تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مما قرأت كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي

مما قرأت كتاب جدد حياتك للشيخ محمد الغزالي 2024.

  • بواسطة

كثيراً ما يحب الإنسان أن يبدأ صفحة جديدة في حياته، ولكنه يقرن هذه
البداية المرغوبة بموعد مع الأقدار المجهولة كتحسن في حالته أو موسم معين
أو بداية عام أو شهر جديد مثلاً..!

وهذا وهم.. فإن تجدد الحياة ينبع قبل كل شيء من داخل النفس، والرجل المقبل
على الدنيا بعزيمة وصبر لا تخضعه الظروف المحيطة به مهما ساءت ولا تصرفه
وفق هواها، بل هو يستفيد منها، ويحتفظ بخصائصه أمامها…

ثم إن كل تأخير لإنفاذ منهج تجدّد به حياتك، وتصلح به أعمالك لا يعني إلا
إطالة الفترة الكآبية التي تبغي الخلاص منها، وبقاؤك مهزوماً أمام نوازع
الهوى والتفريط، وما أجمل أن يعيد الإنسان تنظيم نفسه بين الحين والحين،
وأن يرسل نظرات ناقدة في جوانبها ليتعرف عيوبها وآفاتها، وأن يرسم
السياسات قصيرة المدى والطويلة المدى ليتخلص من هذه الهنّات التي تزري به.

إن تجديد الحياة لا يعني إدخال بعض الأعمال الصالحة أو النيات الحسنة وسط
جملة ضخمة من العادات الذميمة والأخلاق السيئة؛ فهذا الخلط لا ينشئ به
المرء مستقبلاً حميداً ولا مسلكاً مجيداً؛ فالأشرار قد تمر بضمائرهم فترات
صحو قليل، ثم تعود بعد ذلك إلى سباتها.

عش في حدود يومك

من أخطاء الإنسان أن ينوء في حاضره بأعباء مستقبله الطويل، والمرء حين
يتأمل ينطلق تفكيره في خط لا نهاية له، وما أسرع الوساوس والأوهام إلى
اعتراض هذا التفكير المرسل، ثم إلى تحويله إلى هموم جاثمة وهواجس مقبضة…

والعيش في حدود اليوم يتّسق مع قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "من أصبح
آمناً في سربه، معافىً في بدنه، عنده قوت يومه.. فكأنما حيزت له الدنيا
بحذافيرها" (رواه الترمذي).

إن الأمان والعافية وكفاية يوم واحد تتيح للعقل النيّر أن يفكر في هدوء
واستقامة تفكيراً قد يغيّر به مجرى التاريخ كله، بله حياة فرد واحد…!

على أن العيش في حدود اليوم لا يعني تجاهل المستقبل، أو ترك الإعداد له؛
فإن اهتمام المرء بغده وتفكيره فيه، فيه حصافة وعقل، وهناك فارق بين
الاهتمام بالمستقبل والاغتمام به.. بين الاستعداد له والاستغراق فيه، بين
التيقظ من استغلال اليوم الحاضر والتوجس المربك المحير مما قد يأتي به
الغد…

ويرد الشاعر على هذه التوجسات بقوله:

سهرت أعين ونامت عيون *** في شئون تكون أو لا تكـون

إن ربًّا كفاك بالأمس ما كان *** سيكفيك في غدٍ ما يكــون

الثبات والأناة والاحتمال

إذا داهمتك شدة تخاف منها على كيانك كله.. فما عساك تصنع؟

يقول كارنيجي:

1ـ سل نفسك ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث لي؟

2ـ ثم هيِّئ نفسك لقبول أسوأ الاحتمالات؟

3ـ ثم أسرع في إنقاذ ما يمكن إنقاذه؟!

والناس –إلا القليل منهم- من خوف الفقر في فقر.. ومن خوف الذل في ذل…

إن الإنسان يتخوف فقدان ما ألِف، أو وقوع ما يفدح حمله، وكلا الأمرين بعد حدوثه يُستقبل دون عناء جسيم..؟!

أعرف رجلاً قُطعت قدمه في جراحة أجريت له، فذهبت لأواسيه، وكان عاقلاً
عالماً، وعزمت أن أقول له: "إن الأمة لا تنتظر منك أن تكون عدَّاءً ماهراً
ولا مصارعاً غالباً، إنما تنتظر منك الرأي السديد والفكر النيّر، وقد بقي
هذا عندك ولله الحمد".

وعندما عدته قال لي: "الحمد لله.. لقد صحبتني رجلي هذه عشرات السنين صحبة حسنة.. وفي سلامة الدين ما يرضي الفؤاد"!

والتحسر على الماضي الفاشل والبكاء المجهد على ما وقع بما فيه من آلام
وهزائم هو –في نظر الإسلام- بعض مظاهر الكفر بالله والسخط على قدره؟!

الشيخ محمد الغزالى
كتاب جدد حياتك
دار

دار

مشكووووووره والله يعطيك الف عافيه
سلمت وسلمت يمينك
دار

دار

دار

دار

جزانا واياكم 🙂

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.