من رواتبنا اثنتا عشرة ركعة ومن نوافلنا الضحى والقيام والوتر
من رواتبنا اثنتا عشرة ركعة ومن نوافلنا الضحى والقيام والوتر
من رواتبنا اثنتا عشرة ركعة ومن نوافلنا الضحى والقيام والوتر
سيد مبارك
من رواتبنا المؤكَّدة اثنتا عشرة ركعة بعد أو قبل الفريضة؛ لحديث أمِّ حَبيبة زوج النبي – صلى الله عليه وسلم – أنها قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((مَن صلَّى في يوم وليلة ثِنتَي عشرة ركعة، بُني له بيت في الجنَّة: أربعًا قبل الظهر، وركعتَين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل صلاة الفجر))[1].
ومن نوافلنا:
• صلاة الضُّحى؛ لحديث أبي هريرة قال: "أوصاني حبيبي – صلى الله عليه وسلم – بثلاث لن أدعهنَّ ما عِشتُ؛ بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضُّحى، وبألاَّ أنام حتى أُوتِر"؛ مسلم في صلاة المسافرين.
• وقيام الليل؛ لقوله – صلى الله تعالى عليه وآله وسلم -: ((أفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرَّم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل))؛ مسلم في الصيام.
• وصلاة الوتر؛ لقول أبي هُريرة – رضي الله عنه -: "وصَّاني خليلي بثلاث لا أدعهنَّ حتى أموت؛ صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وترٍ"[2].
تنبيهات هامة:
1- رواتِبنا المؤكَّدة قبل وبعد الصلاة اثنتا عشرة ركعة، وهناك رواية أخرى تُفيد بأن الرواتب عشْر ركعات فقط؛ كما ذكَر البُخاري في صحيحِه عن ابن عُمر – رضي الله عنهما – قال: "حفظتُ مِن النبي – صلى الله عليه وسلم – عشر ركعات؛ ركعتَين قبل الظهر، وركعتَين بعدها، وركعتين بعد المغرب في بيته، وركعتين بعد العشاء في بيته، وركعتين قبل صلاة الصبح، وكانت ساعة لا يُدخَل على النبي – صلى الله عليه وسلم – فيها"، قلت: والزيادة والنقص كما هو واضح من الحديثَين في راتبة الظهر، فانْتَبه.
وقال الشوكاني في "نيل الأوطار": "قال أبو جعفر الطبري: الأربع كانت في كثيرٍ من أحواله، والركعتان في قليلها"؛ ا.هـ.
2- صلاة الضُّحى سُنَّة مُستحبَّة عن النبي – صلى الله عليه وسلم – لأدلة، منها:
• في صحيح مسلم عن أبي ذرٍّ قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((يُصبِح على كل سُلامى مِن أحدكم صدقة؛ فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تَهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمرٌ بالمعروف صدقة، ونهْي عن المنكر صدَقة، ويُجزِئ من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)).
الراوي: أبو ذر الغفاري المحدث: مسلم – المصدر: صحيح مسلم – الصفحة أو الرقم: 720
خلاصة حكم المحدث: صحيح
• وفي صحيح مسلم عن زيد بن أرقم قال: خرج النبي – صلى الله عليه وسلم – على أهل قُباء وهم يُصلون الضُّحى، فقال: ((صلاة الأوَّابين إذا رمِضَت الفِصال من الضُّحى))، وهذه الأحاديث الصحيحة وأمثالها، تُبيِّن أن الصلاة وقت الضُّحى سُنَّة مُستحبَّة، ووقتها يبدأ من ارتفاع الشمس قدْر رُمحٍ – مِن رُبع أو ثُلث ساعة – إلى قبل الظهر بنحو ذلك.
قيام الليل من خصائص هذه الأمة، وهو شرَف للمؤمن، والجدير بالذكر هنا أن قيام الليل كان هو الذي يربط المسلمين بربِّهم في صدر الإسلام، فقد قيل: إن قيام الليل كان فرضًا عليه – صلى الله عليه وسلم – قبل أن تُفرض الصلوات الخمس؛ لقوله تعالى: ﴿ وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ ﴾ [الإسراء: 79].
