 3}
وعد من الله تعالى ومن أصدق منه وعداً ؟!
فسيعطيكِ ما لا يخطر ببالك فقط أخلصي النية لله تعالى وحده ..
فهل حدثكِ أحد بمثل حديثي .؟
يا عروس ..
كلها أيام و لحظات و تفارقين أغلى اثنين أمكِ و أبوكِ ..
كيف أنتِ معهما في هذه الفترة ؟ هل أثرت نفسيتكِ المتعبة من التسوق على علاقتكِ بهما؟
هل أحسست بعد ارتباطكِ برجل دخل قلبكِ باستغنائكِ عنهما ؟
هل تحرصين على إرضائهما و استغلال الدقائق لبرهما ؟ و فعل ما يسعدهما؟
أبوكِ هل أرهقته بطلباتكِ ؟
أمكِ هل ضايقتها بتصرفاتكِ و عدم احترام رغباتها في زفافكِ ؟
هل رميتِ كل الحمل عليها؟
يا عروس ..
إنهما بابان للجنة ، دعواتهما مستجابة و قد توصلكِ للسعادة بإذن الله.
لم لا تحرصين على إدخال السرور لقلبيهما ، و فعل ما لم تفعلينه من قبل معهما..
أشعريهما بأهميتهما و مكانتهما في قلبكِ الطاهر ، و أنه لا تغمض لكِ عين إن لم يرضيا عنكِ..
و أخيراً .. لا تنسي أن تشتري لهما هدية تليق بهما تهدينها لهما يوم زفافكِ
فإن لها أثراً عظيماً لا تدركينه إلا إذا صرتِ أماً لعروس بإذن الله..
يا عروس هل صارحك أحد بمثل هذا ؟
أتمنى أن تجد كلماتي وقعاً طيباً و فعلاً حسناً، و أن تكوني خير مثال للعروس الأنيقة التي توجت حياتها بطاعة ربها..
ختاماً فلتحرصي أخية على التفقه في أمور الزواج ، فهي الأسس التي يقوم عليها بيتكِ .
دعواتي لكل عروس تقرأ كلماتي بالتوفيق و السعادة و الهناء و "الأناقة"..
و صلى الله على محمد و على آله و صحبه و سلم