تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » هل التكافؤ شرط لنجاح الزواج؟

هل التكافؤ شرط لنجاح الزواج؟ 2024.

ياسر باعامر ، سلطان حمزي (جدة)

كما أن التوافق لا يعنى التماثل، فإن الاختلاف لايعنى التنافر. مفهوم ينطبق أشد الانطباق على الزواج، فليس مطلوبًا أن يضم عُش الزوجية نسختين من شخصية واحدة، ولا ينجح زواج قطبين متنافرين، ومن ثم فإن هذه المعادلة الصعبة يحلّها “التكافؤ” وهو اللفظ الذي يعبّر عن التشابه بلا تطابق ، والاختلاف بلا تعارض، التشابه الذي يوفر فرص الاقتراب والاندماج والتوحد، والاختلاف الذي يضع مساحات الحوار ويدعو إلى بذل الجهد لترميم الفجوات مما يجعل كلا الزوجين أحرص على استمرار زواج تعبا لكي

ينجحاه .

فهل التكافؤ في النواحي الدينية والاجتماعية والثقافية بين الزوجين له آثار حقيقية على الزواج أم أن المسألة مجرد
وهم؟ هذه الأسئلة وغيرها نحاول الإجابة عليها من خلال هذا التحقيق. يرى محمد رشيد العويّد “ الكاتب الاجتماعي المعروف “ أن الكفاءة إنما تكون للرجل، ويقول: إنني لست من الداعين إلى التكافؤ بين الأزواج، أي لا أرى أن يكون الزوجان من طبقة أو مستوى تعليمي شرطاً ، بل أرى أن يكون الرجل دائماً كفؤاً للمرأة.وإخفاق كثير من حالات الزواج من انتهائها بالطلاق إنما يعود إلى غياب هذه الكفاءة ، أي أن الأزواج لم يكونوا أكفاء لمن تزوجوهن من النساء. ويضيف العويد : إن فطرة المرأة، وواقع الحال ، والدراسات الاجتماعية المختلفة ؛ كلها تشهد لكفاءة الزوج ؛ فالمرأة تريد من يتزوجها أن يكون رجلاً، بكل ما تعنيه كلمة “ رجل “ فلا تريده متشبهاً بالمرأة، أو يحمل صفة من صفاتها. وتريده قادراً على الإنفاق عليها وحمايتها وتوفير الأمن لها ولأطفالها. ويقول العويد : هناك دراسات واستطلاعات حديثة تظهر سبق الإسلام في التأكيد على كفاءة الرجل ليكون زوجاً، واشترطت أكثر المذاهب على أن يكون الرجل كفؤاً للمرأة التي يريد الزواج منها وليس العكس، أي ليس شرطاً أن تكون المرأة كفؤة للرجل الذي تتزوجه، ذلك أن الرجل يسهل عليه طلاق امرأته ولا يسهل على المرأة ذلك بعد الزواج. ولعل هذا أيضاً يكشف جانباً من حكمة اشتراط الإسلام وجود ولي للفتاة في عقد الزواج، ذلك أن الفتاة لا تستطيع بعاطفتها وحدها أن تعرف إن كان هذا الذي ترغب في الزواج منه كفؤاً لها، ولهذا تنتهي حالات الزواج التي تدفع إليها العاطفة وحدها بالطلاق كما تشهد بذلك الإحصاءات؛ ففي دراسة أجرتها جامعة القاهرة حول ما أسمته زواج الحب والزواج التقليدي تبين أن الزواج الذي يأتي بعد قصة حب تنتهي 88 % من حالاته بالإخفاق، أي بنسبة نجاح لا تتجاوز 12 % أما ما أطلقت عليه الدراسة “ الزواج التقليدي “ فقد حققت 80 % من حالاته النجاح.
الكفاءة ليست شرطَا
ويرى الدكتور عدنان حسن باحارث “ متخصص في التربية الاسلامية “ بأنه وعلى الرغم من أن مسألة الكفاءة في النكاح لا ترقى في أهميتها إلى حكم المهر وضرورته للنكاح، فإن الشريعة لا تعتبر الكفاءة بين الزوجين شرطاً في صحّة النكاح، فإن النكاح بين مسلم ومسلمة بشروطه الشرعيّة صحيح وإن انعدمت الكفاءة بينهما؛ إذ لم تجعل الشريعة السّمحة انعدام الكفاءة بين الزوجين عائقاً للنكاح، وإنما أقرّتها تطيباً للنفوس التي لا تطيق التنازل عنها، فهذه زينب بنت جحش رضي الله عنها على جلالة قدرها، وعظيم شأنها في الإسلام لم تكن على وفاق مع زوجها زيد بن حارثة رضي الله عنه من جهة الكفاءة، حتى اضطر إلى طلاقها، فإذا كانت النفوس الزكية التي تربّت على عين الرسول صلى الله عليه وسلم ثقل عليها التنازل عن حق الكفاءة، فكيف الشأن بغيرهم، ولا سيما في هذا الزمان الذي غلبت فيه الأهواء، وتعلق غالب الناس بحظوظهم من الدنيا، وأبوْا التنازل عن حقوقهم؟
ونبه با حارث إلى أن “ الكفاءة في النكاح بين الزوجين لا تقتصر على مسألة شرف النسب أو المكانة الاجتماعية، أو الثروة المالية، وإنما تتعدّاها إلى مسائل جديدة، أصبحت في عرف الناس اليوم من الكفاءة المطلوبة مثل التقارب بين الزوجين في السن، وقضية التعليم، ودرجة الجمال، والصّحّةِ البدنيّة والنفسيّة، إلى غيرها من المسائل التي يمكن أن تدخل ضمن مفهوم الكفاءة، وتكون أحياناً شرطاً اجتماعياً أو عرفياً يحول – في حال غيابه – دون حصول الزواج” ، وخلاصة الأمر كون الشريعة السمحة تُقرُّ العرف الاجتماعي الذي يراعي الكفاءة بين الزوجين، ولا سيما في الرجل، رغبة في دوام العشرة، وحصول الألفة إلا أنها لا تعتبرها شرطاً لصحة النكاح، وقد يكون التنازل عنها بصورة ما في ظروف الحياة المعاصرة أمراً مستساغاً إذا كانت تحول دون تحقيق مقصد الشارع الحكيم الذي يهف إلى النكاح كهدف أسمى، في حين لا ترقى قضية الكفاءة في الجملة درجة التحسينات، أو الحاجيات على أقصى تقدير.
يخضع للتوافق
من جانبه يشدد د. عوض بن مرضاح “ المستشار الأسري” على كون التكافؤ اعتباراً مهماً في الجملة لاختيار الزوجين لبعضهما نظرا لما قد ينبني على هذا الأمر مستقبلا ، أما عن التفاصيل فمتى ما علم الطرفان حقيقة مواصفات كل واحد منهما ورضيا بالأمر كما هو فهنا تسقط مسألة التكافؤ لاعتبار الرضا وهو فوق كل اعتبار آخر.

جزاك الله خيرااا أختي ووفقك لما يحب ويرضى
مشكوره خيتووووووووووووو

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.