والنافلة: الزيادة، وقيل: كان فرضًا عليه – صلى الله عليه وسلم – وعلى عامة المسلمين؛ لقوله تعالى في هذه السورة: ﴿ إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِنْ ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ ﴾ [المزمل: 20]، ثم خفَّف هذا كله بقوله: ﴿ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ ﴾ [المزمل: 20]، إلى قوله: ﴿ فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْهُ وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا ﴾ [المزمل: 20].
ولكنه – صلى الله عليه وسلم – كان إذا عمِل عملاً داوَم عليه، فكان يقوم الليل شكرًا لله؛ كما في حديث عائشة – رضي الله عنها -: ((أفلا أكون عبدًا شكورًا))، وبقِي سُنةً لغيره بقدْر ما يتيسَّر لهم، والله تعالى أعلم[3].
• يجوز قيام الليل في أي جزء من الليل؛ أوله، وأوسطه، وآخره، وهو الأفضل والأكمل؛ لأنه الثُّلث الأخير، ولحديث عائشة – رضي الله عنها – قالت: "كان ينام أوَّله، ويقوم آخره، فيُصلي ثم يرجع إلى فراشه، فإذا أذَّن المؤذِّن وثَب، فإن كان به حاجة، اغتسَل، وإلاَّ توضَّأ وخرَج"[4].
وقيام الليل مَثنى، مَثنى؛ لحديث عبدالله بن عمر قال: "سأل رجل النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – وهو على المنبر: ما ترى في صلاة الليل، قال: ((مَثنى مثنى، فإذا خَشِيَ الصُّبح، صلَّى واحدة، فأوْتَرتْ له ما صلَّى))، وإنه كان يقول: ((اجعلوا آخر صلاتكم وِترًا))، فإن النبي – صلى الله عليه وسلم – أمر به"[5].
• صلاة الوتر سُنة مؤكَّدة، وحَقٌّ على كل مسلم، ولم يَتركها النبي لا في حضَرٍ ولا في سفر، وحثَّ الأمة على المحافظة عليها، فقال: ((إن الله وِتر يحبُّ الوتر، فأوتِروا يا أهل القرآن))[6].
وجاز الوتر في أي ساعة من الليل من بعد صلاة العشاء للفجر، والأفضل تأخيره لآخر الليل لمن استطاع القيام، والوتر لا يُصلَّى في الليل إلا مرَّة واحدة؛ لحديث: ((لا وِتران في ليلة))[7].
• هناك الكثير من النوافل؛ كتحية المسجد، وصلاة الاستخارة وغيرهما، ومَن زاد من النوافل، أحبَّه الله تعالى؛ كما جاء في الحديث القُدسي: "وما تقرَّب إليّ عبدي بشيءٍ أحبَّ إليّ مما افترضتُه عليه، وما يزال عبدي يتقرَّب إليَّ بالنوافل حتى أحبَّه، فإذا أحببتُه، كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يُبصر به، ويده التي يَبطِش بها، ورِجله التي يمشي بها، وإن سألني لأُعطينَّه، وإن استعاذَني لأُعيذَنَّه، وما تردَّدت عن شيء أنا فاعله تردُّدي عن قبْض نفس المؤمن يَكره الموت وأنا أكره مَساءَته"[8].
الراوي: أبو هريرة المحدث: البخاري – المصدر: صحيح البخاري – الصفحة أو الرقم: 6502
خلاصة حكم المحدث: [صحيح]
من رواتبنا اثنتا عشرة ركعة ومن نوافلنا الضحى والقيام والوتر
من رواتبنا اثنتا عشرة ركعة ومن نوافلنا الضحى والقيام والوتر
من رواتبنا اثنتا عشرة ركعة ومن نوافلنا الضحى والقيام والوتر
جدا جعله الله فى ميزان حسناتك
تقبلى تقييمى
وجعل.. ما أفـدتنــا به .. بموآزين..حسنآتكـ
بارك الله فيكـ .. ونفع الله بكـ ..
موضوعكِ متميز
بارك الله بكِ
دمـتِ برعـاية الله وحفـظه