فأمطرَها الجميع بوابلٍ من النصائح.
ولكنَّ اللافت للنظر أن النصيحة اختلفت باختلاف الفئة العمرية لمصدرها
؛ فالجدة
بدأت النصائح عن أهم نقطة وهي الحماة، وقالت لصديقتي بحنية الجدات الغامرة: "ابنتي.. اعلمي أن أمه رقم واحد عنده، فلا تضَعِيْن نفسَك في مقارنةٍ معها أبدًا، وحبك لها من حبك لزوجك، وتذكَّري أنكِ ستكونين حماةً في يوم من الأيام".
وهنا قاطعتها الجارة التي ذكَّرتني لهجةُ كلامها ونبرة صوتها بالأفلام الأبيض وأسود وأشهر حماة في السينيما المصرية، فهي تشبه لحد كبير ماري منيب باختلاف الألوان فقط، ومن الواضح طبعًا أنها حماة، وهذا ما استشعرتُه من كلامها
، فقد قاطعت الجدة معترضةً، وقالت لها: "كيف يا حاجة حتى الأمثال تقول: الحمى عمى؛ فإياكِ أن تسمحي لها بالتدخل، وأغلقي عليها الباب من أول يوم"؛ فنظرتُ لتلك الحماة أتخيَّل حياةَ ابنتها التي تبثُّ فيها تلكَ السمومَ وكيف تكون تلك الحياة العدائية،
ولكنَّ صوتَ زميلتها بالعمل- التي تبدو لي في الثلاثينيات ومعها طفل أطربَنا كثيرًا طوالَ الجلسةِ ببكائِه، ويبدو أنها لم توفَّق في زيجتها، أو على الأقل اصطدمت بأرض الواقع بعد صورة رومانسية خالية من وجود المسئوليات- فقالت لها بدعابة: "الزواج شرٌّ لا بد منه، وهو مقبرةُ الحب، فهو كالطبيخ المسلوق، صحِّي لكنه غير لذيذ".
فتعالت الضحكات؛ باعتبارها دعابةً، لكن لا أخفي عليكم أن نظرات الأم للبنت كأنها تحذِّرها أن تُنصت ولكن فقط تستمع من باب الأدب، فاطمأن قلبي، وهدأ روعي، وشعرت بأن الأم تودُّ أن تقول شيئًا، لكنها تنتظر أن يُفرغَ الجميعُ ما في جعبتهم؛ لتكون مسكَ الختام، فابتسَمَْتُ.
ولكن قطعت ابتسامتي الجارة "الحيزبون" فقالت لها: عوِّدي زوجك على طبعك طبقًا للمثل "جوزِك على ما تعوديه، واربطيه بالعيال بسرعة؛ حتى لا يستطيع أن يلتفت حولَه، واطلبي خادمةً وطلبات عدة، فأنتِ لست بقليلة" فصُعِقْت مما سمعتُ، ونظرتُ للأم أستغيثُ بها أن تنطق قبل أن تتلوَّث أفكارُ العروس،
لكنَّ الجدة تدخَّلت بحِكمتها المعهودة في الوقت المناسب قبل أن تلوِّث الجارة أفكارَ عروستنا البريئة، فقالت: بل اعتادي أنتِ على طباعِ زوجِك؛ لتكوني كما يشاء، واهتمي بالإنجاب لتستقر الحياة، ولتدخل نوعًا جديدًا من البهجة لا لربطه، ونظرتُ للجارة بابتسامة صفراء، فكتمت الكلام في حلقها وسكتت، ولكن بدا أنها لن تستطيع كفَّ لسانها، وأنها تصارع نفسها في إكمال نصائحها المسمومة.
وهنا تدخَّلت ابنه الخالة التي لم يمضِ على زواجها ما يقرب من عام، فقالت لها:
"اهتمي بمظهرك وعِطرك وتسريحتك وملبسك، فالتزين يعني أن تكوني كما يُحب، لا أن تكوني كأنك آتيةٌ من عند الكوافيرة دائمًا، فقط كوني كما يحب أن يراك،
وإياك أن يعود فلا يجد الطعام مطهوًّا،
وتذكَّري أثناءَ قيامك بعمل لزوجك أن تجعلي النيةَ والثوابَ والحبَّ يُحركك، واستقبليه بالابتسامة مهما كان بداخلك من ضيق، واحرصي على أن تكوني له سكنًا، وابتعدي عنه لحظةَ غضبه،
وإياكِ أن ينامَ وهو غضبانٌ عليك، وافعلي كما قال الحديث تمامًا "خير النساء الودود الولود التي إذا أغضبها (هو الذي أغضبها وليس أغضبته) زوجها أتت فوضعت يدها في يدة وقالت: والله لا أُغمض عيني حتى ترضى" فالعلم أثبت أن التلامس "يدها في يده" يحل نصف المشكلة.
وهنا لأول مرة تبتسم الأم والجدة، وأنا أيضًا ابتسمت ولكن لسبب آخر، ابتسمت لابنة العشرين، كل نصائحها تتمحور حول العطر والاستقبال والوجه البشوش ورقَّة المعاملة، وقرأَتْ هي في أعيننا وعلى شفاهنا تلك الابتسامة، فتشجَّعت على أن تُعطي المزيد، فأكملت وقالت: "وأنتِ ستكونين وزيرة المالية في بيتك، فدبِّريها ولو بالقليل"
مقال منقول
وكل منها لها المغزى الطيب .. ان شاءالله
امنياتي بحياة سعيدة هانئة للجميع
والله يسعدك ويسعد الجميع ويوفقك ويوفق الجميع لمايحبهـ ويرضاهـ
وعقباااااااااااااااال كل البنوتات ان شاء الله والله يجمع بينهم وبين ازواجهم ع خير..
أختكم
هوى قلبي
واهل الزوج اذا عاملتهم الزوجة بكل نية طيبة وترفعت عن كل سيئة بتسمعها منهم
وعاملت زوجها بأحترام وما خلته يشوف منها الا كل طيب
اكيد وقتها حتى لو صار بينهم مشاكل رح يقدروا يحلوها دون التأثير على حياتهم الزوجية