تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وقفة مع أحد أسباب الطلاق ورسالة إلى أولياء الامور

وقفة مع أحد أسباب الطلاق ورسالة إلى أولياء الامور 2024.

دار

إنّ مما يحزّ النفس ويتعبها ويشقّ عليها ، ما نراه اليوم من انتشار الطلاق في الأسر المسلمة خصوصاً الناشئة منها ، نراها تُضرب بهذا الزلزال العظيم وبعضها لم يجرِ على بدئها أكثر من عام واحد ، والسؤال لماذا ؟

لست هنا لأبحث في أسباب الطلاق ولا نتائجه ، ولكن للوقوف على سبب خطير لعل بعضهم أو ربما معظمهم لا يلتفت إليه ، بل ويروونه أحياناً على سبيل النكتة أو الفكاهة مع أنه – في الحقيقة – واقع ! إنه الزواج ..

بلى .. الزواج هو السبب الأول والمباشر للطلاق ، سيضحك بعضكم ليقول ، وما الجديد في ذلك ؟ وهل ينفصل غير المتزوجين ؟
بالتأكيد لا ، ولكن سوء إتمام الزواج هو السبب حتماً ، سوء الاختيار والتقدير والتفكير ، الطلبات الكثيرة والشروط الثقيلة التي يضعها كل من الشاب والفتاة على الآخر ، والاهتمام بالقشور والنظرة المادية للأمور … وغيرها كثير ..

و أيضاً لست هنا لأتكلم عن كل تلك الأسباب والشروط ، إنما لأقف على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي نسيه البعض أو ربما تناسوه لأنه يخالف أهواءهم ويعارض مزاجاتهم ..!
" إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض "
وإنه لمن أشد العجب أن يدعي رجلٌ التقوى والصلاح والسير على مراد الله في كل أموره ثم إذا خطب إليه شاب يرضى دينه وخلقه ، ولكنه لا يرضى فيه أمر آخر ، رفضه و أقصاه حتى لو أرادته البنت أو قبلت به !
تراه لم يرَ حديث رسول الله هذا ؟ لم يفكر فيه ؟ لم يدرك صيغة الأمر في " زوجوه " و " إلا تفعلوا " ..؟

إن مما دفعني إلى كتابة هذا المقال منظر رجل يهترئ قلبه حزناً على ابنته التي رفض تزويجها من شاب تحبه ويحبها ، وكليهما على قدر من الأخلاق الرفيعة والتهذيب ، حتى أنهما أردا لنفسيهما بداية مباركة يرضاها الله ورسوله ، فطرق الشاب باب بيت الفتاة يطلبها كما ينبغي أن يفعل ..
لم يكن فقيراً معدماً ، ولا جاهلاً مغفلاً ، ولا شارداً بلا أهل ونسب ، متعلم في طريقه إلى شهادة جيدة ، له عمله ودخله ، وبجانبه أبوه يباركه .. والبنت اختارته دون سواه و رضيت به لنفسها
ففيم الرفض ؟؟ وبأي حق ؟

كان الأب يضع حججاً واهية لا يقبلها منطق العقل القويم ويرفضها منهج الدين السليم .. حتى أنه لم يتمكن من إقناع ابنته بسبب رفضه ، و لكن أذعنت الفتاة لرغبة أبيها ، وخرج الشاب يجر أثواب الخيبة ، وتزوجت بعد حين شاباً آخرَ رضيه أبوها ، ولم يمض عام إلا وعادت إليه مطلقة ذليلة يكاد ينفطر قلبها من البكاء ..
أما الشاب فتزوج بأخرى و وصل إلى مسمعهم أن عائلته في قمة الاستقرار و زوجته غاية في السعادة والهناء لحسن خلقه ، و رجاحة عقله ، و استقامة سلوكه ، وخوفه من ربه .
جلس الوالد حزيناً خائباً تدمع عيناه و ترتجف يداه ، حزناً وندماً و ربما .. خجلاً .. يقول بغُصّة :
" ظلمت ابنتي " ..!!! آالآن ..؟
ألم تقرأ " إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض " ؟
ألم يكفك تعبير " الفتنة والفساد " ؟ أم أنكم تهيئون الدين وفق أهوائكم ؟ تؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ..!

