تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » من يرد الله به خيرا يفقه في الدين .!

من يرد الله به خيرا يفقه في الدين .! 2024.

دار

[] …. الــحـديــــث … []

دار

[] …. المعـــنى الــعام للــحديــث …. []

ينكر الرسول صلي الله عليه وسلم علي من اعترض علي قسمة المال بأنه غير متفقه في الدين ، وأن الخير له في أن يتعلم دقائق الإسلام وأسراره فيعلم أن الله هو الذي يعطي ويمنع ، وأن الرسول صلي الله عليه وسلم قاسم بأمر الله فلا ينسب إليه زيادة أو نقصان أو الإعطاء أو المنع ، ثم بيّن أن شأن أمته القيام علي أمر الله والرضا بعطاء رسول الله صلي الله عليه وسلم ، وستظل علي هذا الشأن لا يضرها من اعترض أو خالف إلي يوم القيامة .
فجديرٌ بالمعترضين علي أحكام الله وقضائه ألا يتخلفوا عن ركب المسلمين ، أن يرضوا بما آتاهم الله ورسوله ، وأن يقولوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله ورسوله إنا إلي الله راغبون .

[] …. المـبــاحــث الــعربــيــه …. []

(معاوية ) بن أبي سفيان كاتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وسلم عام الفتح ، وُلي الشام من قبل عمر – توفي في دمشق سنة 60 هجرياً وله من العمر ثمان وسبعون سنه والله أعلم .
2- (سمعت رسول الله ) فيه حذف المسموع لأن المسموع هو الصوت لا الشخص ، قال الزمخشري : تقول سمعت رجلاً يقول كذا فتوقع العل علي الرجل وتحذف المسموع لأنك وصفته بما يسمع أو جعلت ما يسمع حالاً عنه فأغناك عن ذكره ، ولولا الوصف أو الحال لم يكن بدأً من أن يقال : سمعت قول فلان .

3- ( يقول ) الجمله في محل نصب علي الحال .
4- (خيراً) أي منفعه وهو ضد الشر ، وهو اسم ههنا وليس أفعل تفضيل ونكره لإفادة العموم فإن النكرة في سياق الشرط كالتي في سياق النفي تفيد العموم ، والمعني من يرد الله به كل خير ، وقيل :التنكير للتعظيم و المعني : من يرد الله به خيراً عظيماً.
5- (يفقه) جواب الشرط أي يجعله فقيها ً- والفقه في اللغه هو الفهم .وفي العرف :العلم بالأحكام الشرعيه الفرعيه ، ولا يتناسب هنا الا المعني اللغوي ليتناول فهم كل علم من علوم الدين .
6- (وإنما أنا قاسم) إنما تفيد الحصر والمعني : ما أنا الا قاسم ، وليس القصد أن رسول الله لا يتصف بصفه أخري غير هذه بل المراد الحصر بالنسبة للسامع الذي يعتقد أن الرسول يعطي ويسمي ( قصر القلب ) أو الذي يعتقد أنه يقسم ويعطي ويسمي (قصر الإفراد).
7- (هذه الأمة ) الأمة الجماعة واحد في اللفظ جمع في المعني ، والمقصود منها أمة محمد صلي الله عليه وسلم ، والمراد بعضها .

[] …. فقــه الــحــديـــث …. []

