تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » وقفة مع آية

وقفة مع آية 2024.

  • بواسطة
وقفة مع آية

" وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ"
قال الله تعالى :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَلْتَنْظُرْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ لِغَدٍ
وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ
سورة الحشر اية 18

هذه وصية الله لنا معاشر المؤمنين، وصية من هو أرحم بنا من أمهاتنا،
وأحن علينا من أنفسنا: ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله:
أي خافوا الله واحذروا عقابه، بامتثال أوامره واجتناب نواهيه.
ولتنظر نفس ماقدمت لغدٍ. أي ليوم القيامة.

قال ابن كثير:
انظروا ماذا ادخرتم لأنفسكم من الأعمال الصالحة
وسمي يوم القيامة غداً لقرب مجيئه
قال تعالي
وَمَا أَمْرُ السَّاعَةِ إِلَّا كَلَمْحِ الْبَصَرِ (النحل 77)

واتقوا الله:
كررها للتأكيد ولبيان منزلة التقوى التي هي وصية الله تعالى للأولين والآخرين
قال تعالى

"وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ"
(النساء 131)

ولنقف اليوم مع: ولتنظر نفس ما قدمت لغدٍ، الغد هو المستقبل الذي نخطط من أجله.
ونسعى ونجد ونجتهد ونكدح ليل نهار، وحين نسأل لماذا؟

يكون الجواب:
من أجل تأمين المستقبل، ولكن أي مستقبل هذا الذي نخطط؟!!
كلنا يعرف الجواب!
ولا اعتراض على أن يخطط الإنسان ويسعى من أجل مستقبله في حياته الدنيا،
ولكن أليس مستقبله الحقيقي هو الآخر جدير بالتخطيط والعمل؟!
كم نمضي من أعمارنا من سنوات على مقاعد الدراسة لتحصيل الشهادات من أجل تأمين المستقبل؟

وكم نمضي في العمل والوظيفة من أجل جمع المال للمستقبل؟

ومقابل ذلك كم خصصنا من أوقاتنا من أجل تأمين حياة الآخرة التي هي أطول وأبقى؟

وهي الحياة الحقيقية؟
أما تستحق منا أن نخطط لها وأن نبدأ في التحضير لها من الآن؟
أما تستحق أن نبذل من أجلها الوقت والجهد والمال؟
فواعجباً لإبن آدم يخطط للمستقبل الذي قد لايأتي وينسى مستقبله الآتي لامحالة!
تجد من الناس من نذر نفسه للوظيفة مخلصاً في عمله مجتهداً
بكل ما أوتي من قوة يسابق الطير في بكورها ولا يخرج إلا متأخراً يعمل بلا كلل ولا ملل
يشار إليه بالبنان في الجد والاجتهاد ويضرب به المثل في الدوام والانضباط
ولكن إذا بحثت عنه في المسجد لم تجده!
وإذا فتشت عنه بين الصائمين لم تعثر له على أثر!
وإن تحسسته في الصدقة وأعمال الخير من كفالة يتيم أو نصرة مجاهد
أو رعاية محتاج أو إيواء مسكين أو إطعام جائع أو كسوة عار
لم تجد له فيها سهماً ولادرهما ولاديناراً.

نعوذ بالله من الخسران ومن الذل والهوان.

ولنعد إلى الآية الكريمة ونتأمل لفظ ولتنظر:
إن النظر يقتضي الفكر والفكر يقتضي التخطيط والتخطيط
يقود إلى العمل والمقصود بالعمل هنا العمل من أجل الآخرة والآخرة
خير وأبقى كما أخبر ربنا تبارك وتعالى…
فياأختي في الله هل امتثلنا لأمر ربنا وهو العالم بما يصلح حالنا ومآلنا؟
وهل وقفنا مع أنفسنا وقفة تأمل في لحظة محاسبة وتفكرنا في أعمالنا
كم منها نعمله من أجل الآخرة؟ وهل بإمكاننا أن نقدم أكثر وأكثر؟
هل تفكرنا في أعمال الخير ووضعنا لنا برنامجاً بحيث نضرب في كل مجال منها بسهم.
كم قدمنا لآخرتنا من قيام الليل؟
وكم قدمنا من قراءة القرآن – كنز الحسنات –
كل حرف منه بحسنة والحسنة بعشر أمثالها؟
كم قدمنا من الصدقات؟ كم قدمنا من الصيام؟
من صام يوماً في سبيل الله باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا.
كم حجينا وكم اعتمرنا؟ كم ذكرنا الله؟
كم هللنا وسبحنا الله وحمدناه وكبرناه في اليوم والليلة؟
وكم وكم من أبواب الخير وأعمال الآخرة التي كلها سهلة وميسورة
وفي متناول الفقير قبل الغني والوضيع قبل الوزير؟
ولكن أين المشمرون؟ أين طلاب الآخرة؟

فاليقظة اليقظة ياعبدالله!!
لايأتيك الموت وأنت غافل ساهٍ تركض في حياتك الدنيا تجري وراء متاعها الزائل
غافلٌ عن الآخرة والآعمال الصالحة
قال تعالى:

{ حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ
لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحًا فِيمَا تَرَكْتُ
كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ }

المؤمنون 100,99

اللهم لاتجعل الدنيا أكبر همنا ولامبلغ علمنا ولاإلى النار مصيرنا،
اللهم بصرنا بعيوبنا ونور أبصارنا واصلح أحوالنا واهدنا إلى صراطك المستقيم

جعلكِ الله من أهل القرءان العالمين به العاملين

بما فيه

جزيتي الجنة حبيبتى

لا عدمناكِ

اللهم نسألك الثبات وحسن الخاتمة
جزاكِ الله خيرا
سلمت يداكِ على طرحك القيم
اثابك الله

ما شاء الله موضوع رائع وقيّم
بارك الله فيكِ
وجزاكِ الله ووالديكِ الأجر الكبير
وجعلنا الله وإياكم من المتعظين بكتاب الله وسنة الحبيب المصطفى
صلى الله عليه وسلم
تقبلي ودي ومروري

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة رسولي قدوتي

دار

جعلكِ الله من أهل القرءان العالمين به العاملين

بما فيه

جزيتي الجنة حبيبتى

لا عدمناكِ

جزاك الله خير ولك بالمثل

دار

قد يهمك أيضاً:

اقتباس : المشاركة التي أضيفت بواسطة ابنة الحدباء

دار

اللهم نسألك الثبات وحسن الخاتمة
جزاكِ الله خيرا
سلمت يداكِ على طرحك القيم
اثابك الله

جزاك الله خير ولك بالمثل

دار

قد يهمك أيضاً:

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.