إنها والله لفتنة أشد من القتل وفساد أعرض من البغي والظلم ، فالأسرة المسلمة قوام هذه الأمة التائهة وحجر أساسها وعمود ارتكازها ، فإن عبثتم فيها عبثتم في المجتمع كله ، وإن قومتموها قومتم أمة بأكملها .. فما بالكم تهدمون بأيديكم ما أراد الله إعماره ، وأمر رسولُه بتقديسه وإجلاله ..؟!

أيها الآباء .. إنكم لميتون و محشورون ثم إنكم والله من بعد ذلك لمسؤولون ، فإذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه …
إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض

فتنة في الأرض

وفساد

عريض …

( هذا المقال موجه إلى كل أولياء الأمور والآباء حصراً .. علّ الله يرفع عنا – بتبليغنا عن نبيه كلمة – بلاء الطلاق الذي حاق بمجتمعنا وصار مشكلة ينبغي أن يوضع لها حل )

اصبتي غاليتي فيما طرحتي وربي انت محقة في طرحك
اهل ينفع الندم في وقت قد ضاع بل عمرا قد ضاع اما روح انسانه قد ضاعت
فعلا محتاجين لوقفه !!!!!!!!!! بعيدا عن الحجج والاوهام الذي يضعونها حجرة في طريق بنايتهن

اختي الغالية صدى دمشق
طرحك غاية في الاهمية ومناقشتك هادفة
اسأل الله لك السعادة في الدارين وان ينفع بك بما كتبتي

دار

ومبروووك الوسام

دار

بصراحه رائع رائع ماطرحتي
وكم هي مؤثره كلماتك
ونحن بحاجه لمثل هذا التذكير في زمن نتناسى فيه المباديء والاصول الدينيه
ولكن يجب الا ننسى ان الاب والام دائما يبحثون عن الافضل لبناتهم
وكل الاسر تتمنى ان ترى بناتها في احسن الاوضاع وفي اسعد حياة
وليتحقق مايتمنوه لبناتهم
عليهم التمسك بأوامر ديننا الحنيف وسنة رسولنا الكريم

جزاكي الله خير اختي
وجعله في ميزان حسناتك
ورزقك سعادة الدارين

فعلا دائما نتمسك بالقشور ونترك اللب هذا فلان من عائله ومنصب وراتب و و و و و وننسى اهم شئ!!

الاخلاق لانهتم باخلاق الرجل على كثر اهتمامنا براتبه وعائلته وكم حيدفع مهر امور لا قيمة لها عند الاخلاق

يتمسكون بسفاسف الامور ويتركون الاصول فوصل حالنا الى انتشار العديد من الظواهر كالطلاق والعنوسه

من المسؤول عن ضياع شبابنا وبناتنا من يدفع ثمن ذلك ؟؟

سلمت يداك غاليتي على موضوعك الرائع الذي يعيد بنا ان نفكر في حالنا في كثير من الامور

كم هو مؤلم ان يكون الوالدان سبب تعاسة الابناء
سواء قصدوا الامر ام لا …..يبقى الامر جدا مؤلم
واي ندم بعد ان جرعوا فلاذات اكبادهم طعم المرار
قضيتك للاسف ….لا يحدها حدود ولا عادات ولا علم بل انها امرا منتشر في كل مكان وزمان
وهذا ان دل على شئ فانه يدل على انعدام الوازع الديني بين مجتمعاتنا المسلمة
اختى بارك الله فيك على ما قدمت واسأل الله لك السعادة والتوفيق في الدارين
ام البنات كانت هنا في مقالة ولا اروع
خطاب غاية في الأهمية أرجوا أن يصل صداه
الى كل من يقف حجر عثرة في طريق البنات
اللهم أصلح أحوالنا وأحوال أخواتنا في كل مكان
واكشف كربهم يارب العالمين…………….
كتابة رائعة غاليتي تبرز احساسك الجميل بأخوات لنا
واصلي هذا التألق وعين الله ترعاك…………

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.