كان النبي صلي الله عليه وسلم يُقسِّم مالا فخصّ بعضهم بزيادة فاعترض بعض من خُفيت عليه الحكمة فرد عليه الصلاة والسلام بقوله من ( من يرد الله به خيرا يفقه في الدين ، وإنما انا قاسم والله عز وجل يعطي ) أي إنما انا قاسم الوحي فأبلغكم وحي الله وأحكام دينه من غير تخصيص لأحد بشئ دون الأخر ، وما وراء ذالك من التفاوت في فهم أسرار التشريع فالله تعالي معطيه ، وقال بعضهم :إنما انا قاسم المال أما معطيه فهو الله أي إن الرسول منفذ عطاء الله بالتوزيع فقط وأما الغعطاء وتحديده فهو لله ، فمن جعل القسمة للوحي راعي صدر الحديث وسياق الكلام ، ومن جعلها للمال راعي مورد الحديث وأنه كان قسمة المال واعتراض البعض . وكأن الرسول يقول من يرد الله به خيرا يوفقه ويزد له في فهمه في أمور الشرع ليرضي قسمة رسول الله ، ويعلم مستسلما أن المر كله لله وهو الذي يعطي ويمنع – ولما بين ان من اراد به خيرا فقه في الدين بين أمته ممن اراد بهم الخير فإنهم لا يزالون قائمين علي هذا الدين فاهمين له حتي تأتي القيامة بمقدماتها ، او لما رد أولا علي من اعترض لعدم فقه في الدين دفع بذالك ما قد يتوهم من أنه كان في عصره صلي الله عليه وسلم من حرم الفقه في الدين فكيف يكون الحال في العصور المقبلة؟ فقد يفقد بالكلية – والمراد بالأمانة القائمة علي أمر الله كما قال البخاري اهل العلم . وقال الأمام احمد إن لم يكونوا أهل الحديث فلا أدري من هم ؟ وقال القاضي عياض إنما أراد الأمام احمد أهل السنة والجماعة ، وقال المام النووي : يحتمل أن تكون هذه الطائفة مفرقه من انواع المؤمنين .فمنهم مقاتلون ومنهم العلماء ومنهم فقهاء ومنهم محدثون ومنهم زهاد إلي غير ذالك –والمراد بأمر الله الول دين الله الحق والمراد بأمر الله الثاني قيام الساعة أو مقدماتها ، ومعني ذالك أن امة محمد صلي الله عليه وسلم ستظل قائمة محافظة علي دين الله حتي قيام الساعة.
نعم ورد في الحديث ( لا تقم الساعه حتي لا يقول أحد الله ،الله ) و ورد( لا تقوم الساعة إلا علي شرار الخلق ) وقد قال النووي : لا مخالفة بين الأحاديث لأن المراد من أمر الله الريح اللينه التي قرب الساعة فتاخذ ريح المؤمن ثم لا يبقي الا شرار الخلق وعليهم تقوم الساعة –وقد استشكلبأن قوله ( حتي يأتي الله بامره )يشعر انهم لم يكونوا علي دين الله بعد قيام الساعه حيث قالوا : ان ما بعد الغايه يخالف ما قبلها . وأجيب بأن المراد من أمر الله الأول التكاليف ، ويوم القيامه ليس زمان تكليف و الأحسن أن يقال :ليس المقصود منه معني الغايه بل لفظ الغاية مذكر لتاكيد التأبيد نحو قوله تعالي (خالدين فيها ما دامت السموات والأرض ) كأنه قال : لن تزال هذه الامة علي امر الله أبدا – وقيل :إن حتي غاية لقوله ( لا يضرهم من خالفهم ) والمراد من امر الله الثاني فتنة المسيح الدجال ، أو الغاية لتاكيد عدم المضرة كأنه قال : لا يضرهم أبداً من خالفهم .والله أعلم .

[] …. خـلاصـــة الـحــديــــث …. []

1- فضل العلماء علي سائر الناس.
2- فضل علوم الدين عن باقي العلوم .

3- أن من لم يتفقه في الدين ويدرك قواعد الإسلام وأسراره فقد حُرِم الخير .
4- أن المعطي هو الله .
5- فيه دلالة علي حجية الإجمال لأن مفهومه أن الحق لا يعدوا هذه الأمة .
6- استدل به البعض علي امتناع خلو العصر عن المجتهد.
7- فيه إخباره صلي الله عليه وسلم بالمغيبات وقد وقع ما أخبربه ولله الحمد

اصل السند عند البخاري جاء من هذا الطريق :-
عن ابن شهاب قال ،قال حميد بن عبد الرحمن : قال سمعت معاوية خطيبا يقول ( سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول )…الخ النص

وهذا النقل موجود بكتاب المنهل الحديث بشرح الحديث تأليف الاستاذ الدكتور موسي شاهين لاشين
منقول

دار
دار

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.