تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل تعرفى من هو قراقوش؟

هل تعرفى من هو قراقوش؟ 2024.

  • بواسطة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كثير من الناس لا يعرفون من هو (قراقوش)، ولا في أي عصر عاش، ومن أين جاء، وما هي أحكامه التي يتواطأ العّامة، وغيرهم، علي أنها مثال للظلم، وغرابة الأطوار، والخراقة، والغفلة؟

قراقوش: وهو لفظ تركي معناه بالعربي العُقاب، الطائر المعروف، وبه سمي الإنسان

كثيرون سيفاجأون، عندما يعلمون بأن (قراقوش) بطل من أبطال زمن صلاح الدين والدولة الأيوبيّة بمصر، وشخصيّة فذّة امتازت بالجّد في العمل، والإبداع في هندسة القلاع التي ما زال بعضها ينتصب شامخا، كقلعة صلاح الدين المطلّة من فوق جبل (المقطّم) علي القاهرة.

(قراقوش) أبو سعيد قراقوش بن عبد الله الأسدي الملقب بهاء الدين ( – 597هـ) رومى الأصل، بعض سيرته في بدايتها مجهول، فقد امتلكه أسد الدين شيركوه، عم صلاح الدين الأيوبي، وحرره من العبودية، ثمّ جعله لكفاءته وذكائه أحد ضبّاط جيشه. اختار لنفسه اسم بهاء الدين بن عبد الله الأسدي، نسبةً إلي سيّده (أسد الدين)، والذي اصطحبه معه إلي مصر. بعد وفاة أسد الدين انتقل لخدمة ابن أخيه صلاح الدين الأيوبي واستبدل كنيته (الأسدي) بـ(الناصري) نسبة للناصر صلاح الدين.

جعله صلاح الدين الأيوبي متوليّاً علي القصر الفاطمي بعد أن أنهيت الخلافة الفاطمية ودعي علي المنابر للخليفة العبّاسي، فعالج (قراقوش) الأمور بشدّة وحكمة ويقظة، وأفسد كل المؤامرات التي حاول تدبيرها من بقي في القصر من البطانة الفاطميّة.


وكان مثالا كاملا للرجل العسكر إذا تلقى أمرا اطاع بلا معارضة ولا نظر ولا تأخير ، وإن أمر أمرا لم يرض من جنوده بغير الطاعة الكاملة لا اعتراض أو تأخير أو نظر .

وكان أعجوبة في أمانته ، لما احس الفاطميون بقرب زوال ملكهم شرعوا يعبثون بنفائس القصر ويحملون منها ما يخف حمله ، ويغلو ثمنه ، وكان القصر مدينة صغيرة كدس فيها الخلفاء الفاطميون (كذا يعوهم الناس وليسوا على التحقيق من الفاطميين ) خلال قرون من التحف والكنوز والنفائس مالا يحصيه العد ، ولو ان عشرة لصوص اخذو منه ما تخفيه الثياب لخرج كل منهم بغنى الدهر ولم يحس به أحد .

فوكل صلاح الدين قراقوش بحفظ القصر فنظر فإذا أمامه من عقود الجواهر والحلي النادرة والكؤوس والثؤيات والبسط المنسوجة بخيوط الذهب ما لامثيل له في الدنيا ، هذا فضلا عن العرش الفاطمي الذي كان من أرطال الذهب ومن نوادر اليواقيت والجواهر ومن الصنعة العجيبة ما لا بقوم بثمن (ومثله عرش الطاوس الذي تعتز به غيران وما هو لها إنما هو عرش شاهجهان باني تاج محل ).

وكان في القصر فوق ذلك من ألوان الجمال في المئات والمئات من الجواري المتحدرات من كل أمم الأرض ما يفتن العابد ، فلا فتنه الجمال ولا أغواه المال ، وفى الأمانة حقها ولم يأخذ لنفسه شيئا ولم يدع أحدا يأخذ منها شيئا .

وهو الذي اقام اعظم المنشئات الحربية التي تمت في عهد صلاح الدين، وإذا ذهبتم إلى مصر وزرتم القلعة المتربعة على المقطم المطلة على المدينة فاعلموا أن هذه القلعة بل المدينة العسكرية اثر من آثار قراقوش .

وإذا رأيتم سور القاهرة الذي بقي من آثاره إلى اليوم ما يدهش العين فاعلموا أن الذي بنى السور وأقام فيه الجامع وحفر البئر العجيبة في القلعة هو قراقوش .

ولما وقع الخلاف بين ورثة صلاح الدين وكادت تقع بينهم الحرب ما كفهم ولا ردهم إلا قراقوش .

ولما مات العزيز الأيوبي وأوصى بالملك لابنه المنصور وكان صبيا في التاسعة جعل الوصي عليه قراقوش ، فكان الحاكم العادل والأمير الحازم أصلح البلاد وأرضى العباد .

هذا قراقوش فمن أين جاءت تلك الوصمة التي وصم بها ؟
ومن الذي شوه ذهه الصورة السوية ؟

لقد أساء ابن مماتي إلى قراقوش فألبسه وجها غير وجهه الحقيقي .

ابن مماتي هذا كاتب بارع وأديب طويل اللسان ، كان موظفا في ديوان صلاح الدين وكان الرؤساء يخشونه ويتحامونه ويتملقونه بالود والعطاء ولكن قراقوش وهو الرجل العسكري الذي لا يعرف الملق ولا المداراة لم يعبأ به ولم يخش شره ، ولم يدر أن سن القلم أقوى من سنان الرمح ، وأن طعنة الرمح تجرح الجرح فيشفى أو تقتل المجروح فيموت أمام طعنة القلم فتجرح جرحا لا يشفى ولا يريح من ألمه الموت …

فألف ابن مماتي رسالة صغيرة سماها " الفافوش في أحكام قراقوش " ووضع هذه الحكايات ونسبها إليه ….. وصدقها الناس ….. ونسوا التاريخ …

ومات قراقوش الحقيقي وبقي قراقوش الفافوش كما مات كافور التاريخ وبقي كافور المتنبي وكما نسي عنترة الواقع وبقي عنترة القصة ……

ولذلك الناس ينسبون إليه أحكاماً عجيبة فى ولايته، بسبب كتاب بن مماتي "الفاشوش فى أحكام قراقوش"، وفيه أشياء يبعد وقوع مثلها منه، والظاهر أنها موضوعة، حيث إن صلاح الدين كان معتمدا عليه في أحوال المملكة، ولولا وثوقه بمعرفته وكفايته ما فوضها إليه، وتوفي بالقاهرة سنة (597هـ).

بعض الاحكام المذكوره العجيبه لقراقوش:

حكي أنه بينما كان جماعة في سفر سرق لأحدهم خرجه الملآن دراهم فقدم الدعوى إلى قراقوش فوضع قراقوش حماره في أحد الخيام ودهن ذنبه بشيء له رائحة وأمر جميع الموجودين معه بأن يدخل كل واحد منهم إلى خيمة الحمار على حدة ويشد ذنبه زاعماً بأنه عندما ينهق الحمار يكون معه السارق ولما انتهوا من هذه العملية أخذ قراقوش يشم رائحة أيديهم حتى وصل إلى الشخص الذي ليس في يديه رائحة فحكم عليه .

2 -وتقول حكاية النساج ان احد اللصوص دخل مشغل نساج ليسرق فاصطدمت عينه بالابرة مما ادى لفقدانه اياها. وشكا اللص امره الى القاضي قراقوش فأمر هذا بقلع عين النساج. وباءت توسلات النساج المسكين بالفشل. واخيرا طرأت فكرة للنساج. اقترح ان تقلع عين صياد بدلا من عينه لان الصياد لا يستعمل في اثناء عمله سوى عين واحدة. ووافق قراقوش ونفذ الحكم في الصياد … ومثل ذلك الجور يبدو في حكاية النجار، فقد اتفق ان كان نجار يعمل في منزل احدهم فوقع حجر كسر رجله. وشكا النجار صاحب البيت الى قراقوش الذي حكم بأن تكسر رجل صاحب البيت. ولكن الاخير تتصل من الامر والصق الذنب بالبناء. ولما حضر البناء الصق الذنب ببنت كانت ترتدي ثوبا احمر زاهيا لفت انتباهه ولم يتمكن من ان يضع الحجر مكانه. واحضرت البنت فالصقت الذنب ببائع القماش. وحاول الاخير ان يلصق الذنب بالتاجر الانجليزي الذي لم يرسل له القماش المناسب. وعندها اصدر قراقوش حكمه بشنق البائع من على العتبة العليا لباب بيته. ولما كان البائع طويلا فقد امر قراقوش رجاله بأن يشنقوا اقصر رجل يواجهونه في الطريق.

3-تقول الحكاية ان اثنين من ابناء رجل ثري استغلوا. حالة الاغماء التي اصابت والدهما واخذاه الى المقبرة بعد ان كفناه وجهزاه للدفن. وفي الطرق افاق الحي المحمول الى المقبرة وشاهد قراقوش فناداه باسمه ليخلصه من ورطته. وعندها سأل قراقوش اقرباء الميت اذا كان الرجل الذي يحملونه ميتا فأجابوا جميعا بالايجاب. ثم سأل الناس بالسؤال نفسه ثانية فأجابت مئات الحناجر بأن الرجل ميت. وعندها امر قراقوش بأن يدفن الرجل المحمول. وعندها اغمى على ذلك التعيس ثانية. وكان قراقوش وزيرا في مصر على عهد الملك الناصر صلاح الدين الأيوبي ، و قد عرف بشدته و عدم تهاونه مع الخارجين عن القانون ، و مما يروى عنه انه جيء إليه بمتهم فسأله بداية عن عمره فأجاب المتهم إجابة غير واضحة قائلاً : من 30 إلى 40 " فسأله قراقوش أن يحدد سنة بالضبط فقال الرجل أنها من 20 إلى 30 لكن قراقوش أيضا طلب منه أن يحدد فقال الرجل من 10 إلى 20 فأمر قراقوش حارسا أن يضعه في السجن و هو يقول : ضعه في السجن قبل أن يعود لبطن أمه !!!!

مجمع من عده منتديات

منقول رآئع غاليتي
دمتِ بهذا التميز
دار
جزاك الله خير حبيبتي على الموضوع المفيد

ماشااء الله .. الله يعطيك الف عآآفيه

🙂

موضوعك رائع قووووى زهرة

شكرا لكى

الوسوم:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.